قال الخبير الأمني خالد عكاشة، إن عملية كرم القواديس نفذتها مجموعة لا تقل عن ثلاثين شخصا، وتم استخدام مالا يقل عن نصف طن متفجرات فيها، وأن من شاركوا في تنفيذها لديهم خبرة قتالية . واعتبر الخبير الأمني ، في حوار مع برنامج “صالون التحرير ” الذي تبثه فضائية “التحرير ” أمس السبت ، أن قرار السلطات بإنشاء المنطقة العازلة في رفح، “قرارا حتميا”، مرجحا استغلال الإرهابيين الذين نفذوا عملية كرم القواديس، للحدود مع رفح، في الهروب.
ودعا عكاشة إلى ضرورة صناعة جهاز أمن احترافي، قائلا :”تركنا الجهاز الأمني يتراجع للعمل الروتيني”، داعيا لمساعدة الجهاز الأمني قائلا :” لايمكن لأي جهاز أمن أن يتحسن دون مساعدة من أعلى”
وأضاف الخبير الأمني إن ما حدث في الإعلام، يرفع درجة الاحتقان الأمني، مشددا على أن الفراغ السياسي “يضع سكينة فوق رقبة الجهاز الأمني .”،
وعن الحرب على الإرهاب، قال عكاشة إنه لا يوجد تاريخ محدد لنهاية الحرب على الإرهاب، مؤكدا أن الجماعات الإرهابية تهدف لإطالة أمد الصراع. ورأى عكاشة ضرورة الاحتفاظ بأكبر قدر من التماسك في الجبهة الداخلية “لأننا مقبلون على حرب طويلة مع الإرهاب .”
ومن جانبه ، قال أستاذ العلوم السياسية والإستراتيجية، الدكتور جمال يوسف، إن الإرهاب يستهدف الدولة المصرية، وليس النظام السياسي الحاكم، وأن الشباب مطالب بمواجهة الإرهاب الذي تتعرض له مصر، داعيا الشعب لدعم الجيش في محاربة الجماعات الإرهابية .
وأضاف يوسف أن أي شخص يعتدي على الدولة، ورجال أمنها، فهو “مجرم” .
وأشار يوسف إلى عدم وجود تعريف محدد للإرهاب الدولي، وقال إن الولايات المتحدة استخدمت “الجهاديين” ضد الاتحاد السوفيتي السابق، حين عملوا لمصلحتها، وحين انقلبوا ضدها، أصبحوا إرهابيين من وجهة نظرها
وقال يوسف إن دولا كثيرا تستضيف قيادات الجماعات الإرهابية، وأن هناك اتفاقا ضمنيا بين الإرهابيين والدول التي تستضيفهم، يقضي بعدم تعرضهم إليها بأي شكل. لافتا إلى أن عملية كرم القواديس تمت بعد تخطيط شاركت به بعض الدول .
واعتبر يوسف أن وجود الإخوان في السلطة، سمح للتنظيم الدولي للجماعة، بالسيطرة على القرار المصري، وأن التنظيم الدولي ، استخدم الإخوان في مصر للتنسيق مع حماس، وقال إن الأخيرة، أي حماس، توسعت في استخدام الأنفاق الحدودية مع مصر، في عهد الإخوان .
وقال يوسف إن حادثة كرم القواديس لا تعني فشل الدولة “لأننا في حرب طويلة، وأن مصر ستنتصر على الإرهاب في نهاية الأمر”، وأضاف :” حربنا على الإرهاب ستطول مثل حرب الاستنزاف التي انتهت بنصر أكتوبر”.”
وأكد أستاذ العلوم السياسية إن مكافحة الإرهاب تتطلب عملا جماعيا من كل مؤسسات الدولة، وأنه لايجب تكليف الجيش والشرطة وحدهما بمواجهة الإرهاب، وأضاف أن وزارة الخارجية قادرة على توضيح ما تتعرض له مصر من عمليات إرهابية، وأن هيئة الاستعلامات لابد أن تكون قادرة على الوصول للإعلام الغربي .
ورأى يوسف أن استخدام الوسائل الحديثة في تتبع الإرهابيين، مسألة في غاية الأهمية.