ربما فات اللواء طارق مهدى، محافظ الإسكندرية، عندما أصدر قرارا بتكوين لجنة هندسية لحصر العقارات الآيلة للسقوط بمحافظة الإسكندرية، أن هناك عددا كبيرا من المبانى التابعة للحكومة مهددة بالانهيار على رءوس من فيها من موظفين. يأتى «برج الثغر» بمحطة الرمل، كأحد أهم المبانى الحكومية الآيلة للسقوط، وهو البرج الذى يوجد به مقر الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة وإدارة التأمينات، وأحد الوحدات العلاجية، وإدارة شئون البيئة، حيث أوضح «م.ع»، موظف بشئون البيئة، أن البرج يرقد على مياه الصرف الصحى، والجدران تحتاج لترميم، ومن الممكن أن تسقط فى أى لحظة. ويقول الموظف إن المياه تتساقط من الأسقف، ويعيش العاملون فى ظل تهديد مستمر خوفاً على أرواحهم، لافتا إلى مفارقة غريبة، تتمثل فى أن البرج الذى يحوى جهاز شئون البيئة، محاط بالقمامة التى تتسبب فى أوبئة كثيرة لأهالى المنطقة وللموظفين، مستدركا: «المصيبة أننا نمثل شئون البيئة ولدينا أزمة بيئية!». بالإضافة إلى برج الثغر، هناك مبان أخرى آيلة للسقوط، ومنها مبنى إدارة غرب التعليمية، وعنه يقول إيهاب خطاب، عضو نقابة المعلمين، إن المبنى يعمل به إداريون وموظفون تابعون لوزارة التربية والتعليم، ومهددون فى أى لحظة بأن يسقط المبنى فوق رءوسهم، مضيفا أن مكاتب الموظفين من الداخل شديدة التهالك وجدران المبنى متصدعة، مطالبا بنقل موظفيه إلى مكان آخر حفاظا على أرواحهم. وأشار إلى أن هناك مصيبة أخرى متمثلة فى الإدارة التعليمية فى العامرية، مؤكدا أن مبنى الإدارة يحتاج إلى ترميم وصيانة للحفاظ على الأرواح والمستندات وأملاك الدولة. من جانبه، قال محب عبود، رئيس نقابة معلمين بلا نقابة، إنه حذر وزارة التربية والتعليم بالإسكندرية أكثر من مرة، من أن هناك مدارس حكومية ستسقط أسقفها على رءوس المدرسين والطلاب، كمدرسة البصرة والبنجر والقرية المركزية الابتدائية، وهذه المدارس تقع فى إدارة البرج التعليمية. ورصدت «الصباح» مبنى التضامن الاجتماعى الكائن بمحطة الرمل بجوار مستشفى الميرى، وتظهر به التشققات والتصدعات، وقال الموظف «أحمد.ع» إن ذلك المبنى قديم للغاية ولم يتم ترميمه منذ زمن بعيد، وهناك خطورة على الموظفين والمترددين عليه، مؤكدا أن المبنى ليس مؤمنا بالمرة، وأن المصاعد متهالكة والجدران متصدعة. بينما رد مجدى فليفل، وكيل التضامن الاجتماعى بالإسكندرية، أن المبنى تم ترميم جزء كبير منه ولا يمثل خطورة كما يدعى بعض الموظفين فيه، وسيتم تكملة ترميمه وترميم السور المتواجد أمامه. فى المقابل، أكد اللواء طارق المهدى، محافظ الإسكندرية، فى اتصال هاتفى مع «الصباح» أن أى مبنى حكومى أو غير حكومى مهدد بالسقوط أو يحتاج ترميما وصيانة ستتخذ المحافظة الإجراءات اللازمة للحفاظ على الأرواح والممتلكات من خلال آراء لجان هندسية متخصصة من كلية الهندسة سيتم اختيارها بشكل محايد لتتحمل هذه المسئولية.