في أول تصريحات له بعد توليه المنصب أثبت السفير السعودي الشاب لدي الولاياتالمتحدة ، خالد بن سلمان , أنه شخصية قوية تعلم جيدا الخطوات التي يجب اتخاذها أولا في اتجاه تحسين العلاقات الأمريكية السعودية، وثانيا في اتجاه توضيح رؤية بلاده في مختلف القضايا ، والدفاع عنها بالكثير من الدبلوماسية والمنطق ،الذي يليق بمثل هذا المنصب، وبشكل يفرض على الجميع احترامه، حيث كان حواره الأول كفيلا لأن يظهر للرأي العام الأمريكي خاصة والمجتمع العالمي بأن لدى الرياض سفيرا قويا يستطيع ان يفرض وجهة نظره بكل ثبات وقوة ،ما جعل الجميع يقارن بينه وبين السفير السعودي السابق لدى واشنطن بندر بن سلطان الذي أعده الجميع أقوى سفير للرياض بأمريكا منذ عام 1945. ويعد الحوار الذي خص به السفير السعودي الجديد لدى أمريكا صحيفة واشنطن بوست اختبارا حقيقيا له ، حيث كان شامل، وتطرق فيه لغالبية القضايا التي تهم السعودية ،كما لم يخلو من استفزازات المحاورة "لالي وايموث" وبالطبع كانت قضية قطر من أهم القضايا التي ركز عليها الحوار ، وقد أكد بن سلمان أن الدولة الخليجية الصغيرة أصبحت تشكل تهديدا للأمن الوطني السعودي، لاسيما عندما تتدخل في سياسات الرياض الداخلية وتدعم المتطرفين. وأكد بن سلمان خلال الحوار أن قطر دعمت في سوريا التنظيمات التابعة للقاعدة وبعض الميليشيات الإرهابية في العراق، معربا عن أمله بأن تتوقف عن تمويل الإرهاب وردا على الاتهامات الموجهة لبلاده بأنها إحدى الدول المصدرة للإرهاب،شدد, بن سلمان على أن حكومة المملكة العربية السعودية تقف في الخطوط الأمامية لمكافحة الإرهاب، لافتا إلى وجود أشخاص كثر من بلدان مختلفة يدعمون الإرهاب، غير أن المشكلة في قطر تكمن في أن الحكومة هي التي تمول الإرهاب. وفي سؤال عن الجماعات المعتدلة في سوريا قال إن هناك بعض جماعات المعارضة المعتدلة، على سبيل المثال الجيش السوري الحر، وهناك الكثير من الناس في سوريا يريدون تحرير أنفسهم من ديكتاتورية بشار الأسد، ونحن نعمل مع حلفائنا للمساعدة في تحقيق الاستقرار في البلاد، مضيفا أن الأسد قتل أكثر من 500 ألف شخص , ولذلك فإن بلاده تعمل مع أمريكا لإنهاء المشكلة السورية. وفيما يتعلق بالأوضاع فى العراق أكد "بن سلمان", أن النجاح في الموصل يعكس إصرار الإدارة الأمريكية وإصرار الجيش العراقي ،موضحا أن السعوديين سيكونون سعداء برؤية تنظيم داعش مهزوما في العراق، ولكنهم أيضا يمثلون تهديدا لأمتنا وديننا، وبصفتنا مسلمين، فنحن في المملكة العربية السعودية نحتاج أن نقوم بكل ما يلزم للقضاء على هذا التنظيم للأبد ، مبيناً أهمية دمج السنة والشيعة في العملية السياسية في العراق لتجنب العنف والإرهاب، مشددا على أن الطائفية تقود دائما إلى الإرهاب وأوضح أنه يجب أن يعامل السنة والشيعة على حد سواء بصفتهم مواطنين عراقيين، لافتا إلى أن إيران ترغب في أن تُخضع العراق لها، بينما نحن – أى السعودية- ندعم استقلال العراق. وحول الحرب في اليمن، قال بن سلمان، إن المملكة دفعت جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات، لكن الحوثيين يرفضون الحوار، وهم الذين بدأوا بالزحف إلى العاصمة ليسيطروا على اليمن قبل أن تطلب الحكومة اليمنية من السعودية التدخل ووقف هجوم الحوثي، والكرة الآن في ملعب الحوثيين، ويجب عليهم تسليم أسلحتهم، وأن يصبحوا جزءمن البلاد، وليس جزء من إيران. وبشأن تهديد إيران بإغلاق الخليج العربي، قال إن إيران هددت مرات عدة بإغلاق الخليج العربي ،مؤكدا أن العالم بأسره، بما في ذلك حكومة المملكة العربية السعودية، يشعرون بالقلق إزاء ذلك، فمضيق هرمز مهم ليس فقط لاقتصاد الرياض فحسب، بل للاقتصاد الدولي. وأوضح خلال الحوار أن أمريكا وحلفاؤها يدركون مدى التهديد الإيراني الكبير للأمن الدولي، وأن بلاده على استعداد للعمل معا لاحتواء تصرفات طهران وسياساتها التوسعية. وحاولت المحاورة استفزاز السفير ومواجهته بالاتهامات الموجهة للسعودية في حادث 11 سبتمبر ،إلا أنه أجاب بدبلوماسية وثبات ، حيث قال إنه لم تكن لبلاده علاقة بأحداث 11 سبتمبر ففي عام 1994 تم نزع الجنسية السعودية من أسامة بن لادن عندما كان في السودان، وفي 1996 أصدر أسامة بن لادن إعلان حرب ضد أمريكا والمملكة العربية السعودية معا. وأضاف "بن سلمان" : من المعتقد أن نفس الأشخاص الذين هاجموا أمريكا في 11سبتمبر هاجموا السعودية أيضا في المملكة مرات عدة، لافتا إلى أن بلاده ترى أن المنفذين كانوا 19 عنصرا من تنظيم القاعدة لأنهم يمثلون التنظيم الذي اختار 15 سعوديا لتنفيذ عمليته الإرهابية بهدف إحداث نوع من الانقسام والمشاحنة بين المملكة العربية السعودية وأمريكا. وأوضح بن سلمان أن بلاده تتقدم في مجال حقوق الإنسان ،حيث قال إن جميع الدول تتقدم للأمام، وهذه هي الحال بالنسبة لنا، لافتا إلى أن العامين الماضيين شهدا تغيرا كبيرا في المملكة، وأن أوضاع حقوق الإنسان وحقوق المرأة في بلاده تحسنت، كما أنه تم إعطاء الشباب فرصة ليلعب دورا في مستقبل البلاد،وأوضح أن القيادة في المملكة تدرك أن للنساء أهمية كبرى في مستقبل اقتصادنا والنهوض به ولا يمكن لنا أن نتقدم دون نصف سكاننا- قاصدا السيدات-. كما نبه بن سلمان خلال الحوار إلى أهمية مبادرة السلام في حل القضية الفلسطينية الإسرائيلية ،مشددا على أن اعتراف إسرائيل بالدولة الفلسطينية بناء على حدود 1967 سيرضي كافة الدول العربية. وأبدى بن سلمان سعادته بتحسن العلاقات الأمريكية السعودية ،معتقدا أن الرئي سالأمريكى دونالد ترامب مصمم على العمل مع حلفائه في المنطقة لمواجهة التوسع الإيراني و الإرهاب ،وأن بلاده سعيدة بهذه السياسات الحالية حيال المنطقة. واستمرارا لأسئلتها المستفزة سألت "لالي وايموث" السفير السعودي في واشنطن عن في القصة التي تدور حول إجبار شقيقه ، ولي ولي العهد السابق محمد بن سلمان، ولي العهد السابق أيضا الأمير محمد بن نايف على الاستقالة ليحل مكانه على الفور؟ إلا أنه لم يبد أي ارتباك ورد بثبات بأنه يعتقد أن الأمير محمد بن نايف قام بعمل لا يصدق في مكافحة الإرهاب. واتخذ الملك القرار، بدعم من هيئة البيعة، موضحا أن الأمير بن نايف موجود في المملكة العربية السعودية ويستقبل ضيوفه ،وقال إن بلاده الآن لديها قيادة ديناميكية شابة، مصممة على دفع البلد قدما وتعمل على تنويع الاقتصاد. بعيدا عن هذا الحوار يذكر أن الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز من مواليد عام 1988 , و هو أحد أبناء الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، والأخ الشقيق للأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، ويشغل حاليا منصب سفير المملكة العربية السعودية لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث صدر تعيينه بأمر ملكي في 22 أبريل من العام الجارى. حصل خالد بن سلمان على شهادة البكالوريوس في علوم الطيران من كلية الملك فيصل الجوية، وواصل تعليمه في الولاياتالمتحدة لينال من جامعة هارفارد شهادة كبار التنفيذيين في الأمن الوطني والدولي ،كما درس الحرب الإلكترونية المتقدمة في باريس. وبدأ العمل على دراساته العليا في جامعة جورج تاون للحصول على درجة الماجستير في الآداب في تخصص الدراسات الأمنية ولكن تم تعليق دراسته نظرا لمهام عملية مختلفة وذلك قبل تعيينه سفيرا للمملكة العربية السعودية لدى الولاياتالمتحدة. عند تخرجه من كلية الملك فيصل الجوية، انضم الأمير خالد إلى القوات الجوية الملكية السعودية، وبدأت مسيرته المهنية في الطيران على طائرتي تيكسان6 و تي-38 في قاعدة كولومبوس الجوية في ميسيسبي، ثم بدأ بعد ذلك برنامج طيران على طائرة إف-15 إس ،وعين ضابط استخبارات تكتيكي إلى جانب مهنته كطيار لطائرة إف-15 إس في السرب الثاني والتسعين التابع للجناح الثالث في قاعدة الملك عبدالعزيز في الظهران. تدرب خالد بن سلمان كطيار مقاتل بإجمالي يقارب 1000 ساعة طيران، وقام بمهام جوية ضد تنظيم داعش كجزء من التحالف الدولي، كما قام بمهمة في أجواء اليمن كجزء من عملية عاصفة الحزم وعملية إعادة الأمل. وفيما يخص خدمته في سلاح الجو السعودي، فقد تم تكريمه بشكلٍ كبير، بما في ذلك منحه نوط درع الجنوب، ونوط المعركة، ونوط الاتقان ،ونوط سيف عبد الله. كما تدرب بشكلٍ مُكثف مع الجيش الأمريكي في كل من الولاياتالمتحدة والسعودية، بما في ذلك التدريب في قاعدة نيليس الجوية في ولاية نيفادا.إلا أن إصابة في ظهره أجبرته على التوقف عن الطيران، فعمل ضابطا في مكتب وزير الدفاع ،ليصبح بعد ذلك مستشارا مدنيا رفيع المستوى في وزارة الدفاع السعودية بعد انتهاء خدمته العسكرية. وفي آواخر عام 2016، انتقل الأمير إلى الولاياتالمتحدة وعمل مستشارا في سفارة المملكة العربية السعودية هناك. ثم أصبح السفير السعودي العاشر لدى الولاياتالمتحدة.