دعت صحيفة (الإندبندنت) البريطانية اليوم الخميس - في معرض تعليقها على حركات الاحتجاجات التي شهدها شمال السودان أخيرا - الرئيس عمر البشير إلى أن ينتبه إلى أن مطالب الصحوة الشعبية في بلاده قد تصبح "القشة التي تقصم ظهر البعير" على حد وصف الصحيفة. وتساءلت الصحيفة - في سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت - ما إذا كانت تلك الاحتجاجات تقدم مؤشرات على أن رياح التغيير العربي قد وصلت إلى السودان لتشعل فتيل ربيع سوداني يطيح بالنظام القائم في البلاد؟. على حد قولها وأوضحت الصحيفة أن العاصمة السودانية الخرطوم تستعد وتتأهب لاستقبال يوم حافل غدا وبعد غد السبت من التظاهرات والاحتجاجات تحمل صبغة الربيع العربي في ظل تصاعد وتيرة الغضب الشعبي إزاء غلاء مستوى المعيشة. ونوهت الصحيفة إلى أن تلك التظاهرات تأتي بالتزامن مع حلول ذكرى آل 23 لاعتلاء نظام الرئيس عمر البشير سدة الحكم في البلاد، حيث يأمل المنظمون في حشد الالاف من المواطنين وحثهم على الخروج إلى الشوارع. وقالت صحيفة الإندبندنت البريطانية: إنه في الوقت الذي شهد فيه السودان من قبل موجة تظاهرات متفرقة ومتقطعة ضد حكم البشير وحزب "المؤتمر الوطني" الحاكم غير أن تلك هى المرة الأولى التي تتواصل فيها مسيرات حاشدة وتحركات دفاعية شعبية جماعية تضم ما يفوق 20 ألف شخص وفق بعض التقديرات على مدار أكثر من أسبوع". وأضافت "لقد بلغت معدلات التضخم في السودان ما يفوق 30% فيما ارتفعت أسعار الوقود والسلع الغذائية بنسبة تصل إلى 35% مصحوبة بتصاعد وتيرة الاستياء والغضب الشعبي من الفساد. ولفتت الصحيفة إلى أن صافرة البداية لما أطلق عليه النشطاء عبر الانترنت "ثورة السودان" قد انطلقت بعدما ذهبت مجموعة من الطالبات السودانيات في جامعة الخرطوم للعشاء في 16 من الشهر الجاري ووجدت أسعار المنتجات الغذائية قد تضاعفت. وتابعت "الحكومة السودانية على مدار 23 عاما الماضية كانت قد واجهت تحديات عدة" تتمثل في الجماعات المسلحة الوافدة من دول الجنوب والانخراط في حرب أهلية دامية وطويلة الأمد قبل إعلان انفصال جنوب السودان العام الماضي إضافة إلى توتر العلاقات بينها وبين الدول الغربية على خلفية استضافتها لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن حتى قبل منتضف تسعينيات القرن الماضي. واعتبرت الصحيفة البريطانية أن المواطن السوداني العادي حتى الآن قلما ما تحلى بالجرأة في توجيه انتقادات صريحة لحكومته، تاركا التظاهرات في الشارع السوداني تنجز ما تنجزه ضد الإدارة الحاكمة. وحذرت الصحيفة أن ما سمته "بغطرسة الحكومة" وعدم اكتراسها بتضخم أسعار السلع لاسيما المنتجات الغذائية على نحو مبالغ فيه سيشعل بالتأكيد غضب المواطنين الذين تحملوا الكثير على مدار السنوات الاخيرة وتكون تلك هى القشة التي قد تقصم ظهر البعير.