أكد مجموعة من المحللين الاقتصاديين أن صفقة نقل ملكية اسهم اوراسكوم للانشاءات الى مجموعة يرأسها بيل جيتس يمثل خطوة في تخارج عائلة ساويرس من السوق المصري وفي القت نفسه سيضخ حوالي ملياري دولار في البورصة المصرية هي قيمة الصفقة. و كان تحالف من كبار المستثمرين الأمريكيين والعالم قد قام بتمويل عملية شراء الأسهم العادية المحلية بشركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة لشركة 'أو سي آي إن في' وهي شركة هولندية تابعة لشركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة. وتقدر قيمة الاستثمارات التي ضخها التحالف بنحو ملياري دولار أمريكي ويتكون التحالف من شركة كاسكيد المملوكة بالكامل لبيل جيتس وشركة ساوث إيسترن لإدارة الأصول وشركة دايفز سلكت أدفزرز. ومن المتوقع أن يتم عرض شراء من أوراسكوم للإنشاء والصناعة على 280 جنيها للمستثمرين المحليين بالإضافة إلى عرض يتضمن مبادلة كل سهم في أوراسكوم للإنشاء والصناعة بسهم في أو سي أي إن في. وقال احد المحللين الاقتصاديين ان الخروج الآمن هو ابرز المصطلحات التي تنطبق على توجهات عائلة ساويرس خلال المرحلة الحالية ، فبالنظر إلي استثمارات العائلة الاخيرة فأنها تدل على عمليات تخارج تتم بصورة تدريجية من السوق المصرية تفادياً لتسارع وتيرة الاحداث السياسية الجارية . وقد اتضحت حلقات عمليات تخارج العائلة بداية من المضي في عملية بيع اوراسكوم للاتصالات والاعلام جزءاً من اسهمها في موبينيل لصالح فرانس تيلكوم بقيمة 6 مليارات جنيه ومن ثم بدأت تشابك حلقات التخارج عبر بيع بعض الشركات الخاصة بتكنولوجيا المعلومات بالإضافة إلي التوجه نحو الاستثمار في تليكوم ايطاليا عبر شراء حصة من الشركة بقيمة 3.9 مليار دولار و خططه بشأن التوسع في سوق امريكا الجنوبية من خلال تنفيذ بعض خطط الاستحواذ في البرازيل ، فضلا عن خططه الرامية إلي شراء حصة من شركة الذهب الكندية "لامارشا ريسورس" بقيمة 493 مليون دولار بقيمة 3.5 دولار للسهم الواحد بتخفيض على سعر الاسهم بنسبة 13% ، وحصوله مؤخراً على اسهم الحكومة الفرنسية في شركة ارياب للتعدين السودانية ليصبح الشريك الاول للحكومة السودانية ممتلكاً بذلك 40% من اسهم الشركة بقيمة مليار دولار ، ونهاية بالانباء التي توصلت اليها اموال الغد بشأن قيام رجل الأعمال نجيب ساويرس ببيع رخصة قنوات أون تي في ، بقيمة لم يتم الاعلان عنها حتى الآن ، لذلك تعد بيع تلك القنوات خطوة لها مغزى ودلالة واضحة، حيث إن ساويرس تعرض لضغوط منذ فترة . فهل يمثل تخارج تلك العائلة المالية القوية من السوق المصرية بداية لبدء خسارة النماذج الاستثمارية القوية .خبراء ومتعاملون بالسوق المصرية ، أكدوا أن السبب الرئيسي وراء توجه عائلة ساويرس إلي بدء تخفيض استثماراتهما المالية بالسوق المصرية بصورة تدريجية يرجع إلي عاملين رئيسيين الاول يتمثل في غياب متطلبات وعوامل نجاح الاستثمارات المالية في السوق في الفترات الحالية نتيجة تسارع وتيرة الاحداث وتفاقمها بصورة كبيرة ، والثاني يتمثل في بدء تعسف الحكومة الحالية تجاه عائلة ساويرس خاصة ناصف رئيس اوراسكوم للانشاء ومطالباتها بضرائب قدرها 14 مليار جنيه . و قال خبير اخر ان تخارج عائلة ساويرس بصورة تدريجية امر متوقع في ظل اتباعها ذلك الاسلوب منذ بداية تاريخها، حيث يقومون بانشاء شركة معينة وبعد ان يصبح لها اسم كبير في السوق يتجهون نحو بيعها باسعار مضاعفة ،مثلما حدث في شركة "عراقنا" ، ومصنع الاسمنت "لافارج " في الجزائر . واضاف الخبيران التخارج في حد ذاته ليس مشكلة ولكن المشكلة تكمن في كيفية تخارجهم من السوق ، وتأثيره المتوقع على شريحة رجال الاعمال والمؤسسات المالية المتواجدة بالسوق المصرية ومن ثم اهتزاز ثقة المستثمرين . واكد ان هناك بوادر فعلية لتخارج عائلة ساويرس من السوق المصرية ، جاء ت هذه البوادر منذ قيامهم بتقسيم شركة اوراسكوم لشركتي اوراسكوم تيليكوم واوراسكوم للاتصالات ،يليه اتجاه شركة فمبلكوم الروسيه نحو شراء 51 % من اوراسكوم في اواخر عام 2010 ، ومن ناحية اخر صفقات نجيب ساويرس بيع جميع الاصول الداخلية بشركة اوراسكوم تليكوم باسعار رخيصة. واضاف انه في حال تنفيذ هذا التخارج خاصة بعد تأثرالسوق المصري وجميع القطاعات بوجه عام بسبب الاحداث السياسية سيتاثرالقطاع السياحي سلبيا الا في حال دخول بعض المستثمرين الجدد للسوق المصري والادارات الجيدة التي بشانها يمكنها تحوله نحو بعض من الايجابية .