لم يشبع اغتصاب الطفل نفسية «الجزار» المريضة، فألقى به من الطابق الرابع، فى جريمة مشابهة لمأساة الطفلة زينة، التى قتلها مغتصباها فى مدينة بورسعيد، لكن هذه المرة فى حى عين شمس، إلا أن أجهزة الأمن تمكنت من القبض عليه قبل أن يفلت بجريمته. المتهم عبدالرحمن الجزار، عامل، مشهور بسوء السمعة، وأهالى المنطقة يجتنبونه ولا يحتكون به خوفًا منه، لأنه كان يعاملهم بعنف وشراسة، ولم تكن واقعة اغتصاب الطفل عمر هى الأولى، فالأهالى أكدوا أنه ارتكب مثل هذه الجرائم أكثر من مرة، لكنها لم تسجل فى محاضر أو دفاتر الشرطة، وكان الحل فى كل مرة أن يجلس أهالى الضحية مع المتهم فى جلسة صلح عرفية. أما الضحية التى قادت المتهم إلى السجن، اسمه عمرو، وجهه ملائكى برىء، عرف عنه أنه كان يحفظ القرآن ويشجعه والداه على أداء الصلاة فى المسجد، وأمه تؤكد أنه كان يرفض الخروج من البيت إلا للذهاب إلى المدرسة أو الصلاة فى المسجد المجاور للمنزل. وفى يوم الحادث استأذن عمرو من أمه، ليذهب إلى المسجد ليصلى الظهر، وأثناء عودته، قابله الجزار، وطلب منه أن يذهب معه إلى المنزل لأنه اشترى لعب «بلاى استيشن» جديدة، ويريده أن يشاهدها، وصدقه الطفل، وذهب معه إلى الشقة. وعندما دخلا البيت طلب الجزار من «ذبيحته» أن يخلع الملابس إلا أن الطفل رفض ذلك، فهدده بسلاح أبيض، لكن الطفل أصر على الرفض، فقيده وكسر يده وألقاه على الأرض وهتك عرضه، وظل الطفل يقاومه حتى مات فى يده. ولم يجد المجرم حلًا أمامه إلا أن لف الطفل فى سجادة وألقى به من الطابق الرابع، ليشاهده الجيران يسقط أمامهم على الأرض غارقًا فى دمه، فى وقت كانت أمه تبحث عنه فى كل شوارع المنطقة، فابنها لم يعتد الغياب عن المنزل، حتى علمت من ضابط الشرطة بأمر الطفل الذى سقط من طابق إحدى البلكونات، وعندما أرادت أن ترى الجثة رفض، لكنه أحضر لها الحذاء وسألها إن كان يخص ابنها أم لا؟ فانهارت فى البكاء. تلقى العميد خالد رضوان، مأمور قسم عين شمس، بلاغًا بالعثور على جثة طفل ملقاة على الأرض ومقيدة الأيدى، وتم نقلها إلى المشرحة، لتوقيع الكشف عليها وبيان أسباب وملابسات الوفاة. وتبين من التحريات أن الجزار 20 عامًا، عاطل وشهرته «عنتر»، استدرج الطفل عمرو.خ، 10 سنوات، بحجة أنه يلعب معه «بلاى استيشن»، وفى الشقة قيده بسلك كهربى، وحاول اغتصابه، وعندما صرخ الطفل مستغيثًا، حبس أنفاسه إلى أن فارق الحياة، ثم ألقى به من الطابق الرابع.