حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بوادر المواجهة العسكرية تنهي عقود التحالف السري بين تركيا وإسرائيل
نشر في الفجر يوم 06 - 09 - 2011

بشكل غير مسبوق تصاعدت الأزمة بين تركيا واسرائيل بسبب تداعيات رحلة اسطول الحرية وما نجم عنها من سقوط عدد من القتلى الأتراك على يد قوات الكوماندوز الاسرائيلية، خصوصا بعد صدور التقرير الأممي الذي أثار غضب أنقرة بعد أن برئ تل أبيب من جرم ما حدث في المياه الإقليمية.
فيما باتت بوادر المواجهة العسكرية في البحر تلوح في الافق بعد ان ألغت تركيا جميع الاتفاقيات العسكرية المبرمة مع إسرائيل، وإعلانها عن تسيير قطعات بحرية عسكرية لحماية اجزاء من البحر الابيض المتوسط، في تلويح مباشر باستخدام العصا كرد اعتباري قد يقع في المستقبل مع أي قطعة بحرية عسكرية تنتمي للجيش الإسرائيلي.
وعلى الرغم من رفض اسرائيل تقديم أي اعتذار عما قامت أزاء اسطول الحرية التركي، الا انها تسعى بشكل وآخر للتهدئة، في الوقت الذي لم تثمر الجهود الدولية لوأد الفتنة القائمة.
تقرير الامم المتحدة
فقد اعتبر تقرير الامم المتحدة حول هجوم البحرية الاسرائيلية على اسطول المساعدات الى غزة في 2010 ان اسرائيل بالغت في تصديها للاسطول، بحسب مقتطفات نشرتها صحيفة نيويورك تايمز. ورحبت اسرائيل بالتقرير الذي ادانته حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
والتقرير الذي لم ينشر رسميا بعد والذي اثار ازمة مفتوحة بين اسرائيل وتركيا، يعتبر مع ذلك ان الحصار البحري الاسرائيلي على غزة قانوني في نظر القانون الدولي.
وخلص التحقيق الذي تولاه رئيس وزراء نيوزيلندا السابق جيفري بالمر الى ان "قرار اسرائيل بالسيطرة على السفن بمثل هذه القوة بعيدا عن منطقة الحصار ومن دون تحذير مسبق مباشرة قبل الانزال كان مفرطا ومبالغا به".
الا ان هذا التحقيق اضاف ان الاسطول المؤلف من ست سفن "تصرف بطريقة متهورة عندما حاول كسر الحصار البحري" المفروض حول قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس).
ويدعو التحقيق اسرائيل الى اصدار "اعلان مناسب تبدي فيه اسفها" حيال الهجوم ودفع تعويضات لعائلات ثمانية اتراك واميركي من اصل تركي قتلوا اثناء هجوم البحرية الاسرائيلية، وكذلك الى الجرحى. واضاف التقرير ان على تركيا واسرائيل استئناف علاقاتهما الدبلوماسية كاملة "عبر اصلاح علاقاتهما لمصلحة الاستقرار في الشرق الاوسط".
واعتبر التقرير ان "امن اسرائيل يواجه تهديدا حقيقيا من جانب المجموعات المقاتلة في غزة. الحصار البحري فرض باعتباره تدبيرا امنيا مشروعا بهدف منع ادخال الاسلحة الى غزة عبر البحر وتطبيق يتماشى مع متطلبات القانون الدولي". لكنه يعتبر الخسائر في الارواح والاصابات التي نجمت عن استخدام الجيش الاسرائيلي للقوة "غير مقبولة".
ورحبت اينات ولف، النائبة في الكنيست وعضو لجنة الخارجية والدفاع بنتائج التقرير الذي قالت انه "يبرىء ساحة اسرائيل بوضوح بشأن المسائل الرئيسية والتي تتعلق بقانونية الحصار، وقانونية التدخل ضد سفن في المياه الدولية ووجود عنف ومقاومة في مواجهة الجنود الاسرائيليين".
اما حركة المقاومة الاسلامية (حماس) فاعتبرت ان تقرير الامم المتحدة "غير منصف وغير متوازن". وقال المتحدث باسم حماس سامي ابو زهري ان هجوم البحرية الاسرائيلية على اسطول المساعدات الانسانية الى قطاع غزة "هو تقرير غير منصف وغير متوازن ويساهم في منح الاحتلال الاسرائيلي الفرصة للافلات من المسؤولية". بحسب فرانس برس.
واعلن مساعد المتحدث باسم الامم المتحدة ادواردو دل بوي ان هذا التقرير سيرفع الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "في الايام المقبلة". واوضح ان تاكيد موعد نشره سيصدر الجمعة. وقد تم ارجاء نشر هذا التقرير مرات عدة هذه السنة بهدف السماح لاسرائيل وتركيا باصلاح الحال بينهما.
واستدعت تركيا بعد الهجوم على سفينة مافي مرمرة، اهم سفن الاسطول، سفيرها من تل ابيب التي طالبتها بتقديم اعتذار وبدفع تعويضات لاهالي الضحايا.
واعربت اسرائيل عن اسفها واستعدادها لتسديد تعويضات لاهالي الضحايا لكنها رفضت الاعتذار حتى لا تعرض جنودها لملاحقات قضائية.
عقوبات تركية
من جانبه اكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان بلاده ستطبق "الخطة ب" القاضية بفرض عقوبات على اسرائيل ان استمرت في رفض الاعتذار على مهاجمة اسطول المساعدات الى غزة التي ادت الى مقتل تسعة اتراك عام 2010، على ما نقلت وسائل الاعلام التركية الخميس.
ونقلت صحيفة "حرييت" عن داود اوغلو قوله ان بلاده "ستطبق عددا من العقوبات" ان امتنعت الدولة العبرية عن تقديم اعتذاراتها قبل نشر تقرير الامم المتحدة حول الحادثة الذي قد ينشر في مهلة تبدأ الجمعة حتى منتصف ايلول/سبتمبر. ولم يحدد الوزير الاجراءات المعنية لكنه شدد على انها "معروفة لدى اسرائيل والمجتمع الدولي".
وقال "ان يوم الاعلان عن نشر تقرير الامم المتحدة سيكون اليوم الاخير امام اسرائيل لتقديم اعتذاراتها".
وحذر داود اوغلو في الشهر الفائت من تدهور العلاقات مع اسرائيل في غياب الاعتذارات. وافاد دبلوماسيون اتراك ان انقرة التي يمثلها قائم بالاعمال في تل ابيب قد تقلص مستوى تمثيلها في الدولة العبرية الى ادنى من ذلك. كما قد ترفض تركيا الموافقة على بديل السفير الاسرائيلي الحالي في انقرة غبريال ليفي الذي سيتقاعد في الشهر الحالي. كما طرحت احتمال فرض عقوبات في المجالين التجاري والعسكري.
مواجهة عسكرية في البحر
من جهتهم اعتبر عدد من المحللين ان التوتر القائم حاليا بين اسرائيل وتركيا يمكن ان يتحول الى مواجهة عسكرية بين سلاحي البحر في البلدين. وكان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو اعلن الجمعة عن اجراءات ضد اسرائيل بعد رفضها تقديم الاعتذار. وقال داود اوغلو في المناسبة نفسها محذرا ان "تركيا ستتخذ كل الاجراءات الوقائية التي تعتبرها ضرورية لضمان سلامة الحركة البحرية في شرق المتوسط".
واذا كان الوزير التركي رفض تقديم تفاصيل اضافية حول هذا الموقف التركي، فان مصدرا مقربا من الحكومة التركية اعلن ان البحرية التركية تلقت اوامر بان تكون "اكثر نشاطا واكثر يقظة" في المناطق الشرقية من البحر المتوسط.
وقال هذا المصدر طالبا عدم الكشف عن اسمه "من غير المقبول ان تتصرف اسرائيل بهذا الشكل الفظ في المتوسط، وهذا ما لا يمكننا ان نسمح به". بحسب فرانس برس.
وقدمت تركيا احتجاجا في كانون الاول/ديسمبر الماضي على اتفاق بين اسرائيل وقبرص رسم الحدود البحرية بين البلدين تمهيدا لبدء التنقيب عن الغاز في البحر.
وتعترض تركيا على هذا الترسيم الذي تم بعد اكتشاف حقلي غاز تقدر طاقتهما بما بين 8 و16 مليار متر مكعب، لانها تعتبر ان الحكومة القبرصية المعترف بها دوليا والتي لا تعترف بها انقرة، لا يمكن ان تتكلم باسم كامل جزيرة قبرص المقسومة بين قبارصة اتراك وقبارصة يونانيين منذ العام 1974.
وقال الصحافي دنيز زيرك "ان التهديدات التركية تعني ان السفن الحربية الاسرائيلية والتركية يمكن ان تتواجه على الطرق البحرية التجارية بين خليج الاسكندرونة (جنوب تركيا) وقناة السويس". واضاف هذا المحلل الصحافي ان تركيا في حال قررت ارسال سفن حربية لمواكبة سفن تركية تنقل مساعدات الى قطاع غزة تكون قد دفعت باتجاه مواجهة عسكرية بحرية بين البلدين. وتابع "لا يمكن ان نستبعد تماما هذا الاحتمال الخطير".
من جهتها، نقلت صحيفة راديكال عن مصدر رسمي طلب عدم الكشف عن اسمه ان اسرائيل في حال اصرت على عدم تقديم اعتذار الى تركيا، فان البحرية التركية في منطقة شرق المتوسط "ستزيد من دورياتها وستكون لها استراتيجية اكثر نشاطا، ولن تسمح لاسرائيل بتكرار ما قامت به". واضافة الى مطالبتها اسرائيل بتقديم اعتذار ودفع تعويضات لاسر القتلى الاتراك التسعة، فان الحكومة التركية تطالب اسرائيل ايضا بانهاء الحصار المفروض على قطاع غزة.
والمعلوم ان تركيا واسرائيل وقعتا العام 1996 اتفاق تعاون يشمل جوانب عسكرية، وشارك البلدان في مناورات عسكرية بحرية مشتركة. وقامت انقرة بتعليق كافة اتفاقات التعاون هذه الموقعة بين البلدين.
وقال جنرال تركي متقاعد طلب عدم الكشف عن اسمه "من المؤسف ان يصل حليفان قديمان الى هذا الوضع، الا ان لتركيا مصالح كبيرة في شرقي المتوسط"، مضيفا "لا يمكن السماح للاسرائيليين بان يتجولوا على هواهم في هذه المنطقة التي يريدون تحويلها الى محمية لهم".
احتجاز سياح إسرائيليين
من جانب آخر اعلنت وزارة الخارجية الاسرائيلية ان اربعين مسافرا اسرائيليا كانوا على متن طائرة تركية متجهة الى اسطنبول اوقفوا لساعة ونصف ساعة بعد وصولهم الى تركيا وتم التحقيق معهم قبل الافراج عنهم.
وقالت وزارة الخارجية الاسرائيلية انها تلقت شكوى "غير مألوفة" من احد المسافرين قال فيها انه تم احتجاز مسافرين اسرائيليين كانوا على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية من تل ابيب الى اسطنبول "للتحقيق معهم".
وافادت ايلانا ستاين نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية "كانت طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية هبطت في مطار اسطنبول وتم احتجاز نحو 40 مسافرا اسرائيليا". واضافت "اخذوا الى غرف منفصلة للتحقيق معهم وصودرت جوازات سفرهم وبعد نحو ساعة ونصف ساعة من الانتظار تم التحقيق معهم واحدا تلو الاخر وبعد ذلك اعيدت جوازات سفرهم" اليهم.
واشارت ستاين الى ان الشكوى قدمها مسافر وبعدها قامت الوزارة بالتأكد من التفاصيل وقالت انه سيتم اجراء مزيد من التحقيقات قبل اتخاذ اي قرار بالاحتجاج على طريقة معاملة المسافرين.
غير ان ارتفاعا ملحوظا سجل هذا الصيف مع وصول ثمانين الف سائح اسرائيلي في تموز/يوليو الى تركيا، وفق الاحصاءات الاسرائيلية.
التهدئة لكن ليس باي ثمن
من جانبها تأمل اسرائيل في تهدئة الازمة الدبلوماسية الحادة مع تركيا الحليف الاستراتيجي السابق، لكن ليس باي ثمن. وقال وزير البيئة جلعاد اردان المقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو للاذاعة العامة "ان اسرائيل ليس لديها اي مصلحة في التصعيد مع تركيا، بل على العكس". واكد المتحدث باسم وزارة الخارجية ييغال بالمور "ان تركيا ليست بلدا عدوا".
ولفت نائب وزير الخارجية داني ايالون في تصريح للتلفزيون الى "ان العلاقات مع تركيا هامة بالنسبة لنا لكن ليس لدينا اي نية في اللعب بكرة الملاكمة". وقال الوزير المكلف الشؤون الاستراتيجية موشي يعالون للصحافيين "ان الاتراك هم السبب في تدهور العلاقات. يريد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان يتمكن من القول لجميع دول المنطقة انه نجح في ارغام اسرائيل على التنازل بالرغم من تقرير للامم المتحدة جاء في مصلحتنا". واضاف ييغال بالمور "في كل مرة تتقدم فيها المحادثات بين البلدين يقدم فيها القادة الاتراك مطالب جديدة وانذارات مما يحملنا على التساؤل عما هي مشاريع تركيا الحقيقية". بحسب فرانس برس.
واعتبر مسؤول اسرائيلي كبير طلب عدم كشف هويته بلهجة تقل دبلوماسية ان "تركيا اختارت الهروب الى الامام واستراتيجية خطرة افضت في الوقت الحاضر الى عزلة متزايدة".
وقال هذا المسؤول ان "احدا لم يفوض تركيا ضمان حرية التنقل في البحر المتوسط ونأمل ان يتمكن الحلف الاطلسي من افهام انقرة ذلك". وكان يلمح بذلك الى وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الذي حذر من ان بلاده "ستتخذ كافة تدابير الحيطة التي تعتبرها ضرورية لسلامة حركة الملاحة البحرية في شرق المتوسط".
ولم يعط مزيدا من التفاصيل لكن مصدرا مقربا من حكومة انقرة اوضح ان البحرية التركية تلقت الامر بان تكون "اكثر نشاط وتيقظا" في شرق المتوسط.
وندد المسؤول الاسرائيلي ايضا ب"الاستراتيجية العثمانية الجديدة" التي ينتهجها اردوغان الذي يهدف الى اعادة فرض هيمنة تركية على جزء من المنطقة. واضاف هذا المسؤول ان "محاولات انقرة للتقرب من سوريا وليبيا فشلت والعلاقات مع مصر مترنحة والتوتر تصاعد مع ايران التي لديها الطموحات نفسها للهيمنة، وكذلك مع قبرص واليونان". وتابع "من المؤسف حقا ان لا تفهم تركيا ان اسرائيل بلد صديق وامين".
حصار غزة
الى ذلك قالت تركيا انها ستقدم هذا الاسبوع طلبا لكي تحقق محكمة العدل الدولية في قانونية الحصار البحري الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة. وأكد وزير الخارجية أحمد داود أوغلو الذي كان يتحدث الى التلفزيون التركي اثناء اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بولندا مجددا دعم تركيا لجهود الحصول على اعتراف بدولة فلسطينية من خلال الامم المتحدة.
وقال داود اوغلو لقناة تي.ار.تي. الاخبارية "سنبدأ عملية تقديم طلب الى محكمة العدل الدولية في غضون اسبوع لاجراء تحقيق في كنية حصار غزة."
ويتوقع ان يتوجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الى مصر في وقت لاحق هذا الشهر في زيارة يمكن ان تعمق خلافات بلاده مع اسرائيل. وينظر الى أردوغان على انه بطل في العالم الاسلامي لتبنيه القضية الفلسطينية. وتوجد تكهنات بأن أردوغان قد يذهب الى غزة عن طريق معبر رفح المصري لاظهار تضامنه مع الفلسطينيين.
وقال مسؤول تركي انه توجد خطط لان يزور أردوغان مصر يوم 12 سبتمبر ايلول وان أردوغان قد يذهب الى مكان اخر أثناء الجولة دون ان يحدد المسؤول المكان.
وحذر داود أوغلو اسرائيل من ان القوى الديمقراطية التي أطلقها ربيع العرب ستثير عداوة نحو الدولة اليهودية ما لم تغير سياساتها. وقل داود اوغلو لقناة تي.ار.تي. الاخبارية "على اسرائيل ان تحدد خيارها .. الربيع العربي سيجلب عداوة كبيرة ضد اسرائيل اذا تقاعست عن تغيير موقفها نحو القضايا الاقليمية."
دعوات الى المصالحة
في سياق متصل اثار رد تركيا قلق المجتمع الدولي ودعا الامين العام للامم المتحدة البلدين الى المصالحة. وقال بان كي مون للصحافيين في كانبيرا غداة اعلان تركيا طرد السفير الاسرائيلي وتجميد الاتفاقيات العسكرية مع تل ابيب، "آمل بصدق ان تحسن تركيا واسرائيل علاقاتهما". واضاف ان تركيا واسرائيل "بلدان مهمان جدا في المنطقة وتحسين العلاقات بينهما (..) سيكون بالغ الاهمية" بالنسبة لقضايا الشرق الاوسط "بما فيها عملية السلام".
وقال بان "ان رغبتي الوحيدة تتمثل في ان يحسنا علاقاتهما وان يقوما بكل ما يمكنهما لتطبيق توصيات ونتائج تقرير اللجنة" التي فوضتها الامم المتحدة.
ودعت عواصم غربية البلدين الى تحسين علاقاتهما. ونقلت وكالة انباء الاناضول عن مصدر دبلوماسي بريطاني قوله "نحن ندعو الطرفين الى تجديد العمل والتوصل معا الى جملة من الاجراءات تؤدي الى تسوية".
من جهتها وبعد ان ذكرت ب "الصداقة القديمة" التي تربط واشنطن بتركيا واسرائيل، عبرت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الاميركية عن اسف بلادها لفشل البلدين في تسوية الخلاف بينهما. وقالت في بيان "نامل ان يستمرا في البحث عن وسيلة لتحسين علاقاتهما القديمة وسنشجعهما على المضي في هذا الاتجاه".
كما دعا العديد من وزراء الخارجية الاوروبيين بينهم الفرنسي آلان جوبيه والالماني غيدو فسترفيلي تركيا واسرائيل الى العودة الى الحوار بعد الازمة التي نشبت بينهما.
وقال جوبيه للصحافيين على هامش اجتماع مع نظرائه الاوروبيين في سوبوت ببولندا "لقد اعربنا كما الامين العام للامم المتحدة عن الامل في ان تتم تسوية هذا الخلاف بين اسرائيل وتركيا بالحوار والتفاهم المتبادل وليس بوسائل اخرى".
من جهته قال الوزير الالماني "ان الحكومة الالمانية تنظر الى هذه الخلافات الاخيرة بين تركيا واسرائيل بكثير من القلق" داعيا "كافة الاطراف" الى "العمل على التهدئة بدلا من صب الزيت على النار". ومنذ تاسيس اسرائيل في 1948 تعتبر تركيا اهم صديق لها في العالم الاسلامي.
غير ان العلاقات بينهما تدهورت في السنوات الاخيرة خصوصا منذ الهجوم الاسرائيلي الدامي على قطاع غزة نهاية 2008 وبداية 2009 الذي انتقدته تركيا بشدة.
نهاية التحالف السري
فيما يرى بعض المحللين ان الأزمة الأخيرة بين تركيا وإسرائيل كشفت عن بعض خفايا العلاقة التي غلفها الكثير من السرية ولاسيما في بعدها العسكري، بين تركيا الدولة العلمانية ذات التوجه الديني الاسلامي، وإسرائيل العدو الأول للشعب العربي.
فعلى الرغم من إعلان البلدين في أكثر من مناسبة من أن العلاقة بينهما لا تبلغ حد التحالف العسكري الاستراتيجي، إلا ان لهذه العلاقة كما كشفت تقارير غربية جوانب أمنية واستخباراتية وسياسية واقتصادية قد تفاجئ الشارع العربي والاسلامي الذي وجد في تركيا المناصر المهم لقضاياه، ولاسيما قضية السلام.
وأشارت تقارير الى ان جوهر العلاقة بين أنقرة وتل أبيب كان سببه مخاوف أمنية مشتركة، فالبلدان يخشيان من التطورات الاقليمية المحتملة في سورية وايران والعراق على وجه التحديد، لذلك كانت أنقرة قد سعت للحصول على دعم واشنطن لشراء نظام صواريخ باليستية تنتجها تل أبيب، كما قامت إسرائيل بتحديث سرب المقاتلات التركية، وكذلك قامت كل منهما بعمل مناورات عسكرية مشتركة عدة. بحسب صحيفة القدس.
وذكرت التقارير عاملاً مشتركاً بين البلدين، فكل من تركيا وإسرائيل تمتلكان اثنين من أقوى وأكبر الجيوش وأثقلها وزنا في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي يمكن لهما الاستفادة من العلاقة التي تربطهما.
والآن، هل سيكون التدهور الأخيرة للعلاقة بين تركيا وإسرائيل سحابة صيف وتنجلي ولاسيما وأن عديد الأطراف الدولية تدعو الى تحسين علاقاتهما، أم ان هذه العلاقة مرشحة لمزيد من التوتر ولاسيما وأن تركيا، بحسب مصدر سياسي إسرائيلي رفيع، ليست معنية بترميم العلاقات مع حليفتها السرية؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.