المؤامرة كانت تقضى بضم «حلايب وشلاتين» إلى السودان.. وفتح الحدود مع ليبيا من جهة «السلوم» « كلينتون»: بعد 3 يوليو فكرنا فى استخدام القوة.. ولكن مصر ليست سوريا أو ليبيا
كشف تقرير «سرى للغاية» عن وقائع جلسة للكونجرس الأمريكى عُقدت فى مثل هذه الأيام العصيبة من عام 2013، التقرير يفضح جزءًا كبيرًا من أسرار المؤامرة الأمريكية- الإخوانية على مصر، وهى المؤامرة التى تحدثت عنها أجهزة سيادية منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى فى يوليو الماضى. التقرير الذى حصلت «الصباح» عليه يتضمن - لأول مرة - تفريغًا لنص الشهادة السرية لوزيرة الخارجية الأمريكية وقتها هيلارى كلينتون، أمام الكونجرس بشأن الوضع المضطرب فى مصر وقتها. قالت «كلينتون» فى شهادتها الرسمية: «كان كل شىء على ما يرام وجيدًا للغاية، وفجأة قامت ثوره 30 يونيو فى مصر وكل شىء تغير فى خلال 72 ساعة، كنا على اتفاق مع إخوان مصر على إعلان الدولة الاسلامية فى سيناء وانضمام حلايب وشلاتين إلى السودان، وفتح الحدود مع ليبيا من جهة هضبة السلوم، كما تم الاتفاق على إعلان الدولة الإسلامية فى سيناء يوم 5 يونيو 2013، وكنا ننتظر هذا الإعلان رسميًا، لكى نعترف نحن ودول التحاد الأوروبى بهذه الدولة فورًا». وأضافت «هيلارى»: «كنت قد زرت 112 دولة حول العالم من أجل شرح الموقف الأمريكى مما يحدث فى مصر، وتم الاتفاق مع بعض الأصدقاء على الاعتراف بالدولة الإسلامية حال إعلانها بشكل رسمى، وفجأة تحطم كل شىء أمام أعيننا بدون سابق إنذار»! وواصلت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة اعترافاتها قائلة: «فكرنا فى استخدام القوة، ولكن مصر ليست سوريا أو ليبيا، فالجيش المصرى قوى للغاية وشعب مصر لن يترك جيشه وحده أبدًا، وعندما حركنا بعض قطع الأسطول الأمريكى نحو الإسكندرية ازداد التفاف الشعب المصرى حول جيشه، وتحركت كل من الصينوروسيا رافضة هذا الوضع، فعادت قطع الأسطول أدراجها للمياه الدولية، وإلى الآن لا نعرف كيف نتعامل مع مصر وجيشها. فإذا استخدمنا القوة ضدها خسرنا وإذا تركناها وشأنها خسرنا، إنه وضع سياسى فى غاية الصعوبة، فمصر هى قلب العالم العربى والإسلامى، وإذا كان هناك بعض الاختلاف بين العرب فالوضع الآن يتغير». ومن جانبه، قال مصدر سيادى ل«الصباح»: إن «حديث هيلارى يكشف عن سر محاولات الضغط الأمريكى على مصر بعد عزل مرسى، ومحاولتها باستماتة إنقاذه من هذا المصير، أولًا لعدم فضح خيوط المؤامرة التى قادتها واشنطن فى المنطقة، وثانيًا لإتمام صفقة الدمار التى خططت لها وتولت رعايتها بصورة مباشرة وبدعم وتمويل شركاء فى المنطقة، ولم تكن أمريكا تتخيل أن تنكشف بهذا الشكل». من جهة أخرى، كشف موقع روسى على الإنترنت عن تقرير أمريكى «سرى» صادم بشأن خطة تحركات واشنطن بعد فشل مخطط إقامة «دولة الخلافة» فى سيناء العام الماضى، وقبيل إقرار الدستور الجديد فى مصر وإجراء الانتخابات الرئاسية الأخيرة لتعطيل «خارطة الطريق». وتحت عنوان «روسيا تكشف عن تقرير سرى أمريكى»، تم الكشف عن خطة باراك أوباما لإقحام الجيش المصرى فى حرب أهلية لضرورة الإطاحة بالمشير عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع وقتها، يبدأ التقرير الأمريكى بالقول: «إذا لم يجد المصريون المبرر والسبب ليقتل بعضهم بعضًا، فإن علينا -أى الإدارة الأمريكية- أن نُوجد هذا السبب». وأضاف التقرير قائلًا: «إن هدفنا الرئيسى هو دفع الجيش المصرى والشعب المصرى إلى قتال بعضهم البعض قبل عام 2015، لأنه إذا بقى الوضع كما هو الآن فى مصر فإننا سنواجه عبدالناصر جديدًا فى المنطقة، ولكن فى هذه المرة سيكون السيسى مدعومًا من دول النفط الخليجية، وهو ما لم يكن متاحًا لعبدالناصر، وعلى المستويين السياسى والاقتصادى فإن ذلك لن يكون فى صالح الولاياتالمتحدة، ذلك أن شعبية الجيش فى مصر وشعبية السيسى أصبحت الآن لا تقتصر على القاهرة فقط، بل تخطتها حيث نرى إعجابًا متزايدًا بالسيسى فى دول الخليج، وأيضا من جانب تونس جارة مصر التى بدأت بدورها تبحث فى داخلها عن مثيل للسيسى». وحذر التقرير من أنه «إذا حدث هذا، فإن نفوذنا سيتعرض لخطر كبير غير مسبوق فى كل المنطقة، فقد قامت دول الخليج مؤخرًا بتقديم دعمها للسيسى، وهو الأمر الذى لم يفعله العرب فى الماضى مع ناصر، وذلك لعلمهم بأن جماعة الإخوان أعلنت عن نواياها حال استمرارها فى حكم مصر، وهى «الإطاحة أولًا بالديكتاتوريين العرب، ثم الملوك، وهو ما يشكل تهديدًا واضحًا لدول الخليج». وأوضح التقرير السرى أن «الولاياتالمتحدة قلقة جدًا بشأن طائرة التجسس دون طيار التى أسقطها المصريون فى 2 نوفمبر 2013 فى منطقة الحدود مع ليبيا، ولم يكن ذلك بواسطة الأسلحة الأمريكية التى فى أيدى المصريين، ولكن بواسطة أسلحة حديثة روسية، فإذا ما استمرت الأمور تجرى كما هو الحال الآن فإننا لن نكون حتى قادرين على المحافظة على التوازن الهش بين مصر وإسرائيل، وفى هذه الحالة فإن سيناء ستشكل تهديدًا حقيقيًا لأصدقائنا فى إسرائيل، خاصة إذا ما أصر السيسى على تغيير الوضع الديموجرافى «السكانى» فى سيناء بزيادة عدد سكانها لمواجهة تل أبيب». وأشار الموقع الروسى فى هذا الصدد إلى التصريح الذى أطلقه الفريق ضاحى خلفان رئيس شرطة دبى، وحذر فيه من «مخطط دولى للإطاحة بحكومات دول الخليج العربية»، موضحًا أن «المنطقة أصبحت فى حاجة ماسة إلى مواجهة وصد أى تهديد قادم من جماعة الإخوان وأيضًا من سورياوإيران». ولفت الموقع الذى نشر التقرير إلى أن تحقيقًا يدور الآن فى دوائر المخابرات والأمن الأمريكية حول كيفية تسريب هذا التقرير، وسط شبهات بأن وراء تسريبه نشاطًا ناجحًا لأجهزة المخابرات الروسية فى ثوبها الجديد، كشف عن الكثير مما يتم التخطيط له فى دوائر صنع القرار الأمريكى، وهو الأمر الذى يشكل لطمة قوية لأجهزة الاستخبارات الأمريكية. والأدهى من ذلك بالنسبة للأمريكان أن هذا التقرير تم تسريبه بعد وقت قليل من صدوره وبداية العمل به وبتوصياته، وفى مرحلة دقيقة للغاية تشهد فيها السياسة الأمريكية بداية فشل واضح على كل المستويات. ويحتوى التقرير الأصلى على 1736 صفحة تتضمن تشخيصًا دقيقًا لأوضاع الدول العربية بما فيها دول الخليج، وتحوى 1900 صفحة من التقرير أهم الأبحاث والدراسات التى أجريت وفقًا للتحليلات الميدانية المدعمة التى قامت بها معاهد وجامعات سياسية ومراكز عسكرية. وهذه الدراسات بشأن الوضع فى مصر أشرف عليها فى وحدات بحث تضم «120» خبيرًا استراتيجيًا سياسيًا وعسكريًا معظمهم يحمل الجنسية الأمريكية، قدموا عددًا من المقترحات والسيناريوهات المفترض تطبيقها مرحليًا إلى حين تحقيق الهدف. وصنفت هذه الدراسات الجيوش المصرية الإيرانية والسورية والسعودية والباكستانية باعتبارها أقوى الجيوش التى تمتلك ترسانة أسلحة ضخمة، بعد أن تم تسريح معظم أفراد الجيش العراقى عقب الغزو الأمريكى لبغداد فى عام 2003. وتوضح إحدى هذه الدراسات تقع فى 432 صفحة كيفية «تفتيت» هذه الجيوش، كمقدمة لاحتلال هذه الدول باعتبار ذلك الهدف هو خطوة لاحقة بعد تفتيت الجيوش، من خلال عدة تدابير تبدأ باستنزاف الجيش السورى كما حدث بالفعل. وحسب التقرير، تبدأ تكنيكات «تفتيت الجيش المصرى» بافتعال ما يُدخله فى مواجهة مع شعبه، وهو ما سيؤدى إلى تفتيته فى أقل من 10 شهور، وفق الطموح الأمريكى الهادف لخدمة إسرائيل فى المقام الأول. الدراسة نفسها اعتبرت إيران «عدوًا استراتيجيًا من الدرجة الأولى» للولايات المتحدة، ينبغى أن يتم التخطيط لتوريطها فى مواجهة مباشرة مع القوة العسكرية السعودية الصاعدة، هذا بالتزامن مع حروب شوارع سيتم توجيهها من البحرين واليمن والمنطقة الشرقية، وهذه الحروب والمواجهات سينتج عنها فى النهاية تفتيت كامل للجيش السعودى، كما ستتسبب فى إضعاف الجيش الإيرانى. ووضعت الدراسة أكثر من «69» سيناريو متوقعًا من أجل إحداث مواجهات بين الشعوب والجيوش فى المنطقة لمدة «750» يومًا متلاحقة أى حوالى عامين، قبل تقسيم كل دول المنطقة العربية «العراق، سوريا، مصر، السودان، السعودية» إلى دويلات صغيرة بحجم قطر والكويت. وتراهن واشنطن، وفق هذه الدراسة، على تحقيق نجاحات متتالية فى فترة زمنية قصيرة، وهى تعزو هذه «النجاحات» المفترضة إلى الانقسامات الأيديولوجية والعرقية والثقافية والطائفية الحالية المتجذرة فى كل منطقة الشرق الأوسط. وتصف الدراسة الخطيرة المرحلة الحالية فى المنطقة العربية بأنها «الوقت والمكان المناسبان لشن الهجوم»، بينما تنشغل كل المنطقة العربية بشئونها الداخلية، كما تغطى الدراسة بعض ردود الأفعال المتوقعة تجاه الخطة الأمريكية لتقسيم كل منطقة الشرق الأوسط إلى دويلات بدلًا من البلدان والدول القائمة حاليًا، مثل الدويلة الكردية، والدويلة العلوية، ودويلة الدروز، ودويلة المسيحيين، ودويلة الشيعة، بحيث تضم كل دويلة مجتمعاتها المتجانسة عرقيًا وطائفيًا، الموزعة بين كل الدول حاليًا.