الخروج الآمن .. ابرز المصطلحات التي تنطبق على توجهات عائلة ساويرس خلال المرحلة الحالية ، فبالنظر إلي استثمارات العائلة الاخيرة فأنها تدل على عمليات تخارج تتم بصورة تدريجية من السوق المصرية تفادياً لتسارع وتيرة الاحداث السياسية الجارية . اتضحت حلقات عمليات تخارج العائلة بداية من المضي في عملية بيع اوراسكوم للاتصالات والاعلام جزءاً من اسهمها في موبينيل لصالح فرانس تيلكوم بقيمة 6 مليارات جنيه ومن ثم بدأت تشابك حلقات التخارج عبر بيع بعض الشركات الخاصة بتكنولوجيا المعلومات بالإضافة إلي التوجه نحو الاستثمار في تليكوم ايطاليا عبر شراء حصة من الشركة بقيمة 3.9 مليار دولار و خططه بشأن التوسع في سوق امريكا الجنوبية من خلال تنفيذ بعض خطط الاستحواذ في البرازيل ، فضلا عن خططه الرامية إلي شراء حصة من شركة الذهب الكندية "لامارشا ريسورس" بقيمة 493 مليون دولار بقيمة 3.5 دولار للسهم الواحد بتخفيض على سعر الاسهم بنسبة 13% ، وحصوله مؤخراً على اسهم الحكومة الفرنسية في شركة ارياب للتعدين السودانية ليصبح الشريك الاول للحكومة السودانية ممتلكاً بذلك 40% من اسهم الشركة بقيمة مليار دولار ، ونهاية بالانباء التي توصلت اليها اموال الغد بشأن قيام رجل الأعمال نجيب ساويرس ببيع رخصة قنوات أون تي في ، بقيمة لم يتم الاعلان عنها حتى الآن ، لذلك تعد بيع تلك القنوات خطوة لها مغزى ودلالة واضحة، حيث إن ساويرس تعرض لضغوط منذ فترة . فهل يمثل تخارج تلك العائلة المالية القوية من السوق المصرية بداية لبدء فقد حلقات النماذج الاستثمارية القوية بالسوق المصرية وتخارجها بصورة آمنة ؟ ما يحدث حالياً يعتبر مخالفاً بصورة كبيرة لتصريحات رجل الاعمال نجيب ساويرس الذي وصف شائعة تصفية اعماله من مصر بأنها " كلام فارغ لا أساس له من الصحة " ، وتأكيده على استمراره بالسوق بإعتباره احد النماذج الناجحة ، ولكن ما يدور حالياً وتوجهاته تضرب ذلك التصريح بعرض الحائط وتؤكد على عدم واقعيته . خبراء : استمرار قرارات الدولة غير المدروسة يهدد بتخارج الاستثمارات من مصر خبراء ومتعاملين بالسوق المصرية ، أكدوا أن السبب الرئيسي وراء توجه عائلة ساويرس إلي بدء تخفيض استثماراتهم المالية بالسوق المصرية بصورة تدريجية يرجع إلي عاملين رئيسيين الاول يتمثل في غياب متطلبات وعوامل نجاح الاستثمارات المالية في السوق الفترات الحالية نتيجة تسارع وتيرة الاحداث وتفاقمها بصورة كبيرة ، والثاني يتمثل في بدء تعسف الحكومة الحالية تجاه عائلة ساويرس خاصة ناصف رئيس اوراسكوم للانشاء ومتطلباتها بضرائب قدرها 14 مليار جنيه . توقع الخبراء استمرار فقدان حلقات النماذج الاستثمارية الناجحة في حالة استمرار ذلك الوضع السياسي العنيف فضلا عن توجهات الحكومة الحالية وسلسلة القرارات غير المدروسة والمؤثرة على اوضاع السوق الاقتصادية . اكد مصطفي نميرة ، رئيس شركة مصطفي نمرة للاستشارات والتدريب ، ان تخارج عائلة ساويرس بصورة تدريجية امرا متوقعاً في ظل اتباعها ذلك الاسلوب منذ بداية تاريخها، حيث يقومون بانشاء شركة معينة وبعد ان يصبح لها اسم كبير في السوق يتجهون نحو بيعها باسعار مضاعفة ،مثلما حدث في شركة "عراقنا" ، ومصنع الاسمنت "لافارج " في الجزائر . اضاف نميرة ان التخارج في حد ذاته ليس مشكلة ولكن المشكلة تكمن في كيفية تخارجهم من السوق ، وتأثيره المتوقع على شريحة رجال الاعمال والمؤسسات المالية المتواجدة بالسوق المصرية ومن ثم اهتزاز ثقة المستثمرين . اكد ابراهيم حسني عضو الجمعية المصرية للمحللين الفنيين ، ان هناك بوادر فعلية لتخارج عائلة ساويرس من السوق المصرية ، جاء ت هذه البوادر منذ قيامهم بتقسيم شركة اوراسكوم لشركتي اوراسكوم تيليكوم واوراسكوم للاتصالات ،يليه اتجاه شركة فمبلكوم الروسيه نحو شراء 51 % من اوراسكوم في اواخر عام 2010 ، ومن ناحية اخر صفقات نجيب ساويرس بيع جميع الاصول الداخلية بشركة اوراسكوم تليكوم باسعار رخيصة. اضاف حسني انه في حال تنفيذ هذا التخارج خاصة بعد تأثرالسوق المصري وجميع القطاعات بوجه عام بسبب الاحداث السياسية سيتاثرالقطاع السياحي سلبيا الا في حال دخول بعض المستثمرين الجدد للسوق المصري والادارات الجيدة التي بشانها يمكنها تحوله نحو بعض من الايجابية . الترقب يسود القطاع السياحي تجاه تخارج سميح يعد سميح ساويرس الابن الاصغر لعائلة ساويرس من ابرز رجال الاعمال فى القطاع السياحى والذى يشغل رئيسا لمجلس ادارة شركة اوراسكوم القابضه للتنميه والمساهم الاكبر بها، تبلغ نسبة مساهمته بالشركه نحو 27%، الذى يصل راسمالها المصدر الى 66.2 مليار فرنك سويسرى . تساهم شركة اوراسكوم القابضه للتنميه فى 19 شركة، وتملك حصصا حاكمة فى 11 شركة اهمها شركة "اوراسكوم للفنادق والتنمية" التى تساهم فيها بما يقرب من 99.6 % بعد شراء أسهم الاقلية وشطب قيد اسهمها من جداول البورصة المصرية، ويبلغ راس مالها المصدر 1.109 مليار جنيه فى حين تساهم شركة اوراسكوم للفنادق فى نحو21 شركة بحصص حاكمة، اهمها شركة اوراسكوم للاسكان التعاونى، و شركة مرتفعات طابا واوراسكوم الدوليه للفنادق واوراسكوم هولدنج للفنادق، و12 شركه اخرى بحصص متفاوتهل، اهما شركة اوراسكوم للاسكان والتعمير والجونه للنقل البرى . اصبح التساؤل الذى يطرح نفسه مؤخرا هل فى ظل تخارج عائلة ساويرس من ابرز شركاتها، يدفع سميح الى بيع استثماراته فى مصر الفترة القادمة،وكيف يمكن ان تؤثر مثل عمليات التخارج على الاستثمار السياحى واداء هذه الشركات التى تقدر استثماراتها بمليارات الجنيهات . مصطفى بدرة خبير اسواق المال قال لا احد يستطيع ان يحدد ما اذا كانت عائلة ساويرس تتجه الى التخارج من مصر ام لا، خاصة عند النظر الى حجم الاستثمار واذا ما كان يتقلص ام لا ؟ من هنا نتساءل ما الذى يدفع رجل الاعمال نجيب ساويرس ان يوافق على بيع اسهمه بشركة موبينيل بسعر 202 جنيه للسهم، بعدما رفض من قبل عرض لشراء اسهم الشركه ب 247 جنيه بحجة الدفاع عن صغار المستثمرين والامن القومى. اشار بدرة الى ان اوراسكوم للفنادق خرجت من مصر وقيدت فى سويسرا وهى مملوكه لشركة اوراسكوم القابضه للتنميه، واستثماراتها ملوكه لمستثمرين ومؤسسين بالخارج، وتمتلك العديد من المشروعات بسيناء والغردقه والجونه وغيرها لذلك عند البيع يجب ان يكون هناك تدخل من الحكومة. طالب بدره بشفافية من نوع خاص اذا كان هناك اتجاه لدى عائلة ساويرس بالتخارج، وان يتم وضع شروط اساسية تكون الحكومة طرف فيها اذا كانت الشركة التى سيتم بيعها لمستثمر اجنبى تقدم خدمة او تبيع سلعة استراتيجيه، حتى لا يقوم هذا المستثمر باحتكار هذه الخدمه، ويرفع السعر او يقوم بتصفية العماله كما حدث لشركات من قبل تم بيعها لمستثمرين اجانب. اكد على اهمية وضع اجراءات احترازية لهذا المستثمر خاصة بشروط بيع الشركة الى مستثمر اخر، وشروط حول حجم العمالة، والالتزام بالضرائب ، وتأمينات العاملين ،والحفاظ على سرية العملاء وعدم تسريب المعلومات وكل هذه الامور لتكون تحت انظار الحكومة.