نقيب الأطباء يطالب بتشديد عقوبات الاعتداء على الأطقم الطبية    انطلاق ماراثون امتحانات الفصل الدراسي الثاني بجامعة عين شمس 12 مايو    عقب تدشينه كنيسة العذراء.. البابا تواضروس: مصر في قلب الله    التنمية المحلية: تنفيذ 5 دورات تدريبية بمركز سقارة لرفع كفاءة 159 من العاملين بالمحليات    انطلاق فعاليات الملتقى التوظيفي الأول بجامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر غدًا    وزيرة التضامن تشهد عرض المدرسة العربية للسينما والتليفزيون فيلم «نور عيني»    «الصناعات الهندسية»: توافر 35٪؜ من مستلزمات صناعات الكراكات بمصر    غدًا | وزيرة التعاون الدولي تُشارك في فعاليات «يوم مؤسسة التمويل الدولية في مصر»    «الصناعات الغذائية» تبحث تحديات شركات الأسماك المؤهلة للتصدير إلى الاتحاد الأوروبي    التشغيل التجريبي الأربعاء.. وزير النقل يتفقد المرحلة الأولى من السيارات الكهربائية بالعاصمة الإدارية    على مدار 3 سنوات.. الدولة تسترد 2.3 مليون متر مربع أراضي زراعية    منها المهددة بالانقراض.. تفاصيل اليوم العالمي للطيور المهاجرة للبيئة    الاتحاد الأوروبي يبدي استعداده لدراسة الاستفادة من مياه الصرف الصناعي المعالجة في مصر    جيهان مديح ل«إكسترا نيوز»: لا يوجد دولة قدمت ما قدمته مصر لدعم غزة    مرحلة أولى.. مطار العريش يستقبل أول طائرة مساعدات مصرية لأهالي غزة - صور    حارس نهصة بركان: سنواجه فريقا متمرسا في إفريقيا.. والنهائيات تعتمد على تفاصيل صغيرة    تشكيل مانشستر سيتي – تغيير وحيد في مواجهة فولام    نتائج منافسات الرجال في اليوم الثاني من بطولة «CIB» العالم للإسكواش 2024 المقامة بنادي بالم هيلز الرياضي    محافظ الشرقية يهنئ فريق هوكي الرجال بالفوز بالدوري الممتاز للمرة ال33    الداخلية تستعرض جهود تحقيق الأمن ومواجهة أشكال الخروج عن القانون    «الأرصاد» تكشف تفاصيل طقس اليوم: أجواء ربيعية حارة في النهار    محامي شقيقين بقضية مقتل 3 مصريين بقطر يطلب 10 مليون تعويض    وزيرة التضامن: 171 مشرفًا لحج الجمعيات.. «استخدام التكنولوجيا والرقمنة»    بسبب أحمد السقا.. هشام ماجد ثالثًا في شباك تذاكر أفلام السينما ما القصة؟    المفتي يحسم الجدل بشأن حكم إيداع الأموال في البنوك    «صفاقة لا حدود لها».. يوسف زيدان عن أنباء غلق مؤسسة تكوين: لا تنوي الدخول في مهاترات    مركز السموم الإكلينيكية يحذر من تناول أدوية دون إشراف طبي    حسام موافي يعود للنصائح الغذائية بعد أزمة صورة تقبيل يد محمد أبو العينين    معسكر مغلق لمنتخب الشاطئية استعدادًا لكأس الأمم الأفريقية    تداول أسئلة امتحان الكيمياء للصف الأول الثانوي الخاصة ب3 إدارات في محافظة الدقهلية    جدول ترتيب الدوري الإنجليزي قبل مباريات اليوم.. فرصة مانشستر سيتي الذهبية للصدارة    اللجنة العليا لمهرجان المسرح المصري تجتمع لمناقشة تفاصيل الدورة ال 17 (صور)    بعد وصفه ل«الموظفين» ب«لعنة مصر».. كيف رد مستخدمي «السوشيال ميديا» على عمرو أديب؟    ما حقيقة فيديو باسم سمرة مع إنجي علي في برنامج «أسرار النجوم»؟    ضرب الشحات «قلمين».. اعلامية تكشف شروط الشيبي للتنازل عن قضيته (فيديو)    السفير المصري يلتقي وزير الخارجية بجنوب السودان    فيديو.. متحدث الأونروا يروي تفاصيل اعتداء مستوطنين متطرفين على مقر الوكالة بالقدس    وزيرة الهجرة توضح آخر مستجدات مبادرة السيارات    رئيس هيئة الرعاية الصحية يتفقد المستشفيات والوحدات الصحية بالأقصر    جهاز المنصورة الجديدة: بيع 7 محال تجارية بجلسة مزاد علني    توريد 164 ألفا و870 طن قمح بكفر الشيخ حتى الآن    شروط وأحكام حج الغير وفقًا لدار الإفتاء المصرية    مصرع مهندس في حادث تصادم مروع على كورنيش النيل ببني سويف    توقعات موعد عيد الأضحى 2024 في الجزائر: شغف وترقب    لهذا السبب.. بسمة بوسيل تتصدر تريند "جوجل"    صحة أسيوط: إحالة 7 أطباء ورئيسة تمريض للتحقيقات العاجلة    "لا يتمتع بأي صفة شرعية".. الإمارات تهاجم نتنياهو بسبب تصريحاته الأخيرة    «الصحة»: نتعاون مع معهد جوستاف روسي الفرنسي لإحداث ثورة في علاج السرطان    حادثة عصام صاصا على الدائري: تفاصيل الحادث والتطورات القانونية وظهوره الأخير في حفل بدبي    الشيبي يهدد لجنة الانضباط: هضرب الشحات قلمين الماتش الجاي    كرم جبر: أمريكا دولة متخبطة ولم تذرف دمعة واحدة للمذابح التي يقوم بها نتنياهو    مجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وفوري في المقابر الجماعية المكتشفة بغزة    عمرو دياب يحيى حفلا غنائيا فى بيروت 15 يونيو    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا في شارع القصاصيب بجباليا شمال قطاع غزة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج السبت 11 مايو على الصعيد المهنى والعاطفى والصحى    هل يجوز للمرأة وضع المكياج عند خروجها من المنزل؟ أمين الفتوى بجيب    رسائل تهنئة عيد الأضحى مكتوبة 2024 للحبيب والصديق والمدير    هل يشترط وقوع لفظ الطلاق في الزواج العرفي؟.. محام يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«موزة» ترث عرش مصر.. و«حمد» راهن على عمرو موسى
نشر في الفجر يوم 27 - 10 - 2011

سوزان تقول لمجدى يعقوب فى أسوان: لا موزة ولا تفاحة.. والشيخة القطرية ترد: قريباً سوف أزور مصر وأتبرع لمركزك بخمسين مليون دولار


لم تكن الشيخة موزة زوجة حاكم قطر الشيخ حمد بن خليفة تجرؤ على التجول فى مصر بحرية كأنها سيدة البلد الأولي.. لولا أن الأقدار أزاحت سوزان السيدة الأولى السابقة من على عرشها.

جمع بين المرأتين ما صنع الحداد.. قبل الثورة بشهور كانت سوزان فى زيارة لمؤسسة «سلسلة الأمل» التى يرأسها الدكتور مجدى يعقوب جراح القلب العالمى فى أسوان.. قال لها يعقوب إن الشيخة موزة أبدت رغبتها فى التبرع للمؤسسة ب10 ملايين دولار.. فردت سوزان بحسم: لا موزة ولا تفاحة، كل ما تحتاجه سنجمعه من رجال الأعمال المصريين.. نحن لا نحتاج لأحد.

كان لابد أن يعتذر مجدى يعقوب للشيخة موزة.. أو على أقل تقدير يوضح لها الأمور، لكنه وجدها تأخذ الأمر ببساطة، وإن كانت ردت عليه ردا يمكن أن تكون له دلالة، قالت: قريبا سأزورك فى أسوان وبدلا من ال10 ملايين دولار.. سأتبرع بخمسين مليونًا.. وهو على وجه التحديد ما جري، ولا أدرى هل كانت موزة تتنبأ بالثورة.. أم أنها كانت تسرب خبرا للدكتور يعقوب.

لم تكن سوزان مبارك ترحب بالشيخة موزة على الإطلاق، وعندما جاءت منذ سنوات لحضور حفل تخرج فى مدرستها التى تخرجت فيها - موزة تعلمت فى مصر بمدارس السيدة نوال الدجوى عندما كان والدها لاجئا سياسيا فى مصر أيام الرئيس عبد الناصر - خرجت من الحفل إلى المطار مباشرة ولم تقابل أحدا من أسرة الرئيس مبارك، فلم تكن ضيفة مرحبًا بها على الإطلاق.

لم يكن هذا الشعور الجارف من الكراهية المتبادلة بين موزة وسوزان بسبب الغيرة الحريمى التى يعلى البعض من شأنها.. فقد كان هناك خلاف سياسى متجذر بين مبارك الذى كان يتعامل على أنه رئيس أكبر دولة فى المنطقة.. وبين الشيخ حمد الذى استولى على عرش أبيه بانقلاب دفعه إليه طموحه وأحلام زوجته فى أن تكون سيدة العرب.

سر كراهية حمد لمبارك

فى العام 1995 قام حمد بانقلاب على أبيه فى حركة أقل ما يقال عنها إنها غادرة.. تعاطف مبارك مع الأب المغدور، وشارك من خلال عملية أمنية محكمة فى دعم انقلاب عائلى آخر على حمد بهدف إعادة أبيه إلى عرشه مرة أخرى، لكن حمد استطاع أن يكشف أطراف المؤامرة وأفشل الانقلاب.. لتبدأ رحلة الكراهية المقدسة بين الأمير الشاب والرئيس الكهل.

زاد من مرارة حمد فى هذا الوقت أن الأمن السعودى كان قد قتل جنديين قطريين على الحدود، ورفضت المملكة أن تتقدم ولو باعتذار لقطر، فترسخت لدى حاكم الدوحة عقدة أن دولته صغيرة وبلا أى قيمة أو تأثير.. وهو ما أغرى مصر بالتآمر عليها.. والسعودية بإهانتها دون خوف من رد الفعل.

فى هذه الفترة قرر حمد أن يلعب دورا محوريا فى المنطقة، وأهدته الأقدار وزير خارجيته الشيخ حمد بن جاسم، الذى لعب دور الوسيط بين أمير قطر والدوائر الأمريكية والصهيونية.. حيث تقرر أن تلعب قطر الدور الأساسى فى المنطقة.

كانت الفكرة الأساسية للاعتماد على قطر أن تكون هى الجوكر الذى يقوم بدور السمسار السياسى فى المنطقة لصالح الغرب وربيبته اسرائيل.. وحتى يتم هذا الدور بنجاح.. فقد تم تحديد الهدف الأساسى بتقزيم دور مصر فى المنطقة سواء فى عصر مبارك أو العصر الذى يليه.. وبذلك يتم نقل مركز الثقل العربى من القلب إلى الأطراف.

كانت الفلسفة التى حركت الدوائر الصهيونية إلى الاعتماد على قطر.. أنها دولة صغيرة مثل إسرائيل.. ومن المهم أن تضرب مثلا على قدرتها على قيادة المنطقة.. ليصبح الدور الذى تحرص إسرائيل على لعبه فى المنطقة مقبولا.

كان السلاح الأساسى الذى استخدمته قطر فى تحقيق دورها هو الإعلام من خلال قناة الجزيرة، وقد استطاعت فى السنوات الأخيرة أن تستقطب إليها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، وهو صاحب قوة فاعلة ومؤثرة فى العقل المصري، ولا يخفى على أحد أن علاقات هيكل توطدت بأسرة حاكم قطر الشيخ حمد، لدرجة أنه يستضيف العائلة وأيا من أفرادها أثناء زيارتهم مصر.. وهى زيارات كانت فى العادة شخصية وليست سياسية.

السلاح الثانى الذى حملته قطر كان المال.. والشاهد أن الأموال تدفقت على بعض القطاعات فى مصر، ومنها بعض دوائر الشباب تحت مسميات براقة مثل «تشجيع الديمقراطية « و»الإطاحة بنظام مبارك الفاسد».. و»تغيير الأنظمة العربية القمعية».

كانت الأفكار التى صدرتها قطر عبر دوائر معينة إلى الشباب المصرى معقولة فى السياق الداخلى لكل دولة.. لكنها كانت مخبولة من حيث خروجها من دولة تقع على أرضها أكبر قاعدة عسكرية امريكية فى الشرق الأوسط.. كما أنها تغازل إسرائيل غزلا صريحا لا عفة فيه.. وفى الوقت نفسه تداعب إيران مداعبة الخلان.. كما أنها تقف مع دولة عربية أو نظام حاكم ثم تنتقل إلى عكس مواقفها تماما.. وذلك كله وفقا للتعليمات التى تأتيها من مراكز صنع القرار الدولي.. وكذلك تمشيا مع طبيعة السمسرة السياسية التى لا تتوقف بدءا من المجالات السياسية وتصدير الغاز.. وصولا إلى المجالات الرياضية حيث منحت الدوائر العاليمة قطر حق تنظيم كأس العالم فى 2022 دون أن تستحق أو تكون مؤهلة لذلك على الإطلاق.

قطر تضع نبيل العربى فى الجامعة العربية

لا يخفى حمد بن خليفة حبه لمصر.. ولا تنكر الشيخة موزة أنها عاشقة لها.. لكن هذا الحب ينصرف إلى مصر الأرض والوطن، دون أن تتم ترجمته إلى حماس لها، سياسة ودورا.

لقد تجلى الدور القطرى فى مجالات مصرية كثيرة فى عصر مبارك، ورغم الصراع بين القاهرة والدوحة والصدام بينهما.. فإن أمير قطر أرسل 80 مليون دولار منحة لشراء قطارات السكة الحديد بعد حوادثها المتكررة، ورغم أن حمد كان يريد من خلال هذه المنحة إذلال مبارك.. إلا أن الرئيس المخلوع كان ضعيفا أمام المال فقبل المنحة على الفور.

كان هذا التصرف يعكس حالة من التضارب التى تعيشها العقلية القطرية بالتحرك فى كل اتجاه، كذلك تجلى تأثير قطر فى موقفها من الثورة المصرية لا حبا لها ولا حرصا عليها، ولكن لأن مصر أكبر دولة عربية حجما.. وتكسيرها يمكن أن يصب فى مصلحة قطر، ولذلك استخدمت قطر قناة الجزيرة كأهم قوة إعلامية عربية فى تحريك الأمور على النحو الذى يؤهل حمد ودولته لأكبر قدر من الظهور.. وهو ما حدث بعد ذلك فى ليبيا واليمن وسوريا.. حيث أصبحت الثورة العربية فى جانب كبير منها ظاهرة إعلامية قطرية على الأقل من الناحية الشكلية.

دور قطر يتبدى بوضوح فى مصر بعد الثورة على هامش ما جرى فى اختيار الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، فقد دفعت قطر بمرشح من جانبها وهو السيد عبد الرحمن العطية الأمين العام المساعد لمجلس التعاون الخليجي.

لم تكن قطر جادة فى أمر مرشحها.. لكنها أرادت فقط أن تتحكم فى المرشح المصرى الذى تريده.. وعندما تقدمت مصر بمرشحها وكان الدكتور مصطفى الفقى لم تتحمس له قطر، وكانت حجتها فى ذلك أنه مرفوض من بعض قطاعات شباب الثورة.. وقد يكون دافعها الأكبر أنه كان محسوبا على نظام مبارك.. رغم أنه فعليا مفكر قومى كبير وكان يمكن أن يلعب أدوارا مهمة من خلال الجامعة.

كان هناك أيضا ما استفز قطر.. فقد استطاع مصطفى الفقى من خلال جولة فى الدول العربية أن يحصل على موافقة عدة دول على ترشيحه منها سوريا والعراق والمغرب والجزائر.. لكن ما كان أكثر استفزاز هو موافقة السعودية على ترشيح الفقى ودعمها المباشر له.

لم يعترض على الفقى إلا قطر من خلال مرشحها الذى كان شكليا فقط، والسودان التى كانت لديها أسبابها الخاصة، فلم ينس البشير له أنه هاجمه أيام أزمته مع المحكمة الجنائية الدولية.. وهو ما لم ينكره الفقى على أية حال.. لكنه كان سببا فى عرقلته عن الوصول إلى كرسى الجامعة العربية.

وجدت قطر من يساعدها هنا فى مصر على الإطاحة بالفقى وتصعيد نبيل العربى كأمين عام للجامعة، الذى يبدو أنه راق لقطر بعد أن تحدث محمد حسنين هيكل شخصيا مع أمير قطر لدعمه وتأييده (هيكل ونبيل العربى عديلان).

كان عمرو موسى عاملا مساعدا فى إنجاح مخطط قطر.. وقد يكون فعل ذلك حتى لا يضيع المنصب من مصر، فقد قرر ومعه نبيل العربى الذى كان وزيرا للخارجية المصرية وقتها - وهما صديقان قديمان على أية حال - أن يتم اختيار الأمين العام دون تصويت، لكن التصويت السرى كان سيأتى بالفقى غالبا، وأشاع موسى فى كل الأوساط ضرورة التوافق على مرشح آخر غير الفقى حتى لا تغضب قطر.

فى يوم اختيار الأمين العام للجامعة العربية اجتمع العربى مع وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم وقررا أن تسحب الدولتان مرشحيهما.. على أن يتقدم العربى للمنصب، وأن يتم اختياره خلال ساعة واحدة، لثبت قطر من خلال ما تم أنها هى التى تحكم وتتحكم فى شخص المرشح المصري، هذا إذا كانت مصر تريد المنصب.. وقد جرى ما جرى تقريبا فى ظل غيبة المجلس العسكرى الذى اكتفى بترشيح الفقى دون دعمه.. فقد هناك أولويات ربما أهم من المنصب لدى المجلس.. وهو ما جعل مصطفى الفقى يلجأ إلى بعض رجال الأعمال الذين قدموا لهم طائراتهم الخاصة فى جولاته للحصول على دعم وتأييد الدول العربية.

الدوحة تراهن على عمرو موسى

يحلو لمن يعارضون عمرو موسى أو يضيقون باحتمال أن يكون رئيس مصر القادم أن ينسبوا إليه أنه مرشح قطر فى الانتخابات الرئاسية المصرية القادمة، وأن قطر تدعمه بسخاء - يدللون على ذلك بحالة السخاء العامة التى تحظى بها حملة عمرو موسى الانتخابية وهو ما لا يتوافر لحملات المرشحين الآخرين - فهى تريد أن تلعب دوراً فى اختيار رئيس مصر القادم، كما لعبت دورا فى تعيين نبيل العربى أمينا للجامعة العربية.. وكما ساهمت بحظ وافر فى الإطاحة بنظام مبارك مع سبق الإصرار والترصد.

كلام من هذا القبيل يسيء إلى عمرو موسى ما فى ذلك شك، فالرجل فى النهاية له تاريخه السياسى تتفق معه أو تختلف، إلا أنه يظل واحدا من المنافسين بقوة على المنصب الكبير والذى رغم ما فعلته الثورة بالرئيس السابق إلا أنه يراود الكثيرين.. فالمنصب هو رئاسة مصر أكبر دولة عربية رغم أنف قطر ومن خلفها.

تنزيهى لعمرو موسى أن يكون مرشح قطر لا ينفى تماما أن تكون هناك تقاطعات معينة بين عمرو وقطر.. فعندما كان موسى وزيرا للخارجية وفى السنوات الأولى له فى الجامعة العربية لم يكن على وفاق كامل مع قطر وحاكمها أو وزير خارجيتها حمد بن جاسم.

لكن فى السنوات الأخيرة تحولت الجفوة إلى ود.. وجرت لقاءات كثيرة بين عمرو وابن جاسم فى الريفيرا الفرنسية، حيث شوهدا هناك أكثر من مرة.

لقد تحولت مواقف عمرو موسى من قطر بنسبة تصل تقريبا إلى 180 بالمائة.. وبحكم هذا التحول لم يكن بعيدا عن مخطط قطر فى المنطقة.. كان متنبها له ولم يعارضه بل سكت عليه حتى يتم بهدوء، وربما كان حتى يتجنب ضربات قطر التى كانت تأتى تحت الحزام لمعارضيها.. وهى ضربات لم تكن طائشة أبدا.

الأسبوع الماضى وعندما كان عمرو موسى مشاركا فى المنتدى الاقتصادى العالمى لمنطقة الشرق الأوسط والذى عقد فى البحر الميت بالأردن.. قابل المرشح المحتمل الشيخ حمد بن جاسم، وبعدها قال عمر على حسابه الشخصى على تويتر أنه استعرض مع رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر الأوضاع فى المنطقة العربية.

تصريح مبهم إلى حد كبير.. استغله خصوم عمرو موسى ليقولوا إن اللقاء كان للتنسيق بين عمرو وقطر فيما يخص حملة عمرو الرئاسية، وهو ما رد عليه مصدر مقرب من عمرو موسى ويعمل إلى جواره فى حملته الانتخابية، أن المرشح المحتمل عندما استمع إلى هذا الكلام لم يقل إلا كلمة واحدة هي: عيب.

من حق موسى أن يقول ما يشاء.. ورغم رفضى لتوصيفه بأنه مرشح كامل لقطر.. إلا أن هناك أسئلة لابد أن يجيب عنها عمرو موسي، فلماذا أصرت قطر على أن تحتفظ به فى لجنة المتابعة العربية بعد تركه لمنصبه كأمين عام للجامعة العربية، وكان دافعها فى ذلك أنها تعتز بما قدمه من خدمات لدولة قطر أثناء عمله فى الجامعة؟

لابد أن يعلن عمرو موسى على الرأى العام مصادر تمويل حملته الانتخابية التى يطوف خلالها مصر شرقا وغربا.. وتتمتع بسخاء واضح، ثم إن هناك من يغمز ويلمز فيه وفيمن يعملون معه.. أعتقد أن موسى يحتاج إلى وقفة حتى لا يجرفه تيار الرأى العام فى مصر.. وهو تيار يتشكك فى كل وأى شيء.

الأهم من ذلك كله أن عمرو موسى وإذا كان من ناحيته أن يصفه أحد بأنه مرشح قطر.. فإن هذا لا يمنع أن تراهن قطر وحاكمها الشيخ حمد على عمرو موسى كمرشح رئاسي.. فالتعامل معه سيكون أيسر كثيرا.. ثم إنهم جربوا التعامل معه من قبل.. فما الذى يجعلهم يتحملون رئيسا لا يعرفونه، إذا كانت الدولة الصغيرة تستطيع أن تتدخل بالمال والإعلام فى تحديد من يجلس على عرش مصر.

موزة ترقص على أطلال سوزان

عندما زارت الشيخة موزة الأيام الماضية لم تحرص على أن تتقرب من الشعب المصري، رفضت أن تتحدث مع صحفها أو تسجل مع قنواتها الفضائية.. تعاملت بتعال شديد.. وكأنها بالفعل تتقمص دور السيدة مبارك التى كانت تتحرك دون أن يقترب منها أحد.

لا يمكن أن نشكك فى نوايا التى تقف وراء تبرعها بخمسين مليون دولار لمؤسسة مجدى يعقوب.. لكن لا يمكن أن نعزله عن محاولات قطر لاحتواء الرأى العام المصرى والتأثير على قطاعات معينة من الشباب حتى تكون داعمة ومؤيدة لمن ترمى عليه قطر تأييدها كمرشح رئاسى لمصر.

لقد تبرع عدد من رجال الأعمال المصريين منذ أيام ب10 ملايين دولار للمؤسسة نفسها، ولم يعلن أحد عن ذلك.. ويمكن لرجال الأعمال المصريين أن يتبرعوا بأضعاف ما تبرعت به موزة.. وكان هذا أفضل كثيرا من أن تأتى المرأة التى دفعتها غيرتها لقلب نظام حكم كامل وتحسن إلينا بملايين زوجها التى تأتيه بلا حساب فى إطار دوره كسمسار سياسى يلعب لصالح الدوائر العالمية.

لقد حرصت موزة على التجول فى مؤسسة مجدى يعقوب، كنت تشعر وكأنها تنظر حولها تثبت لطيف سوزان مبارك الذى يلازمها أنها جاءت وتتجول فى نفس الأماكن التى كانت تتجول فيها.. وتقوم بنفس الدور.

لقد جاءت هذه السيدة لتنتقم ليس إلا.. ولتطمئن على نفوذها القادم فى مصر.. وهو ما كان مزريا وسخيفا فى آن واحد.

لم تكن سوزان مبارك السيدة التى حافظت على بلدها أو ما اكتسبتها من خلال وضعها الاجتماعى والسياسي، لقد دفعت زوجها وأسرتها دفعا إلى الهاوية، لكن ليس معنى ذلك أن نجد الشيخة موزة تحتل مكانها.. وتتصرف وكأنها أصبحت ملكة متوجة على عرش مصر.. تفعل ما بدا لها فى الوقت الذى تريده.

إنها لا تتحرك من أجل مصلحة مصر.. ولا حتى من أجل مصلحة قطر.. إنها مشروع فردى هى وزوجها.. تعاونا مع الشيطان من أجل إخضاع المنطقة كلها.. لا لشيء إلا لأن مبارك تآمر عليه والسعودية رفضت أن تعتذر له.. ثم بعد ذلك جاءت موزة لتتبرع لنا موزة بخمسين مليون دولار.. ويا أيتها الأهداف النبيلة كم من الجرائم ترتكب باسمك


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.