بعد قليل.. وزير التعليم يفتتح المعرض السنوي لطلاب المدارس الفنية بالقاهرة    جامعة القناة تكرم الطلاب الفائزين بمسابقة القرآن الكريم والمشاركين في "إبداع 12" ومجتازي الدورة الإذاعية    رئيس جامعة بني سويف يرأس اجتماع مديري الكليات    سعر الذهب اليوم الثلاثاء في مصر يتراجع مع بداية التعاملات    "حديد عز" تثبت سعر الطن بالأسواق خلال مايو المقبل    بعد عودة بروتون ساجا.. أرخص 5 سيارات سيدان موديل 2024 بمصر    القاهرة الإخبارية: بعض طلاب جامعة كولومبيا في نيويورك يستولون على قاعة هاميلتون    واشنطن: لا نؤيد تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بشأن ممارسات إسرائيل في غزة    الأهلي يختتم تدريباته اليوم استعدادا لمواجهة الإسماعيلي.. اليوم    "العب مثل الرجال".. مدحت شلبي يعلق على اشتباك محمد صلاح ويورجن كلوب    "لتحقيق نجاحات".. حسين لبيب يزف بشرى سارة لجماهير الزمالك بشأن زيزو وعواد    "بيطلع لسانه للجميع".. ميدو يفتح النار على عضو اتحاد الكرة ويصدمه بسبب الأهلي    تأجيل محاكمة المتهمين بخطف شاب من داخل مطعم الجيزة ل29 يونيو    حملات أمنية لضبط حائزي ومتجري المواد المخدرة والأسلحة النارية    خلال 24 ساعة من ضبط 10798 مخالفة مرورية متنوعة    "رقبتي ليك يا صاحبي" أحمد السقا يوجه رسالة إلى كريم عبد العزيز    لليوم الثاني على التوالي.. طلاب النقل بالقاهرة يؤدون امتحانات المواد غير المضافة للمجموع    أسترازينيكا: لقاح كورونا يسبب أثارا جانبية مميتة| فما مصير من تلقي اللقاح؟    خبير دولي يؤكد أهمية زيارة رئيس مجلس الرئاسة في البوسنة والهرسك إلى مصر    أمير الكويت يزور مصر على رأس وفد رسمي رفيع المستوى اليوم    مؤسسة ساويرس تقدم منحة مجانية لتدريب بحارة اليخوت في دمياط    "صدى البلد" يحاور وزير العمل.. 8 مفاجآت قوية بشأن الأجور وأصول اتحاد عمال مصر وقانون العمل    وزير الري يؤكد أهمية دور البحث العلمي في التعامل مع تحديات المياه    وزير المالية: مشروع تطوير مدينة رأس الحكمة يؤكد قدرة الاقتصاد المصرى على جذب المزيد من التدفقات الاستثمارية    وزير الإسكان: 131 ألف حجز ل1747 قطعة أرض بالطرح الرابع لبرنامج «مسكن»    «تمويل التنمية الأمريكية» تدرس تمويل استحواذ «أكتيس» على محطة رياح جبل الزيت    بروتوكول تعاون بين كلية الصيدلة وهيئة الدواء المصرية في مجالات خدمة المجتمع    اليوم.. آخر موعد لتلقي طلبات الاشتراك في مشروع العلاج بنقابة المحامين    الأرصاد تكشف موعد ارتفاع درجات الحرارة (فيديو)    مصادر: من المتوقع أن ترد حماس على مقترح صفقة التبادل مساء الغد    سفير فنلندا في زيارة لمكتبة الإسكندرية    النبي موسى في مصر.. زاهي حواس يثير الجدل حول وجوده والافتاء ترد    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    البنتاجون يكشف عن تكلفة بناء الرصيف المؤقت قبالة ساحل غزة    "أسترازينيكا" تعترف: آثار جانبية قد تكون مميتة للقاح فيروس كورونا    طريقة عمل السجق بالبطاطس بمكونات سهلة وطعم شهى    حسام موافي في ضيافة "مساء dmc" الليلة على قناة dmc    هل يرحل مارسيل كولر عن تدريب الأهلي؟    اليوم.. استئناف فتاة على حكم رفض إثبات نسب طفلها للاعب كرة شهير    اليوم.. الحُكم على 5 مُتهمين بإزهاق روح سائق في الطريق العام    مساعد وزير الصحة: قطعنا شوطًا كبيرًا في تنفيذ آليات مواجهة تحديات الشراكة مع القطاع الخاص    صعود مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    ظهور خاص لزوجة خالد عليش والأخير يعلق: اللهم ارزقني الذرية الصالحة    هل أكل لحوم الإبل ينقض الوضوء؟.. دار الإفتاء تجيب    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    شقيقة الأسير باسم خندقجي: لا يوجد أى تواصل مع أخى ولم يعلم بفوزه بالبوكر    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    بمشاركة 10 كليات.. انطلاق فعاليات الملتقى المسرحي لطلاب جامعة كفر الشيخ |صور    المتحدث باسم الحوثيون: استهدفنا السفينة "سيكلاديز" ومدمرتين أمريكيتين بالبحر الأحمر    الطيران الحربي الإسرائيلي يشن سلسلة غارات عنيفة شرق مخيم جباليا شمال غزة    تصريح زاهي حواس عن سيدنا موسى وبني إسرائيل.. سعد الدين الهلالي: الرجل صادق في قوله    عفت نصار: أتمنى عودة هاني أبو ريدة لرئاسة اتحاد الكرة    ليفاندوفسكي المتوهج يقود برشلونة لفوز برباعية على فالنسيا    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    تموين جنوب سيناء: تحرير 54 محضرا بمدن شرم الشيخ وأبو زنيمة ونوبيع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تزايد وتيرة انقراض الأجناس تهدد باختفاء الكائنات الحية
نشر في أخبار مصر يوم 25 - 11 - 2008

يواجه العالم أخطر انقراض للأجناس الحية من الحيوانات والنباتات، فبالرغم من وجود بعض العوامل الطبيعية منذ بداية الخليقة، إلا أن أصابع الاتهام للسبب المباشر فى هذه القضية موجهة للإنسان، منها تزايد السكان والصيد والاتجار غير المشروع لبعض الكائنات من الحيوانات والنباتات، بالإضافة إلى التغيير المناخى والتلوث البيئى بسبب الأزمة الكارثية المُسماه ب "الاحتباس الحرارى".
فى الواقع أن جميع الأجناس [الإنسان - الحيوان - النبات] تشارك فعلياً فى تركيبة الحياة وديمومتها على سطح الكرة الأرضية، وأن أى خلل يصيب أى طرف من أطراف المُعادلة سيعرض عملية البناء إلى مخاطر عديدة، فهناك بعض الأنواع من الحيوانات والنباتات مُعرض للانقراض بسبب التغيرات والتقلبات البيئية والمناخية، وأن والبعض الآخر انقرض فعلاً، وهذا هو الإنذار الأشد خطورة للحياة فى الكرة الأرضية.
لا يعرف العلماء بالضبط الأجناس المنقرضة أو أعدادها نظراً لتضرر بيئتها وتغير أحوال الطقس ودخول أجناس غريبة مكانها، ولكن أكثر الأرقام احتمالاً هو اختفاء سبعة وعشرين ألف جنس كل سنة وأنها تعتبر نسبة عالية جداً.
والأزمة الحالية تعتبر بمثابة الحديث عن سادس انقراض كبير للأجناس بعد انقراض الديناصورات قبل 65 مليون سنة، خاصة وأن إحصاءات القائمة الحمراء للأجناس المُهددة التى وضعها فى 1963 الاتحاد العالمى للطبيعة 16928 جنساً حيوانياً ونباتياً مُهدداً بالانقراض، فى مقابل 16306 فى عام 2007 من أصل 44838 وضعت تحت رقابة الاتحاد.
كيف بدأ وتطور انقراض الأجناس
إن أثار العديد من الكوارث الطبيعية مُدون فى السجلات الجيولوجية، حيث أن خمسة من أصل هذه الكوارث سببت انقراضات هائلة، وثلاثة منها على وجه التحديد كانت مُدمرة تماماً.
وحدث أول انقراض كما يعتقد العلماء منذ أربعمائة وأربعين مليون سنة خلال عصر الأُوردفيشى [منذ 500-425 مليون سنة]، حيث اختفت نصف الأجناس، كان ذلك نهاية المرحلة الأولى للتغيير، ويعتقد الباحثون أنه حدث نتيجة جليد هائل اكتسح الأرض.
بعد ذلك بمائتى مليون سنة وخلال العصر البِرمينى [منذ 280-230 مليون سنة] حدث أكثر الانقراضات خطورة، فقد قضى على 54% من الفصائل، و96% من الأجناس البحرية، مما يعنى القضاء على أعداد كبيرة من حيوانات المحيطات، فلقد اختفت المفصليات (الحشرات والعكنبوت والقشريات والحيوانات عديدة الأرجل) مثلها مثل العديد من الحشرات والمرجانيات السائدة فى ذلك الوقت.
بعد ذلك بفترة قصيرة ظهرت الديناصورات، ثم اختفت فى العصر الطباشيرى [منذ 248-65 مليون سنة]، والذى فيه أفسح المجال لتكاثر وتنوع الثدييات.
وفى هذا السياق نسب علماء الجيولوجيا والأحياء معظم أسباب الانقراضات إلى تغييرات فى الطقس غيرت الظروف البيئية، والدافع الأساسى كان تحطم النيازك والكويكبات القادمة من الفضاء والتى يوازى تأثيرها مئات القنابل النووية التى تسقط على الأرض "الغاز النووى".
ويرجع "أندرو نول" من جامعة هارفارد الأمريكية أسباب هذا التدمير البيولوجى إلى ثلاثة أو أربعة إحتمالات، والاحتمال الأنسب قد يكون أحد النيازك الكبيرة، وقد حدث ذلك فى الوقت الذى انقرضت فيه الديناصورات، من ناحية أخرى فالأدلة التى تشير إلى أى نوع من تأثير النيازك فى نهاية العصر البِرمينى محدود جداً.
أما الاحتمالات الأخرى فهى الانخفاض الكبير فى مستوى سطح البحر أو تغير كبير فى معدلات الحرارة، وفى نهاية العصر البرمينى وقع أهم حدث بركانى على الإطلاق فى الخمسمائة مليون سنة الأخيرة، والذى أدى إلى تغطية وسط "سيبيريا" بالحمم البركانية، وأن هذا النوع من البراكين الضخمة قد يكون سبباً لظواهر طبيعية أخرى فى المحيطات والهواء، لذلك يمكن القول بأن هذا الانقراض المُميز جاء بسبب عوامل داخلية من الكوكب وليس من خارجه.
وقد تبدأ عملية الانقراض بسبب تلوث ما، فالبراكين والنيازك قد تهز الأرض وتحركها فينتج عن ذلك ارتفاع بعض المواد الكيميائية من قشرة الأرض إلى الهواء، من بين هذه المواد ثانى أوكسيد الكربون والذى كان ساماً نظراً لكثافته المُركزة والذى فشل فى تحمله العديد من الأجناس.
إن ما يحدث عادة بعد أى إنقراض هو تفريغ كامل للأرض التى تمتلىء بعد ذلك ببوادر حياة جديدة ونمو أعداد من الكائنات، فمثلاً كانت الديناصورات مُنتشرة على الأرض قبل انقراضها، وكانت أنواعها تتراوح بين آكلى اللحوم والنباتيين وذوى الأحجام الكبيرة والوسط والصغيرة، كذلك كان هناك حيوانات منها من يطير أويسبح أويختبىء تحت الأرض أو يتسلق الأشجار، ولكنها انقرضت وأتى بعدها وفى وقت قصير الثدييات من أكلة اللحوم والنباتات ومتسلقى الأشجار والسابحة والطائرة وغيرها...
تزايد سرعة وتيرة انقراض الأجناس
فى 2007 انضم حوالى 200 جنس جديد إلى قائمة الأجناس المُهددة بالانقراض. ومن جانبه قال "جان باتريك لو دوك" من المتحف الوطنى للتاريخ الطبيعى بالمملكة المتحدة إن عدد الأجناس يتراجع فى العالم، ووتيرة انقراضها تزداد بسرعة، وإن الوتيرة الحالية للانقراض تعد أعلى ب100 إلى ألف مما كانت عليه خلال مئات ملايين السنين وذلك بحسب تقدير الخبراء.
القائمة الحمراء للأجناس المُهددة بالإنقراض
هذه القائمة تنشر سنوياً، وتعد التقييم الأكثر مصداقية لوضع الأجناس فى العالم، وطبقا للقائمة الحمراء التى يصدرها الاتحاد الدولى للحفاظ على الطبيعة فإن هناك حوالى 300 نوع من النبات والحيوان تصنف ككائنات من المُحتمل أن تنقرض.
والقائمة الحمراء للأنواع المُهددة بالانقراض أنشئت عام 1963، وهى عبارة عن لائحة تصنف وتدرس حالة انخفاض الأنواع النباتية والحيوانية، ويصدرها اتحاد الحماية العالمى السلطة الرسمية القائمة على حفظ الأنواع فى العالم، ويهدف إلى إعادة تقييم كل فئة من الأنواع كل 5 سنوات.
وفى الاتحاد الدولى للمحافظة على البيئة دق المسئولون ناقوس الخطر فى أعقاب نشرة القائمة الحمراء، التى تتضمن أنواع الثدييات المهددة بالانقراض، وفقاً للدراسة التى أجراها 1800 عالم فى حوالى 130 دولة لمراقبة 5500 نوع من أنواع الثدييات المُهددة بالإنقراض.
وتضمنت القائمة الحمراء 44 ألفاً و838 نوعاً، منها 38% مُهددة بالانقراض على رأسها الذئب التسمانى وحيوان ابن عرس، وعجل البحر، والضفدع، والفيل الأفريقى وغيرها من الثدييات، بالإضافة إلى أنثى العنكبوت
حقائق وأرقام
يفقد العالم ما بين خمسين ألف ومائة ألف نوع من المخلوقات كل عام، وقد صرح الدكتور "رتشارد ليكى" - مدير قطاع الحياة البرية ورئيس الإدارة العمومية السابق فى كينيا - أن معدل انقراض الأنواع بلغ ضعف ما كانت تذهب إليه تقديرات الخبراء قبل أربعة أعوام فقط.
وقال "ليكى" فى أحد تقاريره البيئية "ربما نكون نقترب من حالة انقراض جماعية مُماثلة لما وقع من قبل، وإذا لم يتم وقف ذلك فإن العالم سيفقد وإلى الأبد نحو 55% من الكائنات خلال فترة تتراوح ما بين خمسين ومائة عام من الآن"، وقد سبق أن حدثت فى الماضى وتيرة خسائر مُماثلة فى التنوع الحيوى، ونجمت عن تلك الكوارث آثار وخيمة انعكست على الأنواع التى أفلتت من الإنقراض.
وهناك دراسات واحصائيات لاتفاقية ال "CITES" حول الأجناس المختلفة:
- 5.3 بليون هو عدد سنوات التطور للوصول إلى التنوع البيولوجى الحالى.
- 14:13مليون هو العدد الإجمالى للأنواع التى يُقدر وجودها.
- 13:12% هو النسبة المئوية للأنواع المدروسة.
- 816 هو عدد الأجناس التى سُجل انقراضها خلال الخمسة قرون الأخيرة بمفعول الأنشطة البشرية.
- 4:1هو نسبة أنواع الثدييات التى تواجه خطر الانقراض فى القريب العاجل.
- 7:1 هو نسبة الأنواع النباتية التى تواجه خطر الانقراض فى القريب العاجل.
- 8:1 هو نسبة أنواع الطيور التى تواجه خطر الانقراض فى القريب العاجل.
- أكثر من 200 مليار دولار أمريكى هى القيمة المُقدرة للتجارة الدولية سنوياً فى مجال الحياة البرية.
انقراض الحيوانات
أعلن "سام تارفى" من جمعية لندن لعلوم الحيوان أن دولفين نهر يانجتسى يُعد فى عداد المُنقرضين تقريباً فى عام 2006، حيث لم يُظهر المسح الصوتى والبصرى شيئا يدل عليه، ثم أدى تصوير بالفيديو غير واضح إلى توقف الخبراء عن البحث وجرى تصنيفه باعتباره كائناً "من المحتمل أن ينقرض".
ومن جانبه قال "مايك هوفمان" الذى يُدير مشروعاً عالمياً لصالح الاتحاد الدولى للحفاظ على البيئة لتقييم الأنواع أنه إذا لم تخرج دراسة "تارفى" بأية أدلة فمن المرجح أن ينقل دولفين نهر يانجتسى إلى فئة الكائنات المنقرضة.
وأكد معهد الحيوانات التابع لأكاديمية العلوم الصينية أن عدد النمور البرية التى تعيش فى الصين حالياً، أقل من خمسين نمراً، يعيش أقل من عشرين منها فى شمال شرق الصين، بينما تنتشر الثلاثين الأخرى فى المناطق المتاخمة لميانمار ولاوس بجنوب غرب الصين.
وبحسب الاحصاءات الصادرة عن صندوق الطبيعة العالمى فإن عدد النمور البرية بالعالم لم يصل بعد إلى 5000 نمر، وتنتشر هذه النمور بصورة رئيسية فى البنغال والصين والهند وروسيا وغيرها من 14 دولة.
وأيضاً من جانبها حذرت دراسة علمية أمريكية - كندية مشتركة من أن ثلثى الدببة القطبية سوف تنقرض تماماً بحلول عام 2050، وذلك بسبب ذوبان الثلوج الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة، وأن ولاية "ألاسكا" الأمريكية سوف تشهد أيضاً إنقراض كافة الدببة القطبية بحلول هذا التاريخ، وأشارت الدراسة إلى أن الدب القطبى يعتمد على الثلوج البحرية بشكل أساسى لصيد حيوان عجل البحر(الفقمة) - وهو حيوان ثديى يتركز فى بعض مناطق بحر الشمال وجرينلاند فى نصف الكرة الشمالى وفى بعض الجزر فى نصف الكرة الأرضية الجنوبى - والذى يعتبر بمثابة الغذاء الرئيسى بالنسبة للدب.
و يُشار إلى أن الدب القطبى يعيش فى المتوسط قرابة 30 عاماً شريطة توافر الشروط البيئية والغذائية المناسبة، وكانت رابطة المحافظة على الحياة البرية فى العالم والتى تتخذ من سويسرا مقراً لها قد حذرت فى وقت سابق من أن قرابة 25 ألفاً من الدببة القطبية التى تعيش فى الوقت الراهن فى المنطقة القطبية تواجه خطر الانقراض بسبب ذوبان الجليد والتلوث والصيد غير المُنظم.
انقراض الأسماك
كشف تقرير أعده برنامج "لنفست أوشين" ومقره واشنطن عن تراجع أعداد أسماك القرش فى البحر المتوسط بنسبة 97% على مدى 200 عام، وهو ما يُشكل خطراً على التوازن البيئى للبحر، وقد استعان التقرير ببيانات منها سجلات لرحلات الصيد وبيانات عن خروج الأسماك للشواطىء وأحجام سمك القرش بالبحر المتوسط، وتمكن التقرير من جمع معلومات كافية عن خمسة أنواع فقط من بين 20 نوعاً من أسماك القرش الكبيرة فى البحر المتوسط لها فائدة فى الدراسة وهى قرش [أبو مطرقة - الدراس - الأزرق - نوعين من قرش الاسقمرى].
وقال "فرانشيسكو فيريتى" رئيس فريق البحث "سيكون لذلك تأثير كبير على النظام البيئى لأن الأسماك الكبيرة المفترسة تعتلى السلسلة الغذائية"، وأن فقدان رأس السلسلة الغذائية يعنى احتمال نمو الأسماك الأصغر حجماً بمعدلات أكبر والتهام المزيد من فرائسها مما يسبب خللاً فى التوازن البيئى.
وكشف تقرير نشره الاتحاد الدولى للحفاظ على الطبيعة عن تعرض 11 نوعاً من أسماك القرش للانقراض بسبب الإفراط فى الصيد، والذى يرجع جزء منه إلى زيادة الطلب على تناول حساء زعانف القرش فى آسيا، وأن الصيادين من مختلف أنحاء العالم يصيدون ويبيعون أسماك القرش من أجل زعانفها المُربحة، وأنهم غالباً ما يتركون باقى لحومها، خاصة فى أندونيسيا وإسبانيا كأكبر الدول المفرطة فى صيد أسماك القرش.
انقراض الطيور
فى هذا السياق قالت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالتغير المناخى فى عام 2007 .. عندما تنقرض أنواع تصبح أنواع أخرى مُهددة وهناك مخاطر أكبر، وإن ما يصل إلى 30 % من أنواع الطيور ستواجه مخاطر الانقراض المُتزايدة إذا ارتفعت درجات الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة، وأنه قبل سنوات قليلة تم شطب الفراشة الخضراء التى كانت معروفة على إحدى جزر هاواى من القائمة باعتبارها مُنقرضة.
الاتحاد العالمى للحفاظ على الطبيعة
أنشىء الاتحاد العالمى للطبيعة فى الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول 1948، ويضم أكثر من 200 عضو وممثل حكومى و 1000 منظمة غير حكومية و حوالى 10000 متطوع فى 160 حول العالم، يقوم عملها على البحث العلمى وتوحيد الجهود لمُكافحة التغيرات السلبية التى تطرأ على النظام البيئى عبر شبكة مُدعمة ب 1100 موظف و 62 مكتب يتم تمويلها عن طريق الحكومات والشركات، والاتحاد بمثابة منظمة ومراقب رسمى فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويصدر عن الاتحاد سنوياً القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض.
انقراض الحيوانات يحرم العلماء من فرصة الاستفادة منها فى صناعة الأدوية، فقد حذر باحثون من أن جيلاً جديداً من الأدوية يمكن أن ُُيفقد إلى الأبد ما لم يتم الحفاظ على بعض الحيوانات والحشرات المُهددة بالانقراض من أجل إجراء تجارب عليها والاستفادة منها فى مجال الأبحاث العلمية.
وجاء التحذير فى كتاب بعنوان "sustaining life" أى الحفاظ على الحياة، وهو يتضمن آراء أكثر من حوالى ألف خبير فى الشئون العلمية.
وقال "جيفرى ماكنيلى" الذى شارك فى الدراسة: "فى حين أن انقراض الأجناس أمر مُثير للقلق بحد ذاته فإن الكتاب يظهر أن الكثير منها يمكن أن ينقذ حياة الانسان".
وأضاف ماكنيلى " إذا كنا بحاجة لتبريرات أخرى للحفاظ على الأجناس فهناك عشرات الأمثلة الدراماتيكية حول الأسباب التى تدعو الناس للحفاظ عليها لا التخلص منها لأنها تثري حياتنا".
العوامل المُسببة للانقراض
أولاً: تدمير البيئة المحيطة:
فخلال تطور الأنواع معظمها يتكيف للعيش فى موطن أو بيئة مُحددة بحيث تلبى احتياجاتها الضرورية للبقاء، وبدون هذا الموطن لن تستطيع هذه الأنواع العيش أو البقاء، وعند تدمير هذه المواطن لا يمكن بعد ذلك لهذه الأنواع الاستمرار بالعيش فى نفس البيئة.
وهناك سبب آخر، وهو تجزئة البيئة المحيطة إلى مساحات صغيرة وعزلها عن بعضها والذى يؤدى إلى إلغاء الاتصال مابين الأنواع النباتية والحيوانية المُتبقية على هذه الأجزاء، مما يقلل من تنوعها الوراثى ويجعلها أقل قدرة على التكيف مع البيئة ومع التغيرات المناخية، وتكون بذلك مُعرضة للانقراض بشكل كبير، منها [تجفيف الأراضى الرطبة - تحويل الأراضى الزراعية إلى مناطق رعوية - تدمير الحواجز المرجانية - بناء الطرق والسدود - بناء المُدن والمناطق السكنية].
ثانياً: التجارة:
تشمل هذه التجارة مئات الملايين من أنواع النباتات والحيوانات، خاصة وأن التقديرات تشير إلى أن العائد السنوى لها يصل إلى مليارات الدولارات، وتتسم بالتنوع وأنها تمتد من الحيوانات والنباتات إلى أنواع شتى من المنتجات الجانبية المشتقة منها بما فى ذلك المنتجات الغذائية والجلدية والآلات الموسيقية الخشبية, والتحف السياحية والأدوية.
وقد بدأت هذه التجارة بالظهور منذ بداية القرن السابع عشر و أدت إلى انقراض العديد من الأنواع أو جعلها مُهددة بالانقراض، فعلى سبيل المثال الصناعات المعتمدة على الحيتان والتى يتم فيها صيد الحيتان من أجل زيتها ولحمها أدت إلى جعل العديد من أنواع الحيتان على حافة الانقراض، وحيد القرن الأفريقى الأسود أيضاً مُهدد بالانقراض بشكل خطير بسبب صيده من أجل قرنه الذى يستعمل كدواء ومقوى.
ثالثاً: إدخال أنواع جديدة إلى البيئة:
إن إدخال أحد الأنواع إلى نظام بيئى جديد يسبب العديد من الأضرار للأنواع الفطرية فى هذا النظام البيئى، فقد يدخل النوع الأجنبى أو الدخيل إلى نظام بيئى ما بطريق الصدفة أو عمداً، ويمكن أن ينافس الأنواع الفطرية الموجودة أصلاً فى النظام البيئى أو يرتبط معها بعلاقات افتراس، و قد لا تملك النباتات والحيوانات الفطرية أى وسيلة للدفاع ضد الغزاة والذين قد يقضون على هذه الأنواع أو ينقصون عددها بشكل كبير، تلك الآثار المُدمرة هى غالباً غير قابلة للعكس وغالباً لا يوجد طريقة لمنع الضرر من الانتشار.
رابعاً: التلوث البيئى:
يُعد التلوث البيئى كأحد العوامل الهامة المُسببة للانقراض، فالمواد الكيميائية السامة وخاصة مركبات الكلور ومواد الأسمدة والمبيدات الحشرية أصبحت مُركزة فى السلاسل الغذائية، و يكون تأثير هذه المواد فى الأنواع القريبة من قمة الهرم الغذائى.
وأيضاً التلوث المائى وارتفاع حرارة الماء عامل مهم، فقد قضى على العديد من أنواع الأسماك فى العديد من المواطن، تلوث الماء بالنفط أيضاً يدمر الطيور والأسماك والثدييات، و يمكن أن يغطى النفط قعر المحيط للعديد من السنوات، كما أن السُمية المفرطة للهواء تسبب مقتل الأحياء فى بحيرات المياه العذبة وتدمير مساحات شاسعة من أراضى الغابات.
خامساً: التغيرات المناخية:
التغير فى مناخ الكون والذى اعتبر من أهم أسباب الانقراض عبر العصور الماضية، مثل [الجفاف - الحرارة الشديدة - انخفاض مستوى البحار- هبوط درجة الحرارة - تمدد الثلوج الذى يسبب انخفاضاً فى درجة حرارة المحيطات الدافئة التى تعيش بها معظم الكائنات - الأنشطة البركانية].
هذا بالإضافة إلى ظاهرة "الاحتباس الحرارى" والنتائج الكارثية التى يسببها، حيث أشار الباحثون فى جامعة جيمس كوك الاسترالية إلى أن زيادة درجات الحرارة بمعدل درجتين مئويتين فقط قد يكون لها آثار كارثية على فصيلة بعض الحيوانات مثل الكنجارو، وأن فى هذه الحالة تتقلص أعداد الكنجارو بنسبة 48%، أما فى حال ارتفاعها بمعدل ست درجات فقد تتراجع أعداد الفصيلة بنسبة 96%.
الجهود المبذولة للحفاظ على الأنواع من الانقراض
وهناك جهود تبذل من قبل خبراء البيئة والمُدافعين عن التنوع البيئى لإنقاذ أكبر عدد مُمكن من الأجناس لأهميتها، حيث أن كل جنس هو مُحصلة لتطور استغرق ملايين السنين، وله دور فى النظام البيئى، لذلك فهم يطالبون بإقامة محميات طبيعية على مساحات شاسعة لحماية هذه الأجناس من الإنقراض.
أولاً: اتفاقية الاتجار الدولى(CITES):
وهى اتفاقية دولية وقعت فى 3 مارس 1973 بالعاصمة الأمريكية واشنطن، بحضورً مندوبى 80 دولة، ودخلت حيز التنفيذ اعتباراً من أول يوليو 1975، بهدف وضع الضمانات اللازمة لعدم تهديد التجارة الدولية فى هذه الأنواع لحياتها وبقائها، بحيث تضمن الدول - طواعية - من خلال شريعاتها المحليةتوفير الضمانات اللازمة بتطبيق الاتفاقية على المستوى الوطني.
وبالنسبة للأنواع التى تغطيها اتفاقية CITES فقد أعدت بها قوائم أدرجت فى ثلاثة من ملاحق الاتفاقية بحسب درجة الحماية التى يتطلبها أى نوع :
الملحق الأول: يتضمن الأنواع المُهددة بالانقراض، ولا يسمح بمُمارسة التجارة فيها إلا فى ظروف استثنائية. وتضم حوالى 600 نوع حيوان و300 نوع نبات.
الملحق الثانى: يتضمن أنواعاً ليست مُهددة بالانقراض بالضرورة، إلا أنه يجب فرض قيود على الاتجار بها بهدف تفادى الاستخدام غير المُلائم لبقائها. وتضم أكثر من 1400 نوع حيوان وأكثر من 22000 نوع من النباتات.
الملحق الثالث: يشمل أنواعاً تتمتع بالحماية فى بلد مُعين, لكنه يتطلب مساعدة الدول الأخرى الأطراف فى اتفاقية CITES فى ضبط التجارة بهذه الأنواع، وتضم حوالى 270 نوع حيوان و 7 أنواع من النباتات، حيث أن بعض الدول قد تطلب أن يكون هذا الصنف مُهدداً بالانقراض عندها ولكنه موجود فى دول أخرى.
ثانياً: مشروع السفينة المُجمدة:
فقد أعلن علماء بريطانيون عن نيتهم تجميد حيوانات تنتمى إلى أجناس مُهددة بالانقراض بهدف المحافظة على الحمض النووى الخاص بها على أمل استنساخها فى المستقبل، وهذا المشروع الذى أطلق عليه اسم "السفينة المُجمدة" فى إشارة إلى سفينة نوح (عليه السلام) التى خلصت كل أجناس الحيوانات من الطوفان- يهدف إلى تجميع الحمض النووى ونماذج من أنسجة آلاف الأجناس المُهددة بالاختفاء.
وأشار المسئول عن المشروع "آلان كوبر" مدير معهد الجزئيات البيولوجية فى جامعة أكسفورد إلى أن الحمض النووى الذى ستتم المحافظة عليه يمكن إعادة استعماله فى المستقبل، وقال "أعتقد أنه من الممكن استعماله فى عمليات استنساخ"، ومشروع "السفينة" هذا يريد إنقاذ الهوية الجينية لهذه الحيوانات.
ثالثاً: المحميات الطبيعية:
وتعتبر مناطق جغرافية تضمن لها الحكومة الحماية والدعم، بدأت تظهر مع بدايات القرن العشرين، ولها أهمية كبيرة فى الحفاظ على الأنواع والتنوع الحيوى، وقد كانت حديقة "يلوستون القومية" فى الولايات المتحدة الأمريكية أول محمية فى العالم، وهناك اليوم فى مختلف أنحاء العالم, مناطق ريفية أفردت كمحميات للحياة البرية، فالنباتات والحيوانات فى هذه المناطق محمية قدر الإمكان من القناصة. كما يحظر على المستثمرين وشركات البناء تشييد المبانى فيها، إن بعض هذه المحميات شاسع يشمل آلاف الكيلو مترات المربعة وبعضها الآخر لايتجاوز قطع أرض صغيرة لم تطلها يد التطور الحضرى بعد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.