-ضياء الدباس: قطر الداعم الرئيسى ل«داعش».. والقبائل على قلب رجل واحد لطردها أكد السفير العراقى بالقاهرة، ضياء الدباس، أن العراق ومصر متشابهتان من حيث التاريخ والتنوع الثقافى، فضلا عن المزايا التى تؤهلهما للعب دور مهم إقليميا ودوليا، مشيرا فى حواره مع جريدة «الصباح»، إلى أن الحرب على الإرهاب تحتاج لتكاتف الجميع.
كما أعرب الدباس، عن شعوره بالارتياح لما تقوم به فرنساوأمريكا والاتحاد الأوروبى لدعم العراق فى مواجهتها لخطر الإرهاب، لافتا إلى أن سطوة تنظيم داعش ستزول عما قريب.
وأشار إلى أن أزمة مستحقات المصريين المتضررين من حرب الخليج أوشكت على الانتهاء، حيث تسدد الحكومة العراقية معاشات العمال على دفعات.. وإلى نص الحوار..
لا توجد إحصائيات دقيقة بعددهم، وكانوا قبل عدة سنوات حوالى 160 ألف عراقى، عاد عدد كبير منهم إلى العراق بعد تحسن الأوضاع الأمنية فى عامى 2011 و2012، بالتزامن مع اندلاع ثورة 25 يناير، ولم يعد يتبقى فى مصر وبحسب تقديرى أكثر من 35 ألف عراقى أغلبهم من الطلبة ورجال الأعمال.
وماذا عن أزمة معاشات العمال المصريين والمستمرة منذ عام 1990؟
بالعكس.. هذا الملف شهد إنجازًا جيدًا من خلال صرف الحوالات الصفراء، وحوالات العاملين المصريين وغيرهم، والتى توقفت بسبب غزو الرئيس الأسبق صدام حسين للكويت، وتعرض العراق للحصار من قبل الأممالمتحدة. وقد تم تسديد هذا المبلغ وكان فى حدود 408 ملايين دولار منذ عامين تقريبا، وفيما يخص معاشات العاملين المتقاعدين فى العراق، فقد تم إنجاز هذا الملف أيضا، لكن لابد من التفريق بين العمال المصريين فى القطاع الخاص، ومن كانوا يعملون فى مؤسسات الحكومة العراقية وهؤلاء كافة معاملاتهم تابعة للدولة.
ففيما يتعلق بالعاملين بالقطاع الخاص، فقد تم تسليم الجزء الأول من معاشات المتقاعدين بعد تحديث بيانتهم الشخصية، كونها قد مرت عليها فترة طويلة، لمعرفة المستحقين لهذه الأموال سواء أكان العامل بنفسه أم ورثته، وهو ما تم بالتعاون مع وزارة القوة العاملة بمصر ووزارتى الخارجية والعمل والشئون الاجتماعية وسفارة العراق بالقاهرة، وقبل أسبوع مضى تم إرسال الجزء الثانى من المستحقات لمصر عبر مصرف الرافدين.
وكيف ترى مستقبل العمالة المصرية بالعراق؟ كثير من المصريين لا يزالون موجودين فى العراق رغم الظروف التى مرت بها، ففى عام 1990 غادر السواد الأعظم منهم العراق بسبب الحرب والحصار، ومع ذلك بقى عدد لا بأس به من المصريين فى العراق، وأبقوا على مصالحهم وأعمالهم هناك حتى الآن.
وفى اعتقادى مستقبل المصريين فى العراق حاليا أفضل، ففى السنوات الأخيرة استقطبت الحكومة العراقية الشركات المصرية للمشاركة فى مشاريع إعادة إعمار العراق، وهناك الآن هناك عشر شركات مصرية كبرى، تعمل فى مجالات الطاقة والبناء وتعتمد على مهندسين وعمال مصريين، ونستطيع أن نقول إن الحركة العمالية المصرية بدأت فى العودة تدريجيًا مرة أخرى.
مصر والعراق بلدان لا ينفصلان عن بعضهما لأن هناك تعاونًا مشتركًا فى كل المجالات السياسية والاقتصادية، فهما بلدان محوريان فى المنطقة، ولهما تأثراتهما على المستوى الإقليمى والدولى، لذلك دعم مصر للعراق طبيعى ومفروض، وقد لمسنا منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى قيادة البلاد، رغبة وتوجه حقيقى نحو العراق باعتبار أن مصر والعراق كلاهما يكمل الآخر، ولاعتبارات أن الأمن القومى العربى جزء لا يتجزأ، وننتظر الكثير بعد استقرار الأوضاع فى العراق ومصر.
هل طلبتم من الرئيس السيسى مطالب محددة لدعم الجيش العراقى ؟
التعاون العسكرى مطلوب فى مجال التدريب، والتعاون الاستخبارتى مطلوب أيضًا، وخاصة الآن فى ظل تلك الموجة التى تسود البلاد العربية من إرهاب وجماعات متطرفة، وأحب أن أنوه إلى أن التعاون العسكرى فى مجال التدريب والتجهيز والاستخبارات لم يتوقف بين العراق ومصر حتى منذ عام 2003.
هل تتوقع زيارة الرئيس السيسى للعراق ؟
نتمنى ذلك، فالرئيس السيسى يدرك العلاقة الوطيدة بين مصر والعراق، ولن يغفل زيارتها بالتأكيد.
داعش مجموعة إرهابية تحاول السيطرة وإرهاب الناس، وآجلا أو عاجلا سيتم القضاء عليها وأمرها إلى زوال، لأن ما يحدث فى العراق لا يروق للبعض فى المنطقة أو العالم، فالمجموعات الإرهابية استخدمت طرقًا عديدة لإفشال بناء الدولة خاصة على الصعيد السياسى، فضلا عن محاولتها إشعال النزاعات الداخلية، حيث لجأت للتركيز على وتر الطائفية، ولكن وعى العراقيين والمراجعات الدينية أفشلت كل هذه المخططات.
وهناك عشرات الدول تدعم تلك الجماعات بأموال طائلة وأسلحة حديثة واستغلال بعض الأزمات الموجودة فى الداخل العراقى.
هناك بعض العشائر العراقية تعتبر أن ما يحدث فى العراق بوادر ثورة لا علاقة لداعش بها؟
مشكلتنا الأساسية مع أصحاب الأجندات الخارجية كهؤلاء، فالعشائر العراقية متألفة منذ آلاف السنين، والعراق يعيش بمكوناته المعروفة هذه ولم نسمع فى يوم أو نرى أزمات على المستوى الشعبى، فالعراق متآلف شيعة وسنة وأكرادا.
وقد أثبتت الأحداث الأخيرة بعد دخول داعش كيف أن العشائر العراقية الآن تتعاون مع الجيش العراقى لطرد هذا التنظيم.
غير صحيح، فقد وصل التنظيم إلى بعض المدن القريبة من آبار النفط واستولت أيضا على بعض الحقول لكنها لم تصل إلى مرحلة بيعه، خاصة بعد أن سيطرت القوات العراقية على زمام الأمور، بتحرير بعض الأراضى بالتعاون مع أبناء العشائر فى صلاح الدين وتكريت والموصل وغيرها.
ما هو دور المستشارين العسكريين الأمريكيين فى العراق ؟
دورهم يتحدد فى الاستطلاع وتحديد الاحتياجات الأولية لمواجهة داعش، لكى يتم تقديم المساعدات العسكرية على أساس واضح.
كيف ترى تبرؤ أمير دولة قطر من دعم بلاده لتلك الجماعات ؟
الدولة الوحيدة التى يمكنها دعم الجماعات الإرهابية هى قطر فقط.
إذًا بماذا ترد على الاتهامات التى وجهها الأمين العام صراحة بوجود دول عربية تمول «داعش» والجماعات المسلحة ؟ الإرهاب الآن بإمكانياته الكبيرة وحركته العالمية بات يسير بشكل لوجيستى متقن وبأموال ضخمة وأسلحة متطورة جدًا، فهل سيأتى ذلك من فراغ. م����(� 0P| �فضلى بناء على الأمر التنفيذى رقم 13224 بتاريخ 15 فبراير 2005 بأنه قدم مساعدات مالية ومادية إلى شبكة الزرقاوى وتنظيم القاعدة. وفى فبراير 2005 أدرجت لجنة عقوبات تنظيم القاعدة التابعة لمجلس الأمن بالأممالمتحدة الفضلى لمشاركته فى تمويل وتخطيط وتسهيل وارتكاب جرائم لتنظيم القاعدة. ويتسبب هذا الإدراج فى إخضاعه للتجميد الدولى للأصول المالية، وحظر السفر، وحظر على توريد المعدات والمساعدات القانونية الأخرى.
عضو ثالث فى التنظيم، هو النيجيرى عمر فاروق عبدالمطلب والذى حاول تفجير طائرة متجهة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية بقنبلة مخبأة فى ملابسه الداخلية، إلا أنها لم تنفجر، وعُثر على طردين كل منهما يضم عبوات حبر للطابعات، محشوة بالمادة المتفجرة نفسها، وذلك على متن طائرتين فى طريقهما من اليمن إلى شيكاغو فى الولاياتالمتحدة، وتم اكتشاف القنابل بعدما توقفت الطائرتان فى مطار إيست ميدلانذز فى بريطانيا.
أمريكا صانعة الإرهاب أمنيًا، قال اللواء رضا يعقوب- مؤسس وحدة مكافحة الإرهاب فى مصر- فى تصريحات خاصة ل«الصباح»: إن الولاياتالمتحدةالأمريكية هى التى صنعت «تنظيم القاعدة» لمحاربة روسيا، وكذلك أنشأت بداخل القاعدة مراكز ووحدات للتدريب على صناعة المتفجرات، واستخدام الأسلحة الخفيفة وفوق المتوسطة والثقيلة، كذلك مراكز للتدريب على صناعة الثورات، وكان من يدرب هذه العناصر قيادات بالجيش الأمريكى وكان ذلك بمقابل مادى، وعندما انقلبت القاعدة على أمريكا قتلوا أميرهم أسامة بن لادن واهمين أنهم بذلك قضوا على التنظيم، ولا يعلمون أن «داعش» خرج من قلب تنظيم القاعدة لكنهم اختلفوا على حرب القيادات والزعامات لا أكثر. وأضاف اللواء يعقوب، بأن داعش أصبحت الآن أغنى تنظيم إرهابى وتسليحها أصبح أقوى من دول كثيرة، لكن «خراسان» يتم تدعيمه من إيران، لأنها تحاول أن تكون طرفًا فى القضية، ولأنها تدافع عن بشار الأسد، وتود أن تخرج من كل ذلك بمكاسب ضد أمريكا.
علاقته ب«داعش» من جانبه قال الدكتور ياسر سعد، القيادى الجهادى السابق بتنظيم القاعدة: تنظيم «خراسان» هو مجرد محاولة من ال «CIA» للدخول فى صدام مع داعش ولكى تكون جهتان تحت غطاء الإسلام حتى يتم استقطاب الشباب الجهاديين ويتم تشتيتهم بين التنظيمين، منوهًا إلى أن «تنظيم خرسان» ليس لديه خلاف فقهى مع «داعش» ولكن الخلاف فى البيعة بين الظواهرى والبغدادى.
وأضاف سعد ل«الصباح» أن تنظيم خراسان يضم فى صفوفه الكثيرين ممن يجيدون اللغة الإنجليزية للتحرك نحو الغرب وتجنيد شبابهم، لكنه أوضح أن تنظيم خراسان أو أى تنظيم آخر لن يستطيع منافسة «داعش»؛ لأنها تجاهد تحت مسمى «الدولة الإسلامية» وهو اسم يحلم به كل المجاهدين، منوهًا بأن محاولة خراسان ستفشل.