-إكرام لمعى: من تحالفوا مع الحزب الدينى انتهازيون ويبحثون عن مصالحهم -جمال أسعد: تخصيص كوتة للأقباط فى البرلمان يمهد للطائفية والانقسام على الرغم من اقتراب موعد إجراء الانتخابات البرلمانية، إلا أن حزب النور السلفى لا يزال يعانى من أزمة عزوف الأقباط عن المشاركة والترشح على قوائمه، الأمر الذى قد يترتب عليه اكتفاء الحزب بالمشاركة الفردية فقط، بعد أن كان قد أجرى عدة اتصالات بشخصيات قبطية أبدت موافقة مبدئية على المشاركة، ومنهم أعضاء رابطة «38 القبطية»، ولكن اختلف المشهد بعد أن تدخلت الكنيسة فى الأزمة بشكل شبه معلن، حيث أبلغت بعض الحركات القبطية التى أعلنت استعدادها للتحالف مع حزب النور ومنها رابطة «38»، رفضها لتلك التحالفات، وهو الأمر الذى وصل حد التهديد بالمنع من دخول الكنيسة وعدم التعامل مع أى قبطى يشارك فى قوائم حزب إسلامى. وفى تصريحات خاصة ل«الصباح»، أكد القس إكرام لمعى- رئيس المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية- أنه لا يعتقد أن تأخذ الكنيسة هذا الموقف المتشدد من الأقباط الذين رحبوا بالتحالف مع حزب دينى، مضيفًا أن الكنيسة عليها أن تظل بعيدة عن المشهد السياسى ولا تتدخل فى هذا الأمر، خاصة وأن الأقباط الذين قرروا التحالف مع حزب النور أصبحوا على الهامش من المجتمع المسيحى، واصفًا إياهم ب«الانتهازيين والباحثين عن مصالح شخصية»، حتى لو كانت على حساب مساعدة حزب دينى على المشاركة والتواجد. وأشار لمعى، إلى أن حزب النور حزب دينى وما يحدث هو تحايل على الدستور، وأن المنظومة بأكملها غير أخلاقية على حد وصفه، مضيفًا: «بداية من استعانة الحزب بأشخاص غير مرضى عنهم مرورًا بمسيحيين انتهازيين يبحثون عن مكاسب شخصية، مرورًا بحكومة تصمم على وجود حزب دينى رغم تعارض ذلك مع القانون، وكان أولى بالحكومة حل هذا الحزب ومن على شاكلته تنفيذًا للقانون». وحول ما ردده حزب النور من أنه حزب سياسى وليس دينيًا يقول القس أكرم: «هذا كلام غير مضبوط وادعاء كاذب، فكل رموز الحزب من الدعاة وحديثهم دعوى وحتى ملابسهم وهيئاتهم ليست هيئة رجال سياسة، وكان يجب على المسيحيين أن يراعوا هذا الأمر ولا يشجعوا مثل تلك الأحزاب على الاستمرار على الساحة السياسية». ومن جانبه، أشار المفكر القبطى جمال أسعد إلى أن الكنيسة لا يحق لها التدخل فى أمر ترشح المسيحيين على قوائم حزب النور من عدمه، كون ذلك أمرًا شخصيًا فهى ليست وصية على أحد، فهى مجرد جانب روحى ليس أكثر. وعن حزب النور، يقول أسعد: «هذا حزب برجماتى نفعى يسير على مبدأ الضرورات تبيح المحظورات، وذلك فى سبيل الوصول لأهدافه، وهذا واضح من اللحظة الأولى فلا علاقة له بالسياسة من قريب أو بعيد». مؤكدًا أنه من البداية رفض فكرة الكوتة والتى أقرها القانون بوجود عدد من المسيحيين والمرأة والشباب على قوائم الأحزاب، كون هذا الشرط قسم مصر إلى مسلمين ومسيحيين، وهو الأمر الذى بدأ بمجاملة لبعض شرائح المجتمع لن تنتهى إلا بمزيد من الانقسام والطائفية». وأشار إلى أن: «الأحزاب الضعيفة التى ستصارع لضبط قوائمها ستلجأ للكنيسة لطلب ترشيح مسيحيين على قوائمها، وهنا ستتدخل الكنيسة فى الشأن السياسى، فالأمر برمته خطأ ويؤكد على الطائفية وتدخل المؤسسات الدينية فى الشأن السياسى». وفى تصريح مقتضب، قال نادر بكار القيادى بحزب النور: إن الحزب لا يعانى أى مشكلة، وأن الحزب مستعد لخوض الانتخابات دون أقباط.