أن تاريخه يعود لعهد والي مصر محمد علي، في حين يعتقد بعض أهالي الإسكندرية أنه أحد آثار الحملة الفرنسية على مصر، مما يجعل عمر السوق يعود إلى نهاية القرن الثامن عشر، حيث يتداول التجار أنه كان إسطبلا لخيل الجنود الفرنسيين لذا سمي الشارع الرئيسي الذي يحتضن السوق ب«شارع فرنسا». ويحيط بزنقة الستات ما يزيد على 50 منزلا أثريا، كانت مملوكة للتجار اليهود والمغاربة والليبيين والشوام واليونانيين الذين كانوا أعمدة هذا السوق في تلك الأيام الغابرة. السوق أسسه التجار المغاربة الذين جاءوا للإسكندرية مهاجرين وكانوا يشتهرون ببضائعهم من الأقمشة والسجاجيد والمفروشات والخيوط، وكان اليهود يتاجرون في مستلزمات الخياطة والتطريز، لكن أغلب العاملين بالسوق كانوا مصريين، وبعد الثورة والتأميم تبدل الحال وتملك المصريون هذه الدكاكين وتطورت البضائع لتشمل أدوات الماكياج والمناديل المطرّزة بالترتر والنجف والملابس النسائية ذات الألوان المزركشة والحقائب الجلدية والأحزمة ولعب الأطفال وفي عالم المسرح والسينما، تسللت صورة «زنقة الستات»، وأصبحت مادة ثرية لعدد من الأعمال الفنية التي روجت لها، ومن أشهرها مسرحية «ريا وسكينة» بطولة شادية وسهير البابلي وعبد المنعم مدبولي، وفيلم «زنقة الستات» بطولة فيفي عبده، وفيلم «صايع بحر» لأحمد حلمي. لذا يعج السوق دائماً بالزوار والسائحين من مختلف أنحاء العالم فهو أحد أهم المزارات السياحية بالإسكندرية خاصة أن الزنقة تنفرد بوجودها بين عدد من المساجد الأثرية التي تحيط بها وتجسد عظمة العمارة الإسلامية ويرجع تاريخها إلى 140 عاما، وجميعها من المساجد المعلقة مثل الشوربجي وتربانة والخراطين. وعرف هذا السوق باسم "زنقة الستات" بسبب ضيق شوارعه وازدحامه الشديد، ولأن أغلب البضاعة المعروضة به تخص النساء، وهو عبارة عن حارات ضيقة ومحال متلاصقة، وتقصده النساء من كل المستويات. وفي السابق كان يوجد في الزنقة مكان يسمى "البيت الأبيض" وكان مخصصا لحل المشاكل والخصومات بين التجار ويخرج منه المتخاصمون متحابين وكان رئيسه الحاج سيد راشد الذي ورّث تلك المهمة لابنه من بعده. تحيط ب «زنقة الستات» مجموعة من الأسواق منها سوق الخيط الذي يبيع الأقمشة ومستلزمات الحياكة، وسوق الصاغة الذي يضم عدداً من محال الذهب، وسوق العطارين وبه محال العطارة، وتتداخل كل هذه الأسواق مع بعضها مكونة مركزاً تجارياً متكاملاً يحتوي علي جميع أنواع السلع والبضائع. و«زنقة الستات» أسم كما يقولون «على مسمّى» فالسير فيه يتم بصعوبة للزحام الشديد ولهذا تكثر حوادث السرقات والنشل وبخاصة قبل الأعياد والمناسبات. ولعل أشهر ما يميز هذا السوق هو ارتباطه بأشهر ثنائي نسائي إجرامي عرفته مصر والعالم العربي، وهما ريا وسكينة، اللتان اتخذتا من السوق مسرحا لاصطياد ضحاياهما واستدراجهم وقتلهم بعد سرقتهم.