- تصفية داخلية لموسى وفايز أبوفريح و10 عناصر أخرى على يد زملائهم في التنظيم - منصور القواسمي: "داعش" تواصلت مع "بيت المقدس" بعد تفجير مديريتي أمن القاهرةوالدقهلية.. والمنيعي بايعهم وخالف رأي "شورى التنظيم" - التنظيم نفذ حد الردة على بعض أعضائه ويتواصل مع عناصر الموساد الإسرائيلي في الوقت الذي تواصل فيه قوات الجيش عملياتها في سيناء لتطهيرها من البؤر الإرهابية، تضرب الصراعات والتصفيات الداخلية تنظيم "أنصار بيت المقدس" الإرهابي بسبب خلافات على القيادة بين عناصره، الأمر الذي يعزز سيناريو انفجار داخلي يسفر عن إنشاء مجموعات متمردة على التنظيم الرئيسي، وهو ما قد يسهل مهمة قوات الأمن في ملاحقة عناصره من الإرهابيين.
أول خيوط الصراع داخل "بيت المقدس"، كشفها تصفية اثنين من قيادات التنظيم وهما فايز وموسي أبوفريح، على يد مسلحين من نفس التنظيم، وعقب تلك العملية تم قتل عشرة أعضاء اخرين، وفي محاولة للبحث عن الاسباب الحقيقة وراء تلك الصراعات التي تضرب التظيم، حصلت img src='Images/favicon.ico' alt="الصباح" title="الصباح" / على عدد المعلومات التي كشفها عضو تنظيم الجهاد المنشق، منصور القواسمي، والذي اوضح أن حاله التمرد داخل "بيت المقدس" تحت قياده محمد المنيعي ابن عم شادي المنيعي مؤسس الجماعه، ترجع إلى قيام الأخير بمبايعه تنظيم"داعش" (الدولة الإسلامية في العراق والشام)، والتي تقاتل في سوريا في مقابل منح التنظيم المصري دعماً بالمال والسلاح، وتكليفهم بتنفيذ مهام خارج وداخل البلاد.
وتابع القواسمي أنه وعقب تنفيذ "انصار بيت المقدس" لعملية تفجير مديرية أمن القاهرة (يناير الماضي)، تواصلت "داعش" مع التنظيم المصري عبر رسالة تدعوهم فيها للانضمام الي كتائبها وان يكونوا ذراع الجماعه في مصر، واضاف أنه وعلى الرغم من رفض مجلس شوري الجماعه بأغلبية اعضائه للامر إلى أن المنيعي بايع "داعش" وتجاوز ما تم الاتفاق عليه.
ولفت القواسمي، إلى أن الخلاف حول غياب دور الشوري في اتخاذ القرار دب في التنظيم، ونجم عن ذلك أنشقاق مجموعه كبيرة من عناصره، وكانوا بصدد تأسيس جماعه جديدة تقاتل انصار بيت المقدس، والحصول علي دعم من تنظيم القاعدة، وهو ما استبقته "بيت المقدس" بقتل 10 من العناصر المنشقة.
واضاف القواسمي "حاله التمرد الموجوده لها اسباب وهي ان التنظيم بات يجند اطفال دون سن ال 15 عام للقيام بالعمليات الارهابية داخل سيناء، فضلا عن اقامة الحد علي اربعه من اعضاء التنظيم واتهامهم بالكفر علاوه علي التعاون المشبوه بين التنظيم وعناصر الموساد الاسرائيلي داخل سيناء والقيام بعمليات لصالحه.
ووفق المعلومات التي كشفتها مصادر مطلعة على سير تحقيقات النيابة العامة مع عناصر التنظيم المقبوض عليهم، فإنه تأكد لدى جهات التحقيق وجود انشقاقات داخلية بسبب الانقسام على مسألة الانضمام إلى تنظيم "داعش" وتبين أن هناك فريق يؤيد ذلك المسار للحصول علي الدعم المادي، بينما يرفض اخرون الانضمام إلى أي تنظيم عالمي.
وفي سياق متصل اكد القيادي الجهادي المنشق صبره القاسمي، لimg src='Images/favicon.ico' alt="الصباح" title="الصباح" /، ان فايز ابوفريح وموسي ابوفريح اللذين قتلا ديسمبر الماضي ومعهم عنصر ثالث هم اعضاء بتنظيم انصار بيت المقدس، مشيراً إلى أن المراجعات الفكرية التي كانت الجماعة بصدد القيام بها هي السبب وراء اغتيالهم.
وتابع القاسمي، أن "بيت المقدس" ينفذ عمليات تصفية بدنية لعناصره شبيهة بتلك التي نفذها تنظيم التكفير والهجره لاعضائه المنشقين كنوع من الارهاب الداخلي لاعضاء، لقمع أي محاولة انفصالية في اهم مرحلة تمر بها الجماعه خاصة بعد دوي صدى عملياتهم في مديريتي امن القاهره و الدقهلية.
وبشان اسباب الانشقاق في داخل التنظيم اوضح القاسمي، أن التنظيم يشهد ماسماه ب"التمرد" على افكاره التكفيرية وفي ظل حاله الحصار الامني واستمرار الدوله في تنفيذ بنود خارطة الطريق التي تم اعلانها عقب عزل الرئيس السابق، محمد مرسي بعد ثورة 30 يونيو، موضحاً انه وعقب الانتخابات الرئاسية سينتهي التنظيم ومن يعاونه ويقدم له الدعم، خاصة وأن جميع الحركات والجماعات المتطرفة تعاني الآن من حاله ركود مادي بسبب التشديدات الامنية علي حركة تنقلات الاموال وتجفيف منابعها.
ومصدر جهادي منشق، مطلع على تاريخ تنظيم "بيت المقدس" كشف، أنه ومنذ ان وضع سلامة مبروك النواه الاولي لتأسيس التنظيم وتعيين شادي المنيعي مسئولاً لضم العناصر السيناوية والاستفاده منهم في التنظيم ومن مواردهم المادية تم الاتفاق علي مجموعه من الاسس والقواعد يسير عليها التنظيم وهو محاربه كل من يتعاون مع الجانب الاسرائيلي وبالتالي كانت الجماعه لا تستهدف الا خط الغاز.
وتابع المصدر، أنه ومع تخلي مبروك عن التنظيم ظهرت جبهتين داخل التنظييم الاولى تابعة لمؤسسه الأول وتضم عناصر من الشرقية والمنصورة، في مواجهة جبهة المنيعي وتضم بدو سيناء والمتسللين من غزة، ونشبت الخلافات بينهما وكاد ان يتأكل التنظيم داخلياً بسبب الخلاف حول اختيار امير الجماعه، الا ان عزل مرسي وحد الصف تحت قياده شادي المنيعي بعد هروب مبروك".
وتابع المصدر الجهادي "نشب الخلاف من جديد بين الجبهتين وهذه المره لان مؤيدي مبروك يبايعون تنظيم القاعدة وزعيمها ايمن الظواهري، اضافه الي ان الجبهة الأخرى بدأت تفرض الاتاوات علي اهل سيناء وتطالب الاقباط بدفع الجزية ودخلت في صراعات مع شيوخ قبائل في مدينة رفح والشيخ زويد علاوه علي مبايعتها لتنظيم داعش الارهابي".
ومن جانبه صرح خبير الجماعات الجهادية بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، علي بكر، أن تمرد اعضاء انصار بيت المقدس سياق متوقع وطبيعي كسابقها من الجماعات الارهابية التي تنشطر علي نفسها الي جماعات وخلايا صغيرة لان افرادها يبحثون عن الزعامه وهذا ابرز اسباب ظهور حالات التمرد داخل التنظيم خاصة بعد ان حقق صيت واسع الانتشار في المنطقة واصبح له مجلس شوري فطبيعي ان تظهر الانشقاقات والاختلافات في الوقت الراهن.
وتابع بكر، أن التضييق الامني والملاحقات المتواصلة لاعضاء التنظيم من قبل قوات الجيش والشرطة، بعد لا يمكن تجاهل لفهم اسباب الانقسام فسي صفوف التنظيم.
وبشأن الخلاف على مسألة الانضمام إلى داعش، استبعد بكر ذلك السيناريو، رغم توافر المعلومات عن محاولات البغدادي امير داعش للتقرب من انصار بيت المقدس ليكون هو قبله الجماعات والتنظيمات الارهابية الصغيرة بدلاً من تنظيم القاعدة.
وحصلت img src='Images/favicon.ico' alt="الصباح" title="الصباح" / علي تصريحات من مصدر امنية رفيعة المستوى، أكدت علي ان انصار بيت المقدس في طريقه إلى الزوال بعد أن رصدت التقارير وجود خلافات دموية علي الامارة، وخلافات اخري تتعلق بالانفاق علي العمليات الارهابية وحجم التمويل الذي يحصل عليه التنظييم اضافة الي تصفية التنظيم لعدد من عناصره في الشيخ زويد.
اللواء محمود زاهر الخبير العسكري، لفت إلى أن الجماعات الارهابية دائما وابداً تنتهي بالانفصالات والانشقاقات لتكوين جماعات اصغر لان افرادها يختلفون ويتصارعون بشان الزعامة بعد أن تبدأ نطاق عملياتها في الاتساع، ويبدأ عناصر كل فرقة في البحث عن الاختلافات الفكرية فيما بينهم، وينتهي الأمر بمجموعات صغيرة لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة ليكونوا نواه لتشكيل تنظيم جديد "
وتابع زاهر، أن تأسيس انصار بيت المقدس بدأ عبر مجموعات صغيرة انشقت عن جماعات في الضفه الغربية عام 2008، وكان هدفهم بحسب ما اعلنوه هو محاربة "العدو الاسرائيلي" حتى قيام ثورة يناير واتيحت لهم فرصة لدخول مصر، وتمكن بين 100 الي 160 عنصر من التمركز في سيناء، ومع مرور الوقت تحولوا الي اخطر تنظيم ارهابي في المنطقة، مرجحاً أن تشهد المرحلة المقبلة نهايته.