تفاقمت حدة التوتر في العلاقات بين باكستانوالولاياتالمتحدة بسبب الاتهامات الأمريكية لإسلام آباد بدعم شبكة "حقاني" عبر جهاز المخابرات؛ حيث هددت باكستانالولاياتالمتحدة بردٍّ متكافئٍ في حال شنت الأخيرة عملية عسكرية ضد معاقل شبكة "حقاني" في "الشريط القبلي" الباكستاني. جاءت هذه التهديدات على لسان الجنرال أحمد شجاع باشا رئيس جهاز الاستخبارات المشترك الباكستاني أثناء لقائه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ديفيد بتراوس. وكان الجنرال باشا قام بزيارة مفاجئة إلى الولاياتالمتحدة على خلفية توتر العلاقات بين البلدين، حسبما أفادت مصادر في جهاز الاستخبارات الباكستاني للصحافيين اليوم الأربعاء. واعتبر محللون دوليون زيارة الجنرال باشا إلى الولاياتالمتحدة اعترافًا من قبل القيادة العسكرية الباكستانية بإقامة اتصالات مع مقاتلي "طالبان" من شبكة "حقاني"، وأشاروا إلى أن باكستان أكدت بذلك عدم رغبتها في شن عمليات عسكرية ضد الشبكة. وكان البيت الأبيض أعلن الثلاثاء 27 سبتمبر أن واشنطن تعيد النظر في مساعداتها الموجهة إلى باكستان، داعيًا إسلام آباد إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لقمع شبكة "حقاني". وتدهورت العلاقات بين واشنطن وإسلام آباد بشكل كبير في أعقاب المزاعم التي أطلقها رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأدميرال مايك مولن الأسبوع الماضي عن وجود صلات للمخابرات العسكرية الباكستانية بمهاجمي السفارة الأميركية في كابل يوم 13 من الشهر الجاري. واتهم العديد من المسؤولين الأميركيين خلال الأيام الأخيرة باكستان بتقديم دعم سري إلى شبكة حقاني، وهي من ألد أعداء حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان، وطالبوها بقطع أي صلة لها معها. وحثت واشنطنباكستان مرارًا على تعقب شبكة حقاني، التي تعتقد أنها تتمركز في منطقة وزيرستان الشمالية القبلية، قرب حدود أفغانستان. وتنفي إسلام آباد أية صلة لها بشبكة حقاني. واشنطن تطالب باكستان بمقاطعة حقاني: وجددت الولاياتالمتحدة الثلاثاء مطالبة باكستان بقطع أي صلة لها مع شبكة سراج الدين حقاني، في حين حذر رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني واشنطن من اتهاماتها لإسلام آباد بلعب دور مزدوج في الحرب ضد "التطرف". وقال غاي كارني المتحدث باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما: "عبرنا بوضوح شديد عن آرائنا على هذا الصعيد، إن شبكة حقاني مسؤولة عن هجمات استهدفت السفارة الأميركية في كابل وقوة إيساف". وأضاف: "على الحكومة الباكستانية أن تتخذ تدابير تهدف إلى الاهتمام بالعلاقات الموجودة" بينها وبين شبكة حقاني. وعلى متن الطائرة الرئاسية الأميركية التي كانت تقل أوباما من لوس أنجلوس إلى دنفر (كولورادو/ غرب)، سئل كارني عما إذا كانت الحكومة الأميركية ستعيد النظر في مساعداتها لباكستان، فأجاب: "نراجع بانتظام برامجنا للمساعدة. ليس لدي شيء لأضيفه. نتعامل طبعًا بجدية مع هذا الموضوع، ونناقش هذه المسائل مع نظرائنا الباكستانيين".