الأباصيرى: برهامى التقى ضباط مخابرات أمريكية فى قبرص سرًا المتحدث باسم الدعوة السلفية ل«الصباح»: تواصلنا مع السفارات «طبيعى» ولا علاقة لنا بالمخابرات الأجنبية يومًا بعد يوم تتجلى صورة العلاقة التى تربط التيار السلفى فى مصر بأجهزة المخابرات العالمية، خاصة الأمريكية والبريطانية، حسبما جاء فى حديث للمدير السابق لوكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية، الجنرال مايكل فلين، نشرته مجلة «فرونت بيج» الأمريكية، حيث أكد دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية، للإخوان والسلفيين بالأسلحة والأموال، ليكشف بذلك، القناع عن العلاقات المشبوهة بين الأطراف الثلاثة، ومن بينها التيار السلفى «الدعوى» الذى يؤكد على الدوام، عداءه للغرب، فيما يعقد الصفقات والتحالفات مع الأنظمة الغربية فى الخفاء. وكشف الداعية السلفى محمد الأباصيرى فى تصريحات خاصة ل«الصباح» عن لقاء جمع بين ياسر برهامى وعدد من قيادات الدعوة، وبين ضباط تابعين لأجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية، وذلك خلال توجهه لأداء العمرة، التى كانت مجرد حجة للسفر حتى لا يثير الشبهات، حيث نزل «ترانزيت» إلى قبرص، وهناك تم اللقاء، الذى جرى خلاله التنسيق لعمل تحالف سلفى أمريكى، هدفه إعادة الإخوان إلى البرلمان المصرى، فى مقابل دعم الدعوة السلفية، وتأييدها أمام النظام المصرى، وعلى أساس هذا الاتفاق تم ضخ ملايين الجنيهات كدعم من تلك الأجهزة للدعوة السلفية فى مصر، وهذا لا علاقة له بما يتظاهر به أعضاء الدعوة السلفية من رفض لعودة الإخوان. وأضاف الأباصيرى أن هذا لم يكن اللقاء الأول الذى يتم تسريب معلومات حوله، فمنذ حوالى ستة أشهر تم دعوة عدد من قيادات التيار السلفى بالإسكندرية لحضور مؤتمر «وهمى» فى باكستان، وأقول إنه وهمى لأن الغرض منه كان سفر قيادات الدعوة، على رأسهم برهامى، دون لفت الانتباه، وبالفعل تم السفر والتقت قيادات الدعوة بعدد من ضباط المخابرات البريطانية، حيث تلقوا عددًا من التعليمات الخاصة بالانتخابات البرلمانية وبعض المواقف السياسية التى على الدعوة تبنيها، وتناول هذا اللقاء أيضًا عمل تحالف يجمع الإخوان وبعض قيادات الحزب الوطنى المنحل، وذلك لإعادتهم مرة أخرى للحياة السياسية، هذا بالإضافة للقاءات المعلنة بالسفارة الأمريكية، وغير المعلنة فى سفارات أخرى، متحديًا الدعوة السلفية فى إنكار الوقائع التى أشار إليها، والتى تم تسريب المعلومات حولها وتستحق أن تتحول تلك القيادات إلى التحقيق بتهمة التخابر. وأضاف الأباصيرى أن الدعم المادى الذى تلقته الدعوة السلفية خلال العام الماضى، يقدر بملايين الجنيهات تم تخصيص جزء للحملات التى تتبناها الدعوة بأوامر من الأجهزة الاستخباراتية، والباقى تم توجيهه للحزب الذى خصص لمرشحيه مبالغ طائلة ستظهر مع بداية الدعاية الانتخابية. وأكمل الأباصيرى، أن المخابرات العالمية اعتمدت الفترة الماضية على مراكز الدراسات فى التقرب من المجتمعات العربية والإسلامية، فجزء من تلك الدراسات تتناول الحياة الاجتماعية للدول العربية والإسلامية، وجزء منها تناول التيارات الدينية وكيفية اختراقها واستخدامها لزعزعة استقرار تلك الدول كما حدث فى سوريا وليبيا والعراق، وبسط نفوذها حتى يمكنها السيطرة على الشرق الأوسط بأكمله، ولعبت تلك المراكز دورًا كبيرًا فى رسم خطط أجهزة المخابرات التى نجحت فى بعض الدول، حيث تم تشكيل تنظيمات بعينها مثل داعش وطالبان، وتم الاستعانة فيها بالكيان السلفى كونه كان الأكثر رغبة فى السلطة والمال، ولذلك كان الرهان عليه، وليس الرهان على الإخوان فقط. وأضاف الأباصيرى أن الإخوان أنفسهم كانوا قد بدأوا فى كشف هذا المخطط فور وصولهم للحكم، لذلك تم منع الشيخ ياسر برهامى من السفر عدة مرات خلال فترة حكم الإخوان، ولم يكن أحد يعلم سر العداء بين الحليفين. وحول الأسلحة التى أشار إليها فلين فى تصريحاته، قال الأباصيرى: إنها أسلحة يتم توزيعها على الجهاديين فى سيناء، أما مجموعات السلفية بالقاهرة والإسكندرية فيكون دعمها ماديًا، ولوجيستيًا، من خلال الخطط والتعليمات التى يقومون بتنفيذها، فالمخطط كبير، ويقوم على أساس علمى منظم، فى سيناء جهاديون، وفى القاهرة والإسكندرية سياسيون ودعاة دين، وبذلك تكون الشبكة العنكبوتية لمخطط السيطرة الذى رسمته أجهزة المخابرات قد اكتمل. وقال الدكتور سمير غطاس رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والسياسية ل«الصباح»: إن علاقة المخابرات بالتيار السلفى بدأت تتوسع بشكل خطير، فالسلفية - والحديث لغطاس- تنقسم إلى سلفية دعوية وسلفية جهادية، أما الدعوية فقد استخدمها نظام مبارك فى مواجهة الإخوان وكانت علاقتهم قوية بجهاز أمن الدولة وكانوا يتلقون التعليمات منه وذلك عام 2005، وتعاون الكيان السلفى والأجهزة الأمنية والمخابراتية ليس وليد اللحظة، ولكنه توسع بعد أن لجأ الغرب للبديل «ب» - فالسلفيون لدى الغرب يطلق عليهم «الإخوان ب» - الذى تمت رعايته فى حالة تم إسقاط الاخوان، أو فى حالة كشف الإخوان وعلاقاتهم بالغرب، وفور سقوط الإخوان تم اللجوء للتيار السلفى للقيام بنفس الدور الإخوانى، والتيار السلفى بمدارسه المختلفة متعاون ومترابط، فالسلفية الجهادية ترتبط بالسلفية الدعوية، ولكن يختلف الدعم المقدم لتلك عن تلك بسبب ظروف كل منها، ولكنهما يعملان معًا، تحت رعاية تلك الأجهزة التى اختارت التيارات الدينية لاختراق الدول، فالأولى دعمها يتم بالأسلحة عن طريق ليبيا والسودان، أما الدعوية يتم دعمها بالأموال. وكشف غطاس أن الدعوة السلفية أنشأت إدارة خاصة للعلاقات الدولية، وهى نفس الإدارة التى أنشأها الإخوان من قبل، وذلك لتلقى التعليمات من الأجهزة المخابراتية التى ترعى السلفيين، وإنشاء الأذرع الدولية بشكل منظم، ومحاولة إيجاد شرعية لما تقدمه أمريكا وغيرها للسلفيين مثل منحة بكار المشبوهة، مضيفًا أن الأمر لا يتوقف فقط على أجهزة المخابرات الغربية، فالذراع الدولية للدعوة السلفية يعتمد فى تمويله على أجهزة المخابرات بالخليج العربى، حيث يتلقى منها تمويل سنويًا ضخمًا، ويتبنى بناء على هذا التمويل نشر الفكر السلفى الوهابى، الذى تتبعه تلك الدول. ولأن الدولة تستخدم السلفيين الآن وتكرر نفس خطأ نظام مبارك، مما ينذر بتكرار ما حدث فى دول أخرى هنا فى مصر فنحن نعمل على كشف تلك التيارات وعلاقاتها بالمخابرات حول العالم قبل أن تتفشى فى المجتمع بأكمله وتسيطر عليه. فى المقابل، وصف المتحدث الرسمى باسم الدعوة السلفية الشيخ عادل نصر، الاتهامات الموجهة للدعوة بأنها «غير حقيقية»، وقال ل«الصباح»: من الطبيعى أن يكون لنا علاقات مع السفارات لكن ليس لنا علاقة بأجهزة المخابرات.