*آراؤه اللاهوتية صادمة دائمًا.. والكنيسة الإنجيلية تنتظر الحكم عليه فى مجمع القاهرة المشيخى المقبل *يعتبر أن ناسوت المسيح انفصل عن اللاهوت.. ويؤمن بشفاعة العذراء والقديسين.. ويؤكد أن الخبز والخمر فى طقس التناول يتحول إلى جسد المسيح ودمه هو بالتأكيد شخصية مثيرة للجدل.. ما أن تعرف أن «سامح موريس» سيلقى عظة دينية فى أى مكان إلا وتتأكد أن هذا المكان سيكتظ بالجماهير، فقد اكتسب القس الإنجيلى شعبية جارفة لاسيما وسط شعب كنيسة قصر الدوبارة، وهى شعبية تسير جنبًا إلى جنب مع قدرته المستمرة على إثارة الجدل، عبر «القنابل» التى يلقيها على المستمعين فى عظاته المختلفة. ولد موريس لأب قاسٍ، كما قال هو فى إحدى عظاته، مما جعل الصبى الصغير ينشأ مرهف الحس دائمًا، وهى ميزة استطاع تطويعها للتأثير على مستمعيه بأسلوبه العاطفى المميز المحرك للمشاعر، وقد اتخذ لنفسه أسلوبًا خاصًا جعله بحق «رجل دين نجم شباك»، وكأنه أحد المبشرين البروتستانت الأمريكيين الذين يظهرون على شاشات المحطات الأمريكية ليعظوا فى الملايين ويجمعون الملايين للتبرعات. القس سامح موريس له خدمة شبابية متميزة داخل الكنيسة الإنجيلية أهمها «مهرجان احسبها صح» الذى يثير الجدل دائمًا بين الطوائف المسيحية، كما أنه يلقى عظاته فى كنيسة قصر الدوبارة، ويقد حلقات لاهوتية دينية باسم « مدرسة المسيح» يحرص على اقتنائها كل إنجيلى، بل ويتابعها أبناء الطوائف الأخرى. لكن كل هذا النجاح لم يتحقق فى هدوء، فموريس يثير الجدل دائمًا بتصريحاته الغريبة عن الكنيسة الإنجيلية والتعاليم المسيحية، وللقس الشهير ثلاث سقطات لا يمكن التبرؤ منها: الأولى هى ادعاؤه أن لاهوت المسيح (الجانب الإلهى) فارق ناسوته (الجانب البشرى) بعد موته، وهو الأمر الذى يخالف كل تعاليم الديانة المسيحية على مستوى جميع طوائفها، فكل مسيحى فى العالم يؤمن أن لاهوت المسيح لم يفارق ناسوته مطلقًا ولا طرفة عين. البدعة الثانية كانت قول موريس بأن ظهورات القديسين والعذراء شىء حقيقى ويمكن للناس التبرك به، وهذا الأمر يخالف العقيدة الإنجيلية الراسخة التى لا تؤمن بالشفاعة والقديسين. أما الفكرة الثالثة من أفكار موريس والتى أثارت الجدل مؤخرًا فهى قوله أن الخبز والخمر الذى يقدم فى الكنائس الإنجيلية يتحول إلى جسد ودم المسيح بالفعل، وهذا رغم أنه يتوافق مع تعاليم الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية ، إلا أنه العكس تمامًا من العقيدة الإنجيلية التى ينتمى لها القس الشهير. هذه المواقف الثلاثة أثارت علامات استفهام كثيرة حول أفكار القس سامح موريس، وانقسم الأقباط ما بين رافض لها وبين موافق لآرائه الغريبة، فمنهم من يرى أن القس يغازل الطوائف الأخرى ليجذبهم للانضمام إلى الإنجيلية، وهو رأى غالبية الأرثوذوكس، ومنهم من ينزعج من هذه السقطات، ويرى أنها هرطقات يجب محاكمته عليها كنسيًا، وهذا الرأى الغالب وسط الإنجيليين، هناك الأغلبية التى تتحمس بكل ما يقوله موريس، وهم المعجبون والمحبون له من مستمعيه ويجدون له مختلف الأعذار التى تخرجه من حرج هذه الأفكار. أكثر ما يميز شخصية القس سامح موريس هو اعترافه بالخطأ إذا اقتنع بذلك، هو يفعل ذلك أمام الجميع بلا حرج، فكان قد أعلن اعتذاره عن أخطائه قبل ذلك قائلًا: « أود أن أسجل اعتذارى واعترافى بالأخطاء العديدة التى وقعت فيها فى إحدى حلقات برنامج «من حقك تفهم». وكذلك شكرى العميق لكل من تفضل بالاعتراض و التصحيح وحتى الهجوم علىّ شخصيًا حفاظًا على الإيمان المسيحى، فأنا أقبل النقد و المساءلة و المراجعة والتوبيخ من أجل مجد الله ووحدة الكنيسة، لذلك أطلب وقف بث هذه الحلقة على كل المواقع والمحطات حتى يتم تصحيح الأخطاء الواردة فيها، كما أرجو فى المسيح أن تغفروا لى وتسامحونى وتقبلوا توبتى». «المزيد عن الكنيسة» الكنيسة الإنجيلية المشيخية ردت بشكل رسمى على آخر الأفكار العجيبة لموريس، حيث خصص القس رفعت فكرى رئيس مجلس الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية المشيخية عدد مجلة «الهدى» الشهرية، والتى تعبر عن رأى «المزيد عن الكنيسة» الكنيسة، ليرد على التعاليم الخاطئة التى بشر بها القس موريس راعى كنيسة قصر الدوبارة عن فريضة العشاء الربانى. وأصدر مجلس الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية المشيخية «المزيد عن بمصر» بمصر «المزيد عن كتاب» كتابًا خاصًا ضمن سلسلة الأغصان ليكون نموذجًا تعليميًا يشرح العقيدة الإنجيلية فى العشاء الربانى. وقال القس رفعت فكرى إن أفكار القس سامح موريس الخاصة بتحول الخبز والخمر إلى جسد ودم المسيح مخالفة للتعليم الإنجيلى، بل ومخالفة للتعليم الأرثوذكسى أيضا من وجهة نظرة، موضحًا أنها أفكار دخلت حديثًا إلى الكنيسة الأرثوذكسية بعد مجمع القسطنطينية، وهذا هو رأى بعض آباء الكنيسة الأرثوذكسية أنفسهم مثل أغسطينوس ويوحنا فم الذهب. فكرى قال إن الفكر لا يرد عليه إلا بالفكر، مشيرًا إلى أن مجامع الكنيسة الإنجيلية تتخذ قرارات ضد القساوسة المخالفين للعقيدة، وتوقع عليهم عقوبات قد تصل إلى العزل. أما بالنسبة لحالة موريس فيؤكد رفعت أن الكنيسة فى انتظار قرار مجمع القاهرة الإنجيلى فى الحكم على تعاليمه المخالفة للعقيدة الإنجيلية. من جانبه قال القس بولس جودة راعى كنيسة اللاهوت الإنجيلية بالعمرانية فى تصريحات ل«الصباح» إن كل شخص حر فى أفكاره، والإيمان لا يضره شىء مهما حرف أو قيل عنه، مؤكدًا أن القس سامح موريس لا يعبر عن العقيدة المسيحية الإنجيلية، ولا يملك أن يقول إن العقيدة «بتقول كذا» بل كل ما يعبر عنه هو آراؤه الشخصية، موضحًا: «بل كان للدكتور القس إكرام لمعى أفكار مشابهة لهذه». وكتبت «رابطة حماة الإيمان» على صفحتها على فيسبوك تعليقًا على مقولة سامح موريس «إن الإنسان لا يرث الخطية الجدية» قائلة إن هذه هرطقة جديدة وإحياء لأرواح الهراطقة القدامى، متابعة: « إن موريس يؤكد بهرطقته هذه مرة أخرى أن إيمانه لا يتبع أبدا إيمان الكنيسة المشيخية الإنجيلية المصرية، ولا يتبع أى إيمان له علاقة بالمسيح لا أرثوذكسى ولا كاثوليكى ولا حتى بروتستانتى» على حد تعبير الصفحة.
وهكذا ما زال القس سامح موريس يثير الجدل دائمًا بين ناقديه، ويحرك الشغف وسط مريديه.. ومازلنا فى انتظار قرارات مجمع القاهرة المشيخى القادم، الذى قد يلجم قليلًا هذا الحصان الإنجيلى الجامح.