بينما ينهمك الناخبين في البحث عن اللجان الخاصة بهم للإدلاء بأصواتهم في الإنتخابات الرئاسية، يمكث محمد فهمي على أحد الأرصفة المجاورة؛ لمدرسة عابدين الثانوية، لتوفير سبل الراحة لهم. داخل "توك توك" مزين بأعلام مصر، يضج بالأنغام الناطقة بحب مصر، يقبع الشاب العشريني في انتظار الناخبين لتوصيلهم من وإلى اللجان دون مقابل مادي، وذلك إيمانا منه بواجبه الوطني تجاه مصر"ده أقل حاجة نقدمها لبلدنا واللي في استطاعتي". وبصوت يملؤه الحماس، يقول سائق "التوك توك" إنه بدأ في توصيل الناخبين في تمام الساعة التاسعة صباحاً، مشيرًا إلي أن الإقبال خلال الانتخابات الرئاسية الجارية يفوق المرات السابقة بكثير، لاسيما وأنه كان شاهدًا على العديد من الانتخابات "الناس بدأت تحس بقيمة صوتها مش مهم هتنتخب مين الأهم اننا نساعد بلدنا وتظهر بصورة مشرفة قدام العالم كله ". ويستكمل بنظرة أمل في الغد، أن الثلاثة أيام مدة الانتخابات بمثابة مكسب بالنسبة له، بالرغم من توصيل المواطنين بدون مقابل، مؤكدًا أنه لا يمتلك مهنة سوى قيادة ال"توك توك ". "الستات أكتر ناس ركبت معايا"، بهذه العبارة أكد "فهمي"، أن المرأة كان لها النصيب الأكبر في المشاركة الانتخابية اليوم، لافتًا إلى أن كبار السن أكثر الفئات العمرية ترددت على اللجان.