حذر باحثون في المختبر الوطني للثدييات البحرية، التابع للإدارة الوطنية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي بالولايات المتحدة، من أنه يرجح أن يكون حوت شمال الهادي، الملائم للصيد بسبب طبيعة تركيب فكه الأحدب، أول الحيتان الضخمة التي سيتسبب الإنسان في انقراضها. وتقول صحيفة "صنداي تايمز"، في تقرير نشرته أخيراً، إن المسوحات تظهر أن ذلك الصنف من الحيتان، الذي وصل عدده إلى عشرات الألوف في مرحلة من المراحل، لم يتبق منه إلا بضع مئات. وتنتشر الحيتان الناجية عبر ملايين الأميال المربعة من المحيط، وهي ربما أبعد من أن تتمكن من إيجاد بعضها البعض وتتكاثر. ويعد شرق المحيط الهادي الأكثر تضررا بهذه الظاهرة، إذ لا يتجاوز عدد الحيتان المتبقية فيه 30 حوتاً، منها نحو ثمانية فقط من الإناث الخصبة. تحذيرات دولية ويبدو أن تلك المجموعة انفصلت عن مجموعة أكبر في غرب المحيط، ولكن حتى المجموعة الأكبر لا تشمل سوى 300 إلى 400 حوت، تقل نسبة الإناث الخصبة فيها عن النصف. وقال فيليب كلافام، أحد كبار الباحثين في المختبر الوطني للثدييات البحرية: "يمكن القول إن حوت شمال الهادي يعد أكثر الحيتان الكبيرة عرضة للانقراض في العالم", وجاء هذا التحذير بالتزامن مع الاجتماع السنوي للجنة الدولية لصيد الحيتان الذي عقد أخيرا في بنما. هناك، أعلنت كوريا الجنوبية عن اعتزامها إطلاق برنامج "علمي" لصيد الحيتان في المحيط الهادئ، مستهدفة حيتان المنك. وقال ريتشارد بنيون، وزير مصائد الأسماك بريطاني: "ليس هناك من شيء نحتاج إلى معرفته عن الحيتان ينطوي على قتلها". لمحة يعتبر حوت شمال الهادي، الذي يتغذى من خلال غربلة العوالق، من أكبر الثدييات البحرية التي عرفها التاريخ، حيث يصل طوله إلى حوالي 80 قدما ووزنه إلى 80 طنا. فيما يصل طول الحوت الأزرق، وهو أكبر الثدييات، إلى 100 قدم. ومع ذلك، فقد كان صائدو الحيتان في القرن التاسع عشر يعدون حوت شمال المحيط الهادي الصائب صيدا أثمن بكثير، وذلك بسبب محتواه العالي من الزيت، والطريقة التي يطفو بها حتى بعد نفوقه، مما يقلل من خطر فقدان الفريسة. نقلا عن موقع:يا ساتر استر