باتت أزمة حوادث القطارات على خطوط السكة الحديد بمثابة شبح يطارد وزراء النقل ويودى بحياة مئات المواطنيين، لهذا لجأنا لخبرة بعض سائقى السكة الحديد الذين يعملون فى المهنة منذ سنوات.. السائقون أجمعوا على أن حادثة دهشوور لن تكون الأخيرة، نظرا لأن العوامل المسببة لوقوع الحوادث لم تتم معالجتها حتى الآن. هاشم رابح، أحد سائقى القطارات، قال إن بعد توقف القطارات تعرضت ورش الصيانة فى مختلف محافظات مصر إلى السرقة من جانب البلطجية، لافتا إلى أن هناك العديد من ورش القطارات مثل «ورش عنابر السبتية» وتقوم بعمل «عمرات» للقطارات، وورش الفرز بالقاهرة، ورش أبو غاطس، وورش أبو راضى، وورش العباسية، وورش أبو زعبل. مشيرا إلى أن هذه الورش بها العديد من قطع الغيار ومستلزمات القطارات وكميات كبيرة من النحاس والخردة، لكن تم سرقتها من جانب البلطجية.
وأضاف رابح فى تصريحات ل«الصباح» أنه أثناء فض الاعتصامات خلال الفترة الماضية، قامت وزارة الداخلية بسحب العديد من ضباط وأفراد الشرطة المكلفين بحماية الورش ووجهتهم لفض الاعتصامات فى الشورارع، وهو ما أدى إلى سرقة العديد من محتويات الورش، مشيرا إلى أن معظم القضبان الموجودة على شريط السكة الحديد تم سرقتها. وأوضح رابح أن حوادث القطارات التى وقعت خلال الأسبوع الماضى لن تكون هى الأخيرة بل ستكون هناك العديد من الحوادث، خاصة أن القائمين على زمام الأمور داخل هيئة السكة الحديد لا يشغل بالهم سوى التصريحات الإعلامية، لافتا إلى حركة القطارات توقفت ما لا يزيد عن ثلاثة أشهر، ومع ذلك لم تقم إدارة الهيئة أو المسئولين فى وزارة النقل بعمل الصيانة اللازمة لجميع خطوط السكة الحديد، مؤكدا إلى أنه حذر السائقين أكثر من مرة بأن جميع الإشارات الكهربائية المتواجدة على طول خطوط السكة الحديد قد تم سرقتها فضلاً عن ملفات الحث «السيمفاوات» وهو مثل جهاز إنذار مبكر يخطر السائق بأن المزلقان مفتوح أم مغلق وبالتالى يتخذ إجراءاته الاحترازية بأن يخفف السرعة، وهذا ما ينذر بالعديد من الكوارث خلال الفترة القادمة. طارق فهمى أحد مشرفى القطارات قال ل«الصباح» إن جميع الوزراء السابقين أهدروا ملايين الجنيهات على السكة الحديد ولكن دون جدوى، بل إن الملايين التى أنفقوها كانت على محطة مصر بالأخص لتطوير المول التجارى والكافتيريات دون النظر إلى القضبان والإشارات الكهربائية وعربات القطارات، خاصة وأن جميع المزلقانات لم يتم تطويرها ولا تحديثها فضلاً عن المزلقانات العشوائية التى أصبحت بمثابة كابوس يهدد حياة المواطنيين، وأوضح فهمى أن خطوط السكة الحديد فى الصعيد سوف يتكرر عليها الحوادث نظرا لسرقة كابلات النحاس المتواجة داخل الجرارات نفضلا عن ملفات «السيمفاوات» والإشارات الكهربائية. حسن عيسى، أحد السائقين أكد ل«الصباح» أن التكنولوجيا الحديثة فى الإشارات والسيمافورات «الإشارات الضوئية» التى يفهم منها السائق ما إذا كانت هناك مشكلة تواجهه فى الطريق أم لا، لم تصل إلى مصر حتى الآن، موضحا أن هناك سيمافور كهربائيا وآخر ميكانيكيا يدويا، مشيرا إلى أن «الكهربائى» يعطى إشارة للسائق بوجود مشكلة أمامه فى الطريق قبل 1600 متر تقريبا، ومن خلال رؤية السائق لتلك الإشارة يهدئ السرعة حتى تنخفض من 120 كيلو فى الساعة إلى 15 فقط، قبيل وصول القطار إلى موقع المشكلة، إلا أن «السيمافور الكهربائى» لا يتوفر فى مصر إلا بنسبة 20% فقط على الخطوط الحديدية، وبدءا من بنى سويف فى اتجاه الصعيد لا يوجد سوى السيمافور الميكانيكى اليدوى، حيث يقوم أحد الأفراد بإبلاغ عامل المزلقان بغلق المزلقان، وفى حالة تقاعس هذا العامل عن أداء عمله سرعان ما تحدث الكارثة.