قال القائم بالاعمال الايراني في القاهرة السفير مجتبى اماني لصحيفة القدس العربى فى عددها الصادر صباح اليوم الاثنين ان الاتهامات الامريكية الاخيرة لايران بشأن المحاولة المزعومة لاغتيال السفير السعودي بالقاهرة عادل الجبير استهدفت دفع طهران نحو القبول بفتح حوار ثنائي مع ادارة اوباما. واعتبر ان الجميع يعلمون ان الاتهامات الامريكية ملفقة تماما، وان ايران لا يمكن ان تتورط في هكذا اعمال. وتوقع اماني عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين مصر وايران بعد اجراء الانتخابات وتشكيل المؤسسات التشريعية والرئاسية المصرية، وان تكون العلاقات شاملة وقوية بين البلدين.
وقال في تصريحات خاصة ل'القدس العربي' ان تعليمات امريكية جعلت مبارك شخصيا يمنع عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين القاهرةوطهران طوال السنوات الماضية، وان المناخ كان ملائما لعودة تلك العلاقات بعد نجاح الثورة، وحديث وزير الخارجية السابق نبيل العربي حول الترحيب بالتطبيع مع ايران، الا ان صعوبات تمثلت ربما في ضغوط امريكية واسرائيلية او انشغالات داخلية في الساحة المصرية ما زالت تعوق ذلك، مشيرا الى ان امريكا واسرائيل تعارضان عودة العلاقات لانها تضر بمصالحهما، الا ان مصر الثورة يجب ان ترفض تلك الضغوط واعتقد انهم يرفضونها بأساليبهم'.
وشدد السفير على ان ايران ملتزمة بوضع كافة امكانياتها في خدمة مصر بمجرد عودة العلاقات، حسبما اعلن الرئيس الايراني احمدي نجاد. واشار الى ان مصر هي بوابة افريقيا، وتمثل اهمية كبيرة لايران، كما أن ايران هي بوابة اسيا الوسطى ومهمة بالنسبة لمصر.
وحول الصعود السياسي المحتمل للتيار السلفي في مصر، وما يثيره من مخاوف بشأن الشيعة وايران، قال السفير انه لا يرى مشكلة في ذلك، وان ايران ستتعامل مع كل القوى السياسية التي يختارها الشعب المصري، كما ان الواقعية ستفرض على تلك القوى الاستفادة من فرص التعاون مع ايران. وشدد على ان الازهر يعترف بالمذهب الشيعي، وان الدعايات بشأن الشيعة تصنعها امريكا واسرائيل بهدف الوقيعة بين المسلمين. والحقيقة انه لا فارق بين سني وشيعي، فربنا واحد ورسولنا واحد وكتابنا واحد.
وحول اعداد الشيعة في مصر واوضاعهم، قال السفير انه لايعلم عددا دقيقا للشيعة في مصر، ولكنه عدد بسيط، وليس مهتما بهذا الموضوع، ولم يسمع عن الاتهامات او المزاعم التي تشير الى تعرضهم لنوع من التمييز او الاضطهاد.
وحول وجود مخطط ايراني لنشر التشيع في مصر وعدد من البلاد العربية، قال ان هذه دعايات ضد ايران تهدف للتفرقة بين المسلمين، كما ان التشييع لا يمكن ان يحدث اصلا بالطريقة التي يتحدثون عنها، فهم يقولون ان فتح الباب امام السياح الايرانيين سيؤدي لتشييع الشعب المصري، وفي الحقيقة هذه اهانة للمصريين، اذ ان ايران ترسل نحو ثمانمئة الف سائح سنويا الى كل من السعودية والامارات، ولم يحدث تشييع هناك. وعندنا ايضا علاقات اقتصادية معهما، كما اننا نرسل نحو مليونين من السياح سنويا الى تركيا ونحو مليون ونصف مليون الى العراق، وحوالى سبعمائة الف شخص الى سورية. فالشعوب لا تنتظر لكي تتشيع ان ارادت ذلك على ايدي السائح الايراني.
واعتبر ان تغيير الانسان مذهبه او دينه يحدث فقط عبر الاقتناع، وهناك وسائل للتأثير عبر الانترنت والقنوات الفضائية، والناس في النهاية احرار. وتساءل 'اذا كان المذهب الشيعي معترفا به من الازهر فلماذا هم خائفون من التشيع؟ لماذا لايتركون الناس احرارا فيما يعتقدون؟ وليس هناك اي اعتراض ايراني بشأن ان تكون هناك حملة للتسنين (تحويل الشيعة الى سنة) لانها تؤمن بحق الناس في حرية العقيدة.
واضاف اذا كانت ايران مهتمة حقا بتشييع السنة فكان عليها ان تبدأ من الاقلية السنية داخل ايران نفسها، وهم يعيشون في محافظات عديدة ولهم مساجدهم الخاصة، ولهم الحرية الكاملة في الاعتقاد. ولكن الحقيقة هي ان ايران لا تريد منهم ان يغيروا مذهبهم. بل انها ترى ان المصلحة العليا للعالم الاسلامي هي في التقارب بين المذاهب ليكون المسلمون يدا واحدة في مواجهة الاعداء.