الكباريهات نقلت نشاطها إلى شقق مفروشة بالأماكن المحيطة السكارى يلتقون بالمصلين فى الطرقات أمام ملهى «العنانى» بالدقى على الرغم من أن الملاهى الليلية والبارات يتم غلقها خلال شهر رمضان احترامًا لحرمانية الشهر الكريم، بموجب قرار مدرج ضمن لوائح رخصة وزارة السياحة، إلا أن هناك دائمًا من يعملون فى الخفاء، متحايلين على القوانين واللوائح ضاربين بها عرض الحائط. وقد نجحت «الصباح» فى اختراق إمبراطورية الحرام التى تمارس كل الحرام فى شهر رمضان، من أعمال مخلة بالآداب وتناول الكحوليات فى نهار رمضان ولياليه أيضًا بعيدًا عن عيون الأجهزة المعنية. وتكشف «الصباح» فى هذا التحقيق عددًا من الملاهى الليلية المخالفة التى تبقى مفتوحة خلسة خلال الشهر الكريم، بعدما تم نقل بعضها إلى شقق مفروشة فى المناطق المحيطة بها، والبعض الآخر لا يزال يمارس نشاطه المعتاد فى مكانه المعلن، ولكن بطريقة هادئة غير لافتة. «محررا الصباح» بدءا التحقيق من ميدان المساحة بالدقى، بعد أن دلهم بعض الأهالى على ملهى ليلى متواجد بالعمارة رقم 19 بالميدان، واسمه «العنانى». الغريب بالأمر أن بجواره مباشرة مسجد، وهنا يتقابل المصلون مع المخمورين فى الطريق بعد صلاة التراويح والفجر. والمثير فى الأمر أيضًا أن جميع أهالى المنطقة يعلمون بوجود هذا الملهى فى عمارة سكنية بالدور الأول وسط مول تجارى، وأنه يعمل حتى خلال الشهر الكريم. وفى هذا المركز التجارى توجد محلات قليلة للغاية، وعند بداية وقوفك أمام تلك العمارة ستجد بعض «الناضورجية» الذين بمجرد توقف «محررى الجريدة» أمام العمارة بادروا بالسؤال بصوت عالٍ: عايزين ايه يا أساتذة؟ المحلات ولا الشقق ولا الدكاترة؟». وعند الإجابة برغبتهما فى الذهاب للمحلات، دلوهما على المدخل المؤدى لها، وسرعان ما صعدا وسط نظرات حادة من عيون الناضورجية، خوفًا من أن يكونا تابعين لجهة ما تنغص عليهم صفو حياة اللهو والمجون التى يغرقون فيها. مرايا وأضواء لامعة وملونة شديدة بمجرد صعودك إلى الدور الأول لتجد الملهى الليلى، وعند سؤال أحد المسئولين به، ويدعى «ر.م»، قال إنهم يعملون خلال الشهر الكريم كطرب وغناء ورقص، ويعملون من الساعة الثامنة مساء وحتى الفجر، ولا ينزلون الخمور للحضور لأنهم فى رمضان. أما عم أحمد، أحد سكان المنطقة، فيؤكد أنه كان منذ سنة أو أكثر ملهى آخر متواجد بعمارة سكنية، وتم إغلاقه بمعرفة الحى، وبعد ذلك تم فتح الحالى، ويصادفون الراقصات والمخمورين يوميًا فى هذا المكان، وهو ما يزعج الكثيرين من سكان الحى. وفى جولة ميدانية ل«الصباح» بشارع الهرم المعروف بوجود العديد من الكباريهات والملاهى الليلية فيه، مررنا على عدد كبير من الكباريهات، التى وجدنا بعضها مغلقًا من أجل التجديدات والصيانة لحين افتتاحها مرة أخرى فى العيد، وأخرى مغلقة تمامًا، لكن كانت هناك بعض الملاهى الليلية المفتوحة وتعمل فى رمضان. وكان من بينها كباريه يسمى «كريزى نايت»، الكائن بشارع الهرم بجوار محطة تموين «توتال»، يفتح أبوابه ليستقبل الزبائن دون أى اعتبار لقرار الحكومة الملزم لجميع الكباريهات أن تغلق أبوابها طوال الشهر الكريم، ودخلنا إليه للتأكد من ذلك، فوجدنا واجهة المحل من الخارج متلألئة بالزينة وأفرع النور المضاءة الملونة، وبالداخل وجدنا مجموعة من الأشخاص يجلسون، من بينهم مجموعة نساء تفصح ملابسهن عن طبيعة عملهن فى المكان. وبسؤال أحد العاملين عما إذا كان المكان يعمل خلال الشهر الكريم، فقال: «ايوة شغال عادى فى رمضان، من بعد الفطار لحد السحور». وامتلأ المكان بالراقصات والأغانى والخمور، متجاهلين أى قرارت أو قدسية للشهر الكريم. ويؤكد أحمد محمد، أحد سكان منطقة الهرم، أن بعض الكباريهات حتى المغلقة تنقل نشاطها إلى الشقق المفروشة المحيطة بالمنطقة، وأن البعض منها يكون مفتوحًا لكن فى الخفاء ولا يعلم بأمره إلا من يترددون على المكان بشكل دائم ومستمر، فى حين تقام موائد الرحمن أمام بعض الكباريهات المغلقة، وتقوم الأخرى بالتجديد والإصلاح فى هذا الشهر من أجل بدء عام جديد بداية من العيد. يذكر أن الإدارة العامة لمباحث الآداب، برئاسة اللواء مجدى موسى، تمكنت من ضبط 99 قضية آداب ومخالفة بينهم 30 فتاة تحرض على الفسق فى حملة مكبرة فى وسط القاهرة مع بدايات حلول الشهر الكريم. وقادت المباحث حملة مكثفة على شارع الهرم، وخلال فحص المنشآت غير المرخصة والمقاهى والملاهى الليلية، تم ضبط 30 فتاة بتهمة التحريض على الفسق بالرقص بملابس مثيرة وإثارة غرائز رواد الملاهى. كما تم ضبط 69 قضية متنوعة ومخالفة تتمثل فى إدارة منشأة غير مرخصة، وتقديم خمور دون ترخيص وعدم حمل شهادات صحية، وعدم الإخطار بوجود مضيفات وعدم الإعلان عن فقرات فنية تم تحرير محاضر بالحملة وإرسالها إلى النيابة للتحقيق.