حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية سمير غطاس ل«الصباح»:الإخوان سيحاولون اغتيال محمد مرسى
نشر في الصباح يوم 12 - 01 - 2014

أكد رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والباحث فى الشئون الفلسطينية، الدكتور سمير غطاس، أن المشاركة فى الاستفتاء على مشروع الدستور المعدل، المقرر إجراؤه 14 و15 يناير، والتصويت ب«نعم» سيُجنبان مصر سيناريوهات خطيرة، مشدداً فى حواره ل«الصباح» على أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لتقسيم المنطقة من خلال استخدام جماعة «الإخوان»، إلا أن ثورة «30 يونيو» أوقفت هذا المخطط، محذرا من سيناريوهات إخوانية للتصعيد فى الشارع المصرى، لتعطيل الاستفتاء ومنع محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى بتهمة الخيانة، وإشعال الموقف فى مصر بمحاولة اغتيال مرسى، وإلصاق التهمة بالجيش المصرى، كمقدمة للتدخل الأجنبى، معتبراً أن مرسى خلال سنة حكمه، قدم خدمات غير مسبوقة للأمريكان والإسرائيليين لتصفية القضية الفلسطينية، وفيما يلى نص الحوار:
كيف تقرأ المشهد فى الشارع المصرى؟
- مصر تقترب من لحظة فاصلة وحاسمة فى تاريخها الحديث، مع بدء الاستفتاء على مشروع الدستور المعدل، يومى 14 و15 من الشهر الجارى، فالتصويت ب«نعم» يعنى أن مصر نجت من الفوضى، ومن المشروع الأمريكى، التى حاولت جماعة «الإخوان» تنفيذه، لذلك إذا ما حدثت انتكاسة فسوف ندخل فى سيناريو تفكيك الدولة، الذى بدأته «الإخوان» عندما وصلت إلى الحكم، لكن ثورة «30 يونيو»، أوقفت هذا المخطط، عندما شعر غالبية المصريين بالخطر على كيان الدولة، بعد تهديد نظام «مرسى» لأركانها باستعداء الشرطة والقضاء والجيش وباقى مكونات الدولة، فكانت الثورة على هذا الخطر، الذى سينتهى إذا شارك الشعب المصرى فى الاستفتاء وصوتوا ب«نعم»، لإنهاء أى أمل للإخوان فى العودة للحكم مجدداً، وأحذر من خطر التهاون وعدم المشاركة فى الاستفتاء، لأن هذا سيدخل مصر فى سيناريو خطير، فتفكيك مصر هو حجر الزاوية فى مشروع تقسيم دول المنطقة ككل.
ماذا تقصد ب«تفكيك» دول المنطقة؟
- النموذج الكامل الذى يشرح مغزى المخطط الأمريكى لتفكيك دول المنطقة، نراه فى العراق عملياً، الذى تم تفكيكه إلى ثلاث دويلات، فالأكراد فى الشمال، يحصلون على اعتراف واقعى لدويلتهم، فيما يتمركز الشيعة فى بغداد وجنوب العراق، بينما تتكون دويلة للسنة فى وسط البلاد وغربها، وكل شهر يسقط من 900 إلى ألف قتيل تقريباً، ولدينا النموذج السودانى الذى جرى تقسيمه، إلى دولتين مطلع 2011، وهو نموذج مهم جداً، يجب أخذه بعين الاعتبار، لأنه يسرد قصة وصول جماعة «الإخوان» إلى سدة الحكم، ثم كيف قضى هذا النظام على وحدة بلاده بعد نحو 26 سنة من الحكم، فعمر البشير ضحى بنصف السودان من أجل الحفاظ على حكمه وحكم جماعته، وعلى استعداد للتنازل عن دارفور فى الشرق لكى يظل فى السلطة، فالإخوان فى كل مكان لا هم لهم إلا البقاء فى السلطة ولو على حساب شعوبهم.
ولدينا كذلك تجربة سورية وما يحدث فيها، فتصريحات الرئيس الأمريكى باراك أوباما، من على منصة الأمم المتحدة، حول خمس طوائف سورية، وهى: الدروز والأكراد والعلويين والسنة والمسيحيين، فأوباما كشف لا إراديا عن مخططه لتقسيم سورية إلى خمس دويلات، أما ليبيا، فتم تقسيمها بين الميليشيات المنتشرة هناك، وهو ما يكشف عن أن مخطط تفكيك دول المنطقة دخل بالفعل حيز التنفيذ، ومصر لم تكن بعيدة عنه فى ظل حكم «الإخوان».
ما وضع مصر فى هذا المخطط؟
- وضع مصر فى مخطط التفكيك، يكشفه الارتباك الذى ساد الإدارة الأمريكية عقب ثورة «30 يونيو» والإطاحة بالرئيس «الإخوانى» محمد مرسى، 3 يوليو الماضى، بين تأييد واعتراض على ما جرى، لأن الأمريكان وصلوا إلى قناعة بخصوص التضحية بمرسى مع الإبقاء على تنظيم «الإخوان»، لذلك كان رفض واشنطن تصنيف الحكومة المصرية للجماعة تنظيماً إرهابياً، لأن الولايات المتحدة انتدبت «الإخوان»، لتنفيذ مخططها الجديد فى الشرق الأوسط، منذ أن بدأت العلاقات الرسمية بين أمريكا والإخوان، بين عامى 2004-2005، وكان الدكتور سعدالدين إبراهيم، هو من قدم قيادات الجماعة للإدارة الأمريكية، ووصلت واشنطن إلى قناعة تامة بضرورة تمهيد وصول «الإخوان» إلى الحكم فى مصر، لتنفيذ جميع مخططاتها، وفى تقديرى الشخصى لولا دعم الولايات المتحدة للإخوان، لما كان فى مقدورهم حكم مصر، فى إطار ما وصفه سعدالدين بالإشراف الأمريكى على أخونة المنطقة وليس مصر فقط.
بماذا كلفت أمريكا الإخوان من مهام فى المنطقة؟
- فى المقام الأول الحفاظ على أمن إسرائيل، لذلك كان شرط أمريكا للتحالف مع الإخوان، الاعتراف على رءوس الأشهاد، بمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وحماية أمن إسرائيل إذا ما وصلوا إلى الحكم، وهو ما حدث، على الرغم من أن الجماعة «الكاذبة» كانت تهاجم النظام المصرى بصورة مستمرة، بسبب معاهدة السلام، بل وصلت الجراءة بالقيادى الإخوانى عصام العريان، ليقول خلال زيارته لأمريكا، إنه طالما الإخوان فى السلطة، فلن تنشب حروب بين إسرائيل والفلسطينيين، وكانت الخطوة التالية المشاركة الإخوانية فى تصفية القضية الفلسطينية، بعدما خرج المرشد العام للجماعة، محمد بديع، ليعلن عدم ممانعته لإقامة مخيمات لأهالى غزة فى سيناء، وهى تصريحات مرتبطة بمشروع إسرائيلى يتضمن ترحيل أهالى غزة إلى سيناء.
ولولا موقف الجيش المصرى، لنفذ رئيس الوزراء السابق هشام قنديل، مشروع إقامة منطقة حرة بين سيناء وغزة، فى نفس المنطقة التى حددها المشروع الإسرائيلى، بمشاركة قطرية- تركية، ما يعطيك رؤية عن حجم المؤامرة التى كانت تحاك ضد مصر وفلسطين، خاصة أن حكومة قنديل كانت تتجه لعقد صفقة مع شركة بريطانية، لإقامة مليون وحدة سكنية فى شمال سيناء، بمحاذاة قطاع غزة، ونحن نعلم أن شمال سيناء يسكنها 390 ألف مواطن، وبالتالى كان السؤال الكبير: لماذا يتم بناء مليون وحدة فى هذه المنطقة الخالية من السكان؟، الإجابة واضحة لتسكين أهل غزة.
أين تضع حركة «حماس» الفلسطينية من هذا المخطط؟
- «حماس» هى الذراع العسكرية للإخوان، وهو ما تجده مكتوبا على كل البيوت فى غزة، فهى شريكة للإخوان فى التخطيط على حساب مصلحة الفلسطينيين، وعندما نشبت الأزمة بين تل أبيب وحماس، اشتركت «الإخوان» وقطر وإسرائيل فى عملية اغتيال أحمد الجعبرى، القائد العسكرى لكتائب القسام، الذراع العسكرية لحماس، نهاية 2012، لأنه خرج عن النص، ولم يكن من الممكن فرض المخطط فى وجوده، لأن اتفاقية التهدئة التى أشرف عليها مرسى، نصت على «أن يوقف الجانب الفلسطينى أعماله العدائية ضد إسرائيل»، ما يعنى إسقاط خيار المقاومة للمرة الأولى فى وثيقة رسمية، وبالتالى قدم مرسى لتل أبيب وواشنطن خدمات غير مسبوقة فى تاريخ الصراع العربى- الإسرائيلى، ونفذ المطلوب منه كأى عبد ذليل وهو إغلاق ملف القضية الفلسطينية وتصفيته، فضلاً عن نية مرسى إقامة قنصلية لحكومة غزة فى مصر، وهو ما يعنى الاعتراف رسمياً بفصل غزة عن الصفة الغربية، وهو ما لم تجرؤ عليه الولايات المتحدة ذاتها.
ماذا عن بقية تكليفات واشنطن للإخوان؟
- بالتزامن مع تصفية القضية الفلسطينية، كانت مهمة «الإخوان» فتح ملف الصراع المذهبى فى العالم العربى، والتركيز على الصراع السنى- الشيعى، لإلهاء شعوب المنطقة عما يحاك ضدهم، وهو ما تجلى واضحاً للجميع فى مؤتمر «نصرة سوريا»، الذى عقد فى يونيو 2013، الذى حشد فيه مرسى أنصاره من رموز التكفيريين، والجماعات الإرهابية، ليدشن الحرب المذهبية فى المنطقة العربية، وفى اليوم التالى وقع حادث مقتل 4 شيعة مصريين، وسحلهم من قبل أنصار «الإخوان».
كيف تقيم الدعوات الإخوانية لتدويل الوضع المصرى؟
- «الإخوان» طالبوا بالتدويل منذ 30 يونيو، ودعوة القيادى عصام الحداد، للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى بالتدخل المباشر معلنة، وهو ما يوصم «الإخوان» بالخيانة والعمالة، لذلك يجب أن تتعامل الحكومة المصرية بجدية مع دعوات التدويل الإخوانية، والسعى لتمهيد الأوضاع للتدخل الأجنبى، ورغم أننى أستبعد التدخل العسكرى المباشر فى الشأن المصرى، لأن مصر لديها جيش قوى وشعبها يساند حكومتها، إلا أننى أحذر بشدة من سيناريوهات إخوانية محتملة، كاغتيال مرسى وإلصاق التهمة بالجيش والأجهزة الأمنية، ومهاجمة قناة السويس، لتعريض المجرى الملاحى الأهم فى العالم للخطر، كمحاولة لتدويل القضية المصرية، وفتح الباب على مصراعيه أمام التدخل الأجنبى المباشر.
هل إرهاب «الإخوان» فى الشارع جزء من مساعى التدويل؟
- الإرهاب وسيلة الإخوان المفضلة، لذلك تحالفوا مع تنظيم «القاعدة» لإرباك المشهد الأمنى الداخلى، وزعزعة الثقة فى الحكومة المصرية دوليا، وتعد جماعة «أنصار بيت المقدس»، ذراع القاعدة والإخوان لتنفيذ العمليات الإرهابية فى مصر، ويتضح التنسيق بين الإخوان والقاعدة، فى عملية اغتيال ضابط الأمن الوطنى محمد مبروك، فلأول مرة ينظم شباب الإخوان مسيرة ليليلة فى الشارع الموازى لمحل عمل مبروك، لصرف أنظار الأمن عن عملية اغتياله التى وقعت بالتزامن معه مرور المسيرة.
أعتقد أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد تصعيدا غير مسبوق من قبل تنظيمات الإخوان والقاعدة، قد يصل إلى حد تكرار سيناريو حرق القاهرة، وموجة اغتيالات تطال رموز سياسية وأمنية، لأن الجماعة لم يعد لديها ما تبكى عليه، ولا خيار لها بعد انتهاجها العنف إلا الاندفاع إلى الأمام، ما يعنى الدخول فى صدام حقيقى ليس مع الدولة فقط ولكن مع الشعب المصرى، لأن الجماعة تريد بأى شكل من الأشكال تعطيل محاكمة مرسى بتهمة التخابر يوم 28 يناير الجارى.
ماذا لو ترشح وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى لمنصب الرئيس ألا يعيد هذا التوازن السياسى للمنطقة؟
- أدعم ترشح السيسى للرئاسة، ولكن بشرطين، أولهما أن يطرح رؤية سياسية متكاملة حول مفهومة للأمن القومى لمصر، وكيفية صيانته، من خلال إعادة الحيوية للاقتصاد المصرى، ونقلها من مصاف الدول النامية إلى مجموعة أكبر 20 دولة فى العالم، الأمر الثانى الذى أطالب به السيسى، هو العمل على تكوين كتلة سياسية، أو يؤسس حزبا سياسيا ليعيد إلى الحياة السياسية فى مصر طابعها الديمقراطى.
ألا ترى أن مواقف السعودية والإمارات والكويت ساعدت فى تحجيم التدخل الأجنبى فى الشأن المصرى؟
- هذه الدول أخذت مواقف محترمة، وتكشف فى الوقت نفسه مدى إدراكها لخطر تنظيم «الإخوان» على العالم العربى كله، فدول الخليج باستثناء قطر، شعرت أن المجموعة العربية لا قيمة لها فى غياب مصر، أمام القوى الإقليمية الرئيسية إيران وتركيا وإسرائيل، لذا وقفت السعودية والإمارات والكويت خلف مصر، لكى تكون لاعباً أساسياً فى المنطقة، وقد استغلت تلك الدول لحظة هبوط منحنى القوة الأمريكية، التى فقدت حليفها القوى فى مصر، جماعة «الإخوان»، والذى حاولت تعويضه من خلال الاتفاق مع إيران، حول المشروع النووى لطهران، فالهدف واضح وهو إعادة الاعتبار لإيران كفزاعة لدول الخليج، من أجل الحفاظ على النفوذ الأمريكى فى المنطقة.
لكن الموقف القطرى يبدو على العكس من ذلك؟
- قطر تناصب مصر العداء بشكل رسمى، فهى تحتضن عددا من الإرهابيين، وتمول جماعات إرهابية فى مصر، وحولت قناة «الجزيرة» إلى منصة دعائية لبث الإخوان أكاذيبهم، لذلك أرى أن الموقف المصرى لا يحتمل السكوت، فلابد من استراتيجية مصرية متكاملة لمواجهة قطر، تتضمن بلا شك منظومة إعلامية تخاطب الجمهور المصرى والعربى، بمهنية تجبرهم على ترك قناة «الجزيرة»، لكن للأسف وجدت بعض الإعلاميين المصريين يتحدثون بكلام تافه، عن أم أمير قطر، الشيخة موزة، وهو كلام مبتذل لا يصح أن يخرج عن مصر الكبيرة.
على المستوى الإقليمى.. كيف ترى الموقف التركى من ملفات المنطقة العربية؟
- تركيا الحديثة لم تكن مهتمة بالشأن العربى لأنها ركزت جهودها على اللحاق بالقطار الأوروبى، لذلك تحالفت مع الإدارة الأمريكية، التى ساعدتها فى النمو الاقتصادى شريطة علاقات حميمية مع إسرائيل، تمثلت فى شراء أنقرة للسلاح الإسرائيلى فى صفقات متتالية، إلا أن فشل الأتراك فى الانضمام للاتحاد الأوروبى، أدى إلى أن أدارت تركيا ظهرها للغرب ويممت وجهها صوب الشرق العربى، ووجد نظام أردوغان إسلامى الهوى، فى تنظيم «الإخوان» غايته، فتحالف إخوان مصر مع أردوغان، الذى سيطرت على ذهنه فكرة استعادة تركيا العثمانية، فهو لم يعتبر الإخوان إلا مطية اعتلى ظهرها، لتنفيذ مشروعاته فى المنطقة، ويستخدم مصر وسيلة يغزو بها الدول العربية والإفريقية سياسياً واقتصادياً.
لذلك يبدو طبيعياً رد فعل أردوغان الغاضب على سقوط «الإخوان» فى مصر، ولذا يلعب الآن الدور الأهم فى استضافة اجتماعات التنظيم الدولى لجماعة «الإخوان»، للتآمر على مصر، ويجند فى ذلك كل إمكانات الدولة التركية، من وسائل إعلام كوكالة الأنباء الرسمية «الأناضول» التى تحولت إلى بوق إخوانى، واختراع المخابرات التركية لشعار «رابعة»، وهو ما أدخل تركيا فى عداء صريح مع مصر، لن يخسر فيه إلا أردوغان الذى يكاد يخسر منصبه السياسى إثر قضية فساد كبرى.
ماذا عن إيران؟
- إيران أحد اللاعبين الأساسيين فى المنطقة، ولا يمكن تجاهلها، فهى قوة يحسب حسابها عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، لأنها قوة نفطية كبرى، ما يزيد من التداخل الإيرانى فى الملفات العربية، موضوع السنة والشيعة، كون إيران زعيمة العالم الشيعى، ولها أتباع فى عدة دول عربية، وهى تستخدمهم سياسياً، فمثلاً ولاء شيعة العراق لطهران وليس بلدهم، وكذلك الوضع فى البحرين وشرق السعودية، وهنا تكمن خطورة إيران والتعاطى معها، باعتبارها دولة كبرى فى المنطقة لها أطماع سياسية ومذهبية فى الدول العربية، وهنا مكمن الخطر على الأمن القومى المصرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.