*نشرت «قوافل التبليغ» فى القرى والنجوع لتحريض البسطاء ضد النظام.. وجندت 300 داعية لتنفيذ المهمة *اجتماعات دورية بين قيادات الجبهة وأعضاء بالتنظيم الدولى للإخوان فى مركز دراسات مملوك لوهدان بن عمر المحمدى منذ بروز التيار السلفى فى الساحة السياسية، ومواقفه مثيرة للجدل، فبعد وصول الإخوان لسدة الحكم فى مصر، أعلنوا تحالفهم معهم ومساندتهم من أجل تطبيق « الشريعة الإسلامية»، وهو الأمر الذى أثار وقتها خلافًا حادًا بينهم وبين التيار المدنى، لكن بقيام ثورة 30 يونيه اتسم موقف السلفيين بأنه أكثر « ميوعة» فقد ساندت الجبهة السلفية خارطة الطريق وقتها على «استحياء»، وهاجموا الإخوان بشدة رافعين شعار «المهم مصلحتى مع مين»، ووقتها حذر الخبراء السياسيين من دخول السلفيين إلى المشهد السياسى عبر ما أسموه «تحالفات المصالح»، لكن هذه المرة اختارت الجبهة السلفية الصدام المباشر مع النظام بعد أن نادت بما أسمته «الثورة الإسلامية» فى 28 نوفمبر القادم بالتنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين، ما دفع حزب النور الذراع السياسية للسلفيين إلى التبرؤ من دعوة الجبهة.. «الصباح» رصدت تفاصيل الخطة التى أطلقت عليها الجبهة «غزوة بدر». قوافل التبليغ علمت «الصباح» من مصدر منشق عن الجبهة السلفية، رفض ذكر اسمه، أن الجبهة نظمت قبل ثلاثة أشهر قوافل أطلقت عليها «التبليغ»، وزعموا أن هدفها نصح الناس والدعوة إلى الصلاة فى المساجد والاعتكاف، متابعًا: طلب منا استهداف القرى الفقيرة فى الصعيد، ولم يكن هذه القوافل هدفها « دعوى» كما زعموا، وإنما كنا نحرض المواطنين بشكل مباشر ضد النظام، ونحشدهم للمشاركة فى الثورة الإسلامية، من منطلق أنهم يشاركون للثأر لدماء شهداء رابعة العدوية وتبرير العمليات الإرهابية التى تقوم بها التنظيمات المسلحة، قائلًا: حينما شعرت بأن هذه القوافل انحرفت عن هدفها الدعوى ، قررت عدم مشاركتى فيها، وبعدها أعلنت انشقاقى رسميًا عن الجبهة، متابعًا: السلفيون مستعدون للتحالف مع أى تيار فى سبيل الوصول لأغراضهم السياسية بالوصول إلى البرلمان، وتولى مناصب قيادية فى الدولة. واستطرد المصدر: علمت فيما بعد من أصدقاء مقربين أن الجبهة تعكف على تنظيم اجتماعات دولية فى لبنان بمشاركة التنظيم الدولى للإخوان، وبرعاية المركز الدولى للدراسات السياسية والاستراتيجية للشرق الأوسط ومقره بيروت، وهو مركز إخوانى مملوك لوهدان بن عمر المحمدى. بسؤال المصدر عن مخطط الثورة الاسلامية 28 نوفمبر، رد، قائلًا: «بداية وجهت الجبهة السلفية دعوة لكل من يرى فى نفسه بلاغة الحديث وإقناع الناس بالحجة شرط أن يكون متفرغا بمقابل رمزى، علمت بعدها أن الجبهة حصلت على تمويل يقدر ب 10 ملايين جنيه قامت بتوزيعهم على الدعاة الذين شاركوا حتى النهاية، وتم اختيار 300 داعية وتم توزيعهم على محافظاتسوهاج وأسيوط والمنيا والبحيرة وعدد من قرى المنوفية والشرقية وكان بحوزتى كشف بأسماء هؤلاء الدعاة أغلبهم من الإسكندرية، وتم استهداف القرى الفقيرة، ومهمتهم خلق فجوة بين الشعب والنظام لاستغلالها فى تحريكهم يوم 28 نوفمبر. دور الإخوان وحول دور الإخوان فى مخطط الثورة الإسلامية، أكد محمود الوردانى القيادى الإخوانى المنشق، فى تصريحات خاصة ل«الصباح» أنه على علم منذ فترة بتنسيق بين الجبهة السلفية وبين الإخوان من جانب، وبين الإخوان والجماعات الإرهابية من جانب الآخر، متابعًا: التنسيق اتخذ عدة أشكال من بينها المشاريع التجارية التى ظهرت بعد فض اعتصام رابعة العدوية بين رجال الجبهة ورجال أعمال من داخل جماعة الإخوان والغرض توطيد العلاقة، ومن أهم المشروعات مصنع عبايات «الحجاز» بالإسكندرية. الوردانى أضاف: قسم الأخوات بالجماعة انخرط فى الكيان السلفى علاوة على المعسكرات المشتركة التى نظمها كلا الفريقين معًا، والدور الذى سيقوم به الإخوان سيدور فى فلك التمويل والدفع بالعناصر البشرية». فيما قال القيادى الإخوانى المنشق خالد الزعفرانى ل «الصباح »: الجبهة السلفية هم الفريق التكفيرى المنشق عن جماعة الإخوان وسبق أن تعاونوا مع مرسى وحزب الحرية والعدالة فى محاولة لإقامة دولة الخلافة فى مصر لكن مخططهم بات بالفشل، متابعًا: مصطلح الثورة الاسلامية تم اختياره لخلق حالة من الحماس بين شباب السلفيين والاخوان وتيمنًا بالثورة الايرانية. ويرى الزعفرانى أن جماعة الإخوان المسلمين تستخدم العنف كى تضغط على النظام السياسى للانخراط مرة أخرى فى الحياة السياسية لكى يكون لها نصيب فى البرلمان القادم، كما أنها تريد بث حالة من القلق والاضطراب وتصدير صورة للعالم الخارجى مفاداها أن مصر غير مستقرة ومقبلة على موجة ثورية فى 28 نوفمبر، متابعًا: ما يردده السلفيون مجرد «كلام» لا أساس له من الصحة. تفاصيل غزوة بدر مصادر مطلعة، قالت ل«الصباح» أن الثورة الإسلامية التى نادى بها السلفيون يسمونها « غزوة بدر» ، لافتًا إلى أن المخطط يبدأ بخروج مظاهرات فى محافظاتالقاهرةوالإسكندرية والشرقية وسوهاج والمنيا، وينتهى باعتصام فى الميادين الرئيسية فى نهاية اليوم. وتابعت المصادر تصريحاتها الخاصة ل «الصباح» ستكون هناك مجموعتان من شباب الإخوان والسلفيين، الأولى مجموعات التظاهر السلمى مكونة من الأخوات وبعض الأطفال حاملين الأعلام واللافتات مدون عليها شعارات رابعة وعبارات مسيئة للمؤسسة العسكرية، والثانية هى مجموعة الاشتباك والمنوط بها الاشتباك مع قوات الشرطة». الجهادى المنشق نبيل نعيم مؤسس أوضح فى تصريحاته ل«الصباح» أن تنظيم أجناد مصر يخطط لتنفيذ عدة عمليات تفجيرية فى ذات اليوم، إلى جانب استهداف رجال الشرطة، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان أرسلت شبابًا للتدريب فى حماس ثم عادت تحت مسمى أجناد مصر، مؤكدًا على أن الإخوان كذلك اتفقوا مع جماعة أنصار بيت المقدس على تنفيذ عدة عمليات تفجيرية فى عدة مناطق بسيناء، فى نظير مبلغ مالى ضخم تحصل عليه الجماعة المتطرفة- على حد قوله. من جانبه، قال العميد محمد سمير سباعى رئيس وحدة مكافحة الإرهاب بالمخابرات الحربية، فى تصريحات خاصة ل«الصباح» أن سيناريوهات يوم 28 نوفمبر أصبحت واضحة المعالم منذ الأسبوع الماضى الذى شهد أكثر من عملية إرهابية استهدفت المواطنين فى المنوفية، وأخرى فى مترو المرج، وثالثة استهدفت الجنود فى معسكر العلمين، متابعًا: ثورة السلفيين غرضها نشر الفوضى وتنفيذ العمليات الإرهابية فى قلب العاصمة لتقليل الضغط على الجماعات الإرهابية فى سيناء وفك الحصار عنهم نوعًا ما». «النور» يتبرأ وعلى صعيد متصل، أكد المهندس صلاح عبد المعبود نائب رئيس حزب النور أن الجبهة السلفية ليس لها وجود على الأرض ونسبتها الفعلية ضئيلة جدًا ولن تؤثر ودعواتها ما هى إلا استعراض إعلامى- على حد قوله. وقال عبد المعبود: هذه الدعوة تحض على العنف والصدام مع القوات المسلحة مستبعدًا أن تلقى الدعوة قبولًا فى الشارع ، مضيفًا: الجبهة السلفية جزء من تحالف دعم الشرعية الذى بدأ يتصدع ويتفكك -على حد قوله - فحزب الوطن خرج من التحالف وتبعه أحزاب أخرى وكيانات كانت تدعم الإخوان منذ فترة وهاهو حزب البناء والتنمية يمارس عليه ضغوطًا كبيرة من داخل الحزب للخروج من مظلة التحالف الوطنى لدعم الشرعية، ولم يبق غير جماعة الإخوان المسلمين فقط وبالتالى فإن الجبهة السلفية جزء من هذا الكيان. وأكد عبد المعبود أن الجبهة السلفية لا تمثل شيئًا من التيار السلفى وتشكلت من خلال أربعة شباب فقط من المنصورة منهم خالد سعيد السلفى المقيم بالخارج الذى يتلقى أموالًا باهظة من التنظيم الدولى للإخوان، نافيا وجود أى علاقة بين الجبهة السلفية والدعوة السلفية. وأوضح أن حزب النور يرفض التظاهرات التى دعت إليها الجبهة، قائلًا: نستشعر المرحلة الحرجة التى تعيشها البلاد، وبالتالى فلا نشارك فى أى مظاهرات من شأنها تكدير الاستقرار. وعلق يسرى العزباوى الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قائلًا: «توقعاتى لسيناريوهات يوم 28 نوفمبر أنه سيمر بشكل اعتيادى بأحداث عنف بسيطة، تتمكن الأجهزة الأمنية من السيطرة عليها، متابعًا: الثورة القادمة لن تكون إسلامية بل ستكون ثورة جياع إذا لم تعالج الحكومة الأزمات الموجودة فى الشارع ».