اثار قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بإيفاد وزير الخارجية سامح شكرى الى العراق مؤخرا ترحيب واستحسان العراقيين على المستوى الرسمي والشعبي ، وهو ما اكده السفير ضياء الدباس سفير دولة العراق بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية ،مؤكدا ان تصريحات الرئيس السيسي الاخيرة عبرت بشكل كبير عن هموم مصر فيما يخص مشاكل المنطقة عموما وتحديدا مايمر به العراق وتحذيره من مخاطر دعوات التقسيم وخطر المجموعات الإرهابية التى دخلت العراق فى غفلة من الزمن وبمخطط رهيب وكبير وهذه عززت مشاعر العراقيين سواء على مستوى الحكومة او الشعب بدور مصر وبحقيقة الدور المصري الفاعل والمؤثر في المنطقة ولاقت استحسان كبير لدى العراقيين عموما على المستوي الرسمى و الشعبي وكانت من نتائجها الاتصال الذى اجراه رئيس الوزراء العراقي نورى المالكى مع الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث شكره على مواقفه والتى تعتبر مواقف ليست غربية على مصر . وقال فى حواره مع "المساء " ان كل العراقيين يؤمنون بوحدة العراق وان ما يشاع من البعض حول التقسيم والدعوات لذلك فهى غير واقعية والعراق بلد غنى ويستوعب كل ابنائه كما ان الدستور العراقي الجديد يحفظ مصالح كل العراقيين وكل مطالبهم الدستورية التى يكفلها الدستور ورفض السفير العراقي وصف ما يجرى فى العراق بانه ثورة مثلما يقول البعض قائلا " ان هؤلاء مجرد افراد وهذه هى المجموعات المرتبطة بالنظام السابق والتى تشعر بان مصالحها ضربت بسقوط نظام صدام حسين وهى لا تستطيع ان تتأقلم ولا تؤمن بالنظام السياسي الجديد الموجود بالعراق وتحاول ان تعطى هذا الانطباع الزائف لكن حقيقة الامر ان كل ابناء هذه المحافظات وابناء العشائر ترفض وجود داعش وترفض منهجها التكفيري الارهابي وتتعاون مع القوات المسلحة العراقية من اجل طرد هذه المجموعات. ماذا عن العلاقات المصرية العراقية فى اعقاب الثورات التى شهدتها مصر ؟ فى الحقيقة توجد رغبة كبيرة لدى قيادتى البلدين فى تعزيز هذه العلاقات نظرا لايمان القيادتين بضرورة التعاون بين العراق ومصر على كافة المستويات والمجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية ايضا لان تكامل البلدين هو الذى سيمنح فرصة كبيرة لخلق قوة فاعلة و مؤثرة على المستوى الإقليمى والدولى كذلك موضوع مكافحة الارهاب الان اصبح من المواضيع الساخنة جدا والتى تهم البلدين باعتبار ان البلدين مستهدفين من قبل المجموعات الإرهابية واصبح واضحا جدا هذا الامر ، كما انه عندما اعلنت ما يسمى بدولة الخلافة الاسلامية فى الشام والعراق ( داعش ) لدولة الخلافة ، اشاروا الى ان مصر ضمن خارطة دولة الخلافة التي يسعون اليها مصر الى جانب الاردن والكويت وسوريا والعراق والسعودية ،فهذه خريطة دولة الخلافة المزعومة التى يسعون اليها . اما الان مصر بعد ان استقر بها الحال فى ظل النجاح الكبير الذي حققته الانتخابات الرئاسية وتنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر ونحن نتطلع اكثر من اى وقت مضى الى ان نلمس تطور العلاقات بين البلدين بشكل واقعى الان . وكيف تنظر الى الدور الذى تقوم به مصر حاليا فى دعم العراق فى ظل رئاسة الرئيس السيسي؟ فى الواقع ان تصريحات الرئيس السيسي الاخيرة عبرت بشكل كبير عن هموم مصر فيما يخص مشاكل المنطقة عموما وتحديدا مايمر به العراق وتحذيره من مخاطر دعوات التقسيم وخطر المجموعات الإرهابية التى دخلت العراق فى غفلة من الزمن وبمخطط رهيب وكبير وهذه عززت مشاعر العراقيين سواء على مستوى الحكومة او الشعب بدور مصر وبحقيقة الدور المصري الفاعل والمؤثر في المنطقة ولاقت استحسان كبير لدى العراقيين عموما على المستوي الرسمى و الشعبي وكانت من نتائجها الاتصال الذى اجراه رئيس الوزراء العراقي نورى المالكى مع الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث شكره على موقفه والتى تعتبر مواقف ليست غربية على مصر ، كما طمأن المالكى الرئيس السيسي على قدرات العراق على مواجهة هذه الحملة الارهابية والتصدى لهذا المشروع الذى يستهدف دولنا جميعا وأكد رغبة العراق للتعاون مع مصر في كافة المجلات ، وتأكيدا لرغبة مصر على تعزيز علاقاتها بالعراق فقد اكد الرئيس السيسي على رغبته بان يوفد وزير الخارجية سامح شكرى الى زيارة العراق من اجل وضع لبنات التعاون الجديد بين البلدين وسوف نلمس على اثر هذه الزيارة التطور المنشود للعلاقات فى مختلف مجالات التعاون . هل طلبتم من الرئيس السيسي مطالب محددة لدعم الجيش العراقى فى حربه ضد الارهاب ؟ العراق اكد من البداية على جميع الاشقاء باعتبار ان هذا الخطر لايمس العراق فقط وانما يهدد الجميع وعلى الدول العربية جميعا ان تتعاون لدرأ هذا الخطر ومصر باعتبار ثقلها الاقليمي والدولى واهميتها وكونها ايضا بلد مستهدف وحرصنا على عدم اهتزاز استقرار مصر ، فكانت رغبتنا ان يحدث تعاون بين العراق ومصر سواء على المستوى السياسي والمعنوى والعسكرى واحباط كل هذه المشاريع التى تنوى الشر لبلداننا . هل تتوقع زيارة قريبة للرئيس السيسي الى العراق ؟ بالطبع كلنا نتمنى ذلك وطموحنا ان تحدث زيارة على اعلى المستويات وبالتأكيد ستحدث زيارة على هذا المستوى من الرئيس السيسي والرئاسة العراقية ايضا وهذا امر طبيعي جدا بين مصر والعراق وماذا عن اللجنة العليا المصرية العراقية المشتركة وامكانية انعقادها ؟ فى الحقيقة ان الطرفين فى مصر والعراق مهتمين بضرورة عقد اللجنة المشتركة وكذلك توجد رغبة للشروع فى تفعيل الكثير من الاتفاقيات وتنفيذ بعض المشاريع ومجالات التعاون قبل عقد اللجنة المشتركة ايضا وبالطبع كان من المفترض ان تعقد العام الماضى ولكن تم تاجيلها نظرا للاحداث التى حدثت فى مصر وما يجرى فى العراق الان لكنها ستعقد بالتاكيد فى اقرب وقت . كيف تنظر الى الوضع الحالى فى العراق على ارض الواقع والى اى مدى تسيطر داعش على المدن العراقية ؟ في البداية تجمعت هذه المجموعات الارهابية ودخلت بشكل مفاجئ واستغلت بعض الحاضنات فى الداخل للاسف الشديد ولكن القوات الامنية العراقية استطاعت ان تستوعب هذه الصدمة واستعادت زمام المبادرة والان هى فى طريقها لتحرير كل المناطق التى احتلتها هذه العصابات الارهابية التكفيرية (داعش ) ومن تعاون معها من جماعات النظام السابق لصدام حسين ومن العسكريين القدماء واعضاء حزب البعث وبعض المجموعات التكفيرية مثل الجماعات النقشبندية وتقريبا الان تم تحرير كامل لمدينة صلاح الدين ومركزها تكريت طبعا ، كما ان الجهود مستمرة لتحرير مدينة الموصل ايضا وبالتعاون مع عشائر وابناء هذه المناطق بعد ان ادركوا خطر هذه المجموعات ومشاريعهم وافكارهم التى تعتبر مسخ وتشويه كامل للاسلام الصحيح ولكن هناك بعض العشائر العراقية تعتبر ان ما يحدث فى العراق هو ثورة وان هؤلاء ثوار وليسوا من داعش ؟ فى الحقيقة ان هؤلاء مجرد افراد وهذه هى المجموعات المرتبطة بالنظام السابق والتى تشعر بان مصالحها ضربت بسقوط نظام صدام حسين وهى لا تستطيع ان تتأقلم ولا تؤمن بالنظام السياسي الجديد الموجود بالعراق وتحاول ان تعطى هذا الانطباع الزائف لكن حقيقة الامر ان كل ابناء هذه المحافظات وابناء العشائر ترفض وجود داعش وترفض منهجها التكفيري الارهابي وتتعاون مع القوات المسلحة العراقية من اجل طرد هذه المجموعات ، والا كيف تفسرين الان قيادة محاظ تكريت نفسه الان هو موجود فى سامراء باقصد بعد دخول داعش الى محافظة صلاح الدين انتقل الى سامراء وقاد عمليات تحرير مدينة صلاح الدين ونفس الشئ بالنسبة للانبار محافظ الانبار وكل اعضاء مجلس المحافظة وابرز شيوخ عشائر الانبار هم يقاتلون جنبا الى جنب مع القوات المسلحة العراقية ويرفضون هذا الوجود لداعش ، كذلك وجود تنظيم القاعدة فى الانبار فى عام 2006 من الذى قضى عليها ؟ انهم ابناء عشائر الانبار ولم تستطع اى قوة اخرى ان تقضى على وجود القاعدة فى الانبار وهذه مؤشرات واقعية على ان ابناء العشائر العراقية فى كل هذه المحافظات ترفض دعوات جماعات نظام صدام السابق والبعثيين وغيرهم وكذلك يرفضون وجود هذه المجموعات الارهابية الدخيلة على المجتمع العراقي . هل ترى ان هناك مخطط لتقسيم العراق من جهات اقليمية ودولية ؟ بالتأكيد توجد رغبات لذلك وهناك مصالح عند البعض ممن لا يريد الخير للعراق او للمنطقة بشكل عام لكن الحمد لله لا تلقى هذه الدعوات من يؤمن بها فى العراق ، فكل العراقيين يؤمنون بوحدة العراق وان ما يشاع من البعض حول التقسيم والدعوات لذلك فهى غير واقعية العراق بلد غنى ويستوعب كل ابنائه كما ان الدستور العراقي الجديد يحفظ مصالح كل العراقيين وكل مطالبهم الدستورية التى يكفلها الدستور وهى مطالب مشروعة وفى طريقها الى التطبيق رغم كل المشاكل الموجودة .