افتتح وزير الثقافة ويرافقه د. سعيد توفيق الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة صباح اليوم المؤتمر الدولى " الثورة والثقافة " بالمسرح الصغير بدار الأوبرا والذى يقيمه المجلس الأعلى للثقافة . وأكد عبدالحميد وزير الثقافة على أن الثورة ليست مطلقه فهى ممارسة ترتبط بها الهوية هذه الهوية ليست خارجة عن الزمان والمكان وأنها ليست شيئاً مثبتاً على لحظة زمنية بعينها . وقال بأنه لا يمكن ان نتصور الثورة على أنها ترتبط بالماضي فعندما ترتبط بالماضى فقط فإننا نقيدها ونجمد معناها ونجعلها تقع فى أسر إطار مغلق جامد متكرر يعمل ضد الثورة ويعمل ضد الإبداع فينبغى أن ننظر إليها على أنها موجودة فى إطار زمنى مُنفتح يجمع بين الماضى والحاضر والمستقبل وفى الواقع . وأضاف بأن الثورة موجودة بشكل كبير فى المستقبل أكثر من وجودها فى الماضى وهى عملية مستمرة تجدد نفسها وتضيف إلى نفسها الكثير والكثير فى كل مرحلة من مراحل تطورها وازدهارها فلا يمكن تصورها فى قوالب نمطية من التفكير والسلوك والوجدان . وأشار إلى أن هوية الثورة تتشكل عندما يواجه الواقع أو المجتمع أو الناس الموت وعندما يواجهون موت الأفكار والموت بالمعنى المادى . وقال بأن الثورة تعبيراً عن الإبداع والإبداع يعمل ضد النمطية والتكرار نوع من الآلية والآلية والنمطية نوعان من فقدان الروح ونوعان من الموت فهم حالتان متضادتان لإبداع لأن الثورة فعل إبداعي والثقافة فعل إبداعى أما التكرار والتثبيت على لحظة زمنية بعينها وكذلك نوع من أفعال الموت والعيش خارج الحياة فالثورة هي تَجدد وحياة وإبداع دائم مستمر وكذلك الثقافة ينبغى أن تكون بها نوع من الوجود المنفتح على أساس الحوار والعقل والخيال والتسامح والانفتاح على الآخر القريب والبعيد والاعتراف بتعدد الرؤى ووجهات النظر. وأكد د. سعيد توفيق الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة على أن الثورة لا يمكن أن تكتمل إلا إذا صاحبها تغيير في الثقافة ذاتها بالمعني الواسع وتغيير في وعي الناس . وأضاف بأن العالم لا يتغير بذاته وانما يتغير من خلال الوعي ونحن أيضا لن يتغير عالمنا ومن ثم لن تكتمل ثورتنا إلا عندما يتغير وعي الناس أي جموع الناس الذين يعيشون في القري والنجوع . وأشار إلى الناس بأنهم يجب أن يعلموا أن العلمانية ليست كفرا ولا إلحادا وأن الليبرالية ليست تحررا من القيم الأخلاقية وعندما تصل الثقافة التحتية إلي الناس وتكون فاعلة علي أرض الواقع وقادرة علي تغييره وأكد. الكاتب أحمد بهاء الدين شعبان على أن الدور المحوري الاستراتيجي التأسيسي الذي تلعبه الثقافة ليس فحسب في التمهيد للثورات والتبشير بمقدمها وإنما حمايتها من المؤامرات . وقال ان للمثقفين دورا مشهودا في الدفاع عن الديمقراطية وهو ما تبدي في معركة " اللجنة التأسيسية " الأخيرة التي حسمها القضاء العادل بحكمه التاريخي المشهود . وأضاف بأن هناك من يستهدف العبث في مكونات الهوية المصرية المستقرة واتجاهات متحفزة تتربص بالثقافة والإبداع وهي تري فيها تخريفا إن لم يكن تجديفا وتنظر إلي ما قدمه كاتب كبير كنجيب محفوظ الذي اعترف العالم كله بأدبه الراقي باعتباره أدبا فاسدا عاطلا عن القيمة وتزري بالمنجز الحضاري المصري والإنساني التاريخي العظيم وتعتبره انحطاطا وعفنا و هناك من يسعي للهيمنة علي فضاء الحرية النسبية التي انتزعتها الجماعة الثقافية الوطنية المصرية بجهد ونضال وتضحيات. وتستمر باقى فعاليات المؤتمر بالمجلس حتى 16 أبريل الجارى يشارك فى المؤتمر نخبة من الباحثين المصريين والعرب والأجانب .