صوت مميز انطلق من عروس البحر الأبيض المتوسط "لبنان" قبل 15 عامًا، فشق طريق النجومية والشهرة وغني بكل اللهجات العربية، ليجتمع حوله محبين وعشاق من أقصي الشرق إلي أدناه، ونال في بدايته علي الجائزة الفضية لبرنامج المواهب "ستديو الفن" عن اللون الغنائي الفلكولوري. حقق فارس الغناء العربي، كما لقبه الإعلامي اللبناني جورج إبراهيم الخوري، نجاحًا كبيرًا في أغنيته الشهيرة "وأنا مارق مريت"، بعد أن اتخذ من مصر قِبلة لتصدير فنه، ثم وقّع عقد مع شركة روتانا كمنتج وموزع لمنتجاته الفنية الطربية، وقد ارتكز في غنائه علي مضامين تهدف للم شمل الوطن العربي، لما يواجهه من أزمات وكبوات، حاملًا رؤية خاصة أن الفن رسالة اجتماعية وإنسانية في المقام الأول والأخير، ولم يكتف الفارس بغناء هذا اللون من الأغاني الوطنية، فغني للحب والعشاق وللأم والأب والجوع والفقر، ولم يستثنِ أيضًا دفاعه عن قضايا وهموم الأوطان، فغني لفلطسين ولبنان والعراق "جايين" و "صامدون" و "ليل الوطن" و "بعدك ساكت" و "قوتنا في وحدتنا"... "الموجز" كان لها الحوار التالي مع عاصي الحلاني، أثناء زيارته لمصر، لدعم وتنشيط السياحة. كيف تمت دعوتك لدعم وتنشيط السياحة في مصر؟ مصر أم الدنيا، ولا يمكن لأي فرد مهما كبرت قيمته أو قلّت أن ينكر ذلك أو يغض الطرف عنه، وبخصوص مشاركتي في دعم وتنشيط السياحة، فقد تمت دعوتي لإحياء حفل كبير يقيمه عدد من الجمعيات الخيرية، لمساندة وإنعاش السياحة بعد أن ضربها الإرهاب وأضر بإيرادتها كثيرًا؛ لذا فأنا أشعر بالفخر والسعادة لمشاركتي في هذا العمل الخيري. ولماذا قررت المشاركة في حملة من أجل دعم السياحة بمصر في هذا الوقت تحديدًا؟ دعم مصر والوقوف بجوارها في أزماتها، واجب علي كل فنان؛ بل علي كل إنسان عربي، وأنا بالفعل كنت أتمني أن أساهم في دعمها بأي شيء وبأي شكل من الأشكال، لأنها أكبر بلد عربي وهي أيضًا الحاضنة لجميع بلدان العرب، ومرت بظروف عديدة وصعبة للغاية، ولأنها دولة متماسكة قوية.. شعبها أصيل ولم تنهر حتي الآن، رغم أن المخططات تحاصرها من جميع الاتجاهات، وبالتالي يجب علي الجميع الوقوف بجوارها ودعمها ومد يد العون لها في كل الأوقات، خاصة أنها أساس الوطن العربي بأسره، كما أن الحفلات الغنائية تعد سدًا منيعًا في وجه الإرهاب، وشعار حملة الدعم هذه "لا للإرهاب ونعم للثقافة والفن والجمال والمحبة والتكاتف". وكيف كان استقبالك؟ المؤتمر كان رائعًا ولم أكن أتوقع أن يتم استقبالي بهذا المشهد الذي أذهلني وجعلني أشعر بمسؤولية المشاركة الكبيرة التي حضرت من أجلها، وأنا سعيد للغاية بأنني أشارك في عمل كبير كهذا، وأيضًا أعجبني التواجد الإعلامي لتغطية المؤتمر والتنسيق الذي كان جيدا للغاية وهذا أمر يسعد أي فنان برؤية هذا الترحيب والاهتمام الكبير في مهمة أري أنها واجب علي كمواطن عربي في سبيل خدمة بلده الثاني مصر. تم إهداؤك نسخة نادرة من القرآن الكريم.. ما شعورك؟ حصلت علي العديد من الجوائز والتكريمات في حياتي، ولكن حصولي علي نسخة نادرة من القرآن المعظم الكريم، أغلي ما يمكن أن أتوقع الحصول عليه؛ فلم أصدّق نفسي بمجرد علمي أنني سأحصل علي نسخة نادرة من القرآن الكريم، وهذا جعلني أشعر بالفخر والتقدير من القائمين علي دعم السياحة. بصفة عامة.. ما تعليقك علي حال الغناء؟ بصراحة شديدة حال الغناء علي مستوي الوطن العربي بأكمله ليس جيدًا، نظرًا للأحداث التي تمر بها البلدان العربية من توتر سياسي ملحوظ، ولكن مع ذلك هناك أعمال غنائية كثيرة مميزة لكل المطربين الكبار علي مستوي العالم العربي، وأيضًا برامج اكتشاف المواهب تساعد علي ظهور فنانين جدد وتؤهلهم من أجل النهوض بمستوي الغناء، وأعتقد أنه بمجرد هدوء الأوضاع السياسية الساخنة، سيتدبل حال الغناء إلي الأفضل بشكل ملحوظ. وهل تجهّز لحفلات مقبلة في مصر؟ بالفعل سأقدّم عددا من حفلات الغنائية، بدار الأوبرا المصرية وشرم الشيخ في عيد شم النسيم والحفل الأخير بالعين السخنة، وكلها لصالح دعم السياحة وترويج أنشطتها المختلفة والمتنوعة، برعاية وزارتي الثقافة والسياحة، وسيتم التبرع بإيرادات الحفل إلي جمعية "أطفال بلا مأوي". وماذا عن أغنية "كبيرة يا مصر"؟ أهدي هذه الأغنية للشعب المصري الأصيل الصبورالذي تحمّل الكثير من أجل وطنه، وجيش مصر العظيم الذي ضحي كثيرًا للدفاع عنه، وأقدّم بالغ أسفي عما يحدث بهذه الأرض الطيبة، من قتل للأبرياء وترويع للآمنين، وهذه الأغنية تعد مساهمة بسيطة منّي لهذا الشعب وذاك الجيش، وهنا أتوجّه بالشكر لإدارة فندق "كونكورد السلام" التي أنتجت الكليب وأهدته للتليفزيون المصري، وهي أغنية من كلمات الشاعر، غانم شعلان، ومن ألحاني، وتوزيع عادل عايش. حدثنا عن تجربتك في برنامج "ذا فويس"؟ برنامج "ذا فويس" تجربة مثيرة بالنسبة لي، أحببتها كثيرا، وذلك لأن فكرة البرنامج مختلفة عن أي برنامج آخر لاكتشاف المواهب، خاصة أنها تهتم بالمواهب الغنائية علي مستوي العالم وتعطي الفرصة لكل المواهب الغنائية للظهور واكتساب الخبرات من المطربين الكبار، لهذا أري أن هذا البرامج مميز للغاية، وأنا سعيد بمشاركتي به، خاصة أنني أجلس بجوار طاقم تحكيم مميز ومطربين كبار مثل كاظم الساهر وصابر الرباعي والمطربة الجميلة الموهوبة شيرين عبدالوهاب. وبصفة عامة ما رؤيتك لبرامج اكتشاف المواهب؟ بصراحة شديدة أري أن برامج اكتشاف المواهب، تجربة جيدة وتعطي فرصة لكل المواهب بالظهور، وهذا واجب مهني علي المطربين الكبار لاكتشاف المواهب الجديدة، وإعطاء الفرصة لهم للتعبير عن فنهم الراقي والمميز، وهذه النوعية من البرامج تساهم بشكل مؤثر في خلق حالة تنافسية بين عدد من المواهب الشابة التي طالما بحثت عن فرصة واحدة للغناء. وما حقيقة خلافك مع كاظم الساهر؟ كاظم الساهر أخي وصديقي؛ فكيف يكون هناك خلاف بيننا؟ هذا أمر سخيف، وكل ما في الأمر أنه حصل علي لقب أحلي صوت هذا العام، وفوجئت بعدها بمن يقول إنني غضبت من ذلك كثيرًا، وهذا أمر لا علاقة له بالحقيقة من قريب أو بعيد، وفي العموم الفنان كاظم الساهر، هو قيصر الغناء العربي، وأي فنان يتمني لحظة واحدة للجلوس بجواره، وأدعوا الجميع ألّا يلتفت لمثل هذه الشائعات السخيفة. وما هي أيضًا حقيقة الخلاف بينك وبين زوجتك "كوليت بولس"؟ هذا أيضًا يندرج تحت بند الشائعات التي تحاول أن تنال منّي ومن زوجتي "كوليت بولس" ملكة جمال لبنان السابقة، ولا أعرف مصدرها، فلا توجد أي خلافات علي الإطلاق بيننا وعلاقتنا "زي الفل". لماذا تغيبت عن الغناء في دار الأوبرا المصرية لمدة تزيد علي عامين متتالين؟ لم أتغيب عن الغناء بدار الأوبرا سوي لدواعٍ أمنية فقط، وهذا نظرًا للحالة التي تمر بها مصر من وجود عمليات إرهابية، وليس كما ردد البعض أنني علي خلاف مع الدكتور إيناس عبدالدايم، رئيس دار الأوبرا المصرية، فتجمعنا سويًا علاقة صداقة قوية ولم تدخل الخلافات بيننا في يوم من الأيام. ولماذا اخترت أن تتبني المطرب الشاب "عبد العظيم الذهبي" فنيًا؟ عبد العظيم الذهبي، موهبة ساحرة وواعدة ظهر منذ الموسم الثاني لبرنامج "ذا فويس" وقد رأيت فيه الصوت القوي المميز وسيكون له مستقبل كبير في الفترة المقبلة، كما أنه يذكّرني بنفسي في بداية مشواري الفني؛ لهذا أعتز به وأهتم بتدريبه بشكل جيد حتي يكون مطرب مميز خلال الأيام المقبلة. ذكرت العديد من المواقع أنك ستقدّم عملًا غنائيًا بمشاركة المطرب العالمي "ريكي مارتن" ما صحة ذلك؟ هذا الكلام غير صحيح نهائيًا، فلا يوجد أي تعاون غنائي بيني وبين "ريكي مارتن" وكل ما في الأمر أنني قمت بالتحدث معه علي خلفية وجوده ومشاركته في البرنامج، وفؤجت بما يقال إن هناك "ديو" بيني وبينه؛ مع العلم أنني سأكون سعيدا لو حدث هذا الأمر، خاصة أن "ريكي مارتن" مطرب عالمي. وماذا عن أعمالك الغنائية الأخري؟ أعمل حاليًا علي اختيار مجموعة من الأغاني الجديدة، لتكون ضمن الألبوم الذي سيتم طرحه خلال الفترة المقبلة، بجوار أنني أستعد لتسجيل وتصوير "أوبريت عالمي" بالعربية والإنجليزية والفرنسية، بمشاركة مجموعة من فريقي ببرنامج "ذا فويس"، وهو يعد خطوة كبيرة بالنسبة لي، لأنه تجربة مثيرة وفريدة من نوعها. أخيرًا ما أمنياتك في الفترة المقبلة؟ أتمني في الفترة المقبلة أن يختفي الإرهاب من مصر وكل الدول العربية، وأن تهدأ الأوضاع وتعود من جديد للسخاء ونعود نعمل للنهوض بوطننا الحبيب ونبني كل ما تم تدميره ونعمل بجد، أما علي المستوي الشخصي أتمني أن تكون مشاركتي بمصر لدعم وتنشيط السياحة مشاركة إيجابية وتحقق المزيد من النجاح، وأن تنال أغنية "كبيرة يا مصر" إعجاب كل المصريين.
