كانت مفاجأة سارة لجموع المصريين عندما أعلن اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، فى مؤتمر صحفى الأسبوع الماضى، عن القبض على عدد كبير من المتهمين فى القيام بأعمال إرهابية والمشاركة فى محاولات اغتيال القيادات الأمنية. المؤتمر كشف العديد من المفاجآت التى جعلت الشارع المصرى يدرك المدى الشيطانى الذى وصل له إرهاب الجماعة، بعدما أكد الوزير أنهم وراء اغتيال المقدم محمد مبروك، ضابط الأمن الوطنى بمدينة نصر، وأيضا محاولة اغتيال الوزير نفسه بسيارة مفخخة، والذين لم يراعوا خلالها أن تضيع أرواح مواطنين أبرياء كل ذنبهم أنه تصادف تواجدهم بالقرب من موكب الوزير. المتهم الرئيسى فى اغتيال «مبروك» تم إلقاء القبض عليه بعد تبادل لإطلاق الرصاص مع قوات الأمن استمر خمس ساعات كاملة، وضبط بحوزته قطع متفجرات وأسلحة آلية متعددة، وانكشف أن مهمته كانت صناعة المتفجرات التى توزع على منفذى عمليات الإخوان، والقنابل التى يستخدمونها فى مسيراتهم لإلقائها على الأماكن الحيوية والمنشآت الشرطية بالدولة. المتهم عبدالفتاح. ع. ع «26 سنة» التابع لجماعة الإخوان والمتهم بتحويل مسكنه إلى ورشة لتصينع المتفجرات والقنابل البدائية لصالح منفذى العمليات الإرهابية، جندته الجماعة نظرا لخبرته بالتعامل مع الآلات والإلكترونيات -لأنه خريج معهد الحاسبات- التى زادت بعد تلقيه عدة دورات فى تصنيعها على أيدى خبراء من الجهاديين فى سيناء، وخصص له الإخوان مبلغًا ماليًا كبيرًا للإنفاق على عملية التصنيع وراتبًا شهريًا مقابل التفرغ لهذه المهمة، وكان يتردد على منزله الشخص المكلف بتسلّم المتفجرات وتوصيلها لمنفذى الهجمات الإرهابية على مستوى الجمهورية. «عبدالفتاح»، ينتمى لأسرة بسيطة وفقيرة جدا، وهو الباب الذى تسلل منه الإخوان لاختراقه والسيطرة على عقله.. أوحى إليه فقهاء الجماعة بأنه يجاهد من أجل الدين والإسلام، علاوة على الأموال الطائلة التى سيحصل عليها مقابل تنفيذ أوامرهم. وما لبث الفتى أن سقط فى قبضة الأمن الوطنى بدمياط، متهمًا بإحراز مواد كيميائية تستخدم فى تصنيع القنابل اليدوية محلية الصنع والمتفجرات، لاستعمالها فى مسيرات جماعة الإخوان التى تستهدف المنشآت العامة وإرهاب المواطنين، بعدما أكدت التحريات انتماءه للجماعة، وأنه تخصص فى صناعة المتفجرات المستخدمة فى كافة الأعمال الإرهابية، وكشفت التحريات عن العديد أن المتفجرات التى قام بتصنيعها استخدمت فى تنفيذ أكثر من 10 عمليات إرهابية للجماعة، وأن من قام بالإشراف على عملية تجنيده هو عضو بالحرية والعدالة بمحافظة دمياط، مقرب من خيرت الشاطر، وبعد أن تم تجنيده دفعت به الجماعة إلى سيناء للحصول على «دورة» فى التعامل مع المتفجرات استمرت لقرابة شهرين، قبل 30 يونيو، تدرب خلالها على يد جهاديين هناك. وبيّنت معلومات جهاز الأمن الوطنى أن شابًا آخر تلقّى «أصول الصنعة» على يد عبدالفتاح، وهو الأمر الذى خططت له الجماعة لتوفير البديل فى حال سقوط أحدهما فى قبضة الأمن. تزامنت عملية القبض على المتهم، مع إلقاء جهاز الأمن الوطنى القبض على شاب ينتمى لجماعة الإخوان حول شقته بالقليوبية إلى ورشة لتصنيع الأسلحة النارية وبيعها للمشاركين فى مسيرات الإخوان، ويقوم بتوريد الأسلحة للمسيرات التى تخرج بالقاهرة والجيزة، وتبين أنه يدعى «محمود.م» 30 سنة «عامل».