سقط 88 قتيلا على الأقل في أحداث (الجمعة العظيمة) التي تعرضت فيها التظاهرات للقمع في العديد من المدن السورية، فضلا عن ريف دمشق وضواحي العاصمة، واتهم النشطاء السلطة بإشراك (البلطجية) و(الشبيحة) في القتل والتنكيل بالمحتجين، بينما اتهمت السلطة الإعلام الخارجي بالتحريض والتضليل. وأفاد ناشطون ومنظمات حقوقية أمس الجمعة بأن أكثر من 88 شخصا قتلوا وأصيب العشرات إثر إطلاق قوات الأمن السورية النار لتفريق متظاهرين في عدة مدن. وذكرت اللجنة السورية لحقوق الإنسان ومقرها لندن في بيان حصلت وكالة الأبناء السورية على نسخة منه، (ارتكبت قوات الأمن السورية مجازر في العديد من المدن والمناطق السورية أمس الجمعة سقط على إثرها 72 مواطنا ومئات الجرحى). وأوردت اللجنة في بيانها أسماء معظم القتلى الذين سقط 30 منهم في مدينتي حمص (وسط) وازرع في محافظة درعا (جنوب) وعشرات آخرون في منطقة دمشق وريفها. ونشر عدة ناشطون حقوقيون آخرون على الانترنت لوائح بأسماء أكثر من 70 قتيلا سقطوا في مظاهرات اليوم الذي أطلق عليه (الجمعة العظيمة). وفي دوما القريبة من العاصمة دمشق سقط على الأقل ثلاثة متظاهرين برصاص الأمن, فيما سقط قتلى وجرحى في منطقة القابون في ريف دمشق. وفي بلدة ازرع والحراك التابعتين لمحافظة درعا سقط تسعة قتلى على القأل فيما كان المتظاهرون يرددون هتافات تدعو لإسقاط النظام، وعبر متظاهرون في جاسم التابعة أيضاً لدرعا عن رفضهم للإصلاحات التي أعلنها الرئيس السوري. وتحدث شهود عيان وحقوقيون عن سقوط خمسة قتلى في منطقة الحجر الأسود وثلاثة في جوبر قرب دمشق وثلاثة قتلى في المعظمية. وانطلقت مظاهرات حاشدة الجمعة في دمشق وحمص ودرعا ودوما والحسكة والقامشلي وغيرها من المدن السورية وخلفت عشرات الجرحى بعد أن واجهها الأمن بالذخيرة الحية ومسيلات الدموع. ونقل شهود العيان سقوط ستة جرحى في إطلاق نار وغاز مسيل للدموع في منطقة الحجر الأسود قرب دمشق وسقوط 5 جرحى في مدينة دوما السورية و3 آخرين في مدينة حمص، فيما تحدثت أنباء عن سقوط جريحين آخرين في مدينة درعا. وكان ناشطون دعوا عبر مواقع الإنترنت السوريين بمختلف طوائفهم إلى التظاهر الجمعة في ما سمّوه يوم (الجمعة العظيمة)، غير عابئين بدعوة السلطات إلى إيقاف الاحتجاجات، نقلاً عن تقارير لوكالة رويترز ووكالة الصحافة الفرنسية. وأكد شهود العيان أن الجيش السوري انتشر خلال الليل في مدينة حمص، وذلك قبل صلاة الجمعة التي كانت إيذاناً باشتداد الاحتجاجات على الحكم الشمولي خلال الأسابيع الخمسة الماضية. * * * (الجمعة العظيمة) * * * وترافقت الدعوة للاحتجاج مع صورة لجرس الكنيسة بين قبتي مسجد، تأكيداً على مخاطبة كافة طوائف الشعب السوري، وأرفق بالصورة شعار (معاً نحو الحرية، قلب واحد، يد واحدة، هدف واحد). وأوضح المنظمون في صفحتهم الإلكترونية على الإنترنت أن (تسمية الجمعة العظيمة جاء بناء على طلب الشباب في سورية، ووفاء لأهلنا من مسيحيي درعا وحمص والبيضا وكل سورية البواسل، الذين سقط منهم العشرات من الجرحى مع المسلمين في مظاهرات الحرية والكرامة). وأضافوا (نحن شعب واحد، كلنا سوريون، ولن يستطيع النظام الظالم أن يفرقنا رغم كل محاولاته المستميتة). ووجهت الداخلية السورية نداء إلى المواطنين بالامتناع عن القيام بأي مسيرات أو اعتصامات أو تظاهرات (تحت أي عنوان كان)، مؤكدة أنها ستطبق (القوانين المرعية) من أجل استقرار البلاد. * * * أوباما يهاجم الأسد بسبب العنف (المفرط) * * * من جانبه، دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما الحكومة السورية أمس الجمعة إلى الكف عن استخدام العنف (المفرط) ضد المتظاهرين واتهم الرئيس السوري بشار الأسد بالسعي للحصول على مساعدة من إيران. وقال اوباما في بيان (لابد وضع نهاية الآن لهذا الاستخدام المفرط للعنف لإخماد الاحتجاجات. بدلا من الاستماع لشعبه ينحى الرئيس الأسد باللائمة على أطراف خارجية في الوقت الذي يسعي فيه للحصول على مساعدة إيرانية لقمع المواطنيين السوريين من خلال نفس الأساليب الوحشية التي يستخدمها حلفاؤها الإيرانيون). * * * البيت الأبيض يدين عنف الحكومة السورية * * * وفي واشنطن حث البيت الأبيض الحكومة السورية على وقف العنف ضد المتظاهرين ودعا دمشق إلى الوفاء بوعود الإصلاح. وجاءت تلك التصريحات في الوقت الذي قتلت فيه قوات الأمن السورية بالرصاص عشرات المحتجين وفق ماذكره نشطاء في أكثر الأيام دموية خلال شهر من الاحتجاجات المتصاعدة ضد الرئيس بشار الأسد. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين أثناء عودة الرئيس باراك أوباما جوا من كاليفورنيا إلى واشنطن نأسف لاستخدام العنف. ودعا كارني الحكومة السورية إلى التوقف والكف عن استخدام العنف ضد المحتجين والوفاء بوعود الإصلاح. * * * مناشدات دولية * * * ودعت منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش السلطات السورية إلى عدم قمع التظاهرات المقررة الجمعة، والتي قد تكون بحسب هاتين المنظمتين المدافعتين عن حقوق الانسان (أكبر تظاهرات يشهدها البلد حتى الآن). وذكرت منظمة العفو أن 228 شخصاً على الأقل قتلوا منذ منتصف مارس/آذار في سورية. وقال مدير المنظمة في الشرق الأوسط مالكولم سمارت إنه (يتحتم التعاطي مع هذه التظاهرات بذكاء، واحترام القانون الدولي، لتجنب سفك مزيد من الدماء في شوارع سورية). وتشهد سورية موجة من الاحتجاجات غير المسبوقة في عدة مدن منذ 15 مارس للمطالبة بإصلاحات، وإطلاق الحريات العامة، وإلغاء قانون الطوارئ، ومكافحة الفساد، وتحسين المستوى المعيشي والخدمي للمواطنين. ويملك الرئيس الأسد، الذي تدعمه عائلته وجهاز أمني مهيمن، سلطة مطلقة في سورية.