ذكرت مجلة فورين بوليسى فى مقال نشرته اليوم ان المعركة التى يخوضها الازهر من اجل مستقبله لها انعكاساتها الكبيرة على السياسات الإسلامية فى مصر وعلى العالم الاسلامى الاوسع. وقال إتش هيلير الخبير فى شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمركز بروكينجز وجالوب سابقا فى مقاله بالمجلة إلى أن معظم القوى المصرية السياسية غير الإسلامية تدرك أهمية المؤسسات الدينية المعتدلة مثل الأزهر فى بلد يمثل فيه الدين أهمية ل 96% من الشعب. وأكد هيلير أن الأزهر يحظى بثقة كل المصريين تقريبا مؤكدا أن نجاح حركات الإسلام السياسى لا يعنى أن المصريين يتبنون المفاهيم المتطرفة للإسلام وعلى سبيل المثال إن بعض التيارات السلفية المتشددة استغلت انعدام الأمن فى أعقاب الثورة، وحاولوا هدم مقابر أولياء الصوفية وهو ما يتناقض مع مراسيم الأزهر غير أن العامة من المصريين تصدوا لهم. كما يتحدث الكاتب عن عدم تمتع مؤسسة الأزهر باستقلالها عن الدولة منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومن بعده، مما أضر بمصداقية الأزهر محليا ودوليا. ومع ذلك فإن موقف الأزهر الثابت ضد تطرف تنظيم القاعدة طغى على الكثير من هذه الانتقادات علاوة على ذلك فإن القوى السياسية غير الإسلامية تعتبره حصنا ضد جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين الذين يسعون للسيطرة على الفضاء الدينى فى أعقاب ثورة يناير. وتقريبا تتفق كل القوى المدنية والسياسية فى البلاد على إعلان الأزهر ليكون "إطار مرجعى إسلامى" هذه التحركات كلها منحت المصريين أملا فى استعادة الأزهر الشريف استقلاليته عن الدولة وقول الحقيقة للسلطة حينما يستدعى الوضع ذلك. وقد أثارت محاولة تعيين الشيخ السلفى محمد يسرى فى منصب وزير الأوقاف الكثير من الجدل والخوف غير أن رد الأزهر كان حازما، فتم إعلان التنديدات والكثير من الرسائل عبر الصحافة التى تشير إلى المعارضة من داخل الأزهر لمثل هذه الخطوة. ونتيجة لضغط الأزهر تم تعيين إمام أزهرى فى المنصب. ومع ذلك فإن ما يؤخذ على المؤسسة الدينية الرائدة فى العالم العربى تلك التقارير التى تفيد بأن شيخ الأزهر لجأ إلى المشير طنطاوى للتعبير عن اعتراضه على تعيين الشيخ السلفى. وكان من الواضح بعدها بأيام قليلة تراجع رئيس الوزراء هشام قنديل عن قراره، وربما على حساب الأزهر تدخلت القوات المسلحة فى الشأن المدنى والدينى. ويخلص الكاتب مشيرا إلى تحديات صعبة تواجه مؤسسة الأزهر فى الاختيار بين ثلاث بدائل فإما أن تضحى باستقلالها عن جماعة الإخوان والحركات السلفية والسماح بتسليف المؤسسة المعتدلة وهو ما سيكون له انعكاسات خطيرة أو التحالف مع القوى غير المدنية فى الدولة العميقة التى تهدف للحد من نفوذ الإسلاميين وهو ما يعنى أيضا التضحية باستقلالية الأزهر.