أعلن موقع ويكيليكس أنه بدأ بنشر سلسلة من الوثائق المسربة من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي أي إيه"، وأطلق عليها اسم "القبو 7″، وتعتبر أكبر مجموعة وثائق سرية تنشر حول وكالة الاستخبارات المركزية على الإطلاق. وتكشف الوثائق تفاصيل دقيقة حول طريقة عمل ال"سي أي إيه" في مجال القرصنة الإلكترونية، وأنها تستطيع تحويل جهاز التليفزيون المنزلي إلى جهاز تنصت، كما يمكنها اختراق تطبيقات التشغيل الشائعة، إضافة لاختراق أجهزة الحاسوب والهواتف الذكية. بدأ موقع ويكيليكس الثلاثاء الماضي، نشر سلسلة من الوثائق المسربة من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي أي أيه"، حسبما أعلن الموقع، وتتكون المجموعة الأولى، المسماة "السنة صفر"، مما يقارب 9 آلاف وثيقة تم الحصول عليها من قاعدة بيانات عالية الأمان من مقر الوكالة الأمريكية عبر الفضاء الإلكتروني بمقرها في فيرفاكس ولاية فرجينيا. وأضاف بيان موقع ويكيليكس أن هذه الكمية الضخمة من المعلومات "كانت على ما يبدو متوفرة لدى مجموعة من المتعاملين مع الإدارة الأمريكية سابقا ولدى مخترقين لشبكتها" وأن أحد هؤلاء "أمد ويكيليكس بجزء من هذا الأرشيف". الصحفي المتخصص في أمن المعلومات، رافاييل ساتر، قال إنه على مدار أكثر من سبع أعوام نشر موقع ويكيليكس مئات الآلاف من الوثائق المسربة من وزارتي الدفاع والخارجية لكن هذه المرة، تعد الأهم لأن الوثائق الجديدة تأتي من قلب أهم وكالة الاستخبارات في الولاياتالمتحدة. وكشفت الوثائق المسربة تفاصيل دقيقة حول طريقة عمل وكالة الاستخبارات الأمريكية، فيما يقول ويكيليكس إنه يخص برنامج القرصنة السري العالمي. وتشمل الوثائق تفاصيل حول الوسائل التي تستخدمها ال"سي أي إيه" كأسلحة إلكترونية، منها ما يستهدف الأجهزة والحواسيب المشغلة بأنظمة "ويندوز"، "أندرويد"، "آي أو أس" و "أو أس أكس"، و"لينكس" وأخرى تستهدف موزعات الإنترنت ك "جوجل" و"مايكروسوفت". وأكد موقع ويكيليكس أنه من خلال اختراق الهواتف الذكية تستطيع ال"سي أي إيه" الالتفاف على تقنيات التشفير لتطبيقات منتشرة، مثل واتساب وسيجنال وتلجرام وويبو وكونفايد، من خلال جمع الاتصالات، وحتى تليفزيونات سامسونج الذكية لم تسلم من الاختراق؛ حيث تحولت إلى سريّة من الميكروفونات، حيث يشير الموقع إلى أن الوكالة الأمريكية استخدمت تقنية تجسس تصيب أجهزة التلفاز الذكية وتحويلها إلى ميكروفونات تنصت، موكدًا أيضًا أن ال"سي أي إيه" استخدمت تقنيات لاختراق الهواتف الذكية. وبحسب ما نقلت صحيفة «لاريبوبليكا» الإيطالية، فإن ويكيليكس أوضح أن القنصلية الأمريكية في مدينة فرانكفورت الألمانية، تشكل قاعدة برنامج التجسس الواسع الذي نفذته المخابرات الأمريكية منذ سنوات، مضيفًا أن هذه القاعدة السرية تغطي منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا. تعليق ويكيليكس قال ويكيليكس إن غرضه من نشر هذه المعلومات هو فتح نقاش حول ما إذا كانت وكالات الاستخبارات الأمريكية قد تجاوزت الصلاحيات المخولة لها، ومن جهته قال مؤسس موقع ويكيليكس، جوليان أسانج، من مقر السفارة الأكوادورية في لندن، إن هناك خطر انتشار كبير لتطوير الأسلحة الإلكترونية، مضيفا أن نشر هذه التسريبات استثنائي من عدة أوجه، سياسية وقانونية وجنائية". وأكد الموقع الأمريكي أن الوثائق المسربة تشير إلى أن ال"سي أي إيه" لم تتحكم بشكل كاف في أدواتها الخاصة للمعلوماتية، لدرجة أنها وقعت في أيدي قراصنة آخرين، وأعلن ويكيليكس أنه اضطر إلى تغيير موعد مؤتمر صحفي لأسانج بسبب تعرض بث الفيديو على الإنترنت إلى "هجمة". الجهات الرسمية في أمريكا في المقابل، رفض شون سبايسر، الذي عينه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في منصب المتحدث باسم البيت الأبيض، التعليق على الموضوع، وقال "لن نعلق على موضوع ويكيليكس، أعتقد أنه من الواضح، أنه لم يتم تقييم الموضوع بشكل كامل، وإن حدث فلن نعلق عليه هنا". ولم تؤكد ال"سي أي إيه" أو تنفي صحة الوثائق، كما لم تعلق على محتواها، حيث قال المتحدث جوناثان السيليو في رسالة بريد إلكتروني "نحن لا نعلق على صحة أو محتوى الوثائق التي يقال أنها استخباراتية". وفي حال التأكد من صحة هذه الوثائق سيعتبر تسريبها اختراقًا كارثيًا، جديدًا لوكالة الاستخبارات في أمريكا من طرف ويكيليكس والمتعاونين معه، الذين تمكنوا مرارًا من الكشف عن كميات ضخمة من الوثائق الخاصة بأهم الأجهزة والوزارات الأمريكية، خاصة أن هناك شواهد تأكد صحة هذه الوثائق المسربة، حيث قال جايك ويليامز، مؤسس شركة رانديشن إنفوسك، المتخصصة في مجال الأمان الإلكتروني، لوكالة أسوشييتد برس للأنباء، إن الوثائق المنشورة "تبدو حقيقية". وليس من المعروف حتى الآن ما إذا كانت هذه التسريبات تدخل في نطاق تصفية حسابات بين الأجهزة الأمريكية المختلفة، فترامب لم يكن على وفاق مع الاستخبارات الأمريكية حيث هاجمها في شهر يناير الماضي وقال إن سماح الاستخبارات الأمريكية بتسريب الملف الروسي أمر "مخز". وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية نقلا عن مسؤولين، أن وكالات الاستخبارات الأمريكية تخفي بعض المعلومات السرية عن ترامب خوفا من تسريبها. وقالت الصحيفة الأمريكية في 15 فبراير الماضي إنه وفق معلومات مسؤولين سابقين وحاليين مطلعين على الأوضاع، فإن ممثلي وكالات الاستخبارات الأمريكية يخفون عن ترامب معلومات استخباراتية هامة، وذلك لخشيتهم من إمكانية أن تصبح متاحة للعامة أو أن تسرق.