هل نحن نظلم الرئيس محمد مرسى؟هل نتهمه، وجماعته ،زوراً وبهتاناً ، بالهرولة نحو تنفيذ مخطط، يعيد مصر إلى الوراء مئات السنين؟ وإذا كنا مخطئين فعلاً فهل التنبيه ونقد الحاكم حرام شرعاً ومكروه سياسياً فى بلد فجر ثورة للقضاء على الظلم، والفساد والاستبداد؟ لن نتكلم كثيراً فى تفاصيل الأخطاء الفادحة التى يرتكبها الرئيس وجماعته ، ولكننا سوف نتكلم عن رؤيتهم لمفهوم، السيادة الوطنية، الذى يبدو غائباً عن أذهانهم، لأن مشروعهم السياسى قائم ، على مشروع لا يهمه حدود الأرض الحالية ، ولا مانع لديهم من ضياع جزء منها طالما أنهم سوف يحصلون على بديل فى مناطق أخرى!! والدليل على كلامى ماقاله المرشد السابق مهدى عاكف: «طظ فى مصر »!! هذا هو المنهج الذى نختلف معه، ومع أصحابه، فنحن نحب الوطن ، ونشتاق إليه فى الغربة، وندافع عنه بأرواحنا، لأن الجهاد عندنا نحن أصحاب نظرية الوطن سامحهم الله وعافاهم يكون دفاعاً عن الدين والعرض والأرض، أما عند غيرنا، فالأرض متغيرة، المهم أن نكون معاً حتى ولو فى الشتات، ولهذا تجد أصحاب هذه النظرية يعيشون فى بلدان كثيرة ليس بحثاً عن الرزق، ولكن رغبة فى تنفيذ مشروع الانتشار فى الأرض مع إخوانهم الذين سبقوهم فى الجهاد!! إذن.. المشروع مختلف، ولهذا لا نتفق مع الإخوان، حول طريقة معالجتهم لأزمة سيناء، فكل المقدمات، تقول إن سيناء تتعرض لمؤامرة واضحة، لسرقتها من مصر، وطرد سكان غزة إليها ، وإنشاء إمارة دينية فيها قائمة على الجماعات الدينية المسلحة المنتشرة فيها، بالإضافة إلى الجماعات المطرودة من غزة،لتستولى إسرائيل على غزة ، لضمها إلى حدودها، وبدلاً من الحديث عن فلسطين، سوف نظل لمدة خمسين سنة قادمة، نناقش أزمة غزة التى راحت، تكراراً لأزمتنا القديمة، التى جعلتنا نتوقف، عن الحديث حول القدس،إلى الحديث عن وطن صغير للفلسطينيين يتمتع بالحكم الذاتى!! 2 قد تقول لى: وما علاقة الإخوان والرئيس بهذا السيناريو، فهذه مؤامرة لايمكن أن يشارك فيها الإخوان؟ سوف أقول لك على الفور: العلاقة وثيقة، لأن الرئيس صامت.. لا يتكلم سوى بعبارات مرسلة لا تنقدنا ولا تعيد سيناء ولا حتى إلى «نصف السيادة» التى حصل عليها أنور السادات عام 1978، أو «شبه السيادة» التى مارس بها حسنى مبارك حكمه، ولذلك، فإن الرئيس مطالب، بأن يقول لنا ماهو موقفه الواضح من مخطط الاستيلاء على سيناء، وماذا سيفعل إذا تم طرد الفلسطينيين إليها ؟ولماذا لم يقل ولم مرة واحدة للجماعات المسلحة التى أعلنت الجهاد فى سيناء: «إنى لمقاتلكم»؟ ولماذا لا يقول لنا الرئيس، بدلاً من الخطابات العاطفية، إنه لن يسمح بتوطين أى شعب أجنبى، ولو كان مسلماً عربياً، فى سيناء، لأن هذه القطعة العزيزة علينا، ليست للبيع ولا الإيجار.. لماذا لا يقول لنا إجابة واضحة، تجعلنا نعرف سياسته تجاه 6% من مساحة مصر، خاصة أن المخاطر تحيط بها من كل مكان ،إسرائيل متربصة، والفلسطينيون يتعرضون للضرب المبرح وليس لهم مهرب سوى شبه الجزيرة المصرية، والجماعات تواصل عملياتهاالعسكرية ضد الجيش المصرى ،لأول مرة فى تاريخ هذه الأرض التى ارتوت بدماء رجال القوات المسلحة فى مواجهة الغزاة، وليس فى مواجهة مصريين يريدون الاستقلال!! 3 نريد من الرئيس أن يسأل مستشاريه عن آخر أخبار مشروع برنارد لويس لتقسيم الدول العربية والإسلامية، والذي اعتمدته الولاياتالمتحدة، منذ أكثر من 30 سنة ، لسياستها المستقبلية. ألم يقل له أحد إن هناك مشروعاً تم اعتماده عام 1980 لتقسيم المنطقة أثناء اشتعال الحرب العراقية الإيرانية ،عندما قال مستشار الأمن القومي الأمريكي «بريجنسكي»: «إن المعضلة التي ستعاني منها الولاياتالمتحدة من الآن هي كيف يمكن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم علي هامش الخليجية الأولي التي حدثت بين العراق وإيران تستطيع أمريكا من خلالها تصحيح حدود «سايكس- بيكو.. وحسب مصادر بحثية كثيرة،تقاريرها موجودة فى كل المراكز، فقد أعقب هذا التصريح قيام وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» بتكليف المؤرخ الصهيوني «برنارد لويس» بوضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية جميعًا كل علي حدة، ومنها العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان والسعودية ودول الخليج ودول الشمال الإفريقي.. وتفتيت كل منها إلي مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية، وقد أرفق بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط المرسومة تحت إشرافه تشمل جميع الدول العربية والإسلامية المرشحة للتفتيت بوحي من مضمون تصريح «بريجنسكي» مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس «جيمي كارتر» الخاص بإشعال حرب خليجية ثانية تستطيع الولاياتالمتحدة من خلالها تصحيح حدود سايكس بيكو بحيث يكون هذا التصحيح متسقا مع المصالح الأمريكية وبالفعل حدثت هذه الحرب عقب استيلاء صدام حسين على الكويت وفي عام 1983 وافق الكونجرس الأمريكي في جلسة سرية علي مشروع الدكتور «برنارد لويس» وتم اعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الإستراتيجية لسنوات مقبلة ،ولذلك ليس غريباً تصديق هذا التخطيط الذى يتم الآن لتقسيم مصر بعد تقسيم العراق، والسودان، وفى الطريق اليمن ، وبعض دول الخليج!! 4 الموضوع كبير وخطير ولا يحتمل مهاترات ، ولا محاولة الدفاع عن الحاكم ، بقولنا « وهو يعمل إيه» ونحن نقول يستطيع الرئيس أن يفعل الكثير ، نريده أن يذهب إلى سيناء فوراً ويقول لأهلها ، لن اسمح لأحد بمشاركتكم أرضكم ،وتاريخكم ،وتراثكم..نريده أن يتصل بالأمريكيين أو حتى حلفائهم فى إسرائيل.. نريده فقط أن يقول: سيناء ليست للبيع أو الإيجار!!