منذ كان طالبًا فى كلية الحقوق بجامعة القاهرة، وهو يشكك فى مصداقية الأحاديث النبوية، الواردة فى كتب كبار علم الحديث، ويطالب الكتب التى «تحوى أحاديث تناقض القرآن وأخلاق النبى محمد (ص)». واستمر إسلام بحيرى، الباحث الإسلامى ومقدم برنامج «مع إسلام» على قناة «القاهرة والناس»، يفتح أبواب الجدل فى أخطر القضايا الدينية، وألقى مؤخرًا حجرًا فى مياه الأفكار الراكدة منذ قرون، مقتحمًا حصون التراث الإسلامى المقدس، ليطالب بتنقية كتب أئمة أهل السُنة والجماعة «الإمام مالك» و«البخارى» و«مسلم» و«ابن حنبل»، و«ابن تيمية». ويواجه «الفتى» - كما يصفه معارضوه - وحده سدًا قويًا منيعًا، وظل عصيًا على علماء كثر، حاولوا نشر التنوير، ونزع القداسة عن فكر يراه كثيرون أنه انتهى بنا لانتشار جماعات الإرهاب المتأسلمة. ورغم الهجوم الذى يتعرض له ليل نهار، ومن أكبر المؤسسات الإسلامية، والتهديدات التى يتلقاها على مدار اليوم، إلا أنه رفض الاستسلام، وقرر مواجهة الأمة بضرورة تطوير فكرها «المتكلس» منذ عصور، ليتحول إلى «عدو للدين، بدلًا من مفكر يبحث عن إجابات لأسئلة تشغل بال الكثيرين». ولد إسلام بحيرى فى عام 1974، بمحافظة سوهاج، وعرف عنه التمرد والعناد، ورفض الرضوخ لأوامر الآخرين، وبدأ معاركه الفكرية منذ كان طالبًا جامعيًا بالدعوة إلى تنقية كتب التراث. تعرض إلى الكثير من الانتقادات والهجوم عليه أثناء الدراسة، ووصل العداء بينه وبين أساتذته إلى حد منعه من استكمال دراساته العليا، ليتوجه إلى الكويت، ويعمل باحثًا فى وزارة الأوقاف الكويتية، ولأنه رفض الهزيمة قرر العودة إلى مصر والدفاع عن أفكاره، وتقديمها للمجتمع عبر وسائل الإعلام. طرق بحيرى أبواب الكثير من الصحف مثل جريدة «الأسبوع» و«الملتقى»، حتى انضم إلى جريدة اليوم السابع، متوليًا الإشراف على مركز الدراسات الإسلامية بالجريدة، ومن خلاله نشر مقالاته ودراساته حول الأئمة الأربعة، وعقد مقارنات بين بعض الأحاديث الموجودة فى كتب التراث، وما يناقضها من وجهة نظره. واجه بحيرى صعوبات كثيرة، لأنه يعتمد على العمل بنظرية الصدمة، فى اقتحامه المناطق الشائكة، ما أدى إلى تهديده بالقتل هو وأسرته، وقرر التوقف عن الكتابة، حتى انفصال عن زوجته وأم ابنته الوحيدة، التى كانت تخشى على حياة ابنتها بسبب التهديدات التى تعرض لها زوجها، وهنا قرر العودة إلى مساره وطريقه، لكن بشجاعة أكبر، كما يقول دائمًا. وذاع صيت إسلام بعد نجاحه فى مناظرة بعض مشايخ التيار السلفى، ومنهم محمود شعبان، وأبويحيى، حيث نجح إسلام فى تحويل المعركة لصالحه، ولم يكن صيدًا سهلًا يمكن التهامه، بل صياد ماهر جذب أعداءه إلى شباكه، واشتبك معهم وكشف ضعفهم، فى مجال الدعوة، وضعف حجتهم فى مواجهة العوار الذى سكن كتب التراث مئات السنين. وبعد ذلك قدم برنامج «مع إسلام» على قناة «القاهرة والناس»، الذى فتح باب الجدل، وسلط الضوء عليه، وأثار من يعتبرون أنفسهم حراس الإسلام وتراثه. يؤخذ على إسلام أسلوبه الصدامى، حيث طالب بإحراق كتب التراث، ما فتح عليه أبواب الجحيم، وتعرض لموجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعى، وعلى شاشات الفضائيات، وخصص البعض برامج لمهاجمته، دون التطرق لما يقدمه من أفكار، وطالب آخرين يمنع ظهوره على شاشة التليفزيون ومحاكمته. وزادت المعركة شراسة ضد إسلام، بعدما تحرك الأزهر وطالب بمنع بث برنامجه، وهدد بتقديم بلاغات ضده متهمًا إياه بإهانة المقدسات الإسلامية وإهانة السُنة النبوية، خاصة بعدما بدأت بوادر استجابة من كثيرين لما يردده إسلام، من المطالبة بتنقيح كتب التراث. ولا تزال المعركة مستمرة مع البحيرى، الذى ينتظر الخطر يتقدم نحوه فى كل لحظة وهو قابع فى فندق «فيرمونت نايل سيتى»، الذى يقيم فيها، خوفًا من التهديدات التى يتعرض لها.