على غرار فضيحة "ووتر جيت" التى هزت أمريكا بأكملها فى آوائل السبعينيات , فجر موقع "ويكليكس" مفاجأة من العيار ثقيل، مفاجأة أو بالمعنى الأدق كارثة أشعلت النيران داخل جدران وكالة المخابرات الأمريكية, ف الولاياتالمتحدة التى تعد من أقوي دول العالم والتى تزعم طوال الوقت أنها تسير على نهج ديمقراطي، انكشفت ديكتاتوريتها ومراقبتها لمواطنيها وحبس انفاسهم بشتي الطرق، والتخلص منهم أيضَا بكل سهولة إذا أرادت. مؤخرا نشر موقع "ويكليكس" , أكثر من 8761 وثيقة بلسم "vault 7" وهي مجموعة وثائق مسربة من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، تكشف تفاصيل دقيقة حول طريقة عمل ال CIA"" والوسائل المتعددة التي تستخدمها كأسلحة إلكترونية، منها ما يستهدف أجهزة الهاتف المحمول والحواسيب المشغلة بأنظمة "ويندوز" و "أندرويد" و "آي أو أس" و "أو أس أكس" و "لينكس" وأخرى تستهدف موزعات الإنترنت، وأيضًا أجهزة التلفيزيون والسيارات المتصلة بالإنترنت، وذلك في تسريب يبدو الأكبر في تاريخها. وقال موقع ويكيليكس إن أرشيف وكالة المخابرات الأمريكية، حصل عليه قراصنة متعاقدين معهم بطريقة غير مصرح بها، وأن الموقع حصل على تلك الوثائق من أحدهم، وفقًا لما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية. وذكر مؤسس موقع ويكليكس، جوليان أسانج، إن تلك التسريبات تعد من أهم وأكبر عملية تسريب للمخابرات الامريكية، وهي مجرد دفعة أولي وفي الفترة المقبلة سيتم نشر دفعة جديدة من الوثائق السرية المسربة للوكالة الأمريكية. وكشفت التسريبات عن قدرة المخابرات المركزية الأمريكية على اختراق أي تطبيق على الهواتف والأجهزة المحمولة مهما كان التشفير قويًا، حيث تستهدف الهواتف العاملة بنظام "آبل" و"أندرويد"، بحيث يمكن لعملائها الإطلاع حتى على الرسائل المتبادلة عبر التطبيقات التي تستخدم تشفير قوي مثل "سيجنال" و"واتساب"، وذلك من خلال اعتراض الرسائل بما فيها الصوتية أو البيانات قبل أن يتم تطبيق التشفير. ووفقًا للوثائق المسربة فإن نظام تشغيل "Windows" بالإضافة إلى جميع منتجات مايكروسوفت على الحاسب الآلي تتوغل بحرية تامة لتجمع الكثير من المعلومات في الملفات الشخصية للمواطنين، أو حتى تتحكم في نظام التشغيل، وتقوم بفتح الكاميرا وتصوير الشخص في أي وقت. وأشارت ويكيليكس إلى أن لعبة "بوكيمون جو" الشهيرة هي من أهم الأسلحة التي استغلتها وكالة الاستخبارات الأمريكية للتصنت على الهواتف المحمولة، والتي من خلالها استطاع مخترقو وكالة المخابرات الأمريكية، الحصول على معلومات تخص المستخدمين ذات العلاقة بموقعهم الجغرافي، ومحادثاتهم النصية والصوتية مع الآخرين. وذكرت الوثائق المسربة أن الأجهزة التي تصنعها شركات مثل "سامسونج" و"اتش تي سي" و"سوني" وغيرها تعرضت للقرصنة، وهو ما سمح ل "CIA" بقراءة الرسائل على برامج المحادثة. وتشرح الوثائق المسربة عبر ويكيليكس، برنامجًا يسمى ""Wrecking Crew يتيح لوكالة الاستخبارات الأمريكية استهداف أجهزة الكمبيوتر والتجسس عليها والتحكم بها عن بعد، من خلال سرقة كلمات المرور باستخدام ميزة الإكمال التلقائي في متصفح إنترنت اكسبلورر، كما تتحدث الوثائق أيضا عن برامج أخرى تحمل أسماء "CrunchyLimeSkies" و"ElderPiggy". وتشير وثائق Vault 7"" إلى تطوير المخابرات الأمريكية لبرنامجًا يحمل اسم الملاك الباكي "Weeping Angel" يتيح لها استخدام أجهزة التلفزيون الذكية المتصلة بالإنترنت كأجهزة تنصت ومراقبة سرية، حتي أنه اثناء غلق التلفزيون يكون في الوقت ذاته، الجهاز يسجيل الصوت والمحادثات التي تُجرى في الغرفة وإرسا لها إلى خادم خاص بالمخابرات الأمريكية. ومن بين ما كشف عنه تسريب ويكيليكس، أن المخابرات الأمريكية تتحكم عن بعد في السيارات المتصلة بالإنترنت، وتعريضها لحوادث تؤدي لوفاة قائدها ومن معه إذا أرادت. ووفقا للوثائق المسربة، فإن وكالة المخابرات الأمريكية بدأت في شهر أكتوبر عام 2014، في البحث عن ثغرات في أنظمة السيارات المتصلة بالإنترنت، بحيث يمكنها التحكم فيها عن بعد، وهو ما يجعلها قادرة على قتل أشخاص عن بعد من خلال عدة أجهزة برمجية موجودة في سياراتهم. وأثارت تلك التسريبات التى نشرها موقع "ويكليكس" ضجة كبير في الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما انتشر الفزع والخوف بين المواطنين الذين يخشون على خصوصيتهم، الأمر الذي جعل من المتوقع قريبًا وقوع خسائر كبيرة في الحسابات السياسية والاقتصادية الأمريكية، في حال التأكد من صحة الوثائق المسربة، كما تعددت ردود الأفعال في الرأي العام الأمريكي. وقال المتخصص في قانون الأمن الوطني الأمريكي في جامعة تكساس، روبرت شيسني، لصحيفة "نيويورك تايمز"، "إن تلك التسريبات الخاصة بالمخابرات الأمريكية، تتصل بالأدوات الخاصة بوكالة الأمن القومي التي كشف عنها مجموعة من القراصنة يطلقون على أنفسهم اسم "Shadow Brokers"، ولكن لا يوجد حتى الآن تأكيد علني من وكالة الاستخبارات الأمريكية حول صحة الوثائق المسربة". بينما قال مؤسس شركة "رانديشن إنفوسك" المتخصصة في مجال الأمان الإلكتروني، جايك ويليامز، لوكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية، "إن الوثائق المنشورة تبدو حقيقية". وأضاف ويليامز أنه إذا ثبت صحة تلك الوثائق فهذا سيعد اختراقا كارثيا وضربة قاضية للمخابرات الأمريكية. ونفت وكالة المخابرات الأمريكية صحة الوثائق المسربة، متهمة موقع "ويكليكس" بالتزوير لمهاجمتة الولاياتالمتحدة، والتأثير على الأمن القومي . وقالت المتحدثة بإسم وكالة المخابرات الأمريكية، هيذر فريتز هورنياك، "إن نشر موقع ويكيليكس لوثائق تفصيلية عن آليات قرصنة المعدات الإلكترونية تضع العملاء الأمريكيين في خطر وتساعد خصوم الولاياتالمتحدة"، وفقًا لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية. وأضافت هورنياك، أنه على الرأي العام الأمريكي أن يقلق حيال أي عملية نشر ل "ويكليكس"، مشيرة إلى أن الموقع يهدف إلى تقويض أجهزة الدولة التى تهدف إلى حماية أمريكا من الإرهابيين. وأكدت هورنياك أنه لا حق لوكالة الاستخبارات المركزية في القيام بعمليات مراقبة على الولاياتالمتحدة، بما في ذلك الأشخاص الذين يعملون ضد أمريكيين وهو ما لا تقوم به. وذكرت المتحدثة باسم الوكالة، أن عمل وكالة الاستخبارات الأمريكية هو أن تكون مبتكرة في الطليعة وأن تكون في خط الدفاع الأول عن الولاياتالمتحدة وضد أعدائها في الخارج. وأضافت الوكالة ، أن مهمة وكالة الاستخبارات المركزية هي جمع المعلومات الاستخبارية في الخارج لحماية أمريكا من الإرهابيين، والدول المعادية وغيرها من الخصوم". وأكد نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، ، عدم ادخار أي جهود للبحث عمّن يقفون وراء تلك التسريبات السرية، وكيفية قيام وكالة الاستخبارات بأعمال المراقبة والتنصت والتجسس. وقال بنس، إنه إذا تمّ التأكد من صحة الوثائق المنشورة عن "CIA"، فعندها نكون أمام واحدة من أهم الخروقات التي من شأنها أن تقوّض الأمن القومي الأمريكي، وأعلن نائب الرئيس الأمريكي أنه لا يستطيع التأكد من صحة تلك الوثائق المسربة المنشورة، لكنه أشار إلى أن تقنيات التجسس والمراقبة غير مسموحة لوكالة الاستخبارات الأمريكية، وغير مسموح استخدامها على أراضي الولاياتالمتحدة، والتجسس على المواطنون الأمريكيون هو أمر غير مقبول.