«التفتيش الصيدلى» أغلق «المتحدون فارما» منذ عامين «لعدم مطابقته للمواصفات».. و«الصحة»: التحقيقات جارية ولا خوف من نقص بالمستشفيات كشفت كارثة إصابة 32 طفلًا بالتسمم فى مستشفيات بنى سويف، الأسبوع الماضى، نتيجة تناولهم محلول جفاف، ووفاة 4 منهم، حتى كتابة هذه السطور، عن أن مصنع «المتحدون فارما»، الذى قام بتصنيع المحلول ينتج 10 أنواع أخرى من المحاليل فى مصر. وكشفت «الصباح» أن المصنع ينتج 50 فى المائة من حجم المحاليل فى مصر، وهو ما دفع وزير الصحة إلى سحب المستحضرات، التى ينتجها، من المستشفيات بجميع المحافظات، متخوفًا من إصدار قرار بإغلاقه لأنه يعلم أن ذلك سيتسبب فى نقص خطير بالمحاليل الضرورية للمرضى. وقال الدكتور إسلام محمد، مندوب تسجيل شركات أدوية: إن مصنع «المتحدون فارما» مسئول عن إنتاج 50 فى المائة من المحاليل التى تستخدمها وزارة الصحة فى المستشفيات والصيدليات التابعة لها، مثل أكياس محلول بودرة، وأمبولات ماء مذيب، ومحلول ملح، ومضاد حيوى حقن رينيجر، بل إنه المصنع الوحيد الذى ينتج محلول «ريهايدران» الوريدى. وأوضح أن وزارة الصحة تسحب جميع مستحضرات الشركة من المحاليل من الصيدليات والمخازن والمستشفيات، محذرًا من أن الكارثة الكبرى تكمن فى أن هذا المصنع هو العمود الفقرى، الذى تعتمد عليه وزارة الصحة فى تصنيع المحاليل بمصر، لأن أسعاره رخيصة وينتج كميات كبيرة تغطى 50 فى المائة من حجم المحاليل بمصر، بالإضافة إلى شركة «اتوسكوا» اليابانية التى تغطى 10 فى المائة من احتياجات السوق المصرى، وأسعارها مرتفعة. ولفت إلى أن شركات القطاع العام، مثل النيل للأدوية، إنتاجها ضعيف، ولا تغطى سوى 20 فى المائة فقط من المحاليل المطلوبة. وكشف محمد أن إدارة التفتيش الصيدلى أغلقت هذا المصنع منذ سنتين فقط، لأنه غير مطابق لمواصفات التشغيل الجيد، لكنه عاد للعمل مرة أخرى، وسط تساؤلات حول تورط مسئولين بوزارة الصحة حول الأمر. وأوضح محمد أن المصنع أنشئ عام 2005، ويفوز بمعظم المناقصات الخاصة بالمحاليل نظرًا لإنتاجه الكبير، حيث ينتج 10 أنواع من المحاليل، من بينها 5 أنواع متواجدة بصفة دائمة فى المستشفيات الحكومية والصيدليات، والباقى متوافر فى الصيدليات الخارجية لأنها تختص بعلاج الحالات الحرجة لمرضى الجلطة والسرطان. وحذر عدد من الخبراء والصيادلة من أن بعض مصانع بير السلم تغش العبوات الأصيلة للمحاليل، فيتم تعبئة كميات من «النشا والدقيق»، ويتم خلطها، بحيث لا تؤذى المريض ولا تفيده ولا تكلفه، مع الاستعانة بماكينات طباعة عادية تطبع نفس رقم التسجيل الخاص بوزارة الصحة المكتوب على العبوة الأصلية، وبعد ذلك يعبأ ويغلف ويباع فى الصيدليات، وقد تم ضبط عبوات كثيرة من هذا النوع، كان آخرها الشهر الماضى، وكانت العبوات تخص شركة قطاع عام كبرى.
من جانبه، قال الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، ل«الصباح»: إن المصنع المنتج لمحلول معالجة الجفاف أنتج كميات لم تخضع للفحص، حيث أخذ موافقات بإنتاج 79 ألفًا و144 عبوة، وأنتج أكثر من المصرح به، ولم تخضع العبوات للتفتيش، ويجرى التحقيق مع إدارة التفتيش الصيدلى بالوزارة لعدم الرقابة عليه، لافتًا إلى أنه تم تحديد العينات المستخدمة بمحلول معالجة الجفاف، وسحبه من القطاع الخاص أو المخازن الحكومية. ونفى أن يترتب على ذلك نقص فى المحاليل المطلوبة، فقال: إن المحاليل التى ينتجها هذا المصنع تنتجها مصانع أخرى، ولن تكون هناك أية مشكلة فى المستشفيات.