شهدت القاهرة على مدى يومين انعقاد مؤتمر الملتقى التشاورى الأول للقبائل والقوى السياسية السورية والذي دعا إليه رئيس تيار الغد السوري المعارض أحمد الجربا . والذى يكتسب أهمية بالغة فى هذا التوقيت حيث ناقش مستقبل شرق سوريا في ظل الصراع الإقليمي والدولي والمحلي عليها والمشاريع السياسية المطروحة والذى تحقق مصالح قوى إقليمية ودولية على حساب القوى العربية السورية. وقد اختتم الملتقى فعالياته بعقد مؤتمر صحفى أعلن خلاله البيان الختامى وسبقه عقد عدة جلسات جانبية للتشاور و جاء نص البيان الختامى كالأتى: إن محافظاتنا الشرقية السورية الثلاث (دير الزور – الرقة – الحسكة) تواجه اليوم مصيراً مجهولاً، حيث يشتد الصراع عليها بين الكثير من القوى المحلية والإقليمية والدولية، ويتوقع لهذا الصراع أن يتأزم لدرجة المواجهة العسكرية المباشرة بين أطرافٍ متعددة. لا تخفى عليكم الأسباب الاقتصادية والجيوسياسية التي تجعل من هذه المنطقة بؤرة صراع حادة نخشى أن ينتج عنها كوارث وطنية وإنسانية تضاف إلى معاناة سكانها جراء الإرهاب المتعدد القوى والأشكال، الذي دمر النسيج الاجتماعي لها، وعمرانها، واقتصادها، وهجر الملايين من سكانها. يجري كل ذلك في ظل تغييب شبه كامل للقوى والفعاليات الاجتماعية القبلية والفكرية والسياسية العربية في هذه المحافظات التي تشكل أكثر من 80% من سكانها، وللحفاظ على حقوقهم ودورهم في إدارة شؤون مجتمعاتهم، وتنمية مناطقهمالتي عانت طويلاً من الظلم والتهميش لحقوقها منذ نشوء الدولة السورية إلى الآن. وفي ختام أعمال الملتقى التشاوري الأول للقبائل والقوى السياسية العربية السورية في المنطقة الشرقية (دير الزور – الرقة – الحسكة) يتقدم الملتقى بجزيل الشكر إلى جمهورية مصر العربية، والسيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي للجهود المبذولة التي تقوم بها مصر لحل الأزمة السورية وحقن دماء الشعب السوري، وتأكيداً للدور المصري الداعم لوحدة الأراضي السورية. تداعينا من أجل العمل على تحقيق الأهداف التالية: 1-التأكيد على وحدة سوريا أرضاً وشعباً بحدودها الدولية ومكوناتها الاجتماعية، وأن المنطقة الشرقية هي جزء رئيسي لا يتجزأ من الدولة السورية. 2- العمل على تفعيل دور العرب في المنطقة الشرقية في محاربة الإرهاب بكافة أشكاله وأطرافه، وتوجيه نداء للاتحاد الروسي، والولايات المتحدةالأمريكية بأن عرب المنطقة هم الذين اكتووا بنار الإرهاب، وتقع عليهم مسؤولية تحرير مناطقهم بقيادة عربية كاملة. 3- التوجه إلى كافة المكونات الاجتماعية والسياسية في المنطقة وفي عموم سوريا للتعاون والعمل معاً من اجل تحقيق الأهداف الوطنية المشتركة. 4- إن الحل السياسي هو الخيار الاستراتيجي المطلوب للواقع الذي تعيشه سوريا والذي يقوم على إنتاج دولة مدنية ديمقراطية تعددية تضمن الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لكل مكوناتها. 5- مناشدة جامعة الدول العربية، وجمهورية مصر العربية، ودول مجلس التعاون الخليجي، والمنظمات الدولية والإنسانية كافةً بالتوجه لمساعدة أبناء المنطقة الشرقية المنكوبة للحد من الحالة الكارثية الحاصلة. 6- دعم قوات النخبة السورية العاملة في اطار التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، وباقي الفصائل العربية الأخرى للمشاركة في عملية التحرير وبقيادة عربية. وقد تم الاتفاق على تشكيل (المجلس العربي في الجزيرة والفرات) ليكون معبراً سياسياً عن مصالح سكان المنطقة وحقوقهم ودورهم في إدارة شؤون محافظاتهم والمشاركة الفاعلة في رسم مستقبل سوريا، كما تم تشكيل هيئة تنفيذية، ونظامٍ داخليٍ، وبرنامج عمل تكون فيه الهيئة التنفيذية مسؤولة أمام الهيئة العامة للمجلس العربي في الجزيرة والفرات. من جانبه قال أحمد الجربا رئيس تيار الغد السورى فى تصريحات خاصة "للموجز"أنه وجه الدعوة لعقد هذا الملتقى لمواجهة المخاظر المحدقة بالمنطقة الشرقيةبسوريا مؤكدا إن ملتقى القبائل السورية من مناطق دير الزور والجزيرة يعتبر رسالة للمجتمع الدولي بأهمية المكون العربي في الأزمة السورية. وبأنه فاعل ومؤثر على الأرض ولا يمكن تجاهله وأن مصر كانت هى المقصد لأن أيديها ظلت بيضاء من دماء الشعب السورى وليس لديها أية أطماع فى بلادنا بعكس العديد من القوى الإقليمية والدولية التى لا تحركها سوى مصالحها لا مصلحة الشعب السورى. وأضاف أنه سعيد بردود هذا الملتقى وأن تيار الغد السورى لديه أكثر من فاعلية خلال المرحلة القادمة يجرى الترتيب لها وسيتم الإعلان عنها قريبا.