هل تتمكن البورصة من استعادة مستوى 27 ألف نقطة بجلسات الأسبوع؟    الرئيس التركي يرحب بقبول حماس مقترح الهدنة    بث مباشر مباراة الأهلي والزمالك في نصف نهائي دوري سوبر لكرة السلة (لحظة بلحظة) |    الأهلي يختتم تدريباته استعدادًا لمباراة الاتحاد السكندري    أسرة الشاب أحمد مفتاح: صاصا حطم أسرة وفرض اليتم على 4 أطفال    مواعيد قطارات عيد الأضحى 2024 «الثالثة المكيفة»    أول تعليق من نقابة الموسيقيين على حادث دهس عصام صاصا لشاب على الدائري (خاص)    ليلى علوي تطل ب«الوردي» في أحدث جلسة تصوير احتفالاَ بشم النسيم (صور)    الصحة تعلن عدد حالات التسمم بسبب تناول الأسماك المملحة    مائدة إفطار البابا تواضروس    "خارجية النواب": الجنون الإسرائيلي في إدارة ملف حرب غزة بسبب الخوف من المحاسبة    خاص| مستقبل وطن: ندين أي مواقف من شأنها تصعيد الموقف ضد الشعب الفلسطيني    طلاب جامعة دمياط يتفقدون الأنشطة البحثية بمركز التنمية المستدامة بمطروح    دورنا مجتمعي ولسنا حزبًا سياسيًا.. مصطفى بكري يكشف أهدف اتحاد القبائل العربية    فقرات فنية ترفيهية وتوزيع الشيكولاته ضمن احتفال استاد المنصورة بشم النسيم (صور)    صانع الدساتير يرحل بعد مسيرة حافلة، وفاة الفقيه الدستوري إبراهيم درويش    غداً.. «التغيرات المناخية» بإعلام القاهرة    المخلفات الصلبة «كلها خير»| فرص استثمارية واعدة ب4 محافظات    إزالة الإعلانات المخالفة في حملات بمدينتي دمياط الجديدة والعاشر من رمضان    فرقة وادي النطرون تقدم «ونيسة» ضمن مسرح قصور الثقافة    قبل عرضه في مهرجان كان.. الكشف عن البوستر الرسمي لفيلم "شرق 12"    "القارب" فيلم نادر لعمر الشريف يعرض في الدورة الثانية لمهرجان الغردقة لسينما الشباب    في 6 خطوات.. اعرف كيفية قضاء الصلوات الفائتة    زيادة في أسعار كتاكيت البيّاض 300% خلال أبريل الماضي وتوقعات بارتفاع سعر المنتج النهائي    صحة الإسماعيلية.. توعية المواطنين بتمارين يومية لمواجهة قصور القلب    الأهلي يُعلن تفاصيل إصابة عمرو السولية    لسهرة شم النسيم 2024.. طريقة عمل كيكة البرتقال في المنزل    أمينة الفتوى تكشف سببا خطيراً من أسباب الابتزاز الجنسي    توقف خط نقل الكهرباء بين السويد وليتوانيا عن العمل    متضيعش فلوسك.. اشتري أفضل هاتف رائد من Oppo بربع سعر iPhone    وزير النقل يتابع إجراءات الأمن والسلامة للمراكب النيلية خلال احتفالات شم النسيم    أفراح واستقبالات عيد القيامة بإيبارشية السويس.. صور    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    أمير قطر ورئيس وزراء إسبانيا يبحثان هاتفيًا الاجتياح الإسرائيلي المرتقب لرفح    لقاء علمي كبير بمسجد السلطان أحمد شاه بماليزيا احتفاءً برئيس جامعة الأزهر    المصريون يحتفلون بأعياد الربيع.. وحدائق الري بالقناطر الخيرية والمركز الثقافي الأفريقي بأسوان والنصب التذكاري بالسد العالي يستعدون لاستقبال الزوار    الصحة تعلن إجراء 4095 عملية رمد متنوعة مجانا ضمن مبادرة إنهاء قوائم الانتظار    نانسي عجرم توجه رسالة إلى محمد عبده بعد إصابته بالسرطان.. ماذا قالت ؟    في العام الحالي.. نظام أسئلة الثانوية العامة المقالية.. «التعليم» توضح    التعليم العالي: تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس    إصابه زوج وزوجته بطعنات وكدمات خلال مشاجرتهما أمام بنك في أسيوط    في خطوتين فقط.. حضري سلطة بطارخ الرنجة (المقادير وطريقة التجهيز)    المستشار حامد شعبان سليم يكتب :الرسالة رقم [16]بنى 000 إن كنت تريدها فاطلبها 00!    مصر تحقق الميدالية الذهبية فى بطولة الجائزة الكبرى للسيف بكوريا    مفوضية الاتحاد الأوروبي تقدم شهادة بتعافي حكم القانون في بولندا    شاهد.. الفنادق السياحية تقدم الرنجة والفسيخ للمترددين في الغردقة    "كبير عائلة ياسين مع السلامة".. رانيا محمود ياسين تنعى شقيق والدها    لماذا يتناول المصريون السمك المملح والبصل في شم النسيم؟.. أسباب أحدها عقائدي    غدا.. إطلاق المنظومة الإلكترونية لطلبات التصالح في مخالفات البناء    ضبط 156 كيلو لحوم وأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي بالمنيا    التعليم تختتم بطولة الجمهورية للمدارس للألعاب الجماعية    إزالة 9 حالات تعد على الأراضي الزراعية بمركز سمسطا في بني سويف    مفاجأة عاجلة.. الأهلي يتفق مع النجم التونسي على الرحيل بنهاية الموسم الجاري    فشل في حمايتنا.. متظاهر يطالب باستقالة نتنياهو خلال مراسم إكليل المحرقة| فيديو    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-5-2024    استشهاد طفلان وسيدتان جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في حي الجنينة شرق رفح    طارق السيد: لا أتوقع انتقال فتوح وزيزو للأهلي    تعليق ناري ل عمرو الدردير بشأن هزيمة الزمالك من سموحة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من أنفاق غزة إلى وديان ليبيا حتى ممرات السودان «الثغرات الحدودية».. كلمة السر فى اغتيال جنود مصر فى «الفرافرة »
نشر في الصباح يوم 02 - 08 - 2014

- «سورة وعبدالملك وسيلكا وجلاس وديانا».. 5 وديان تستخدم لتهريب السلاح من ليبيا إلى الصعيد
-«جهادى» منشق: أنصار بيت المقدس وأجناد مصر وأنصار الشريعة تنظيمات خرجت من «رحم الوديان»
-دليل «سفارى»: عصابات التهريب تعمل فى الوديان بجانب الجماعات الإرهابية.. وكل منهم يكمل الآخر
-عصابة «طارق الليبى» تسيطر على أخطر 5 أودية.. ويطلقون عليه «جنرال الصحراء الغربية»
«الثغرات الحدودية» بين مصر وليبيا والسودان هى «كلمة السر» فى عمليات اغتيال الضبط والجنود المصريين فى أكثر من حادث إرهابى وقع خلال الأشهر الأخيرة، فهى «وديان» تستخدمها الجماعات الإرهابية تارة فى قتل جنودنا، وتارة أخرى تستخدمها جماعات الجريمة المنظمة فى تهريب السلاح والمخدرات.
وخطورة هذه الوديان تكمن فى صعوبة السيطرة عليها فى ظل الهجمة الإرهابية الشرسة التى تتعرض لها مصر يوميًا منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى، خاصة أن عددها يقدر بالمئات، وبعضها معلوم للأمن والآخر مجهول تماما ولا يعرفه المهربون الذين يستخدمونها فى إيواء العناصر الخطرة، حتى إن بعض رموز الجماعات السياسية، ومنهم عاصم عبد الماجد القيادى فى «الجماعة الإسلامية» ومحمود حسين الأمين العام لتنظيم الإخوان وآخرون استخدموا تلك الوديان فى الهروب من مصر بطريقة غير شرعية.
ولعل الحادث الأخير الذى استشهد فيه 22 جنديًا وضابطًا من قوة كمين «الفرافرة» بالوادى الجديد علاوة على عدد آخر من المصابين، أعاد إلى أذهاننا خطورة تلك المناطق الوعرة، وعلى رأسها الواحات البحرية وما يحيط بها من أودية تُستخدم كثغرات حدودية لتهريب السلاح من ليبيا إلى مصر ومنها إلى محافظات الوجه القبلى، لإعادة توزيعه على السوق المحلية والجماعات المسلحة، وبالتالى استمرار موجة الإرهاب دون توقف.
ويقول منصور القواسمى، «الجهادى» المنشق، إن «وجود سلاح مهرب يعنى استمرار الإرهاب لأن التنظيمات العالمية لا تتوقف عن إرسال مزيد من العناصر لدعم الجماعات المحلية، ولذا فإن القضاء على الإرهاب لا يعنى القبض على مزيد من الخلايا، ولكنه يعنى تجفيف منابع السلاح الذى يستخدم فى ارتكاب المزيد من الجرائم، وفى ظل وجود وديان بيننا وبين دول الجوار ستتكرر هذه الحوادث مرارًا، فالقبضة الأمنية المشددة على الحدود هى وسيلة فعالة للقضاء على العنف المسلح، وهو ما كانت تقوم به الوحدة العسكرية التى اغتالتها يد الإرهاب مؤخرًا لمنع تهريب السلاح من ليبيا الى مصر».
ويضيف «القواسمى» ل«الصباح» أن «الوديان فى مصر مثل جبال تورا بورا فى أفغانستان تماما، لأن طبيعتها الجبلية الوعرة تصعب مهام القوات المسلحة فى إجراء عمليات تمشيط بين الحين والآخر، وكثيرًا ما تستخدمها عصابات تهريب الأسلحة والمخدرات مستعينة بالجمال والخيول كوسيلة انتقال، وتلك الوديان استخدمت فى تدريب الجماعات الإرهابية، ويكفى أن وادى جركان الواقع بين مصر والسودان استخدم فى تدريب أكثر من 1000 إخوانى على استعمال السلاح».
ويوضح «القواسمى» أن معظم أبناء القبائل البدوية توجهوا بفعل الظروف الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة إلى تجارة السلاح والمخدرات، مستغلين العوامل الطبيعية التى سهلت تجارتهم، ويختلف نوع التجارة باختلاف المنطقة الجغرافية التى يعيش بها البدو، فأعراب شمال وجنوب سيناء معروفون بتجارة المخدرات وكميات ضئيلة من السلاح خاصة بعد غلق الأنفاق بين مصر وغزة، أما مرسى مطروح وبعض مناطق بالصحراء الغربية فمعروف عنها تجارتها بالسلاح ومخزون الجماعات الإرهابية التى تسكن سيناء وصعيد مصر يأتى من هناك، كذلك مثلث حلايب وشلاتين فى أقصى الجنوب توجد به منافذ وثغرات تستخدم فى تهريب الأشخاص والسلاح وبعض السلع الأخرى».
ومن الغريب، وفق «القواسمى»، أن «هذه الوديان بات لها ملاك غير رسميين هم أبناء القبائل البدوية والمسجلين خطر والعناصر المتطرفة، فقبل ثورة 25 يناير استخدمت هذه الوديان فى تهريب المخدرات من مصر إلى ليبيا عبر أدوية ممتدة على أطراف مدينة مرسى مطروح، والمفاجأة أن المهربين هم عناصر مسلحة وخطرة سبق لها «الجهاد» فى أفغانستان، ونظرًا لضيق الحال بهم توجهوا إلى استغلال خبراتهم فى تأمين الممرات التى تستخدم فى عمليات التهريب».
ويؤكد القواسمى أن «تاريخ العناصر الإرهابية التى سكنت تلك الوديان ملئ بالقصص والحكايات التى لا يعلم عنها الإعلام أى شىء على الإطلاق، فأول مكان تتوجه إليه هذه الجماعات المتطرفة لإعداد شبابها هى الوديان والجبال، وهذه الجماعات ومنها «أنصار بيت المقدس» و«أجناد مصر» و«أنصار الشريعة» و«جيش الإسلام» وغيرها، يعيش جزء من أعضائها داخل مصر والجزء الآخر فى ليبيا، وكلها تنظيمات خرجت من رحم الوديان المهجورة، ووادى جركان هو خير شاهد ودليل على تدريب عناصر من «أنصار بيت المقدس، ومن بعدهم مجموعات من شباب الإخوان ثم مجموعات أخرى لا يعلم بها إلا الله، وحتى الآن على الرغم من الحملات الأمنية المستمرة إلا أن الوادى مازال ينبض بالتنظيمات الإرهابية التى تعمل تحت سمع وبصر المخابرات السودانية التى لديها معلومات كافية حول نشاط تلك المجموعات، لكنها تحتفظ بها لنفسها وغالبا ما تخفيها عن الجانب المصرى».
ويستطرد القواسمى أن «معظم الجهاديين العائدين من أفغانستان واليمن لا يتعايشون مع المدينة ولا البادية بسهولة ويفضلون العيش فى الكهوف كالتى اعتادوا عليها فى جبال تورا بورا بأفغانستان، وبالتالى يفضلون العيش فى الوديان بعيدًا عن الملاحقات الأمنية التى باتت تطول كثيرًا منهم خاصة بعد استقرار الأوضاع فى مصر وعودة القبضة الحديدية على تلك التنظيمات الإرهابية التى فضلت الرجوع إلى الكهوف والاكتفاء بتجنيد خلايا جديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعى والمنتديات الجهادية ودعمهم ماديًا للقيام بعمليات عنف داخل العاصمة والمحافظات القريبة من القاهرة ».
«جنرال» الصحراء الغربية
يقول مصدر مطلع، وهو دليل للوفود السياحية التى تقوم بتنظيم رحلات «سفارى» فى الصحراء الغربية، طلب عدم ذكر اسمه، إن «الوديان فى مصر مقسمة إلى عدة أنواع، ما بين أدوية تحت سيطرة عصابات التهريب وأخرى تقع تحت سيطرة الجماعات الإرهابية، وفى الغالب تكون مؤمنة بفعل الطبيعة حيث تحيطها الجبال من كل جانب، وتستخدم فى إعداد وتدريب الكوادر الإجرامية التى تؤهل فيما بعد للقيام بعمليات انتحارية».
ويضيف المصدر ل«الصباح» إن «عصابات التهريب تعمل فى هذه الوديان بجانب الجماعات الإرهابية، وكل منهم يكمل الآخر، وبعض العمليات التى قامت بها جماعة (أنصار بيت المقدس) خلال الأشهر الماضية ومنذ سقوط حكم الإخوان كانت بإيعاز من عصابات التهريب للتخلص من نقاط التفتيش الحدودية».
ويتابع المصدر أن « سورة، وعبدالملك، وسيلكا، وجلاس، وديانا، هى خمسة وديان تستخدمها جماعات تهريب السلاح والمخدرات، وتحميها على مدار اليوم عن طريق أفراد مسلحين يطلق عليهم اسم (الكشافة) يتمركزون أعلى النقاط الجبلية لرصد أى عناصر أمنية تمشط تلك الوديان والتعامل معها إن لزم، ويحكم الوديان الخمسة شخص يدعى طارق الليبى تعاونه عصابة كبيرة ومسلحة بكل أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وهى ذات صيت واسع فى الصحراء الغربية، ويطلق على الليبى لقب (شيخ العرب)، إذ لا توجد مشكلة ولا أزمة إلا وتدخل الرجل فى حلها، خاصة بالنسبة للقبائل البدوية القاطنة بين مصر وليبيا حتى لا يتدخل أحد، ويبلغ الأمن عن تجارته غير المشروعة، فهو بمعنى أدق جنرال الصحراء الغربية».
وحسب المصدر نفسه، «يُقدر عدد أفراد عصابة الليبى بالمئات وهم مسلحون ومدربون، ولا يواجهون الأمن مطلقًا ولا يعترضون طريقه طالما ظل بعيدًا عن مصدر رزقهم، والليبى لا يتاجر فى السلاح فقط بل يقوم بعمليات نقل أموال وأسلحة لحساب الجماعات الإرهابية من ليبيا إلى مصر، مقابل نسبة يتم الاتفاق عليها إضافة إلى تهريب البشر بشكل غير شرعى بين البلدين».
ويؤكد الدليل السياحى أن « إهمال الأمن لمعظم هذه الوديان حولها من مزارات سياحية إلى بؤر تحتضن الارهاب، حتى أنها القبلة الثانية للجماعات المسلحة بعد سيناء لسهولة الاختباء بها وهى تضم حاليًا المئات من الخارجين على القانون».
وفى هذا الصدد، حصلت «الصباح» على مزيد من المعلومات حول ما يسميه خبراء الجغرافيا ب«الثغرات الحدودية» التى استخدمتها الجماعات المسلحة فى تنفيذ العديد من الهجمات الإرهابية، إذ يقول الدكتور عبد الله عمران أستاذ الجغرافيا السياسية ل «الصباح» إن «التضاريس والوديان والجبال غالبًا ما تكون وسائل دفاعية خلقت بفعل الطبيعة تحمى حدود الدولة من هجمات المحتل، وفى بعض الأحيان تكون عائقًا أمام الدولة يحول بينها وبين بسط نفوذها على أراضيها بالكامل، كما هو الحال فى مصر مع وديانها المنتشرة فى الصحراء الغربية، فمصر لها أربع جهات حدودية مترامية الأطراف بعيدة عن الحضر، وهى الحدود الغربية بين مصر وليبيا وهى عبارة عن خط حدودى يمتد لمسافة 1049 كيلو مترًا، وهو ممتد باستقامة كاملة جنوبًا، ويوجد فى هذه الحدود وحدها العشرات من الثغرات وعلى رأسها واحة (جغبوب) فى أقصى الغرب التى استخدمتها العناصر الإرهابية فى التسلل قبل وبعد تنفيذ الهجوم الإرهابى الأخير، إضافة إلى ثغرات أخرى مماثلة فى الشريط الحدودى الليبى- المصرى تتمثل فى الجزء الجنوبى الغربى من الصحراء الغربية بمحازاة وادى الجلف الكبير وواحة سيوة، ومن هذه الأخيرة (سيوة) حتى واحة جالوا الواقعة داخل ليبيا يوجد لسان يبلغ عرضه 150 كم، ويعتبر مانعًا طبيعيًا أمام حركة الآليات العسكرية، مما يجعل منه بيئة مناسبة لتكون ممرًا لتهريب السلاح المحمل على ظهور الجمال».
ويضيف د. عمران أن «الحدود الشرقية بين مصر وفلسطين وقطاع غزة وهى تبدأ من رأس طابا على خليج العقبة حتى الساحل المتوسط، حدود مؤمنة بعد أن أغلق الجيش كثيرًا من الأنفاق بين الجانبين، وتحكم الجيش فى معبر رفح يمنع مرور المتسللين بشكل غير شرعى، وبالتالى لا خوف من هذه الحدود فى الوقت الراهن، أما الحدود الجنوبية التى تربط مصر بالسودان وتمتد مع منطقة العوينات باتجاه الشرق نحو نهر النيل فهى من أخطر ما يكون خاصة مع التأييد السودانى لما يسمى بشرعية المعزول محمد مرسى ولحكم جماعة الإخوان حيث تتحمل السلطات المصرية وحدها تأمين تلك الحدود فى حين تتعمد السلطات السودانية إهمالها، أو على الأقل فإن إمكاناتها العسكرية لا تعينها على ضبط الحدود خاصة أن تجارة السلاح تشهد نشاطًا ملحوظًا حيث يتم إدخال الأسلحة بمختلف أنواعها وخاصة الكلاشينكوف عن طريق الجمال، بالإضافة إلى مثلث حلايب وشلاتين المهمل من قبل السلطات المصرية، وهو الأمر الذى تسبب فى وجود ثغرات خطيرة داخل منطقة حلايب بالتحديد، تستخدم فى تهريب كل شىء، من السلاح إلى البشر».

حدود خارج السيطرة
ومن جهة أخرى، يكشف اللواء محمد نور الدين الخبير الأمنى ل «الصباح» عن أن «هناك عشرات الأودية تستخدمها جماعات تهريب السلاح والتنظيمات الإرهابية خاصة فى منطقة بحر الرمال الأعظم، فهى منطقة خارج السيطرة لأن الدوريات العسكرية لا تستطيع دخول هذه المناطق الشاسعة، وتكتفى بتسيير دوريات متحركة على طول الحدود وطلعات جوية بطائرات الأباتشى، بالإضافة إلى الاستعانة بالقمر الصناعى الذى أطلق قبل عام ومهمته مراقبة الحدود الشرقية، وهناك وسائل تكنولوجية حديثة يمكن استخدامها لتقليل حجم الخطر القادم عبر هذه الثغرات الحدودية كأن تقوم القوات المسلحة بتركيب كاميرات ووضع نقاط إنذار وكمائن متحركة».

ولكن يبدو أن كل هذه الوسائل لن تمنع التهريب، ولكنها ستقلله نوعًا ما، وهو ما يؤكده الخبير العسكرى اللواء طلعت مسلم، موضحًا أن «الوديان والممرات الجبلية التى تبدأ من الحدود السودانية، وتنتهى فى قلب البحر الأحمر، بيئة مناسبة لعمليات التهريب، وهى تجعل أمننا القومى مهدد على مدار اليوم من قبل العصابات والتنظيمات الإرهابية، والسيطرة عليها مرتبط بالعمران، فهناك مناطق كثيرة موجودة فى شمال وجنوب سيناء تشهد نشاطًا كبيرًا فى تجارة السلاح وغيره، ولكنها مناطق مهجورة وهو ما جعلها بيئة مناسبة لذلك، بينما توجد مناطق أخرى مهما قمنا بتسيير دوريات فيها فلن يتوقف المهربون عن استعمالها، ومنها منطقة بحر الرمال الأعظم التى توجد بها المئات من الممرات الخارجة عن نطاق السيطرة، وعلى سبيل المثال منطقة جبل علبة الواقعة فى مثلث حلايب وشلاتين، وهى تحتوى على عدة وديان تستخدم فى هروب العناصر الإرهابية».
ورصدت «الصباح» عدة مناطق ينطبق عليها لقب «أماكن خارج السيطرة»، ومنها منطقة أبرق التى تحتوى على عدة وديان وهى «العرقة، عيقات، الجاهلية، الامريت، قمبيت، وأبو سعفة».
ويقول الخبير الجيولوجى عمر هشام ل «الصباح»: «يمكن أن نقسم الوديان الواقعة بين مصر ودول الجوار، والتى تستخدم لتهريب السلاح والمخدرات وتنفيذ الهجمات الإرهابية من قبل العناصر المتطرفة، وتتخذ من ليبيا نقطة ارتكاز، إلى مجموعة الوديان الشمالية الغربية التى تقع فى اتجاه الشمال الشرقى وهى (يويدرى واكومترى وحصحصيت واوهدل وام قيرات)، ومجموعة الوديان الوسطى التى تجرى باتجاه الشرق ومنها (عيديب ويهميب وكنسيسروب واكاو وداروينا وسرارة سرمتاى وسرارة اوسير)، بالإضافة إلى مجموعة الوديان الجنوبية (الشلال وفروكيت)، وبعض هذه الوديان يشهد أنشطة غير مشروعة، وعلى الرغم من تمتعها بموارد طبيعية جيدة إلا أن الحكومة أهملتها لفترات طويلة حتى باتت مهجورة وتقع تحت سيطرة التنظيمات المسلحة».

الوديان.. «محظور الاقتراب»


«وادى الاخص، وادى البخت، وادى الضيق، وادى الجزائر، وادى مفتوح، وادى مشى،».. 6 وديان جبلية لا يقترب منها أحد ولا حتى رحلات السفارى خوفًا من عمليات الخطف التى تقوم بها الجماعات الارهابية منذ 3 أعوام، علاوة على أن بعضها هى بمثابة بوابة لدخول السلاح المهرب إلى الصعيد، وهى غير مرصودة أمنيًا مما سهل استخدامها كمعسكرات لتدريب العناصر الإرهابية، خاصة «وادى الضيق» فهو اسم على مسمى علًا نظرًا لضيق ممراته الجبلية التى لا تتسع لأكثر من شخصين، وفى نهاية الممرات توجد مساحات شاسعة تستخدم فى تدريب العناصر المسلحة وإيوائها فى بعض الأحيان، ومن المعروف أن هذا «الوادى الضيق» توجد به كميات كبيرة من المياه الجوفية تساعد المسلحين على التعايش داخل هذا الوادى لفترات طويلة دون الحاجة إلى الخروج إلى العمران».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.