كلما يمر يوم بعد يوم تثبت جماعة الإخوان المسلمين أنها الداعم الرئيسى للعنف والإرهاب فى مصر، خططوا ونظموا لزعزعة أمن الوطن، بدءوا مخططاتهم باقتحام أقسام الشرطة ومديريات الأمن، ثم عادوا إلى عملهم الذين تعودوا عليه وهو اغتيال القيادات الأمنية والسياسية، آخرهم المقدم محمد مبروك مسئول ملف الإخوان والتطرف بمباحث الأمن الوطنى، الذى اغتالته رصاصات الغدر أثناء توجهه إلى عمله بمدينة نصر بعد أن ترصد له 3 إرهابيين أمطروا سيارته بوابل من الرصاص سكن جسده منها 8 رصاصات أسقطته على الأرض غارقا فى دمائه. «الصباح» تكشف عن كواليس اغتيال «مبروك» بعدما أثبتت تحريات الأمن الوطنى تورط الشاطر فى عملية اغتياله، وكشفت التحريات عن العديد من المفاجآت، منها أن الشهيد تلقى 10 تهديدات عبر هاتفه المحمول من أرقام غريبة، بين رسائل ومكالمات طالبته بالابتعاد الكامل عن ملف الجماعة وإخفاء التسجيلات التى رصدها بين مرسى وعناصر من حماس، وأن من قام بتنفيذ العملية عناصر من حماس بالاشتراك مع عناصر من تنظيم الجهاد بسيناء تسللوا إلى القاهرة عن طريق أحد القيادات الإخوانية المقيمة بالقاهرة، حيث أقاموا فى إحدى الشقق بالدور الأرضى بمدينة نصر، قبل الحادث ب10 أيام يتنظرون وقت التنفيذ. وقال مصدر أمنى ل«الصباح» إن التحريات كشفت عن إشراف قيادى غير بارز بالجماعة، على تنفيذ العملية، وأنه على علاقة وطيدة بالشاطر وكان يتردد عليه كثيرا بمكتب الإرشاد، وهو ذراعه اليمنى فى تنفيذ مثل تلك العمليات، وبعد أن تم تحديد هويته، داهم جهاز الأمن الوطنى شقته بمدينة نصر فى منتصف ليلة الأربعاء الماضى، لكنه كان قد لاذ بالهرب، وتم العثور على عدد من الطلقات لسلاح آلى. وأضاف المصدر أن المتهم الرئيسى فى العملية، بدأ يجمع المعلومات عن الشهيد وعن وقت توجهه إلى العمل وخروجه، وحصل على جميع المعلومات من أحد أمناء الشرطة الموجودين بمكتب «مبروك»، بعد أن تمكن الإخوان من تجنيده وإغرائه بالأموال، مشيرا إلى أن المتهمين المتورطين فى العملية أربعة، ثلاثة نفذوا، والرابع كان مراقبا للطريق عن بُعد، وبعد أن نجح زملاؤه فى تنفيذها لاذوا بالفرار، وأن من مدهم بالأسلحة التى نفذوا بها العملية أحد كبار تجار الأسلحة بعزبة الهجانة. وقال المصدر إن الجماعة وضعت قائمة لاغتيال 50 ضابطًا بالأمن الوطنى، كان على رأسهم الشهيد؛ مما دفع اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخية، لزيادة تأمين القيادات الأمنية التى شاركت فى القبض على قيادات الإخوان، ونفى المصدر أن يكون من نفذوا عملية اغتيال مبروك هم من حاولوا اغتيال وزير الداخلية، مؤكدا أن الجماعة وضعت فى قائمتها كل من شارك فى القبض على قيادة منها وتسبب فى الزج به فى السجن، وأنهم الآن فى مرحلة تنفيذ عملية انتقامية تعيد إلى الأذهان مشهد إرهاب التسعينيات. وألقت أجهزة الأمن القبض على أكثر من 100 عنصر من جماعة الإخوان، أدانتهم التحريات التى رصدت تحركات سرية لهم قبل اغتيال «مبروك» ب20 يوما، وتردد معظمهم على قياداتهم فى القاهرة والجيزة، ويعد جهاز الأمن الوطنى الآن التحريات النهائية، فى قضية مقتل الضابط لتقديمها إلى نيابة أمن الدولة، وتؤكد تورط الشاطر و5 من مساعديه الذين يديرون شركاته فى تنفيذ العديد من عمليات اغتيال الضباط، وأن أحد ضباط الأمن الوطنى الذى تمكن الشاطر من تجنيده فى فترة حكم مرسى، أبلغ الذراع اليمنى للشاطر بأن مبروك تمكن من العثور على أدلة تؤدى بمرسى وقيادات الجماعة إلى حبل المشنقة، وأن وزير الداخلية طلب من جهاز الأمن الوطنى جمع تحريات عن كل من كان له علاقة بالضباط، أو أمد العناصر الإرهابية بمعلومات، ولن يتهاون مع أى ضابط تورط فى الحادث. وقال المصدر إن الإخوان ظنوا أنهم قتلوا الشاهد الوحيد ضدهم، ولم يعلموا أن هناك البديل، والشاهد الثانى فى قضية التخابر، ومعه أدلة تدين مرسى، وكان آخر لقاء له مع الشهيد قبل اغتياله بيوم، وأخطره مبروك أنه أعد مرافعة خطيرة ليلقيها كشهادة له أمام الله والتاريخ حول كيفية التقاء مرسى بعملاء من ال«سى أى إيه» وتسجيل مكالمات معهم، وأضاف المصدر أن الضابط البديل هو الشاهد الوحيد مع مبروك فى أول قضية لرئيس مصرى متهم بخيانة البلاد ويحاكم بتهمة التخابر، ووعد الضابط أنه سيعيش حتى يرسل مرسى إلى حبل المشنقة، آخذا بثأر صديق عمره ولكل المصريين. وأضاف المصدر أن حادث اغتيال «مبروك» لن يكون الأخير، وأن الجماعة لم يعد لديها سوى سلاح الاغتيالات كورقة أخيرة بعدما استنفدت جميع حيلها، والدليل أنه بعد يومين من اغتيال مبروك، استشهد ضابطان فى يوم واحد، الأول ضابط العمليات الخاصة النقيب أحمد سمير الذى شارك فى القبض على العناصر الجهادية أثناء اختبائهم بمدينة قها بالقليوبية، حيث تم إطلاق الرصاص عليه من تلك العناصر ليستشهد فى الحال، وجاءت عملية الاقتحام بعد أن أثبتت تحريات الأمن الوطنى اختباء جهاديين من المتهمين بتنفيذ عملية اغتيال المقدم محمد مبروك، فى القليوبية بمعاونة أحد عناصر جماعة الإخوان هناك، وأنه تم إلقاء القبض على عنصر من الجهاديين بينما لاذ بقية المتهمين بالفرار، وتم تمشيط محافظة القليوبية بالكامل بحثا عن المتهمين وتم تحديد مكان اختباء ثلاثة منهم، سيتم مداهمتهم وإلقاء القبض عليهم حتى يتم الكشف عن العقل المدبر لتلك العمليات الإرهابية التى تستهدف ضباط الشرطة ويكون ذلك موثقا باعترافات المتهمين أنفسهم، أما الضابط الثانى الذى لقى مصرعه فكان الملازم أول أحمد رضوان عبد الجواد أحمد، معاون مباحث قسم شرطة ثالث الإسماعيلية، الذى استشهد إثر إصابته بطلق نارى من مجهولين.