واشنطن (ا ف ب) - دان برلمانيون اميركيون الطلب الذي قدمه الفلسطينيون للحصول على عضوية كاملة في الاممالمتحدة لدولتهم، معتبرين انها خطوة تهدف الى الالتفاف على محادثات السلام مع اسرائيل وحذروا من انعكاساته المحتملة على المساعدات الاميركية. وقالت النائبة الجمهورية ايليانا روس ليتينن العضو في لجنة الشؤون الخارجية "لا بد ان تكون هناك انعكاسات على الفلسطينيين وعلى تحركات الاممالمتحدة التي توقض اي امل في سلام حقيقي دائم".
واضافت روس ليتينن في بيان ان طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس يجعل السلطة الفلسطينية في "موقع معاد لاسرائيل ومعاد للسلام" يدل بشكل واضح على ان "رام الله لا نية لديها في صنع السلام".
اما النائبة نيتا لوي الرئيسة الديموقراطية للجنة التي تشرف على المساعدات للخارج، فحذرت السلطة الفلسطينية من ان المساعدة الاقتصادية والامنية التي تبلغ 500 مليون دولار سنويا في خطر.
وقالت انه "تم تحذير الرئيس عباس مرارا وما زالت على موقفي وارى ان هذا التحرك غير المثمر الذي قامت به السلطة الفلسطينية تجاوز خطا ويجب ان يؤدي الى اعادة تقييم هذه المساعدة".
وتابعت لوي ان الطلب الفلسطيني الى الاممالمتحدة "سيؤدي بدون شك الى تراجع آفاق التسوية بين الجانبين ويثير تساؤلات حول التزام القادة الفلسطينيين بسلام حقيقي ودائم".
وكان عدد كبير من البرلمانيين الاميركيين حذروا من انهم سيعيدون النظر في المساعدات المقدمة للفلسطينيين.
لكن بعضهم رأوا ان خفض التمويل لتأهيل القوات الامنية الفلسطينية وتقليص المساعدة الاقتصادية قد يخدم مصلحة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
وقال السناتور الديموقراطي بن كاردن العضو في لجنة الشؤون الخارجية في المجلس انه "يشعر بخيبة امل كبيرة" لجهود الفلسطينيين، معتبرا ان عباس "ليس حاليا شريكا في السلام مع اسرائيل".
واضاف "ادعو الدول الاعضاء الى عدم التجاوب مع الاعلان الاحادي الجانب حول الدولة والقيام بدلا من ذلك بمطالبة عباس بالعودة الى طاولة السلام لاجراء مفاوضات مباشرة ومجدية".
اما السناتورة الديموقراطية كيرستن غيليبراند فقالت انها شعرت "بخيبة امل عميقة" ايضا، معتبرة ان الخطوة التي قام بها الرئيس الفلسطيني تشكل "انحرافا مؤذيا عن انجاز السلام الحقيقي والاستقرار بين اسرائيل وفلسطين".
وتابعت ان "الطريق الوحيد الذي يتمتع بمصداقية لحل الدولتين هو طاولة المفاوضات. الولاياتالمتحدة قالت بوضوح للفلسطينيين وللآخرين في العالم اننا نقف الى جانب حليفتنا اسرائيل في هذا الوقت الخطير الذي يغيب فيه الاستقرار".
وقال مكتب غيليبراند التي تمثل نيويورك في مجلس الشيوخ انها خططت لتنظيم تجمع في الشارع الاثنين عند انعقاد مجلس الامن الدولي للنظر في الطلب الفلسطيني، ضد "الخطوة الاحادية الجانب التي قام بها الفلسطينيون من اجل الحصول على دولة عن طريق الاممالمتحدة".
ويتوقع ان يشارك في هذا التجمع برلمانيون من الحزبين وممثلو نيويورك في المجلسين وقادة الجالية اليهودية.
وكان عباس تقدم الجمعة بطلب عضوية كاملة لدولة فلسطين في الاممالمتحدة في خطوة تاريخية دافع عنها بقوة امام الجمعية العامة للمنظمة الدولية الملتئمة في نيويورك.
وتقدم عباس بطلب الاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف، دولة كاملة العضوية الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في مقر المنظمة قبل ان يلقي كلمته امام الجمعية العامة.
ودعا الرئيس الفلسطيني في كلمته بان الى "العمل السريع لطرح مطلبنا امام مجلس الامن" والدول الاعضاء في المجلس الى "التصويت لصالح عضويتنا الكاملة".
وقال عباس "لا اعتقد ان احدا لديه ذرة ضمير ووجدان يمكن ان يرفض حصولنا على عضوية كاملة في الاممالمتحدة".
وكانت واشنطن اعلنت انها ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد الطلب الفلسطيني في مجلس الامن.
وقد دعت عباس الى العودة الى "المفاوضات المباشرة" مع اسرائيل.
واتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الفلسطينيين برفض التفاوض وقال ان رفضهم الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل تشكل "جوهر النزاع".