تساءلت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية عما إذا كانت الاحتجاجات التي تشهدها السودان حاليا بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، هي امتداد للاحتجاجات التي تضرب المنطقة العربية منذ نهاية 2010، والتي وصلت إلى كافة الدولة العربيةن وتحاشت السودان في البداية. وقالت الصحيفة إن الخرطوم تستعد غدا لمعركة "حياة أو موت" حيث تتحول مظاهرات الغضب من ارتفاع اسعار المعيشة الى احتجاجات على غرار احتجاجات الربيع العربي، خاصة مع فشل الاجراءات العنيفة التي اتخذتها السلطات في محاولة قمع الاحتجاجات إضافة إلى أنها تسببت في ادانة المجتمع الدولي. وأضافت إن الشرطة أطلقت النار على المتظاهرين والغاز المسيل للدموع، وداهمت مساكن الجامعة وضربت الطلاب، في حين تعرض للسجن المئات من نشطاء وقادة المعارضة، وإن منظمي المظاهرات يخططون لمظاهرات حاشدة غدا الجمعة والسبت والذي يتصادف مع الذكرى الثالثة والعشرين لتسلم نظام البشير السلطة، وبينما شهد السودان في السابق احتجاجات متقطعة ضد الرئيس البشير وحزب المؤتمر الوطني الحاكم، إلا أن هذه هي المرة الاولى التي تستمر فيها المسيرات والاحتجاجات والتي وصلت اعداد المشاركين فيها إلى 20 الف شخص لأكثر من اسبوع. وأوضحت أن معدلات التضخم في البلاد وصلت إلى 30 % وأن اسعار الوقود ارتفعت إلى نحو 35 % اضافة إلى تنامي الغضب من الفساد في صفوف النخبة الحاكمة. ونقلت الصحيفة عن "يوسف المهدي" وهو من نشطاء الشباب في الخرطوم قوله:" قبل عام كان البشير يؤكد أن اندلاع احتجاجات في السودان من المستحيل، وحتى نهاية هذا الاسبوع نحن نذهب لنريه أنه يمكننا أن نفعل المستحيل". وأضاف:إن" الأيام القادمة سوف تظهر إذا كانت هذه الحركة ستكسر أم لا، إن الناس يخترقون حاجز الخوف لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وإذا حصلنا على نتائج قوية لن تكون هناك عودة الى الوراء".