قنبلة مدوية فجرها الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) هذا الأسبوع بعدما كشف عن تقرير لجنة العمل المكلفة باتخاذ قرار حول موعد إقامة بطولة كأس العالم 2022 والتى تستضيفها قطر.. التقرير أوصى بإقامة المونديال فى شهرى نوفمبر وديسمبر لتفادى ارتفاع درجات الحرارة فى الإمارة الخليجية، والذى يصل لحد الخمسين درجة مئوية فى الصيف، الموعد المعتاد للإقامة مباريات كأس العالم منذ انطلاقها عام 1930. اللجنة التى ترأسها الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة كانت قد اجتمعت فى العاصمة القطريةالدوحة لمناقشة الخيارات المتاحة، وخلصت للتوصية بإقامة البطولة فى شهرى نوفمبر وديسمبر حيث تصل لدرجة الحرارة وقتها إلى 25 درجة مئوية. وأوصت اللجنة أيضًا بتقليص مدة إقامة البطولة من 32 يومًا إلى 27 يومًا فقط لتنطلق يوم 26 نوفمبر وتختتم يوم 23 ديسمبر من عام 2022. القصة بدأت بعد اختيار قطر لتنظيم مونديال 2022 حينما أبدت لجنة فيفا الطبية تخوفها من إقامة البطولة فى الصيف كما هو معتاد بسبب تأثير درجات الحرارة والرطوبة العالية على صحة اللاعبين، وذلك على الرغم من تعهدات قطر بالقيام بعملية تكييف للملاعب المستضيفة للبطولة. وقام الفيفا بتشكيل لجنة لبحث المواعيد المقترحة، والتى اختارت نوفمبر - ديسمبر بسبب عدم إمكانية إقامة البطولة فى شهرى يناير وفبراير لتضارب ذلك مع دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية، وعدم إمكانية ذلك أيضًا فى إبريل بسبب بداية شهر رمضان المعظم فى الثانى من إبريل، بالإضافة للأجواء الحارة غير المحتملة التى تسود من مايو إلى سبتمبر من كل عام فى منطقة الخليج، التى دفعت البعض لأن يشير إلى أن إقامة المونديال فى قطر صيفًا يعنى اللعب فى الجحيم. أمين عام فيفا جيروم فالكه قال إن موعد نوفمبر وديسمبر هو الأفضل بعد اعتراض الأعضاء على كل المواعيد الأخرى، فيما قال رئيس اللجنة الشيخ سلمان آل خليفة أن الفيفا سيراجع أجندة مواعيده فى الفترة من 2018 إلى 2024 لتهيئة الأجواء نحو إقامة مونديال 2022 فى الموعد المقترح. نائب رئيس الفيفا جيم بويس اعترض بدوره على إقامة نهائى المونديال يوم 23 ديسمبر كونه يسبق أعياد الكريسماس بيوم واحد فقط، مبديًا رغبته فى تقديم الموعد المقترح أسبوعًا آخر لتنتهى البطولة فى ديسمبر. لكن هذا لا يعنى موافقة الاتحاد ولا رابطة الدورى الانجليزى على هذا الموعد، حيث أكد عدد كبير من الأندية سواء فى إنجلترا أو فى دول أخرى بلغ عددها أكثر من 50 دولة حتى الآن رفضها التام لهذا الموعد، الذى سيسبب ارتباكًا لا محدود فى أجندة البطولات المحلية ولعدد من السنوات قبل وبعد المونديال. من جانبه بدأ الاتحاد الإفريقى لكرة القدم فى دراسة موعد جديد لبطولة كأس الأمم الإفريقية 2023 المقررة فى غينيا حيث لن يكون ممكنًا إقامتها فى يناير مثل العادة بسبب نهاية المونديال فى ديسمبر. شبكات التليفزيون العالمية أبدت اعتراضها أيضًا على الأمر حيث سيصيبها بصدمة كبيرة، كون شهرى نوفمبر وديسمبر يشتعلان بأحداث رياضية أخرى مثل الدورى الأمريكى لكرة السلة وبطولات التنس وألعاب القوى والرجبى العالمية، وهو ما عبرت عنه شبكة فوكس سبورتس الحاصلة على حقوق نقل كأس العالم، حيث أكدت أنها ستصاب بخسائر فادحة فى حالة إقامة المونديال فى هذا التوقيت.