سقوط الأمطار على عدة مناطق.. الأرصاد توضح حالة الطقس اليوم الثلاثاء 7 مايو 2024    أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 7 مايو 2024 في مصر    بدء تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء الجديد بالمراكز التكنولوجية بكفر الشيخ    أسعار الخضار والفاكهة اليوم الثلاثاء 7-5-2024 داخل سوق العبور    التصديري للصناعات الغذائية: 53% نموًا بصادرات القطاع لفلسطين خلال الربع الأول    بنمو 77%.. أرباح «الإسكندرية للأدوية» تقارب 192 مليون جنيه في 9 أشهر    تنظيم 90 قافلة طبية وعلاج 71 ألف حالة ضمن مبادرة حياة كريمة بالجامعات    برلماني يطالب المجتمع الدولي بالتحرك لمنع كارثة إنسانية جديدة في رفح    غارات الاحتلال دمرت المنازل.. ليلة دامية على الفلسطينيين في رفح    زعيم المعارضة الإسرائيلي: على نتنياهو إنجاز صفقة التبادل.. وسأضمن له منع انهيار حكومته    حرب غزة.. آخر تطورات جهود مصر للتوصل إلى هدنة ووقف إطلاق النار وتبادل الأسرى    رويترز: جيش الإحتلال الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح الفلسطيني    الأهلي يلتقي الاتحاد السكندري الليلة فى الدوري    بث مباشر مباراة الأهلي والاتحاد السكندري بالدوري    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء في الدوري المصري والبطولات العالمية    قبل انطلاقها، الخريطة الزمنية لامتحانات نهاية العام 2024 بالجيزة    زوج الأم كلمة السر.. دماء بمنطقة حساسة تكشف انتهاك جسد صغير بولاق الدكرور    بالصور.. حريق هائل يلتهم مخزن قطن و4 منازل بقيسارية سوهاج    تي شيرتات عليها صورة جانيت السودانية أمام محكمة التجمع    زحام مروري بشوارع القاهرة والجيزة ( فيديو)    مصرع سيدة أربعينية أسفل عجلات قطار المنيا    كواليس كوميدية تجمع أبطال مسلسل لعبة حب    إصابة الملك تشارلز بالسرطان تخيم على الذكرى الأولى لتوليه عرش بريطانيا| صور    الجيش الإسرائيلي: تم إجلاء الغالبية العظمى من السكان في منطقة العمليات العسكرية شرقي رفح    ميدو: الزمالك رفض التعاقد مع علي معلول    أسعار الأسمنت اليوم الثلاثاء 7 - 5 - 2024 في الأسواق    الزراعة: 35 ألف زائر توافدوا على حدائق الحيوان والأسماك في شم النسيم    اليوم.. مجلس النواب يناقش حساب ختامي موازنة 2022/2023    Bad Bunny وSTRAY KIDS، أفضل 10 إطلالات للنجوم بحفل الميت جالا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 7-5-2024    هل يجوز أداء سنة الظهر القبلية أربع ركعات متصلة.. مجدي عاشور يوضح    صدق أو لاتصدق.. الكبد يستعد للطعام عندما تراه العين أو يشمه الأنف    ياسمين عبد العزيز:" عملت عملية علشان أقدر أحمل من العوضي"    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الثلاثاء 7 مايو 2024    صدقي صخر: تعرضت لصدمات في حياتي خلتني أروح لدكتور نفسي    شبانة: هناك أزمة قادمة بعد استفسار المصري بشأن شروط المشاركة في بطولات افريقيا    رامي صبري يحيي واحدة من أقوى حفلاته في العبور بمناسبة شم النسيم (صور)    كريم شحاتة: كثرة النجوم وراء عدم التوفيق في البنك الأهلي    أمين البحوث الإسلامية: أهل الإيمان محصنون ضد أى دعوة    صدقي صخر يكشف مواصفات فتاة أحلامه: نفسي يبقى عندي عيلة    صليت استخارة.. ياسمين عبد العزيز تكشف عن نيتها في الرجوع للعوضي |شاهد    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    الدوري الإنجليزي، مانشستر يونايتد يحقق أكبر عدد هزائم في موسم واحد لأول مرة في تاريخه    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    إبراهيم عيسى: لو 30 يونيو اتكرر 30 مرة الشعب هيختار نفس القرار    الأوقاف تعلن افتتاح 21 مسجدا الجمعة القادمة    ب800 جنيه بعد الزيادة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من البيت    "يا ليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 وأجمل عبارات التهنئة بالعيد    يوسف الحسيني: إبراهيم العرجاني له دور وطني لا ينسى    ياسمين عبد العزيز تكشف ل«صاحبة السعادة» سبب طلاقها من أحمد العوضي    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    رغم إنشاء مدينة السيسي والاحتفالات باتحاد القبائل… تجديد حبس أهالي سيناء المطالبين بحق العودة    بعد الفسيخ والرنجة.. 7 مشروبات لتنظيف جسمك من السموم    للحفاظ عليها، نصائح هامة قبل تخزين الملابس الشتوية    كيفية صنع الأرز باللبن.. طريقة سهلة    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفنكوش.. سر الخلطة الوهمية التي ضربت الفياجرا في سوق المنشطات الجنسية
نشر في الموجز يوم 21 - 12 - 2013

أمريكا تدخل غرف نوم المصريين وتتجسس علي العلاقات الجنسية بين الأزواج
الأطباء يحذرون من تأثيره علي الكلي والكبد وتعاطيه يسبب الإدمان
أن تباع الأدوية والمنشطات الجنسية علي الأرصفة فهو مشهد أصبح معتادا أمام المصريين، لكن أن تباع هذه المنشطات لثمنها الزهيد كحلوي للأطفال فهذا شيء يجب أن يستدعي إفاقة الأجهزة الرقابية من سباتها ومن نومها العميق.
الفنكوش وهو اسم تجاري لمنشط جنسي جديد يباع الآن علي الأرصفة بجنيه واحد ونظرا لثمنه الزهيد فقد استعان به بعض البقالين ليبيعوه لتلاميذ المدارس علي أنه حلوي ، وقد حذر الأطباء من خطورة تناول الرجال للمنشطات المنتشرة علي الأرصفة فما بالك والأطفال يتناولونها، وركز الأطباء خطورة هذه الأدوية علي الصحة العامة للجسم وعلي الكبد والكلي لاسيما أنها منشطات غير مصرح بها وغير حاصلة علي ترخيص من وزارة الصحة ومصنوعة "تحت بير السلم".
وقال الأستاذ الدكتور طارق أنيس: إن أدوية ضعف الانتصاب لا يمكن أن يتعاطاها الناس كوصفة من صديق أو شراؤها عن طريق إعلان بالتليفزيون أو حتي من صيدلاني فهي أدوية لا توصف إلا من طبيب متخصص، لذلك نحذر الناس من الأدوية المقلدة والمزورة فنشاهد كثيرا من الإعلانات في التليفزيون في غيبة رقابة وزارة الصحة ويروج لها بدون اسم دواء حتي تتهرب من المسئولية الجنائية لذلك نسمع عن أدوية تحت اسم العلبة الذهبية كما أن هناك كثيرا من الأعشاب التي يروج لها لعلاج أمراض في حين أن لها أضرارا بالغة، والطبيب يعلم صحة الدواء ومناسبته لحالته الصحية فلابد أن يزور الرجال طبيب أمراض الذكورة ليعرفوا الأسباب التي أدت لضعف الانتصاب لمعالجتها ومراجعة الأدوية التي يتناولها المريض حتي لا يحدث تداخل مع أدوية أخري لها أعراض جانبية خطيرة، فالطبيب يحدد مدي قدرة المريض علي تحمل المجهود المبذول أثناء الجماع خاصة لمرضي القلب فقد لا تكون هناك مشكلة في تناول الدواء لكن قد تنشأ مشكلة أن حالته الصحية لا تسمح بإتمام العملية الجنسية.
لذلك فتناول الأدوية دون استشارة طبيب قد يرتد إلي نتيجة سلبية تتمثل في عدم فاعلية الدواء بعد أقل من عام فتناول الحبوب والوصفات لاستكمال العملية الجنسية سيفقد هذه الأدوية دورها لأن حالة الشرايين تتدهور خلال عام ولا يصلح لها الدواء الذي كان يؤتي بمفعوله في السابق وهذا إن كان المريض محظوظا لأن حظه إن كان سيئا قد يكتشف إصابته بمرض في القلب أو المخ خلال هذا العام لذا فمن المهم جدا أن يزور الأشخاص المعانون من ضعف الانتصاب الطبيب.
و يعتمد علاج ضعف الانتصاب علي علاج الأمراض المزمنة التي تؤدي لضعف الانتصاب مع تعديل نمط الحياة غير الصحي مثل الإقلاع عن التدخين و عدم إدمان المواد المخدرة والكحوليات و ممارسة الرياضة والتخلص من الوزن الزائد و البعد عن الضغوط النفسية و تناول الأطعمة الصحية و البعد عن الأطعمة التي تؤدي للسمنة و زيادة الدهون في الدم و استبدال الأدوية التي قد تؤثر علي الانتصاب بأخري غير مؤثرة، بالإضافة لاستخدام مثبطات النوع الخامس من إنزيم فوسفودايإستريز سواء التي تستعمل عند الحاجة أو ما يستعمل بصفة يومية .
و تعد هذه العلاجات طفرة حقيقية ليس فقط في وسائل علاج الضعف الجنسي و لكن أيضا في تحسين نوعية الحياة، حيث وفرت هذه العقارات علاجاُ فعالاُ و فائق الآمان يؤخذ عن طريق الفم عند اللزوم.
و حديثاً فانه هناك عقارات لعلاج الضعف الجنسي بتركيز 100 مليجرام بالأسواق المصرية و هي مهمة سواء من الناحية الطبية أو الاقتصادية حيث تتيح هذه الجرعة علاج حالات ضعف الانتصاب الشديدة و التي يصعب علاجها كتلك التي يعاني منها الرجال المتقدمين في السن و مرضي السكر و عقب إزالة أورام البروستاتا.
في حين قال الدكتور مصطفي نيازي أستاذ أمراض النساء والتوليد والعقم: إن الأدوية المصنوعة بمعامل تحت بير السلم تعتمد طريقة تصنيعها للعقاقير علي استخلاص نسبة بسيطة من الأقراص الحقيقية من المادة الفعالة ثم يضيف إليها "عجينة" من الأعشاب المجلوبة من العطارين وهي غالبا ما تكون تركيبة من مجموعة أعشاب مثيرة للغرائز مثل الفلفل ويصنع منها عجينة ويضعها في شكل قرص ومن يتعاطاه يشعر بنسبة تحسن وهذه المادة الخام التي يستخلص منها غالبا ما تكون من أقراص مهربة من الصين أو شرق آسيا فتكون مقلدة ، وأما النقطة الأكثر خطورة أن من يقوم بتصنيع المنشطات الجنسية قد يضيف إليها مواد مؤثرة علي الحالة النفسية مثل بودرة الترامادول ليعطي حالة نفسية جيدة لمتعاطيه وأما في أسوأ الأحوال لتأثير المنشطات غير المصرح بها وغير المرخصة فإنه يضع أعشاب تصيب الجسد بسخونة وتسبب زيادة في حركة الدورة الدموية وأشار الدكتور نيازي إلي أن من يروجون لبيع هذه المنشطات يعتمدون علي الحالة النفسية لمن يشاهد الإعلان وأن تكون حالة المشاهد المحتاج إلي الدواء هي المكمل لعملية البيع حيث يعتمد البائع علي العامل النفسي الذي يجعل من يشاهد الإعلان يري أن صحته ستتحسن بهذا الدواء فيتجاوب معه نفسيا.
قال الدكتور سعيد عبدالعظيم أستاذ الطب النفسي كلية طب قصر العيني جامعة القاهرة: إن حالة القلق والتوتر التي تمر بها البلاد وأخبار العنف والقتل والمظاهرات، والأخبار المتناثرة عن وقوع هجوم أو انفجار هنا وهناك لها أثر علي العلاقات الجنسية بين الزوجين وجعلها أمراً غير مرغوب فيه بنسبة كبيرة، حيث إن هناك تأثيرا مباشر علي إشارات المخ السلبية التي يقوم بإرسالها للمراكز الجنسية ما يؤثر علي الرغبة الجنسية لدي الرجل والمرأة علي حد سواء وأشار إلي أن المخ هو المتحكم الرئيسي في العلاقة الجنسية، وهذا يتأثر بالأحداث المحيطة، فإذا كان ما يحدث في العالم الخارجي مخيف، فإن المخ يتوقف عن إرسال إشارات إيجابية للعلاقة الجنسية فتستمر ضعيفة، فعندما تسيطر علي الرجل والمرأة ظروف غير مريحة وتوتر فلا يمكن أن تحدث بينهما علاقة جنسية.
كانت مباحث التموين بالإسكندرية، قد تمكنت الأسبوع الماضي من ضبط 15 مليون قرص منشط جنسي مجهول المصدر وغير المسجلة بوزارة الصحة، قبل قيام تاجر من أسيوط بترويجها علي عملائه المعلومين له.
فيما اعتبره خبراء تجسسا علي غرف نوم المصريين ومحاولة لرصد العلاقة الجنسية بين الأزواج بثت شبكة ان بي سي NBC التليفزيونية الأمريكية المقربة من المخابرات الامريكية تقريرا تسجيليا حول "ازمة الزواج في مصر" خاصة بعد ثلاث سنوات من اندلاع ثورة يناير عام 2011، التقرير أعدته الشبكة بمنحة من " مركز بوليتزر Pulitzer Center وهو منظمة اعلامية أمريكية مستقلة أنشئت في عام 2006 لرعاية إعداد التقارير المصورة المستقلة حول القضايا العالمية.
التقرير صُور في معظمه بمدينة أسيوط بصعيد مصر، وفيه يتم استعراض جوانب أزمة الزواج في البلاد، من خلال تجربة ناشط سياسي يعيش بالمدينة ويعاني مثل الآلاف الآخرين من شباب مصر من سوء الأوضاع المعيشية والبطالة وارتفاع تكاليف الزواج.
يبدأ التقرير بالتعريف بالشاب المصري "أحمد جمال" باعتباره ناشطا سياسيا يبلغ من العمر 24 عاما، ويعمل نحو عشر ساعات في شركة محاسبة في وسط مدينته، التي تعد واحدة من أفقر المناطق في مصر.. ويستهل "أحمد" بأن ماحدث في مصر لم يكن ثورة حقيقية "انها ليست مصر الجديدة، اني قلق جدا، وليس لدي ما يكفي من المال لأتزوج".
ويتندر أحمد مع الأصدقاء الذين بدأوا وضع الرهانات علي من سيكون الأول بينهم من يعقد قرانه.
أحمد جمال هو المدير المحلي لحركة شباب 6 أبريل، وهي واحدة من المجموعات التي ساعدت في تنظيم احتجاجات عام 2011 التي أسقطت الرئيس حسني مبارك.. ويري أحمد ان أكبر معارك جيله هي الكفاح ضد ما يسميه "بعودة النظام القديم" ويتساوي معها معركة توفير ما يكفي من المال للزواج.
ثم ينتقل التقرير إلي القاهرة، بلقاء مع أستاذة الجامعة الأمريكية "ديان سينجرمان" للتعرف علي رأيها بشأن أزمة الزواج في مصر، فتقول: " في بلد خنق من قبل بالاقتصاد المشلول، والتضخم، وارتفاع البطالة، أصبح كثير من المصريين ببساطة لا يمكنهم الزواج الآن.. والزواج النموذجي في مصر بلغت تكلفته حوالي 6000 دولار في أواخر عقد التسعينيات، وهو مبلغ ضخم نظرا لمتوسط دخل الفرد سنويا الذي بلغ 1490 دولار في عام 2000".
في عام 2006، وجدت دراسة استقصائية ان تكاليف الزواج زادت 25 في المائة. وبالنسبة لأولئك الذين يعيشون تحت خط الفقر في مناطق مثل أسيوط،- وهي منطقة علي النيل تبعد حوالي 225 كيلومترا جنوب القاهرة ويبلغ تعداد سكانها نحو 3.5 مليون- تعد نفقات الزواج اكثر 15 مرة من تكاليف المعيشة السنوية للأسرة.
يعود التقرير لأحمد جمال، الذي يستكمل سرد قصته قائلا: "وجدت فتاة كنت أرغب في الزواج منها.. ولكن وجدت ان الأمر سيستغرق مني حوالي سبع سنوات لتوفير ما يكفي من المال لعقد الخطوبة ".
بحسابات جمال، هو في حاجة إلي توفير نحو 15000 دولار لإتمام الزواج، لكن الفتاة لا يمكن أن تنتظر، وسوف تقبل بعريس آخر.. وإن كل شيء مستحيل في مصر الآن.
تقليديا، يغطي العريس وعائلته في مصر ما يقرب من ثلثي مجموع تكاليف الزواج، ولا تقتصر تلك التكاليف علي تكلفة الزفاف الفعلي فقط، فهي تشمل أيضا : توفير مسكن الزوجية (حيث يقوم الوالدان في كثير من الأحيان بشراء شقة لابنهم، أو توفير ما يكفي لتغطية الإيجار لفترة طويلة)، وشراء المجوهرات للعروس، والأجهزة الإلكترونية مثل أجهزة التلفاز والثلاجات. بينما شراء المفروشات وغيرها من اللوازم الأقل تكلفة والأخف وزنا فهي من نصيب العروس وعائلتها.
د. رانيا سالم، الأستاذ في جامعة تورونتو والتي تدرس عواقب ارتفاع تكاليف الزواج في مصر، وضعت معادلة بسيطة تشير إلي ان العريس في المتوسط يجب ان يدخر دخله بالكامل لحوالي ثلاث سنوات ونصف، السنة ليتمكن من تمويل حصته من تكاليف الزواج، ولكن نظرا لقلة فرص العمل بأجر جيد الآن، أصبح علي الرجال الانتظار فترة أطول.. في حين أن متوسط مدة ادخار العروس لراتبها لا تتعدي مدة ستة أشهر.
منظور الفتاة المصرية
وتنتقل الكاميرا لتغطي النصف الآخر من أزمة الزواج في مصر، وهي الفتاة المصرية.. وتتحدث عنها "سلمي حمدين " وهي تعيش بمدينة اسيوط ايضا وتعمل مدرسة وتبلغ من العمر 24 عاما، وتري انه بالنسبة للنساء، يمكن أن تكون عملية تأخر الزواج سلبية ومحبطة؛ فالعزوبية بعد سن معينة هو أقرب إلي الوصمة الاجتماعية.
وتقول "سلمي ": "الجم يع يكافح الآن، لذلك فإنه من الصعب أن تجد رجلا يصلح للزواج لأن ليس لديه ما يكفي من المال".. وتضيف ان عائلتها قد بدأت بالفعل في التحضير لمستلزمات الزواج من وقت ليس بالقصير، وجهاز العروس يتكون من أدوات المطبخ والمفروشات والبياضات اللازمة لمنزل الزوجية.
وتضيف "سلمي": "ولكن أريد أن أتزوج قريبا، أريد أن أكون امرأة... فإن لم أتزوج قبل نهاية العشرينات، فسوف يظن الناس أن هناك خطأ ما لدي".
نظرية "الانتظار"
عبر شوارع مدينة أسيوط، تدور الكاميرا مستعرضة ملصقات الحملات الثورية وقد تفككت وسقطت وتلاشت رسوم الجرافتي الثورية علي الجدران المتداعية التي وكأنها تقف شاهدا علي الثورة الغابرة وتعكس حال الكثير من التوقعات التي لم تلبها هذه الثورة.
ان مصر تعاني، ومع التضخم المزمن للقطاع العام لا تملك الدولة ما يكفي من الوظائف الحكومية لسيل من الخريجين الذين هم غير مؤهلين لوظائف القطاع الخاص، ومن لم يكن لديه "الواسطة" وهي المحسوبية والصلات، فلن يحصل علي وظيفة.. في الوقت الذي لا يزال نظام التعليم العام في البلاد يرثي له، فقد جاءت البلاد في المرتبة الأخيرة دوليا في التعليم الابتدائي وفقا لتقرير 2013 للتنافسية العالمية الصادر عن المنتدي الاقتصادي العالمي.
جلال عابدين البالغ من العمر 56 عاما، يقول: "بالطبع، أريد لأولادي أن يتعلموا، والحصول علي وظيفة، وتكون لهم حياة جميلة" مشيرا إلي انه يحاول العثور علي زوجة لابنه عبد الله، الذي يعمل في فندق متهدم في أسيوط.
ويضيف "جلال": "ولكن يجب أن يتزوج أولا. فإنه لن يصبح رجلا، وهي لن تصبح امرأة، حتي ذلك الحين ".
أستاذة الجامعة الأمريكية "ديان سينجرمان" صاغت مشكلة تأخر الزواج في مصر باعتبارها ظاهرة أطلقت عليها "ظاهرة الانتظار "Waithood" لوصف طول فترات المراهقة وعذاب المصريين لتأجيل زواجهم حتي يكون لديهم ما يكفي من المال، وتوضح انه في المجتمع المصري المحافظ، الزواج مؤسسة وهو أيضا البوابة الثقافية للاعتراف المجتمعي لممارسة النشاط الجنسي بين الرجل والمرأة.
وتشير "سينجرمان" انه إذا استمر شعور الشباب المراهقين وكأنهم دائما منبوذون، مستبعدون من المجتمع، وغير قادرين اقتصاديا وماديا، فإن البلاد سوف تعاني اقتصاديا وسياسيا خاصة أن 60 % من السكان تحت سن 25 عاما.
يتكهن بعض المحللين بأن ظاهرة الانتظار "waithood" أسهمت في إشعال فتيل الثورة ونشرها بين الاكثر إحباطا بين الشباب الذين كانوا يمثلون قوة محورية وراء اندلاع الانتفاضة الأولي في البلاد.
ومن بينهم "د. مديحة الشافتي"، وهي مصرية تعمل أستاذة في الجامعة الأمريكية في القاهرة، وتري "أن التغاضي عن إيجاد حلول لأزمة عدم القدرة علي الزواج هو الذي أدي لتصاعد الأمور في مصر.. وليس من الصعب أن نفهم كيف يمكن أن يؤدي هذا الإحباط الجماعي إلي التدين الشديد، وكيف يمكن أن يساهم في أزمة التحرش الجنسي المستشري في البلاد".
ولكن "د. سينجرمان" تعود فتقول "انها مشكلة ثقافية في نهاية المطاف، لذا فإنه من الصعب التغلب عليها، وهناك حاجة إلي تغيير عقول الناس، لخفض وتغيير التوقعات الزوجية..."
وتتساءل لماذا يضع الآباء الكثير من التكاليف عند الزواج؟، يجب ان تكون كلفة السكن أكثر يسرا، وهو أمر لن يتحقق من دون وجود إرادة سياسية لمعالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية النظامية في مصر، وإلا فإن المصريين مثل الشاب أحمد جمال، الذين يحتجون طوال السنوات الثلاث الماضية من أجل العدالة الاجتماعية والكرامة، سيبقون في طي النسيان المجتمعي القادر علي قيادة مصائرهم.
يعود التقرير في الدقائق الاخيرةمن البث إلي أسيوط حيث يعرض مشاهد من مقاهي المدينة التي تنبض بعشرات من الشبان الذين يجلس معظمهم دون عمل، ويجلس بينهم "أحمد جمال" الذي يصرح بخططه لفتح مطعم مع صديقه (الذي يحاول أيضا أن يتزوج). ويقول إنه مسعي محفوف بالمخاطر، ولكن عليه المجازفه ويأمل أن يكون مشروعا مربحا.
ويختتم أحمد كلماته ضاحكا بعصبية: "اذا كنت تعيش في مصر، فعليك أان تتعلم أن تنتظر، ونحن الشباب في مصر.. نحتاج لثورتنا الخاصة ".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.