جريمة هزت شوارع منطقة العبور، تجرد فيها أب وزوجته من كل المشاعر الإنسانية، واستدرجا صبيا يقود «توك توك» للإنفاق على أسرته، ثم عذبوه داخل منزلهم أمام أطفالهم الثلاثة بغرض سرقته، بعدها قاما بذبحه بكل وحشية وألقيا بجثته بإحدى المناطق المهجورة، ثم قاما ببيع «التوك توك» الخاص به. «الصباح» التقت أسرة الصبى المجنى عليه، وبدأ والده المكلوم غير مصدق بأن ابنه الطفل الذى كان ينفق على الأسرة قد غاب للأبد، وقال بصوت متهدج: «أنا رجل فقير على باب الله ومريض لا أستطيع العمل، ولدى أطفال يريدون متطلبات كثيرة لا أستطيع أن ألبيها، ومحمد ابنى كان نور عينى. شاف حالنا فقرر أن يحمل مسئولية البيت، وبمبلغ بسيط كان معى أنا ووالدته اشترينا له «توك توك» وقام هو بقيادته والإنفاق علينا من الدخل الذى يأتيه من هذه المهنة. كنت أشفق عليه دائما لأنه «شال الهم بدرى» وعندما كنت أحاول مواساته كان يقول لى دائما «يابا أنا عارف ظروفنا كويس ومقدر». الأب المريض لم يصدق أن تنتهى حياة ابنه الصغير على يد هؤلاء المجرمين لمجرد سرقته والاستيلاء على «التوك التوك» الذى ينفق على العائلة كلها. تابع والد الضحية سرد أحداث المأساة التى ألمت بهم بقوله: «فى اليوم الذى اختفى فيه محمد خرج كما تعود كل صباح للعمل، وقال لى «خلى بالك من إخواتى يابا» وكأنه كان يشعر بأن نهايته اقتربت .. وعندما طال غابه خرج إخوته للبحث عنه، عندما يئسنا من العثور عليه قمت بإبلاغ قسم الشرطة .. قوات الأمن نشطت للبحث عنه إلى أن تم العثور عليه مقتولا بإحدى المناطق المهجورة». وقطعت عليه الاسترسال والدة محمد، التى صرخت بصوت ملتاع: «عملوا فى ابنى لية كدة ؟ دا كان غلبان وطفل برىء معملشى حاجة فى دنيته، حسبى الله ونعم الوكيل، أنا عايز أشوفهم معلقين فى حبل المشنقة ويتم إعدامهم فى ميدان عام حتى تنطفئ نار قلبى وتجف دموعى». كان الرائد حازم سعد قد تلقى بلاغا من الأهالى بالعثور على جثة لطفل لا يتعدى عمره 10 سنوات، انتقل على إثره العميد محمد فتحى الى مكان البلاغ، وتم العثور على جثة الصبى «محمد. ن» مذبوحا وبه آثار طعنات بالرقبة، ومن خلال إجراء التحريات وجمع المعلومات التى أشرف عليها المقدم أيمن الوردانى مفتش مباحث العبور تبين أن عاطلا وزوجته استدرجا الصبى لسرقته، ثم ذبحوه داخل منزلهما بالعبور أمام طفليهما. تم إعداد قوة أمنية، وتمكن النقيب محمود علام معاون المباحث من ضبط المتهمين، وبمواجهتهما اعترفا أنهما تخصصا فى سرقة سائقى «التوك توك» عن طريق المغافلة، ولكن عندما وجدا الطفل صغير السن قررا استدراجه الى المنزل وتخديره وسرقة «التوك توك»، لكن بعدما استدرجاه الى المنزل تعرف الصبى على شخصيتيهما وكشف سرهما فقررا التخلص منه، فذبحه الزوج ولفا جثته داخل جوال وألقوه بإحدى المناطق المهجورة. تحرر محضر بالواقعة، وأحيل المتهمان الى النيابة العامة، التى أمرت بحبسهما أربعة أيام على ذمة التحقيقات.