المادة 219 «عربون محبة» لقبول خارطة الطريق وجمع شتات السلفيين..والمفاوض العسكرى : المادة تظل محل بحث،وسيتم تعديلها فى أسوأ الأحوال الرجل الذى وصف بأنه أخطر رجل على مصر فى وقت ما، أصبح الآن يجيد التفاهمات السياسية والمفاوضات، ولديه من البراعة مايمكنه من أن يعقد الصفقات، ويبرم الاتفاقيات حتى لو على جثث الآخرين. باع برهانى الإخوان يوم باعوه، لم ينس أنهم وضعوه على قوائم الترقب والوصول، ولم ينس مافعلوه مع تياره من إقصاء وتجاهل، واستخدام ظهورهم كمطية للوصول إلى مآربهم. تلاعب الدكتور ياسر برهامى بمشاعر الإخوان المسلمين قبيل تظاهرات 30 يونيو، قائلاً : «لو أن الذين سينزلون الشوارع أغلبية فبإمكانهم إزاحة أى رئيس مؤكداً أن مرسى ليس خليفة للمسلمين»، وبعد سقوط الرئيس الإخواني،حرم برهامى على مؤيديه النزول فى الشوارع بدافع أن البلاد تمر بفتنة، والأولى التزام البيوت،منهم من أطاع ومنهم من عصى، لكن يبدو أن برهامى وأتباعه قد عقدوا الصفقة منذ وجود مرسى فى السلطة، لذا وجب على أحمد المسلمانى تقديم الشكر لهم على مابذلوه من جهد وماقدموه من خدمات. قبيل لقاء أحمد المسلمانى بقيادات حزب النور، كان لقاء قد جمع برهامى بأحد قيادات القوات المسلحة حذر فيه برهامى من المساس بالمادة 219، وحاول برهامى اقناع القيادى الكبير بالجيش المصرى بضرورة بقاء هذه المادة لأنها بمثابة «عربون المحبة» من القوات المسلحة لقبول خارطة الطريق، وجمع شتات السلفيين الذين انتفضوا للدماء التى سقطت فى ميادين مصر، ويبدو أن القيادى الكبير بالجيش كان مخولاً باتخاذ مايراه مناسباً لقبول السلفيين «قاعدة وقمة» لخارطة الطريق، مؤكدا أن هذه المادة لا تؤثر على مدنية الدولة، مشيراً إلى أن شيخ الأزهر?هو من صاغ نصها فى الدستور المعطل، وهو بوصفه المرجعية الإسلامية الأعلى للمسلمين فى العالم، لايمانع فى وجودها، ووجود مثل هذه المادة يعتبر قانعاً لجميع أبناء التيار السلفى والتزامهم بعدم النزول إلى الشوارع، وكان رد المفاوض العسكرى أن هذه المادة تظل محل بحث، ولكنه وعده بعدم إلغائها، ولكن فى أسوأ الأحوال سيتم تعديلها. وعرضت القوات المسلحة على برهامى المشاركة فى لجنة الخمسين، وترشيح آخر لكنه فضل عدم المشاركة بنفسه، ورشح كلاً من بسام الزرقا نائب رئيس الحزب، والمستشار السياسى السابق للرئيس مرسى، ومحمد سعد الأزهرى عضو الجمعية التأسيسية التى وضعت الدستور المعطل، واحتياطياً اختار برهامى الدكتور محمد إبراهيم منصور عضو المجلس الرئاسى بحزب النور. فى تلك الأثناء كان برهامى ومخيون قد وعدا الدكتور خالد علم الدين عضو الهيئة العليا بحزب النور ومستشار مرسى المقال لشئون البيئة، بترشيحه فى لجنة الخمسين لتعديل الدستور، وعندما اكتشف علم الدين أنه خارج الترشيحات بادر بالتلويح باستقالته من الحزب السلفى، وجمد عضويته معلناً أنه يرفض الموقف المتخاذل من الدعوة السلفية وحزب النور بشأن المادة 219، وأكد علم الدين فى استقالته أنه يتفق مع الحزب فى كثير من المواقف والسياسات إلا أنه يختلف معه فى بعض المواقف والرؤى. وأعرب عن خشيته فى أن يتسبب إعلانه عن مواقفه ورؤيته فى الوقت الحاضر لأى حرج للحزب أو قياداته، خاصة فى تلك المرحلة البالغة الحساسية من تاريخ الوطن. وحتى يظل على خط الوصال بحزبه تراجع قائلاً : لا أتحدث باسم حزب النور، وإنما أتحدث بصفة خاصة عن نفسى فقط ورؤيتى الشخصية، وقد أعلنت من قبل وأكرر لست ولم أكن متحدثاً رسمياً ولا إعلامياً عن الحزب ، ولم أكن عضواً يوما بالمجلس الرئاسى ولا عضواً بالهيئة العليا ولا أشغل منصباً تنفيذياً بالحزب، وإنما أنا عضو عادى من أعضاء الحزب. من جانبه أعلن الشيخ على غلاب، رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية فى محافظة مطروح، استقالته من «الدعوة السلفية» وحزب «النور»، وقال الشيخ فى بيان له، خاطب فيه شيوخ الدعوة: «لما كانت عضويتى بمجلس الشورى العام ، ومجلس الإدارة العام ، ومجلس شيوخ الحزب لا تزال تُسبب لكم حرجاً ؛ فاعلموا أنه لا حاجة لى فيها ، واعتبروا هذه استقالة صريحة منى عن عضويتى فى كل هذه المجالس». كانت «الدعوة السلفية» قد أصدرت قراراً إدارياً بتجميد مجلس إدارة محافظة مطروح، وتكليف إدارات المراكز بالتواصل مع الشيخ «سعيد حماد».. وهو ما يعنى استبعا? «الشيخ على غلاب» بسبب إعلانه الانخراط فى الانتفاضة السلمية بعد عزل الجيش للرئيس محمد مرسى فى مخالفة واضحة للموقف العام المعلن للجماعة من الأحداث. وقبيل لقاء المسلمانى بيونس مخيون وأشرف ثابت وبسام الزرقا كانت الأمور قد تم الاتفاق عليها من خلال كبيرهم «برهامى» ، الذى صرح على موقع «صوت السلف» أن الشعب المصرى لابد أن يقف خلف القيادة الحالية للتصدى لما سماه حرب الغرب ضد مصر والإسلام، مطالباً التيار الإسلامى بالاعتراف بأن الهجوم الغربى على الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، ليس موجهاً لشخصه بل ضد مصر والإسلام. وفرق برهامى بين المظاهرات التى تخرج للمطالبة باستقالة السيسى ، والمظاهرات التى طالبت باستقالة الرئيس المعزول محمد مرسى من حيث الأعداد والأسلوب، لأن مرسى خرج عليه الملايين فى الشوارع والميادين، بينما يعارض السيسى الآلاف، ولابد من الابتعاد عن الادعاءات والشائعات التى تضخم حجم الخارجين ضد السيسى. وأضاف نائب رئيس الدعوة السلفية أنه على الإسلاميين أن يفيقوا من أسر إعلام «فيس بوك» وصفحات أنصار مرسى التى تضخم الأعداد التى لم تتعد من 50 حتى 100 ألف، والاعتراف بأن الجيش أنقذ الشعب المصرى من حرب أهلية اجتمع فيها ملايين من جميع طوائف الشعب ضد الإسلاميين، فالتيار الإسلامى عانى من جماعة تنتمى إليه اقترفت الأخطاء من حمل السلاح وإطلاق فتاوى تكفير المخالفين واستباحة قتلهم، وأطالب الإسلاميين بالنظر إلى موازين القوى، والمصالح والمفاسد والضرر المتعدى على عموم الناس، وخصوصاً الإسلاميين، فى أى قرار أو موقف أو بيان أ? تصريح أو نبرة فى الكلام أو حتى سكوت. وشدد برهامى على جواز منع الصلاة فى أى مسجد فى حالة وجود فتنة أو سفك دماء به، أو إغلاق المسجد بقصد إصلاحه، وأنه لا يجوز ذلك إلا لهذه الأسباب، مستشهداً بفتوى أجمع عليها علماء السعودية فى غلق المسجد الحرام فى الثمانينيات خلال الأحداث المعروفة ب « فتنة جهيمان». ورفض فتوى الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، بأن من يخرج مسلحاً على الجيش المصرى، فحكمه الشرعى فى الإسلام القتل، واعتبار أن جماعة الإخوان باغية وخوارج، مؤكداً أنه لا يجوز إطلاق تلك الفتاوى التى تحمل صاحبها المزيد من إراقة الدماء. وحسب مصادر داخل حزب النور فإن الحزب قام بطباعة منشورات تتضمن فتوى برهامى السابقة لأبناء المستقيلين عن مواقفهم ، وتضمنت الرسالة البرهامية أيضا اتهامات لقيادات الإخوان منها أنه لايجوز النزول معهم الى الشوارع خاصة بعد أن حملوا السلاح، وهناك من يؤصِّل لتكفير المخالفين واستباحة قتلهم وينظِّر لذلك، ويؤيده ولا ينكره! وقد كان الخطاب فى القنوات الإسلامية، وعلى منصة «رابعة العدوية» خطيرًا للغاية. وتضمن المنشور أيضا أن الدعوة السلفية حذرت «مكتب الإرشاد» فى زيارة «16-6-2013م»، من مغبة التمسك بالرأى وعدم الالتفات الى الآخر. وتابع المنشور الذى يريد إعادة السلفيين المستقيلين إلى أحضان الدعوة: أما مايخص الشريعة فلا تنسَ أن الإخوان هم أول مَن كان مقترِحًا غيابها فى الجمعية الأولى، ووفقنا الله حتى وُجدتْ، وما زالتْ أمامنا معركة نحاول فيها إبقاءها فى «لجنة الخمسين» أو فى «الاستفتاء» إن أصروا على حذفها. وأضاف المنشور: لاتنس أخى أنك لابد أن تنظر إلى موازين القوى، وإلى المصالح والمفاسد، وإلى الضرر المتعدى على عموم الناس «وخصوصًا الإسلاميين» فى أى قرار أو موقف أو بيان أو تصريح أو نبرة فى الكلام أو حتى سكوت، فإن ذلك كله له أثر كبير فى مواقف الآخرين، وليس فقط «ألسنا على الحق - أليسوا على الباطل» مع أن حق البعض قد دخله دخن كثير ربما كان سببًا فى إضاعته، ومع أن باطل البعض قد خالطه حق؛ أعظمُه -وإن أبيتم- كلمة: «لا إله إلا الله محمد رسول الله» التى أحسب أن عامتهم يقولونها مصدقين بها، يدينون بها لله؛ ولو جاروا وظل?وا، ونحن لم نؤمر أن نشق عن قلوب الناس.