عمان (رويترز) - قال الامين العام للجامعة العربية ان سوريا تطلب تعديلات في خطة لمراقبة التزامها بتنفيذ المبادرة العربية عشية الموعد النهائي الذي حددته الجامعة لدمشق كي تتخذ خطوات من اجل انهاء ثمانية اشهر من اراقة الدماء. وقال نشطاء ان قوات الامن قتلت 11 شخصا بعد صلاة الجمعة يوم في احدث اعمال العنف ضد المحتجين على حكم الرئيس السوري بشار الاسد. وتقول الاممالمتحدة ان العنف في سوريا اسفر عن مقتل اكثر من 3500 شخص منذ مارس اذار.
وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا وامهلتها حتى يوم السبت كي تستجيب للمبادرة العربية التي تتضمن انسحاب قوات الجيش من المدن والبلدات السورية وهددت بفرض عقوبات ما لم يتخذ الاسد خطوات لوقف العنف.
وقال نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية ان المنظمة تنظر في رسالة من سوريا تتضمن تعديلات على مسودة البروتوكول الخاص بالموقف القانوني وواجبات بعثة المراقبة التابعة للجامعة العربية في سوريا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه انه يشك في استجابة سوريا لمبادرة الجامعة العربية. لكنه قال ان اي تدخل دولي يجب ان يأتي بتفويض من الاممالمتحدة.
وقال جوبيه الذي تحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان فرنسا مستعدة للعمل مع المعارضة السورية وان هناك حاجة الى عقوبات اشد على دمشق.
لكن في نهاية اسبوع هاجم فيه منشقون عن الجيش بناية للمخابرات قرب دمشق وشنوا معركة دامية ضد قوات الاسد بدا انه يدعو المعارضة الى عدم الاستعانة بالمنشقين عن الجيش في شن الهجمات.
وقال جوبيه "ندعو المعارضة السورية الى تفادي الحرب الاهلية ونأمل الا تتم تعبئة الجيش. هذه ستكون كارثة."
وقتل المئات في سوريا ومن بينهم مدنيون ومنشقون عن الجيش وافراد من القوات الموالية للاسد منذ وافقت دمشق في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني على سحب قواتها من المناطق السكنية والافراج عن السجناء السياسيين وفقا للمبادرة العربية.
وتقول سوريا انها تحاول الالتزام بالمبادرة لكنها طالبت الدول المجاورة الى بذل المزيد من الجهد لقطع تدفق السلاح الى المعارضة وانهاء ما وصفته بالحملة الاعلامية التحريضية ضد السلطات السورية.
كما دعت الجامعة العربية الى نشر مراقبين مدنيين وعسكريين لمراقبة الاحداث على الارض.
وقال نشطاء يوم الجمعة ان قوات الامن قتلت 11 شخصا واصابت العشرات عندما فتحت النار لتفريق احتجاجات في مدن درعا وحمص وحماة وضاحية عربين في دمشق.
وقالت وكالة الانباء العربية السورية ان اثنين من قوات الامن قتلا وان ثالثا اصيب اصابة شديدة عندما انفجرت قنبلة في محافظة حماة. وقالت ان اثنين اخرين اصيبا في اطلاق نار في درعا.
وحظرت سوريا عمل معظم الصحفيين المستقلين مما جعل التحقق من روايات النشطاء والمسؤولين الحكوميين امرا صعبا. وتنحي سوريا باللائمة في أعمال العنف على جماعات مسلحة تدعمها قوى خارجية وتقول ان اكثر من 1100 من رجال الجيش والشرطة قتلوا منذ بدء الاحتجاجات في مارس اذار.
ودعا المحتجون الدول الاجنبية الى طرد السفراء السوريين دعما للمعارضة.
ورفع محتجون في محافظة درعا الجنوبية التي كانت مهد الانتفاضة السورية لافتة كتب عليها "من يتقي الله يطرد سفيرا سوريا".
وفي محافظة الحسكة الشرقية هتف المحتجون قائلين "ليش خايفين.. الله معنا". وهتف المحتجون في حمص وحماة وهو يرقصون متشابكي الايدي "الجيش الحر جيشنا" في اشارة الى المنشقين عن الجيش الذين شنوا حملة متصاعدة من الهجمات على اهداف حكومية.
وقالت مصادر معارضة يوم الاربعاء ان الجيش السوري الحر قتل واصاب 20 من قوات الامن في هجوم على مجمع لمخابرات القوات الجوية على اطراف دمشق وهو الهجوم الاول من نوعه منذ اندلاع الانتفاضة ضد الاسد في مارس اذار.
وقالت روسيا يوم الاربعاء ان الهجوم يشير الى ان الصراع في سوريا "يماثل تماما حربا أهلية".
وتنوي فرنسا وبريطانيا والمانيا دعوة لجنة حقوق الانسان في الجمعية العامة للامم المتحدة الى الموافقة على قرار يدين العنف في سوريا قبل عرض هذا القرار غير الملزم للتصويت امام اجتماع كامل للجمعية العامة.
ودعا رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة المجتمع الدولي الى التصرف بحذر.
وسئل بوتين عن اذا ما كانت روسيا ستدعم الدعوات للاسد بالتنحي او قرارا دوليا بادانته فقال "نحن على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي لكننا ندعو الى توخي الحذر وضبط النفس."
وانتقد بوتين بعد اجتماع مع نظيره الفرنسي فرانسوا فيون في موسكوفرنسا لتدخلها في شؤون الدول الاخرى وكرر تحذير موسكو من اي تدخل عسكري في سوريا.
وقال فيون ان فرنسا التي تواجه موقفا اكثر "مأساوية" في سوريا اصبحت "اكثر عزما من اي وقت مضى على اتخاذ تصرف" ضد الرئيس "الذي فقد كل الشرعية في عيوننا باطلاق النار على شعبه."
وقال السفير الايراني في لبنان ان الضغوط الدولية المتزايدة لن تسقط الحكومة السورية.
وقال غضنفر روكن عبادي اليوم "التهديدات الاسرائيلية الامريكية والغربية ضد البلد العزيز والبطل سوريا. فان هذه التهديدات لا يمكن ان تصل الى اي نتيجة... وشهدنا ان تشديد هذه التهديدات خصوصا تجاه سوريا لا يزيدنا الا اندفاعا نحو الوحدة الشعبية في سوريا التي شهدت اكثر من عشرة ملايين من الناس في سوريا قد خرجوا الى الشوارع ليعلنوا عن دعمهم للنظام في سوريا."
وقال نشطاء يوم الجمعة ان القوات السورية قصفت قريتين شماليتين خلال الليل بعد هجوم منشقين عن الجيش على قوات موالية للاسد.
وقال النشطاء ان ثمانية قرويين أصيبوا حينما سقطت قذائف الدبابات والمورتر الثقيلة على مدى ثلاث ساعات على قريتي تل منيج ومعرشمشة والزراعات المحيطة بهما.
وقال نشط ذكر ان اسمه الاول رائد "رحلت مئات العائلات. وانقطعت خدمات الكهرباء والانترنت."