أزمة زمن التصويت تهدد ببطلان انتخابات مجلس الشعب.. وعبدالمعز: الزمن مفتوح
فى الوقت الذى قام فيه حوالى 90% ممن لهم حق التصويت فى تونس بالإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات البرلمانية التى جرت الاسبوع الماضي، لن يتمكن أكثر من 85% من المصريين من الإدلاء بأصواتهم فى أول انتخابات برلمانية بعد ثورة 25 يناير، مما قد يهدد ببطلان الانتخابات، بل سيصل الأمر إلى أن هذه النسبة ستقوم بدفع الغرامة المقررة عن عدم التصويت وقدرها 500 جنيه عن كل ناخب.
الأمر الذى دعا القيادى البارز بحزب التحالف الشعبى الاشتراكى أبو العز الحريرى وعدداً من الناشطين بالتقدم بدعوى قضائية إلى محكمة القضاء الإداري، تطالب بمد فترة التصويت إلى 3 أيام بدلا من يوم واحد، وبحسب أبو العز الحريرى فأكثر من 85% ممن لهم حق الانتخاب لن يتمكنوا من الادلاء بأصواتهم، وبحسبة بسيطة فإن تصويت كل ناخب سيستغرق من 4 إلى 5 دقائق داخل اللجنة الانتخابية، يقوم فيها بإعطاء بطاقة الرقم القومى للقاضى المسئول ليطلع على بياناته، ثم يعطى تأشيرته عليه، وبعدها يعطى للناخب ورقتين للتصويت واحدة للنظام الفردى والثانية للقائمة، ثم يدخل الناخب خلف الستار ليختار مرشحيه، وبعدها يضع الورقتين فى الصندوق، ثم يعود لوضع إصبعه فى الحبر الفسفوري، هذه العملية تأخذ وقتا من 4 إلى 5 دقائق، وهو ما يعنى أن 15 ناخبا فقط سيتمكنون من الإدلاء بأصواتهم خلال الساعة الواحدة، وبما أن مدة الاقتراع 11 ساعة سيكون إجمالى الناخبين 165 ناخبًا فقط، فى كل صندوق، بينما المفترض أن يحوى الصندوق الانتخابى من 1000 إلى 1500 صوت. وإذا ما تمت الانتخابات بهذا الشكل فسيكون البرلمان القادم ممثلا من نسبة 12.5% من الناخبين فقط، فى حين أن باقى الناخبين حرموا من ممارسة حقهم الدستورى فى التصويت، إضافة إلى أنهم سيتحملون غرامة ال500 جنيه المنصوص عليها فى القانون بسبب عدم التصويت.
ويلقى أبوالعز الحريرى الضوء على أخطر نقطة فى أزمة الزمن التصويت الانتخابى وهى أن بعض القوى السياسية ستسرق مجلس الشعب من خلال وقوفها أمام اللجان منذ الصباح الباكر بأعداد تفوق ال200 فرد من أعضائها، وبمجرد أن يصوت هؤلاء، سيكون الوقت المحدد للتصويت قد انتهي، لافتا إلى أن أبرز هذه القوى السياسية هى جماعة الاخوان المسلمين بحزبها الحرية والعدالة والجماعات السلفية بأحزابها، وفلول الحزب الوطنى المنحل الذين سيستخدمون سلاح المال لحشد الاصوات لصالحهم.
يذكر أن اللجنة العليا للانتخابات قد حددت 54 ألف لجنة فرعية فى 27 محافظة لاستقبال الناخبين فى الانتخابات التى تجرى المرحلة الأولى منها يوم 28 نوفمبر الموافق يوم الاثنين، والمرحلة الثانية يوم 14 ديسمبر، والمرحلة الثالثة يوم 3 يناير القادم.
وقال المستشار عبدالمعز إبراهيم رئيس اللجنة العليا إن اللجنة لم تحدد مدة زمنية لتصويت كل ناخب، وتترك تقدير ذلك للمشرفين باللجان، كما لم نحدد بعد عدد الصناديق بكل لجنة، مضيفا أن اثنين على الأقل من الناخبين سوف يتمكنان بالتوازى من التصويت فى زمن واحد تقديره 5 دقائق، والتصويت سوف يبدأ فى الثامنة ويستمر 11 ساعة، وإذا رأى القاضى أن هناك ناخبين أمام اللجان ينتظرون دورهم فى التصويت، سوف يمد ساعة إثر أخرى حتى يتمكن جميع الناخبين من التصويت