«سعاد الجيار» أسست تنظيم الأخوات المسلمات فى أمريكا.. و«حتحوت» صاحب الصفقات مع البيت الأبيض استوقفت علاقة جماعة الإخوان بالإدارة الأمريكية، أغلب الباحثين فى مجال الإسلام السياسى، خاصة بعدما انكشفت تفاصيل هذه العلاقة على غرار الموقف الأمريكى المعادى لثورة 30 يونيه التى أطاحت بالجماعة من حكم مصر، الأمر الذى آثار تساؤلات عديدة لدى الباحثين حول كيفية نشأة هذه العلاقة. بدأت بذور عناصر الإخوان فى النمو بواشنطن، عندما هرب أربعة طلاب منتمين للجماعة من مصر إلى أمريكا، بعدما أصدر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قرارًا بحل جماعة الإخوان، وأشهرهم حينذاك سعيد رمضان ويوسف ندا والدكتور أحمد القاضى والدكتور حسان حتحوت وغيرهم. وتمكن عناصر «الإخوان» من نشر فكرها فى الولاياتالمتحدةالأمريكية عبر جريدة تدعى «الإخوان اليومية» التى نشرت أول نداء عاما باسم الإخوان فى احتفال يسمى «العيد السنوى الأول للأخوات المسلمات»، وقد جاء هذا النداء على لسان سعاد الجيار الحاصلة على دبلوم معهد التربية بالزمالك. فى بداية الثمانينيات، قال زيد النعمان أحد قادة الإخوان: إن جماعة الإخوان ظهرت فى أمريكا عبر عدة مراحل، الأولى هى مرحلة التجميع والحشد، وذلك عام 1962، أعقب ذلك المرحلة التنظيمية، حيث تم عمل مجموعات على مستوى دول أمريكا الشمالية ولديهم إطار تنظيمى تنسيقى ما يسمى بمجلس التنسيق، ثم بدأ الإطار التنظيمى لهذه الجماعة الناشئة على الأراضى الأمريكية تحت شعار الجماعة الثقافية وليس الإخوان المسلمون. صحيفة «شيكاغو تريبيون» أظهرت فى إحدى تحقيقاتها أن هذه الجماعة نشأت فى منتصف الستينيات على يد جماعة من الطلاب الدارسين فى أمريكا الذين أرادوا أن يحفظوا هويتهم الإسلامية، وأن ينشروا أيديولوجيتهم الإخوانية فى الوسط الأمريكى، ثم ما لبث هؤلاء الطلاب وغيرهم من المقيمين فى أمريكا أن استقروا بها وكونوا جماعتهم تلك تحت مسمى «الجماعة الثقافية» التى تهدف إلى حفظ الهويات الثقافية والفكرية، لكن كان هذا ستارًا لهم وحفظًا لهم من الاعتقال والتضييق الأسرى المتوقع إن قاموا بإعلان هويتهم وانتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين. وتتابع الصحيفة: بدأ عمل الاتحاد فى جامعة اليونس فى «يوربانا شامباين» حيث تجمع الطلبة لأول مرة فى الخامس والعشرين من ديسمبر من عام 1961 واتفقوا على أن اللقاء فى الأول من الشهر التالى فى 1 يناير 1962 حيث ضمت ولايات أنديانا ووسكونسين ومينوسوتا، وقد نشط هذا الاتحاد فى نشر الفكر الإخوانى وكان له أثر بارز فى ذلك. فى يناير 1963 تم تأسيس اتحاد الطلبة المسلمين فى الولاياتالمتحدة وكندا لتتغير بذلك خريطة الوجود الإسلامى على الساحة الأمريكية كلها، ولقد عمل الإخوان على الدخول فى النقابات والعمل المؤسسى فأنشئوا اتحاد الأطباء المسلمين فى 1967، واتحاد الأطباء والمهندسين الإسلاميين فى 1969، واتحاد العلميين الاجتماعيين الإسلاميين فى 1972. وفى أكتوبر 1974 قام أعضاء الجماعة الثقافية باستصدار قانونية الشركة التى أسموها «ميسورى بينوفولانت كوربوراشن» وكانت المناصب القيادية فيها كالآتى: أحمد القاضى كرئيس، ومحمد شامة كنائب للرئيس وشريك فى الوقف الإسلامى، محمد جاجهيلت كأمين صندوق، ربيع أحمد كعضو مجلس إدارة. ووفقًا للصحيفة، فإن أحمد القاضى تولى قيادة عناصر الجماعة بالولاياتالمتحدة منذ عام 1984 حتى عام 1994، وهو ما عرضه للاستجواب من جانب السلطات الفيدرالية عن الأنشطة الداخلية لجماعة الإخوان فى أمريكا، لكنه أكد أن الجماعة قامت بمجهودات كبيرة لخدمة مسلمى الولاياتالمتحدة، وهو ما بدا فى سعى القاضى شخصيا لإقامة مجتمع إسلامى فى مقر إقامته بالولاياتالمتحدةالأمريكية بولاية فلوريدا بادئا بالمسجد والعيادة الصحية والمدرسة الإسلامية. وقالت الصحيفة: فى عام 1977 تكونت «رابطة الشباب المسلم العربى» ثم توالت بعد ذلك الاتحادات الباكستانية والإيرانية وغيرها، وكان من أهم الأسباب التى دعت إلى تكوين هذه الاتحادات هو التواجد الضخم للطلبة المسلمين الوافدين من مختلف أنحاء المشرق الإسلامى، وفى عام 1982 تم تكوين هذا الكيان وأطلق عليه «الاتحاد الإسلامى فى أمريكا الشمالية»، وضم كل الاتحادات الموجودة بالإضافة إلى «اتحاد الجاليات الإسلامية mca»، هذا غير الجمعيات المتخصصة، مثل الجمعية الطبية الإسلامية وجمعية العلماء المهندسين المسلمين وجمعية علماء الاجتماع المسلمين، وهيئة الوقف الإسلامى، ومركز الدعوة والتعليم الإسلامى، وبذلك كما يقول «مهدى عاكف» مرشد الإخوان السابق أصبحت المؤسسات الإسلامية فى أمريكا الشمالية قادرة على خدمة المسلمين المقيمين فى الولاياتالمتحدة وكندا والعمل على توطين الدعوة داخل هذه البلاد. واستطردت الصحيفة: الإخوان قاموا أيضًا بتأسيس الجمعية الإسلامية الأمريكية «وعى» وادعوا أنها مؤسسة مدنية غير ربحية تأسست عام 1993بغرض الدعوة وتضم نحو 1000 عضو عامل، وأكثر من 100 ألف من الأنصار والمشاركين، ولها أكثر من60 فرعا، فى 35 ولاية. وأوضحت الصحيفة أن أبرز من ساهموا فى نشر الفكر الإخوانى بأمريكا شخص يدعى الدكتور حسان حتحوت الذى نجح فى عقد تحالفات مع تنظيمات اجتماعية ودينية مختلفة، وفى عام 1999م احتفل «حتحوت» مع عدد من المسلمين بعيد الفطر فى حديقة البيت الأبيض، ما يدلل على أواصر العلاقة التى جمعت بين الإخوان والأمريكان.