يتنقل حاملًا شنطة سوداء اللون على كتفه مع ساعات الصباح الأولى، ليضع خطواته داخل مكان بيع السمك بسوق العبور، ليزيح ما يحمل ويقوم بتحضير أدواته والشروع في عمله، في مشهد يجعل كل من يراه يطلق عليه حلاق السوق. "أنا حلاق متنقل" بهذه العبارة يوصف محمد مرزوق - اسم مستعار- طبيعة عمله الذي يعتاش عليه منذ اكثر من اربعين عاما، موضحا أنه كان يعمل بسوق قديم وعقب نقله انتقل معهم، غير مهتم بالمسافة التي تبعد عن مسكنه "اتعودت عليهم واتعودوا عليا". يقف في أحد الزوايا بمنتصف سوق السمك، ممكسًا بيده فرشاة يقوم بغمسها في كريم مخصص للحلاقة، ويعود بها ليضعه على ذقن أحد البائعين، وبجواره منضدة خشبية مفترش عليها أدواته التي يستخدمها في الحلاقة "عدتي قديمة بس بتعجب الناس وعلى قد ايديهم".
يضع الرجل الستيني نفسه تحت طلب من يحتاجه ايًا كان مكانه ليتشابه مع طيار الدليفري "بحلق ب10جنيه وفي البيت ب15 وبحلق للكبير والصغير كمان ويا اما حلقت لعرسان". وكما لعب شم النسيم في زيادة حركة البيع داخل سوق العبور، كان للحلاق المتنقل نصيب من الرزق في هذه المناسبة التي يعد نفسه لها في كل عام " يافرحتي في الوقت ده كل سنة.. الزباين كثير وخير ربنا والرزق بيزيد.. ياريت شم النسيم كل يوم".