*الإسكندرية: مقاطعة مساجد فريق برهامى بأمر عبد العظيم *البحيرة: المتمردون يكسبون معركة مسجدى «الفتح والتوحيد» *كفر الشيخ: المنشقون يدعون لمقاطعة الانتخابات تمر الدعوة السلفية بحالة من عدم الاستقرار بعد أن رفعت معاقل الدعوة السلفية فى 4 محافظات، رايات التمرد ضد الدعوة السلفية بالإسكندرية المعروفة ب«دعوة برهامى»، ردًا على تهميش معظم شيوخ الدعوة، واستغلالها لخدمة أغراض سياسية لا علاقة لها بالدور الدعوى للتيار السلفى. «الصباح» تلقى الضوء على أهم تلك المحافظات وعلامات التمرد والسخط التى شهدتها، والتى تعجز قيادات الدعوة السلفية عن احتوائها حتى الآن. تمثل محافظة الإسكندرية المعقل الرئيسى للدعوة السلفية والبذرة الأولى لنشأتها، والتى تشهد حاليًا أخطر حالات تهديد للكيان السلفى، مع تزايد حالات السخط ضد قيادات الدعوة السلفية، والتى بدأت مع سقوط حكم الإخوان، واستمرت حتى الوقت الحالى. وتشهد الإسكندرية العديد من الدعوات التى يقودها رجال الشيخ سعيد عبد العظيم -أكبر قيادات الدعوة وأحد مؤسسيها والهارب خارج البلاد- والذى نجح فى ضم أغلب المنتمين للتيار السلفى فى فريقه، بعد أن وضع خطة لإطاحة ياسر برهامى. أخطر حالات التمرد كشف عنها أحد تلاميذ الشيخ عبد العظيم، وتتضمن رفض إمامة قيادات الدعوة السلفية لأبناء التيار، وعدم التواجد فى مساجدهم وخاصة مسجد الخلفاء الذى يخطب فيه الشيخ ياسر برهامى، ومقاطعة الدروس التى يلقيها شيوخ الدعوة المنتمين لبرهامى وحزب النور، وذلك تنفيذًا لتعليمات الشيخ عبد العظيم، والتحضير لحملة مضادة لحملة «أهلا رمضان» التى تنظمها الدعوة السلفية تحت عنوان «مش عايزنكم»، وهو الاسم الذى تم إطلاقه على الحملة مع حلول شهر رمضان، لكشف حقيقة ما يحدث بالدعوة ورفض مواقف قادتها وتوضيح كيف يتم استغلال الفقر والجهل والدين فى الترويج للدعوة وحزبها. فى المرتبة الثانية تأتى محافظة مطروح والتى شهدت عدة زيارات ولقاءات بقيادات شيوخ الدعوة، للسيطرة على حالات التمرد التى شهدتها المحافظة فى الفترة الماضية، والتى تمثلت فى عزوف المنتمين للتيار السلفى عن حضور اللقاءات التى تعقدها الدعوة خاصة القيادات ومنهم الشيخ على غلاب مسئول الدعوة بالمحافظة، والذى تخلف عن الحضور فى أكثر من مناسبة، وكان آخرها جلسة الصلح التى تمت برعاية الدعوة السلفية بين قبيلتى «الصريحات وعيت دهمان السمالوس» بمدينة الضبعة، فتم الاستعاضة عن حضوره بالشيخ شريف الهوارى مسئول المحافظات بالدعوة والشيخ أحمد الشريف والشيخ أبو بكر الجرارى، الأمر الذى وضع الدعوة فى موقف حرج فى وقت تحاول فيه التقرب من قبائل مطروح لإعادة الثقة التى تأثرت بعد الانشقاق الرسمى لقادة الدعوة بمطروح تحت رئاسة الشيخ محمد جويلى عام 2013، ثم رفض الدعوة بمطروح العمل السياسى فى بيان رسمى برئاسة على غلاب «تلميذ الداعية الهارب محمد عبد المقصود»، والذى نتج عنه إقالة غلاب ثم إعادته بعد تدخل أجهزة بالدولة للصلح بين قادة الدعوة السلفية. ظل الخلاف موجود وبدأ فى الإثمار مؤخرًا بعد خروج غلاب عن السرب والعمل بعيدًا عن تعليمات الدكتور ياسر برهامى، وعدم تبنى الموقف الرسمى للدعوة بالإسكندرية واتخاذ مواقف فردية من شأنها تجديد حالة الانشقاق التى تم احتواؤها من قبل ولكن بصورة غير مباشرة. أيضا فى كفر الشيخ انحصر تأييد الدعوة السلفية، إلى أقل معدلاته، بعد أن استطاع المنشقون استقطاب أهالى المحافظة الأكثر أهمية لدى الدعوة السلفية وأحد أهم معاقلها، فشهدت العديد من مظاهر التمرد والتى وصلت لرفض المصافحة أو إلقاء تحية الإسلام بين قادة الدعوة السابقين والحاليين. ومن أبرز مشاهد التمرد ما حدث بين الشيخ ياسر برهامى أثناء إحدى زياراته للمحافظة، حيث التقى بالشيخ سامى الدوانسى أحد المنشقين عن الدعوة والذى قرر عدم مصافحة برهامى وترك المكان، ولكن قبل مغادرته تدخل أحد المقربين من الدوانسى ونصحه برد السلام على برهامى، ووافق الدوانسى، ولكن عندما طلب برهامى التقاط الصور التذكارية معه رفض الدوانسى وغادر المكان، مؤكدًا أنه لن يعطى لبرهامى الفرصة للمتاجرة بهذا اللقاء لإعادة الثقة مع الأهالى الرافضين لبرهامى ورجاله، وتكرر الأمر مع الشيخ فرحات رمضان الذى يكن العداء لبرهامى ويحمله مسئولية إلقاء القبض عليه. وقرر منشقو كفر الشيخ عدم حضور اللقاءات التى تعقدها الدعوة السلفية، كما دعوا الأهالى لمقاطعتها، وبدأوا فى تشكيل رأى عام بالمحافظة يدعو لمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة لإسقاط حزب النور وكشف قاعدته الشعبية بالمحافظة. أما محافظة البحيرة فتشهد العديد من الأحداث التى عصفت بالقاعدة الشعبية للدعوة السلفية بعد صراع الأهالى مع قيادات فى أحقية الإشراف على المساجد، التى استغلت الدعوة سلطاتها للاستحواذ عليها دون وجه حق مما أوقعها فى صدامات عديدة، وكان آخرها الصدام حول السيطرة على مسجد الفتح الذى يقع بمدخل مدينة كفر الدوار، وطرد رئيس مجلس إدارته منه والدخول فى صراعات قانونية انتهت بأحقية الشيخ صلاح رئيس مجلس إدارة المسجد، وتمكينه منه الأمر الذى رفضت تنفيذه الدعوة السلفية وادعت حقها فى الإدارة، ضمن خطتها للسيطرة على المساجد الكبرى بالمحافظات. وتكرر الأمر مع مسجد التوحيد بالمدينة نفسها، ما نال من شعبية التيار السلفى، وزاد حالات الاعتراض على تصرفات قادتها، خاصة بعد أن كشفت «الصباح» عن قضية التحرش المتهم فيها مسئول الدعوة بكفر الدوار، مما أثار الغضب بين التابعين للدعوة، خاصة بعد رفض قيادات الدعوة بالإسكندرية تغيير مسئولها بكفر الدوار والإبقاء عليه، ليتبرأ معظم المنتمين للدعوة منه ويعلنوا عدم تابعيتهم له ومنهم الشيخ بدر الخبيرى، والشيخ محمد حجاج الذى رفض حضور جلسة عرفية للصلح بين طرفين متنازعين بعد علمه بحضور الشيخ ياسر برهامى للجلسة فى محاولة للأخير لاحتواء الأزمة داخل المحافظة التى تشهد أكبر تواجد سلفى، والمهددة بالخروج عن السرب بعد تراجع نسبة التأييد لمواقف الدعوة السلفية وفقًا لما يقوله شيوخ الدعوة بالمحافظة فى لقاءاتهم الدورية مع الأهالى بالمساجد. من جهته، اتخذ برهامى عدة إجراءات لمواجهة هذا التمرد الذى يهدد الدعوة السلفية فى كبرى المحافظات المؤيدة لها، ومنها تنظيم حملات المساعدات للمناطق الفقيرة بتلك المحافظات وعقد لقاءات دورية بحضور كبار شيوخ الدعوة على رأسهم الشيخ أحمد الشريف والشيخ شريف الهوارى والشيخ عبد المنعم الشحات، وحضور رموز حزب النور ومنهم رئيس الحزب الدكتور يونس مخيون وشعبان عبد العليم وجلال مرة وأشرف ثابت ضمن حملة أهلًا رمضان التى أطلقتها الدعوة السلفية مؤخرًا، وتأتى فى إطار استعدادات الحزب والدعوة لخوض انتخابات مجلس النواب.